الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الامة والقضية الكردية في سوريا ( 1 5)

بنكي حاجو

2010 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


الدولة ــ الامة والقضية الكردية في سوريا (1 ــ 5)
بدايةً أتقدم بالشكرالجزيل الى الاستاذ غسان المفلح الذي فتح المجال لمناقشة القضية الكردية في سوريا والتي تهمنا جميعاً نحن السوريون.الخلاف في الرأي يغني الحوارويفتح الآفاق أمام الحواروبالنهاية تحطيم التابوهات وسد الباب أمام الشائعات والدسائس التي تهدف كل أطياف الشعب السوري.
يقول المفكروالصحافي الكبيرمراد بالغا {اكثر من 90بالمئة من اليساريين في تركيا تبدلوا الى قوميين عنصريين,بينما مراد هو من اليساريين الشرفاء الذين حافظوا على مبادئهم} ما يلي: أولى الخطوات في حل القضية الكردية يمربالأساس عبر تطهيرعقول الاتراك أولاً من عقلية تقديس الدولة وسياسة التذويب (التتريك)وهذه مهمة شاقة ومعقدة جداً.بل هناك العديد من السياسيين والمثقفين الاتراك يقولون: نحن أمام "قضية تركية" وليس فقط قضية كردية عند البحث عن حلول لها.
هذا ما تبادرالى ذهني وأنا أقرأ مقالات الأستاذ غسان المفلح بشأن القضية الكردية في سوريا,حيث يجد المرء نفسه أمام أمرمشابه لما ورد أعلاه.
الاستاذ مفلح أقحم مفهوم الدولة ــ الامة في قلب الموضوع .بجرة قلم قررأنه لم تعد هناك"قوميات واثنيات وطوائف"في سورية أي إنكارالواقع الملموس.
مفهوم الدولة ـ الامة يبدأ من الثورة الفرنسية وفرنسا هو مضرب المثل في هذا المضمار وسأعود الى هذا لاحقاً .
لنبدأ أولاً من مدة تاريخية قريبة ودولة جارة.الدولة التركية تشكلت في عام 1923 على أساس قومي شوفيني.الدولة السرية تنبهت الى أن هذا النمط من الفكر"الدولة القومية"صار خارج العصر.لذلك وبالتحديد بعد إنقلاب 12 آذار1971 جاء القوميون بمفهوم الدولة ــ الامة الذي هو في الأساس يحمل نفس الغايات والسياسات السابقة أي سيطرة العرق التركي على الدولة وإنكار كل ما عداه,وهو إنكاروجود الأقليات والطوائف .....الخ.
في هذا السياق سأذكرمثالاً على زيف نظرية الدولة الأمة التي طبقتها تركيا حتى لا نضيع في التفاصيل.العلويون في تركيا تعرضوا الى الظلم والتعسف على أيدي العثمانيين السُنة يندرمثيله في التاريخ.في ظل الجمهورية العلمانية لم يتبدل أي شيء تقريباً.شؤون الدين صارت تُدارْمن قبل هيئة إدارة الشؤون الدينية والتابعة لرئاسة الوزراء مباشرةً.مُنعَ على العلويين إنشاء أماكن العبادة الخاصة بهم والتي تسمى"بيوت الجيم" بينما بقيت الجوامع والكنائس والكنس اليهودية(بناءً على إتفاقية لوزان لحماية الأقليات غير المسلمة) كدورعبادة رسمية.حسب القوانين ــالتي لا تزال سارية ــ يتوجب على العلوي نقل جثمان موتاه الى الجامع وإقامة الصلاة السنية(بسبب عدم الإعتراف الرسمي بالطائفة العلوية) عليه حتى تتم الإجراءات القانونية لتسجيل الوفاة وكذلك عليه نقل الميت ,بأمر من القانون,الى مكان الدفن على العربة الرسمية التابعة للدولة والمزركشة بالآيات القرآنية التابعة لطائفة السنة.حتى إقامة شعائرالدفن السنية فُرضتْ على العلويين رغماً عن أنوفهم ومعتقداتهم المقدسة وذلك في ظل نظام الدولة ــ الامة المطبق بحذافيره و زيفه.من سخرية القدر أن يأتي الإسلاميون,أي حزب العدالة والتنمية,لإزالة هذا الغبن في الوقت الذي يقف القوميون واليساريون القومجيون ضده. أخيراً وبعد أكثر من ثمانين عاماً تقرر إدراج بيوت الجيم في لائحة دورالعبادة الرسمية وذلك قبل يومين.بالرغم من الإدعاء بأن العلوية هي طائفة إسلامية,إلا أنها في الوقع ديانة أخرى لا علاقة لها بالإسلام ولهم عقائدهم الخاصة بهم والتي يجب إحترامها كأية ديانة أخرى(هذا الشيئ أعرفه جيداً من خلال الأخوة العلويين الكرد في تركيا)
أما الكرد فكان يطلق عليهم اتراك الجبال ولا وجود لهم إطلاقاً في قاموس نظام الدولةـ الامة .لا بأس من ذكر ما حدث بين الرئيس الراحل عبد الناصروالسفيرالتركي و كان سببها البدء ببث برناج باللغة الكردية من إذاعة القاهرة حيث طلب السفيرمقابلة عاجلة مع الرئيس:
السفير: البرنامج باللغة الكردية يضربوحدة بلدي تركيا ياسيادة الرئيس.
الرئيس وكان في حضرته ضيوف وهم الذين نقلوا الحديث فيما بعد:هل لديكم اكراد في تركيا؟
السفير:لا يا سيدي...(حسب عقيدة الدولة الطورانية)
الرئيس:إذاً كيف يضرالبرنامج بوحدة بلادكم ولا يوجد عندكم اكراد؟أسقط في يد السفيروهو يتمتم مغادراً الغرفة لا يلوي على شيء حاملاً عار دولته على جبينه....
الآن آمنت تركيا بعد 90 عاماً أن لا مستقبل للدولة دون حل القضية الكردية.....ولكن بعد الخسائرالجسيمة وخاصة الكفاح الذي خاضه حزب العمال الكردستاني في الثلاثين السنة الأخيرة.هذه الوصفة من الإنكار مطبقة وبكل أسف على الوطن السوري.هل يستحق وطننا هذا العمل اللاحضاري؟
منذ عشرة سنوات وبفضل العمل الدؤوب للنخب الليبرالية واليساريين الشرفاء وحركة التحرر الكردية والعولمة وازدهارالإقتصاد والخدمات والديمقراطية ــ على علاتها ــ دخل مفهوم الدولة ــ الامة على طريق الزوال,بل صار وصمة عارفي تاريخ الدولة التركية.
الآن تدور المناقشات في تركيا ,لحل القضية الكردية بالتوازي والتلاؤم مع معاييرالإتحاد الاوروبي,بما فيها حلول مثل الفدرالية أوالدولة الأحادية(سأتي على ذلك لاحقاً) ودولة الآناضول المتحدة بدلاً من"الدولة التركية"(حل قدمه الرئيس الراحل اوزال عام 1992 ودفع حياته ثمناً لها حيث تًقسمْ فيه تركيا الى سبع ولايات إثنتان منها كردية) وكذلك حذف كملة "تركي" العنصرية من الدستوروتعويضها بـ "مواطن تركيا".طبعاً لا يمكن المقارنة بين المجتمع التركي والسوري.هذا الأخيرهو سجن مفتوح بينما تركيا تحاول دق باب الاتحاد الاوربي.الفرق الزمني بين المجتمعين لا يقل عن خمسين عاماً والهوة ستتسع الى أضعاف ذلك نظراً لسرعة تقدم المجتمعات على شكل متواليات هندسية في هذا القرن.وطرح الاستاذ المفلح لمفهوم الدولة ــ الامة هو أفضل دليل على ذلك.المثقفون في تركيا يحمرون خجلاُ من ذلك المفهوم وما جره من ويلات عليهم.
للحديث بقية
30 1 2010
بنكي حاجو
طبيب كردي ــ السويد
[email protected]

مراد بالغا Murat Belge
بيت الجيم C(J)em Evi
مواطن تركيا Türkiyeli
تركي Türk








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي