الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارل ماركس: بؤس الفلسفة، بؤس المنطق والديالكتيك (4)

أنور نجم الدين

2010 / 2 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


"لا بد للقديس سانشو، كي يضفي مظهر التنوع العظيم على بساطة انشائه وحيله المنطقية، من الحدث العرضي".
"وبعدما عمل القديس ماكس على اظهار نفسه بهذه الطريقة في صفاته الشخصية، ومن بعد كشف عن نفسه بوصفه (مظهراً) وبوصفه (ماهية) في التمييز وفي الترادف وفي الحدث العرضي، فاننا ننتهي إلى القمة الحقيقية وكمال المنطق، (المفهوم).
والمفهوم هو (الأنا) (انظر المنطق لهيغل، القسم الثالث)، المنطق بوصفه الأنا. هذه هي العلاقة المحضة للأنا بالعالم، علاقة مجردة من جميع العلاقات الفعلية المتعلقة بها؛ صيغة صالحة لجميع المعادلات التي يرجع الإنسان المقدس إليها المفاهيم الدنيوية. ولقد سبق أن بينا أعلاه كيف (يسعى) سانشو عبثاً، بواسطة هذه الصيغة، لايضاح مختلف التحديدات التجريدية الخالصة، مثل الهوية، والتناقض، الخ، بارجاعها إلى جميع الأشياء الفعلية الممكنة والقابلة للتخيل.
فلنبدأ في الحال بمثال محدد، مثلاً العلاقة بين (الأنا) والشعب.

الأنا ليست الشعب،
الشعب = غير الأنا
الأنا = غير الشعب
وبالتالي فاني انكار الشعب، والشعب ينحل في أناي
ويمكن التعبير كذلك عن المعادلة الثانية بالمعادلة الملحقة التالية:
أنا الشعب غير موجودة
أو
أنا الشعب هي الصورة السلبية لأناي

وهكذا فان الفن كله يستقيم فيما يلي: 1- ان الانكار الذي يخص الصلة في البداية يرتد أولاً على المسند إليه ومن بعد إلى المحمول؛ 2- ان الانكار، (الغير)، يتخذ حسب الحاجة معنى الغيرية، أو الفارق، أو التعارض، أو الانحلال المباشر؛ ولسوف نجد أن القديس ماكس يستخدمه كذلك بمعان أخرى حسبما يناسبه. وهكذا فأن هذه القضية التي هي تحصيل الحاصل: أنا لست الشعب، تتحول إلى هذا الاكتشاف الجديد الهائل: أنا انحلال الشعب".

"ويمكن الاستمرار في هذا على هوى المرء وتوسيعه بحيث يشمل تحديدات أخرى.
وكل ما هو مطلوب من أجل تشكيل مثل هذه المعادلات، فيما عدا الالمام العام جداً بمثل تلك الأفكار التي يستطيع شترنر أن يصنع منها كلمة مركبة مع كلمة (الشعب)، هي معرفة التعبير الايجابي للنتيجة الحاصلة في شكلها السلبي، مثلاً (الفقر) من أجل (الثروة)، الخ. وهذا يعني ان ذلك القدر من المعرفة باللغة الذي يتطلبه المرء في الحياة اليومية كاف تماماً من أجل الوصول بهذه الطريقة إلى الاكتشافات الأبعث على الذهول.
وهكذا فان الحيلة بأكملها هنا تكمن في أن غير ثروتي وغير سعادتي وغير حريتي تتحول إلى لا ثروتي ولا سعادتي ولا حريتي".

"ان القضية الكبرى التي تشكل اساس جميع هذه المعادلات هي: أنا لست غير الأنا. وان غير الأنا تعطي أسماء متنوعة يمكن أن تكون منطقية خالصة من جهة واحدة، مثلاً الوجود في ذاته، الوجود الآخر، أو من جهة أخرى أسماء تصورات عينية مثل الشعب، والدولة، الخ. ويمكن أن نحصل بهذه الطريقة على وهم التطور الفكري بالانطلاق من هذه التسميات وبارجاعها بصورة تدريجية، بواسطة سلسلة من المعادلات أو الابدالات، إلى غير الأنا التي كانت في الواقع أساساً لها منذ البداية. ولما كانت العلاقات الفعلية المدخلة على هذا الغرار تمثل على اعتبارها مجرد تعديلات متنوعة لغير الأنا - ومجرد تعديلات اسمية فضلاً عن ذلك - فلا حاجة على الاطلاق لأن يقال أي شيء عن هذه العلاقات الفعلية نفسها. وان هذا ليبعث على مزيد من السخرية مادامت العلاقات الفعلية هي علاقات الأفراد أنفسهم، والمناداة بها على أنها علاقات لغير الأنا أنما يثبت أن المرء لا يعرف شيئاً عنها. وعندئذ تبسط القضية حتى درجة كبيرة بحيث يستطيع حتى (الغالبية العظمى للأذهان البليدة فطرياً) أن تتمثل الحيلة في أقل من عشر دقائق".

"وهكذا فبدلاً من أن يأخذ على عاتقه مهمة وصف الأفراد الفعليين في اغترابهم الفعلي وفي الشروط التجريبية لهذا الاغتراب، نجد هنا انه يكرر نفس تلك العملية التي تستقيم في احلال مجرد فكرة الاغتراب، فكرة الغريب، فكرة المقدس، محل تطور جميع العلاقات التجريبية الخالصة".

"إن هذه الحيلة البالغة البساطة، القائمة على تحويل الأشياء جميعاً إلى المقدس، قد تحققت، كما بينا أعلاه بصورة مفصلة، من جراء قبول جاك المغفل لأوهام الفلسفة بكل خلوص نية، من جراء اعتباره التعبير التأملي الأيديولوجي عن الواقع، المنفصل عن اساسه التجريبي على أنه الواقع بالذات .. وبالتالي كان في مقدوره أن يتوهم أنه لا يعالج سوى أفكار وتصورات ليس غير".

"أن الصخرة الثانية التي كان لا بد للقديس سانشو، لو فكر قليلاً، من الجنوح بمركبه عليها بصورة محتومة هي مصادرته الخاصة بأن كل فرد متميز كلياً من أي فرد آخر، شيء ما أوحد".

"أن ما وصف أعلاه من تحويله لكل ما يمكن وما لا يمكن فعله إلى انكار للذات قائم على هذه الحيلة. والأكثر من ذلك ان أناه ليست أنا فعلية، بل أنا المعادلات السابقة فحسب، نفس الأنا التي تمثل في المنطق الصوري، في نظرية الأحكام، تحت اسم كايوس".

" لقد سبق لنا أن راينا أعلاه كيف يفصل القديس سانشو أفكار الأفراد عن شروطهم الحياتية، عن نزاعاتهم وتناقضاتهم العملية، كي يحولها بعدئذ إلى المقدس .. وإذا كانت الأنا منفصلة عن جميع شروطها الحياتية التجريبية، عن فعاليتها، عن شروط وجودها، إذا كانت منفصلة عن العالم الذي يشكل أساسها وعن جسدها الخاص، فانه ليس لها إذن، بكل تأكيد، أية دعوة أخرى سوى أن تمثل دور كايوس الأحكام المنطقية".

كارل ماركس، الأيديولوجية الألمانية

"يفترض مفهوم هيغل عن التاريخ روحاً مجردة أو مطلقة تتطور بطريقة لا تعتبر الانسانية إلا جمهوراً يحملها بدرجات متفاوتة من الوعي أو اللاوعي. وبذلك يطور هيغل في داخل التاريخ التجريبي الخارجي، تاريخاً سرياً، تأملياً".

كارل ماركس، العائلة المقدسة
________________________________________________________________________________________

يقول هيغل: "في العلوم التجريبية، يحلل عادة ما يعثر عليه في التمثيل، وحين يكون الخالص قد أعيد إلى المشترك، يُدعى ذلك المفهوم. نحن لا نعمل هكذا، لاننا نريد فقط أن ننظر كيف المفهوم يعين نفسه بنفسه ونجهد كي لا نضيف شيئاً من رأينا الخاص وفكرنا".

هيغل، مختارات 1

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب