الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر الإسلامي بين الانتقائية والتحايل والسذاجة: محمد الغزالي نموذجا 2

عبد القادر أنيس

2010 / 2 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أواصل في هذه المقالة الثانية قراءة كتاب محمد الغزالي حول "حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة"، لأتطرق هذه المرأة إلى "الحقوق القضائية" كما يراها الكاتب في ضوء التعاليم الإسلامية التي يجهد في جعلها تفضل على حقوق الإنسان كما تصورتها المواثيق الدولية المعاصرة.
يمهد الشيخ في هذا الباب (ص 23-44)، بقوله "فإن من أهم بواعث الأمن واستتباب السكينة والشعور بالراحة النفسية والكرامة الخاصة أن يحس كل إنسان بأنه في حصانة تامة من أي حيف قانوني". ويستنجد بالقرآن للتأكيد على هذا "لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط)، وأيضا (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتهم بين الناس أن تحكموا بالعدل).
وبما أن المثل الأعلى في العدل عنده هو العصر الذهبي لعهد النبوة والخلفاء الراشدين بوصفه ذلك الفردوس المفقود الذي لا يتوقف المسلمون عن الحنين إليه ولا يتوقف رجال الدين عن الدعوة للعودة إليه تحت شعار "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها)، فإن الغزالي لا يمل من اللجوء إلى الحكايات الطريفة العائدة إلى ذلك العهد.
نقرأ للشيخ: "فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتته امرأة فشكرت عنه زوجها وقالت: هو من خير أهل الدنيا يقوم الليل حتى الصباح ويصوم النهار حتى يمسي، ثم أدركها الحياء. فقال: جزاك الله خيرا فقد أحسنت الثناء. فلما ولّت قال كعب بن سوار: يا أمير المؤمنين.. لقد أبلغت في الشكوى إليك. فقال: وما اشتكت؟ قال: زوجها. قال: عليّ بها. فقال: اقض بينهما. قال: أقضي وأنت شاهد؟ قال: إنك قد فطنت إلى ما لم أفطن إليه. قال (مخاطبا زوجها): إن الله تعالى يقول: (فانكحوا ما طاب لكم من الناس مثنى وثلاث ورباع). صم ثلاثة أيام وأفطر عندها يوما وقم ثلاث ليال وبت عندها ليلة. فقال عمر: هذا أعجب إليّ من الأول".
هذا هو العدل الذي يجهد الشيخ الغزالي لإحلاله محل حقوق الإنسان كما صاغها البشر في العصر الحديث بعد صراعات مريرة ضد قوى الماضي البغيض. ويا له من عدل غريب الأطوار في تفاهته وسذاجته. فعلى المرأة المسكينة، حتى اليوم، أن ترضى بربع رجل، ولو عرفنا بقية الآية وما ورد فيها حول إباحة ملك اليمين من الجواري والسبايا لعرفنا مدى الظلم الذي ظل رديفها طوال قرون الإسلام. العدل عند هؤلاء لا يعني المرأة ولا يأبه لمشاعرها ولا حتى لتدينها. ولا أخال شيخنا يجهل أحاديث محمد مثل:
"لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد، إلا بإذنه" (متفق عليه)،
ومثل "لا تصوم المرأة وبعلها شاهد، إلا بإذنه غير رمضان، ولا تَأذَن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه".
وقال النووي في (شرح المهذب): "وقال بعض أصحابنا: يكره، والصحيح الأول: الحرمة"، وقال في (شرح مسلم): "وسبب هذا التحريم أن للزوج حق الاستمتاع بها في كل وقت، وحقه واجب على الفور فلا يفوته بالتطوع ولا بواجب على التراخي، وإنما لم يجز لها الصوم بغير إذنه، وإذا أراد الاستمتاع بها جاز ويفسد صومها؛ لأن العادة أن المسلم يهاب انتهاك الصوم بالإفساد".
فإن صامت المرأة تطوعاً بغير إذن زوجها صح صيامها مع الحرمة عند جمهور الفقهاء؛ والكراهة التحريمية عند الحنفية؛ إلا أن الشافعية خصوا الحرمة بما يتكرر صومه، أما ما لا يتكرر صومه كيوم عرفة وعاشوراء وستة من شوال، فلها صومها بغير إذنه، إلا إن منعها.
"إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ".
"فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك" )يقصد زوجها)
"لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتب (ظهر بعير) لم تمنعه".
وللحديث قصة: لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي صلى الله عليه وسلم قال ما هذا يا معاذ؟ قال أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم، فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فلا تفعلوا فإني "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتب (ظهر بعير) لم تمنعه").
"لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح أن يسجد بشر لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو أن من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم أقبلت تلحسه ما أدت حقه"
"ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول والله لا أذوق غمضا حتى ترضى".
"اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع"
"لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا، إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه، قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل؛ يوشك أن يفارقك إلينا".
"ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".
"لا تنفق امرأة شيئا من بيت زوجها إلا بإذن زوجها قيل: يا رسول الله ولا الطعام؟ قال: ذلك أفضل أموالنا لا يجوز لامرأة في مالها إلا بإذن زوجها إذا هو ملك عصمتها".
"إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها، لعنتها الملائكة حتى ترجع".
"أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة".
"ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده". (وخبب المرأة على زوجها أفسدها).
ثم بعد هذا يحلو للشيخ أن يأتينا بقصص صبيانية ويستنتج منها أن الناس في الإسلام سواء أمام القانون، مثل:
"حدث أن النبي –وكان في بيت أم سلمة- دعا وصيفة لها مرارا فلم ترد حتى استبان الغضب في وجهه. فخرجت أم سلمة تبحث عنها فوجدتها تلعب فقالت لها: أراك هنا تلعبين ورسول الله يدعوك؟ فأقبلت على رسول الله وهي تقول: والذي بعثك بالحق ما سمعتك! وكان بيد رسول الله سواك، فقال لها: لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك!!
لكن الشيخ لم يتساءل عن مصير هذه الطفلة الوصيفة أي الرقيقة. كيف وقعت في الاسترقاق؟ ولماذا لم يحررها نبي الرحمة؟ وماذا كان مصير أبويها وأهلها؟ الأرجح أنها من سبايا غزوات المسلمين على القبائل المجاورة من العرب واليهود. وقصة تقتيل ذكور بني قريظة معروفة، حيث شمل الذبح جميعهم وكان يجري التمييز بين الرجال والصبيان عن طريق شعر العانة. أما الأطفال والنساء فقد بيعوا واقتنى المسلمون مقابل ذلك أسلحة. ولا أحسب الشيخ يجهل هذه القصة، كما لا أحسبه يجهل السن المبكرة التي يبدأ فيها شعر العانة في الظهور عند الصبيان (بين 12 و16) وهو ما يعني أن محمد وأصحابه قد قاموا، وبكل وحشية، بذبح أطفال أبرياء.
ومع ذلك وفي مجال العلاقات بين الدولة كتب الغزالي: "لكن الإسلام التزم جانب العدالة المطلقة يوم دانت له الأرض، ولم يبق على ظهرها سلطان مرهوب.. كان الإسلام يستطيع إبادة الجماعات القليلة التي رفضت أن تدين به بين المحيطين. ولو فعل هذا لكان متمشيا مع منطق المعاملة بالمثل.. لكن الإسلام أبى عن ترفع ونزاهة"
فما أغرب هذا الكلام وما أسخفه وأكذبه!! فأي معاملة بالمثل يقصدها الغزالي؟ فأغلب الشعوب والأمم التي سيطر عليها المسلمون كان الشر قادما إليها من الغزاة العرب المسلمين مثلما وقع للمصريين ولسكان شمال أفريقيا ولسكان أسبانيا. ولم يحدثنا التاريخ أن هذه الأقوام قد عادت المسلمين أو طلبت مساعدتهم. فكيف يصف الشيخ هذا الاعتداء بأنه من قبيل المعاملة بالمثل.
يكفي هنا قراءة ما كتبه ابن تيمية عن معاملة أهل الذمة، وما يعرف بالعهدة العمرية نقلا عن:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=9295
(قال ابن تيمية رحمه الله عنها في كتابه القيّم "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح".
وقد ذكرها أهل السير وغيرهم، فروى سفيان الثوري عن مسروق عن عبد الرحمن بن غنم قال كتبت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام وشرط عليهم فيه أن لا يحدثوا في مدينتهم ولا حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب ولا يجددوا ما خرب ولا يمنعوا كنائسهم أن ينزلها أحد من المسلمين ثلاث ليال يطعمونهم ولا يؤووا جاسوسا ولا يكتموا غشا للمسلمين ولا يعلموا أولادهم القرآن ولا يظهروا شركا ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوه وأن يوقروا المسلمين وأن يقوموا لهم إذا أرادوا الجلوس ولا يتشبهوا بالمسلمين بشيء من لباسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا يتسموا بأسماء المسلمين ولا يكتنوا بكناهم ولا يركبوا سرجا ولا يتقلدوا سيفا ولا يتخذوا شيئا من سلاح ولا ينقشوا خواتيمهم بالعربية ولا يبيعوا الخمور وأن يجذوا مقادم رؤوسهم وأن يلزموا زيهم حيث ما كانوا وأن يشدوا الزنانير ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم ولا يضربوا بالناقوس إلا ضربا خفيفا ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين ولا يخرجوا شعانين ولا يرفعوا مع موتاهم أصواتهم ولا يظهروا النيران معهم ولا يشتروا من الرقيق (العبيد) ما جرت عليه سهام المسلمين فإن خالفوا في شيء مما شرطوه فلا ذمة لهم وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق).
هذا الواقع الظالم البائس يتفادى (فضيلة الشيخ) الاعتراف به ويقرر قائلا: (والحق أن الإسلام هو أول من قرر المبادئ الخاصة بحقوق الإنسان في أكمل صورة وأوسع نطاق، وأن الأمم الإسلامية في عهد الرسول –عليه السلام- والخلفاء الراشدين من بعده كانت أسبق الأمم في السير عليها". (ص 8).
طبعا لا نعدم في تاريخ فجر الإسلام وبعده مواقف إنسانية، ولكنا نجدها أيضا في الجاهلية، بل نجد أفضل منها. ما أود التأكيد عليه هو هذه الانتقائية الماكرة التي يلجأ إليها رجال الدين المسلمين لتشويه حقائق التاريخ واستغفال الناس والسعي المسعور لتعطيل انتشار حقوق الإنسان في بلداننا من خلال خداع الناس حول حقوق مزعومة عرفها الأسلاف وطبقوها في هذا المجال تجعلنا في غنى عن الاستفادة من منجزات الحضارة الحديثة؟
يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا للكاتب
عبدالعزيز السالم ( 2010 / 2 / 6 - 10:32 )
استاذنا الكريم عبدالقادر انيس ..كالعادة رد رائع وتوضيح مدى الانتقائية لدى شيوخ المكيجة والاكاذيب والتحايل ..الف شكر


2 - تحياتي
شامل عبد العزيز ( 2010 / 2 / 6 - 11:34 )
الأستاذ أنيس تقديري لجهودك .. محمد الغزالي من شيوخ الإخوان المسلمين .. وهذا معروف للجميع .. ما هو الفرق بينه وبين أي كاتب أخر يكتب من الأدلجة التي ورثها من تعاليم الدين الذي ينتمي إليه .. هذه المحاولات من قبل هؤلاء هي لمسايرة العصر / بظنهم / وأن الإسلام جاء بكل صغيرة وكبيرة فهو من أجل الإنسان أينما كان هذا الإنسان وفي كل عصر وزمان ولذلك جميع جهودهم لم تقدم للواقع سوى التخدير وذهبت جهودهم هباءاً منثوراً ..
واصل سيدي الفاضل لعل ثقباً في الجدار يحدث ؟
مع خالص المودة


3 - عاشت شرعة حقوق الانسان الغربي
نبيل راغب ( 2010 / 2 / 6 - 13:47 )

اولا الشيخ الغزالي رحمة الله تعالى رحمة واسعة لما قدم للاسلام والمسلمين اختلف عن الاخوان وانفصل عنهم واستقل بنفسه وفكره
على ارض الواقع ما نصيب شرعة حقوق الانسان من الحضور والتفعيل اليوم هناك ملايين ملايين البشر يعانون من سياسات الدول الدكتاتورية التي تحرسها الانظمة الغربية الديمقراطية الحداثية الانسانية ؟!
بريطانيا مثلا تصدر اجود انواع القيود البلاستيكية التي يستخدمها الصهاينة في تكبيل الاحرار والثوار من عرب فلسطين ؟!
بالطبع رأينا حقوق الانسان في غوانتنامو وفي ابو غريب وقندهار وغيرها من السجون السرية التي سيق اليها عشرات الالوف من البشر على تهم ضنية او كيدية او شبهة ؟!
اين هي شرعة حقوق الانسان من مليون ونصف مليون انسان محاصرين ومغلق عليهم في غزة ومحرمون من ابسط حقوق الانسان
لو كان هناك مائة كلب محاصرين ومجوعين لهب العالم المتحضر الديمقراطي الحداثي لنجدتهم اما ان يكون مليون ونصف مليون محاصرين ومجوعين فلا بأس لانهم مسلمين
عاشت شرعة حقوق الانسان


4 - منتهى التضليل
صلاح يوسف ( 2010 / 2 / 6 - 14:59 )
كلما قرأت ما تجود به قرحيتك أخي العزيز تأكد لي بما لا يدع مجالاً للشك، بأن تفكيك خطابات هؤلاء والرد على أكذايبهم وتحايلهم على الناس لهو من أهم مهمات المفكر والمثقف العضوي في وقتنا الحالي. مع هذه التفاصيل، كيف يكون الإسلام نظاماً شاملاً كاملاً متكاملاً لا تشوبه شائبة ولن نحتاج معه إلى وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ؟؟؟
اتحفنا دائماً بالمزيد ولك تحية تقدير وإعجاب


5 - جوانتنامو للإرهابيين وحماس مسؤولة
صلاح يوسف ( 2010 / 2 / 6 - 15:34 )
أولاً بالنسبة لزلاء جوانتنامو، هؤلاء من حركة طالبان التي أغلقت مدارس البنات وافتعلت مذابح فظيعة في مدن الشيعة في الشمال، وهم المنتج الأكبر للهيرويين في العالم، ولا تنبطق عليهم مواصفات إنسان لكي يتمتعوا بحقوق الإنسان.
أما بالنسبة لمليون ونصف فلسطيني في غزة، فهؤلاء يؤمنون بقتل المدنيين، وتحكمهم سلطة إرهابية انتهت مدتها القانونية وترفض تجديد الانتخابات، والعالم يحاصر حركة حماس ولا يحاصر المليون ونصف فلسطيني، وحماس التي تتخذ من هؤلاء السكان رهائن هي التي تتحمل وز الحصار ومسؤولية الجوع والدمار، ولو أفرز شعب غزة سلطة ديمقراطية مدنية تؤمن بالسلام فلم نكن لنشاهد حصاراً ولا يحزنون. ستقولون عرفات آمن بالمحادثات ولم يحصل على شيء، ونقول لكم أن ما حصل عليه عرفات أفضل بمليون مرة من بلاد الموت والعرب التي تحكمها حماس. على الأقل كان الناس يمارسون حق السفر.


6 - بين الحرية والاستعباد بون شاسع
نادية عيلبوني ( 2010 / 2 / 6 - 18:22 )
ببساطة يمكننا القول أن الإنسان في الإسلام هو تعبير يستخدم للدلالة على الإنسان المسلم فقط. وغير المسلم هو بمثابة العبد الذي لا يمكن مساواته في الحقوق والواجبات بالإنسان المسلم. ليس هذا فحس ،بل أن المرأة في الاسلام حتى تلك المسلمة، تعتبر بمنزلة أدنى من الرجل، وهي ناقصة عقل ودين، وبالتالي فإن أية محاولة للمقارنة بين الإسلام الذي يؤكد حالة التمييز العنصري القائمة على أاس ديني وجنسي ، وبين ما جاءت به الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي أقرت مبدأ المساواة في الحقوق بين البشر بغض النظر عن انتماءتهم الدينية والقومية، وكذلك حقهم في التعبير عن عقائدهم وممارسة شعائرهم الدينية بحرية ودون تمييز ، هي محاولة عقيمة وفاشلة.لقد آن الأوان للاعتراف بنقص منظومتنا الفكرية والعقائدية وعدم قدرتها على الوصول إلى حالة الحرية وحالة المساوة التي هي حق طبيعي للبشر أجمعين ،دون منة من عقيدة أو دين أو إله.
لقد أثرى الكاتب الذي تميز بالجرأة والمعرفة، موضوعه بتسليطه الضوء عن المسكوت عنه في الإسلام.
بورك قلمك .


7 - العبودية فى الإسلام و كذب المشايخ
أمجد المصرى ( 2010 / 2 / 6 - 19:29 )
تقدس النظام العبودي في الاسلام بفقه كامل للرقيق كطبقة مختلفة عن بقية الطبقات حقوقياً واجتماعياً وانسانياً, لذلك اهتم الفقه الاسلامي بفقه الرقيق
كذلك ورد التسري بالجواري في ثلاث وعشرين آية بالقرآن ، بينما لم ترد آية واحدة بالقرآن تشرح كيفية صلاة المسلم

وقد مات (النبي ) تاركاً خلفه عبيده ضمن ما ترك ، كذلك كل الصحابة وكل المبشرين كان عندهم عبيدهم وجواريهم
كان الامام علي أزهدهم في الدنيا وأفقههم في الدين ، ولم يترك وراءه سوي تسع عشر جارية من ملك يمينه

وقد ذكر بن القيم في زاد المعاد أنه كان لـلــ ( نبى ) بالاضافة الي زوجاته الثلاث عشر ، أربع سراري 10/114 . غير عبيده ومنهم من كان يقربه منه ويحبه مثل ( أبي مويهبة ) ( ابن كثير 7/244/السيوطي/الخلفاء/176).

فهل كان تحرير العبيد مسألة ضمن أغراض الاسلام ؟ لو كان كذلك لكان ( النبي ) والصحابة هم الأولي بتنفيذ هذه الأغراض والالتزام بتحرير عبيدهم وجواريهم ، لكن هذا التحرير لم يكن ضمن أهداف الاسلام ، لانه لو كان كذلك لكان ( النبي ) والخلفاء والمبشرين بالجنة هم أول العاملين به


8 - الإنتقاية الماكرة
الحكيم البابلي ( 2010 / 2 / 6 - 19:34 )
تحية للكاتب عبد القادر انيس على موضوعه الذي يمسك الكَذَبة والمفترين والمُظللين من تلابيبهم
أعجبني إصطلاح ( الإنتقائية الماكرة ) ، وليس فقط لشيوخ الإسلام ، بل لأغلب المسلمين الذين يريدون حجب عين الشمس بغربال كما يقول المثل ، وكذلك لكثير من المُعلقين البائسين الذين أشرقت فوق وجودهم واكاذيبهم شمس الحقيقة فراحوا يصرخون كالجردان في دفاعهم الأخير عن إسلامهم القبيح
من ناحية أخرى أود الإشارة إلى أن ( العهدة العمرية ) سيئة الصيت كانت قد أجبرت آلاف مؤلفة من المسيحيين المسالمين للتحول القسري من ديانتهم إلى إعتناق الإسلام حيث لم يكن بمقدورهم العيش أو التعايش تحت ظل كل تلك الإنتهاكات لحقوقهم الأدمية وكل تلك الإهانات التي كان يجب أن يتقبلوها للبقاء والمحافظة على ديانتهم المسيحية
لهذه الأسباب وعشرات غيرها دخل الناس في دين الشعوذة والكذب والتظليل والإرهاب ( أفواجاً أفواجا ) كما تقول تعابيرهم التي تطفح بالكذب والزور ولوي عنق الحقائق وعن طريق بضعة آيات وأحاديث تم إختلاقها لذر الرماد في العيون ، وهي التي عبر عنها كاتبنا الحصيف بقوله .. إنتقائية ماكرة !! أولم يكن رب الإسلام خير الماكرين ؟
تحياتي


9 - نطح الكونكريت ؟؟
نبيل راغب ( 2010 / 2 / 6 - 19:46 )

غريبه ؟! مع ان العالم الحر استقبل طالبان في البيت الابيض ؟! وقدمت لها منظمة الامم المتتتحدة وسام لتمكنها من القضاء على زراعة الحشيش في افغانستان ؟
واضح تماما ان الردود قائمة على الكراهية والضغينة ولا معقولية هنا في الطرح الفكري نحن نريد حوارا متمدنا لا حوارا قائم على المعاندة والمكابرة ونطح الرأس في الكونكريت ؟!!
واضحة جدا ملامح الانتقائية في حقوق الانسان يعني يموت مليون انسان من اجل سلطة حاكمة اختلفنا معها او اتفقنا
يبدو انه منطق البرايت المسيحية المتصهينة عندما سألوها هل موت مليون طفل عراقي تحت الحصار يستاهل من اجل ارغام صدام على الخضوع لامريكا اجابت نعم ؟! طبعا فهم ليسوا مسيحيين او يهود ؟!!


10 - شكر وردود
عبد القادر أنيس ( 2010 / 2 / 6 - 19:56 )
السيد عبد العزيز السالم، بل أنا الشاكر لك على التواصل. متعتي تزداد عندما أتواصل مع ذوي العقول.
شامل عبد العزيز : نعم ساهم الغزالي وأمثاله في مضاعفة تخدير مجتمعاتنا التي هي أصلا مخدرة منذ قرون. صحيح هم لم يقدموا شيئا مفيدا لنا، ولكن جهودهم لم تذهب هباء منثورا. لقد ساهموا في مزيد من التعطيل والتخدير والتخلف
تحياتي.


11 - إلى نبيل راغب
عبد القادر أنيس ( 2010 / 2 / 6 - 20:05 )
أنت انتقائي مثل شيخك الغزالي. تقدم لنا أمثلة سيئة عن أمريكا في تدخلاتها هنا وهناك بينما في العالم عشرات البلدان البلدان المتقدمة تحترم فيها حقوق الإنسان ويحظي فيها الناس بالكرامة.
لهذا لا أعتقد أنك جاد عندما تتساءل: (ما نصيب شرعة حقوق الإنسان من الحضور والتفعيل). لأن الملايين ممن لا زالوا يعانون هم أولئك الذين يعيشون في مجتمعات ودول متخلفة لا تزال تحتكم إلى شرائع بالية مثل شرائع الإسلام. أما الشعوب التي خاضت تجربة الحداثة والديمقراطية والعلمانية فهي أحسن حالا بكثير. أنظمة الحكم فيها صارت هعن إرادة الناس وتعمل على رعايتهم. مستوى الحياة فيها تحسن بشكل خيالي من رعاية صحية ونفسية وتربوية واجتماعية. الحكام لم يعودوا مقدسين فوق مستوى البشر. صاروا خدما للناس يحتكمون إلى رأي شعوبهم.
بؤر التوتر والفساد والظلم تتحمل مسؤوليتها شعوبنا. نعم مازال العالم تتحكم فيه المصالح والأنانيات ولكن العيب فينا نحن الذين لم نتعلم كيف نحل مشاكلنا بطرق سلمية. لا تحاول التهرب من الموضوع.
تحاتي


12 - إلى صلاح
عبد القادر أنيس ( 2010 / 2 / 6 - 20:45 )
نعم أخي صلاح لقد عاث هؤلاء القوم فسادا في أوطاننا لأنهم احتكروا القول والفعل والخطابة والنشر والتعليم. بفضل إنترنت سنحت لنا الفرص لنكتب عن اللامفكر فيه والمسكوت عنه والممنوع من التداول. قوتهم مازالت تكمن في الجهل المخيم على عقول الناس ولكن إلى متى؟
تحياتي.


13 - ردود أخرى
عبد القادر أنيس ( 2010 / 2 / 6 - 21:40 )
صلاح يوسف: نعم أخي صلاح لقد عاث هؤلاء القوم فسادا في أوطاننا لأنهم احتكروا القول والفعل والخطابة والنشر ولتعليم. بفضل إنترنت سنحت لنا الفرص لنكتب عن اللامفكر فيه والمسكوت عنه والممنوع من التداول. قوتهم مازالت تكمن في الجهل المخيم العقول.
- نادية عيلبوني: قولك: (ببساطة يمكننا القول أن الإنسان في الإسلام هو تعبير يستخدم للدلالة على الإنسان المسلم فقط...) وقولك: (لقد آن الأوان للاعتراف بنقص منظومتنا الفكرية والعقائدية وعدم قدرتها على الوصول إلى حالة الحرية وحالة المساوة التي هي حق طبيعي للبشر أجمعين، دون منة من عقيدة أو دين أو إله) في الصميم. شكرا.


