الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابى الاحرار وسيد الشهداء

ماجد شاكر

2010 / 2 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




تاريخ الإنسانية هو تراكم من التجارب والدروس والعبر وللإنسانية مشتركات وثوابت أخذت طابع الثنائيات مثلا الصراع بين الخير والشر بين الحق والباطل بين الشرعي وغير الشرعي بين التسلط والظلم والاستبداد ورفض ومقاومة ذلك التسلط والظلم وللشعوب والأمم مقاسات ومجسات للتفريق بين هذه الثنائيات نابعة من خلفياتها وبيئتها الأخلاقية والفكرية ومرجعياتها العقائدية وعلى هذا الأساس تمجد وتحترم هذه الشخصية أو تزدري تلك وقلة من الشخصيات التاريخية التي حصلت على احترام وتقدير الشعوب بمختلف انتماءاتها وخلفياتها الفكرية والثقافية وبذلك أصبحت هذه الشخصيات ملك وجزء من تاريخ الإنسانية بجانبه المشرق والمضيء والسبب في ذلك هو مقدار العطاء الذي أعطته تلك الشخصيات للإنسانية وكل عصر له أدواته ومجال عطائه أما أن يكون العطاء فكري أو علمي أو موقف بطولي لتصحيح مسار حركة التاريخ باتجاه الخير ضد الأشرار المستبدين ولتنتفع الإنسانية بهذا الموقف لأجيال قادمة 000 هكذا هو الحسين ابن علي ابن أبي طالب أبى الأحرار وسيد الشهداء لكل الإنسانية المتطلعة للخير والعدالة والمساواة الرافضة للظلم والتسلط والاستبداد كان موقف الحسين البطولي ورفضه البيعة ليزيد ليس صراع من اجل السلطة كما يريد أن يصوره البعض وإنما هو تصحيح لمسار حركة التاريخ باتجاه إقامة العدل والمساواة وتحرير الإنسان من عبودية السلطة الغير شرعية التي تسلطت على رقاب الناس 0 لم يكن العرب قبل الإسلام امة ولم يكن لهم كيان سياسي وجغرافي وهذه حقيقة تاريخية لا أظن يختلف عليها اثنان عندما جاء الإسلام استطاع بفعل العقيدة الإسلامية وعبقرية الرسول الأعظم محمد ( ص ) الذي زاوج بين العقيدة في مجال العبادات والفكر في مجال الحياة المدنية عندما أقام كيان هذه الأمة فوضع لها ثوابت وقانون بمثابة الدستور فبعد أن كان العرب قبائل متناحرة تغزوا بعضها بعضا ويقتل فيها الإنسان لا أتفه الأسباب أصبحوا امة لا يقتل فيها المسلم ألا لثلاث ارتداد بعد إيمان وزنى بعد أحصان وقتل نفس بغير حق هذه المعايير كما تراها فضفاضة ومطاطية لذا ارتبط تطبيقها بولي الأمر حصرا أي الخليفة ومن هنا تبرز الأهمية الكبيرة بان يكون الخليفة الحاكم عادلا مستقيما متفقها وهنا تتشعب وتتفرع الآراء الفقهية ليس مجال خوضها ولكن بصدر الإسلام الأول ابتكر المسلمون الأوائل نظرية الاختيار وإجماع الصحابة على ذلك الاختيار لإكسابه الشرعية بإدارة شؤون المسلمين وتمثيلهم ومن شروط هذا الاختيار وصحته أن لا يكون قد اخذ بالإكراه والقوة الغاشمة وهكذا كانت الخلافة الراشدة وتسميتها تدل على ذلك فتجد الذين قتلوا لسبب فكري أو سياسي أي بسبب معارضة الخليفة والحكم محدود جدا حتى الذي لم يبايع لم يقتل حدث الانحراف عندما رفض معاوية ابن أبي سفيان والي الشام الذي استغل الولاية والسلطة لجمع الإتباع والأنصار بالوسائل المشروعة وغير المشروعة مستغلا فترة ولايته الطويلة عندما رفض البيعة بعد مقتل الخليفة عثمان وحصول الإجماع والاختيار بادئ الأمر لعلي ابن أبي طالب المعروف بعلمه ومكانته الكبيرة وهكذا شق عصى الطاعة وفرق المسلمين وخرج بعض الصحابة الكبار لقصر نظرهم وتفضيلهم المصالح الشخصية على الخليفة المختار وبعد حصول البيعة له وهكذا ضيع العرب المسلمين على أنفسهم الفرصة التاريخية لسيادة الأمم حضاريا ولفترة لربنا استمرت إلى اليوم وهكذا استمر الصراع بين قوى الخير والعدل والمساواة بقيادة الخليفة الشرعي علي ابن أبي طالب وقوى الشر والرذيلة والاستبداد والتسلط والقتل واستخدام أموال المسلمين العامة لشراء الذمم وإشاعة الفساد بقيادة الخليفة الغير الشرعي معاوية ابن أبي سفيان بكل مايحمل من ارث جاهلي قبلي من صنف الإعراب التي قالت أمنى فقيله لهم لم تؤمنوا ولم يدخل الإيمان قلوبكم قولوا أسلمنا0 وبعد مقتل علي جاء الحسن ابن علي الذي تصالح مع معاوية بشروط أهمها أن يترك الأمر للمسلمين أي في اختيار الخليفة عند وفاته وهكذا العودة لمبداء الاختيار والإجماع ألا أن معاوية وعندما تمكن واستوثق من أمر السلطة له قاله خطبته المعروفة وليتكم لاتامر عليكم واتسلط00 الخ ونقضه صلحه وعهده بل الأكثر من هذا جعل الخلافة وراثية وأخذه البيعة بالإكراه والاستمالة باستخدام أموال المسلمين لابنه يزيد اشر واجهل وافسق خلق الله وبهذا وضع المسلمين بالمأزق وعلى مفترق طرق أما الاستبداد والظلم وخسران المعيار الأخلاقي والبعد الحضاري للإسلام بسبب ذلك التسلط أو التصدي للطغاة وتصحيح المسار وحركة التاريخ باتجاه البناء الحضاري وقيم الخير والعدل والمساواة وهذا يتطلب الشجاعة والإقدام والإدراك الواعي لمعنى وخطر هذا الانحراف على مستقبل الرسالة وهذا لايتوفر الا لقلة من الرجال أصحاب العقول الكبيرة والمتميزة والنفوس الأبية التي تفضل وتأثر مصالح الأمة على مصالحها الشخصية ومع الأسف هكذا شخصيات لاتحد من يفهم موقفها ويمتلك الشجاعة لنصرتها لتصحح مسار وحركة التاريخ لمصلحة الأمة ألا القلة القليلة من الرجال هكذا كان الحسين ابن علي أبى الأحرار وسيد الشهداء موقعه من خصمه وأنصاره الذين دعوه مفضلا الاستشهاد وتقديم أهل بيته قرابين من اجل الحرية وإقامة العدل والمساواة وجعلها صرخة مدوية ورافضه للذل والهوان وعدم أعطاء الشرعية للحكام المستبدين الظلمة الذين استباحوا قتل من يخالفهم الرأي بل الأكثر من هذا أصبح الإنسان يقتل لمجرد الوشاية ومن هنا أصبح كل من يمتلك ويتمتع بالحرية والعدل والمساواة مدين لتضحية الحسين وصرخته أن اشد ما يؤذي حسينا هو استغلال مظلوم يته بعدم نصرته للوصول للسلطة والسير على نهج الطغاة المستبدين الحسين ونفس الحسين لا تستقر وتقر عينا ألا بجنب الأنظمة الحرة التي تقيم العدل والمساواة ودولة المؤسسات والدستور والقانون 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تفسير ديني مغلق
رياض حقي ( 2010 / 2 / 5 - 01:07 )
الدوله الامويه دوله اوجدتها ظروفها التاريخيه لتحاكي دولة الروم والدوله الساسانيه ومؤسسي الدوله من اشراف قريش واغنيائها وطبيعي كان هناك صراع على السلطه لانه جزء من تاريخ الامم والحضارات وليس له علاقه بمن ادعى النبوه وفضل عائلته واوصى بهم من بعده ولايمكن التحيز في هذا المجال لانه هناك من لم يعترف بالسلام اصلا ولا بنبيه وقد ثار عبد الله بن الزبير على يزيد ووصفه بالحاكم الفاسق الفاسد وقتل على استار الكعبه فلماذا لم ينصفه التاريخ ام ان الموضوع عائلي صرف فما هو الفرق بين الاثنين بعيدا عن النسب الذي لايمكن الاحتكام عليه عندما يكون الهدف متشابه اما التكهن حول ماكان سيحصل لو انتصر الحسين او عبدالله فلن يكون كبيرا لان ظروف التريخ والدول في ذلك العصر تتشابه وايضا ستكون بالنهايه دوله وراثيه استبداديه واختصارا للموضوع فان طرحك ديني متحيز وليس علمي محايد ولايمكن قبوله


2 - هل كان الامويون مسلمون ام حكام باسم الاسلام؟؟
مشعل السالك ( 2010 / 2 / 5 - 06:03 )
لا يخفى على احد بان بني امية حاربوا الرسول ولم يؤمنوا به كنبي ابدا وانما كان ايمانهم في فتح مكة ايمان نفاق خوفا من القتل ولذا عندما قال العباس بن عبد المطلب لابي سفيان - اما آن لك ان تشهد الشهادتين - قال بالحرف الواحد -اما الشهادة الاولى فلا مانع اما الشهادة الثانية وهي ان محمدا رسول الله فان في النفس منها شيء- لانه اردف بعد اعترافه بالاقرار بالشهادة الاولى -ان ملك ابن اخيك عظيم- اي انه ملك له ولذويه وليس نبوة وهو اعتراف بان بني امية لم يعترفوا بالاسلام وانما اتخذوه وسيلة للحكم.عندما جيء بالرؤوس وسبايا آل ألرسول الى الشام ومثلوا امام يزيد جعل يستهزا ويقول -لعبت هاشم بالملك فلا *** خبر جاء ولا وحي نزل
لست من خندف ان لم انتفم *** من بني هاشم ما كان فعل
قد قتلنا القرم من ساداتهم *** وعدلناه ببدر فاعتدل
بناء على هذا فان المدعين بان الفتوحات في العهدين الاموي والعباسي كان هدفها نشر الاسلام فهو محض هراء وانما كان هدفها كان التوسع. اما المطالبين بعودة الخلافة الراشدة باعتبارها النموذج الامثل للحكم فهذا يعني عودة الاقطاع والعبودية وما قتل الخليفة عثمان بن عفان الا مثال حي لما نقول. كفى هراء


3 - هل ما يقوم به الشيعة عشق للحرية ام مقايضه؟؟
سمير البحراني ( 2010 / 2 / 5 - 07:31 )
لا شك ان الامام الحسين عليه وعلى اصحابه السلام هو ابو الاحرار وسيد الشهداء ولكن هل ما يقوم به الشيعة الآن من احياء ذكراه هو طلبا للحرية ام طلبا للشفاعة؟.ان صرف الاموال بهذا الشكل المبالغ فيه ولا سيما في العراق وهو احوج لايواء المهجرين وعوائل الشهداء الذين يسكنون الخيام لم ينم عن قناعة بان الهدف هو استيعاب دروس الحرية بقدر ما هو نيل الشفاعة ونيل اجر آلاف الشهداء كما هو المروي عن ابي عبد الله الصادق والعهدة على الراوي ان من زارالحسين في يومذا كان له اجر كذا حتى وصل الامر الى اجر ماة الف شهيد من شهداء بدر والف حجة مبرورة مع النبي وهذا ما نتداوله على المنابر ويروج له الروزخونية. فهل حقا بان اجر الزائر = اجر ماة الف شهيد من شهداء بدر؟. ماذا العمل الدذي قام به غير تمتمة كلمات واكل خيرات العراق؟. هل هذا العمل يقارن بعمل من خاض المعركة وذاق حرارات السيوف وضرب النبال حتى الشهادة؟.هل حقا ان نقل الاحاديث عن الأمة في هذا المضمار صحيحة ام مقولة عليهم؟؟. اننا لا ننكر ثواب الزيارات بقدر نتائجها ولكن ان تصل الى دخول الجنان بمجرد انها زيارة فهذا ما يخالف كناب الله. -انها المتاجرة بالدين ايها العقلاء-


4 - لماذا لم ينشر تعليقي؟؟؟
سميح الحائر ( 2010 / 2 / 5 - 13:58 )
اين تعليقي المعنون بـ -سؤال لمن يهمه امر العراق-؟؟. فاذا كان الحذف هو مخالفته لشروط النشر فاين المخالفة؟؟. انني اعتقد انه سؤال منطقي ويجب الرد عليه بدلا من حذفه.اعود واكرر لا يجوز استغلال الفقراء باسم الدين لامور سياسية واين منطق العقل؟؟.فاذ كان المؤمن اعظم حرمة من الكعبة عند الله فاين التطبيق الفعلي لحرمة المؤمنين المستضعفين في العراق؟؟؟. اهي السباسة ام ماذا...؟


5 - اسلام المظهر واسلام الجوهر
خضير حسين السعداوي ( 2010 / 2 / 5 - 19:26 )
لقد برزصنفين من الاسلام الاول اسلام الجوهر والثاني اسلام المظهر وللاسف الشديد كانت الغلبه لاسلام المظهر المتمثل بخلفاء بني امية وبني العباس وال عثمان وكل الثورات التي بدات بثورة الامام الحسين وما تلاها تمثل اسلام الجوهر العدل والمساواة وانصاف المظلومين لذلك خلدها التاريخ...وبشكل اسطوري فلا عجب ان تزحف نحو كربلاء عشرات الملايين للتزود من نبع الاباء والرفض في كربلاء وكذلك لانستغرب ممن يقف موقف الضد في الوقت الحاضر من الحسين لانه ليس عندهم ما يشبه الحسين لانهم اسلام المظهر...اسلام القتل والسبي والغزو والفتح وقهر الناس في اعتناق الدين وهذه الاعمال يعتبرونها بطوليه ومشرفه وهي التي اسست للارهاب الفكري والعقائدي....شكرا للكاتب لتناوله الموضوع من جانب مهم وحيوي

اخر الافلام

.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran


.. 72-Ali-Imran




.. 73-Ali-Imran