14 - ردود أخرى
عبد القادر أنيس ( 2010 / 2 / 6 - 21:42 )
أمجد المصرى: ملاحظاتك إضافات قيمة للمقال تحياتي
الحكيم البابلي: نعم أخي، ملاحظاتك في الصميم. من واجبنا مهما اختلفت مشاربنا تعرية الزيف، وربما حيى الخشب. شكرا على التواصل.
نبيل راغب: مرة أخرى تتهرب من الدخول في صميم المقال. ينطبق عليك قول محمود درويش: (ندعو لأندلس إذا حوصرت حلب..). نحن نطرح هنا ما نعتقد أنها أفكار ساهمت وتساهم في عرقلة نضج الوعي بين شعوبنا ومنعها من الانطلاق في صنع الحضارة. لا بد من رفع هيمنة الأموات على حياتنا.
تحياتي


15 - تمر بهذه الحياة بدون ربع رجل
nana ameen ( 2010 / 2 / 7 - 04:51 )
نعم استاذ عبد القادر -هذه الانتقائية الماكرة التي يلجأ إليها رجال الدين المسلمين لتشويه حقائق التاريخ واستغفال الناس والسعي المسعور لتعطيل انتشار حقوق الإنسان - هي المشكلة الحقيقية ولكني استعجب واستغرب كيف الى الان تمر هذه الاعيب على هذه الشعوب .

وايضا صدقت حين قلت -ويا له من عدل غريب الأطوار في تفاهته وسذاجته. فعلى المرأة المسكينة، حتى اليوم، أن ترضى بربع رجل- هذا اذا كانت محظوظة؛ وأن لم تكن محظوظة فهي تمر بهذه الحياة بدون ربع رجل أو ظل حيطة , على رأي المثل العربي -ضل راجل ولاضل حيطة-


16 - إلى نانا أمين
عبد القادر أنيس ( 2010 / 2 / 7 - 08:31 )
إن الإستلاب يا سيدتي، هو الذي يجعل الناس يخضعون لأفكار تساهم في شقائهم واستعبادهم. أنا أعرف في محيطي نساء عديدات استعصى عليهن الزواج وبلغن الأربعين والخمسين وهن ينتظرن وينتظرن حتى مرضن نفسيا ولكنهن غير مستعدات للمغامرة من أجل الاستمتاع بحقهن الطبيعي بسبب إرهاب الأب والأخ ورجل الدين والمجتمع ككل. هذا المشكل غير مطروح بهذه الحدة في البلدان المتقدمة التي عزلت الدين. لم تعد المرأة في حاجة إلى الزواج لتمارس حقها وحتى لتنجب إذا رغبت في ذلك. عندنا في الجزائر صرح مؤخرا وزير الشؤون الاجتماعية أن هناك 3000 طفل يولدون سنويا خارج مؤسسة الزواج الشرعي وتتخلى عنهم أمهاتهم فيوضعون في بيوت الطفولة ويعيشون وفي جبينهم لطخة عار خاصة من لم يسعفهم الحظ في التبني الذي يضايقه رجال الدين ويحرمون الطفل من الحصول على اسم وعلى الميراث وعلى (الشرف) كما يفهمونه. إنها جرائم ترتكب في حق الناس برضا الناس وتواطؤ الناس.
تحياتي وشكرا على وجة النظر الثاقبة


17 - شكرآ
نارت اسماعيل ( 2010 / 2 / 7 - 15:59 )
لايدري الواحد كيف يكتب تعليقآ على مقالتك فأنت تحيط بالموضوع بكل اتقان وفي الحقيقة كنت أبحث عن بعض النصوص(المقدسة) لكي أستعين بها في مقالتي القادمة فوجدتها كلها هنا في مقالتك الرائعة هذه وأرحتني من عناء البحث
برأيي أن أسوأ ما في الإسلام هو اضطهاد المرأة وعدم إلغاء العبودية ومع ذلك مازلت ترى أناسآ في عصرنا هذا يستميتون بالدفاع عنه
تحياتي لك وشكرآ على جهودك التنويرية

اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تستهدف أحد قادة الجماعة الإسلامية في لبنان


.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عمليتين بالاشتراك مع




.. تجربة المحامي المصري ثروت الخرباوي مع تنظيم الإخوان


.. إسرائيل تقصف شرق لبنان.. وتغتال مسؤولاً بـ-الجماعة الإسلامية




.. 118-An-Nisa