الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منع المآذن في سويسرا والنقاب في اوربا ، لا يعني بالضرورة اضطهادا للمسلمين !

ناديه كاظم شبيل

2010 / 2 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في سويسرا وكذا الحال في معظم الدول الاوربيه ، لم يعد الدين يعني شيئا ذا بال كما هو الحال في معظم الدول العربيه .فبعضها يرى فيه افيونا للشعوب واخرى تمارس طقوسه كنوع من التراث ، واخرى لا تعترف على الاطلاق بوجود الله وتتراوح نظرتهم للانبياء بين كونهم مصلحين او مشعوذين .

على هذا الاساس يرفض البعض دعوة الكنيسه باقامة قداس ويعتبر ذلك تدخلا سافرا في ممارسته حريته الشخصيه ، وطالب اخرون بالغاء قرع اجراس الكنائس كونها مصدر تلويث للبيئه .بل واغلقت الكنائس في دول اخر كبريطانيا الكاثوليكيه ، لعدم ارتياد الناس اليها ، فاصبحت جوامع وحسينيات عن طيب خاطر لا لاعتقادهم بان الدين الاسلامي هو الافضل بل كون العمل ياخذ معظم اوقاتهم ويكون يوما السبت والاحد يوم تسوق او نزهة او استرخاء ، او لنظرة البعض الاخر للدين على انه سد منيع في استمرار عجلة التقدم والتطور ، وانه السبب الاكبر في اراقة الدماء على مر العصور ، فكل دين يرى في نفسه الحق ويرى الاخر على باطل ، بل وتمادت بعض المذاهب في تكفير المذهب الاخر ، فاقتصت منه اقتصاصا مريعا وذلك بمحاولة النيل منه باتهامه بالكفر والزندقه ثم اجتثاثه من الجذور ، ومسيرة التاريخ الانساني الحافلة بالحروب الدينيه والطائفيه خير شاهد على ذلك .

نعم استفاقت اوربا قبل غيرها من شعوب الارض على فداحة ما خلفته الاديان من امراض مستعصية ، كالتعالي على الاخر واستعباده ونهب خيراته بحجة فرض الدين الجديد ، ناهيك عن تدخل الدين في كل شاردة وواردة في حياة الانسان ، فخلقت منه انسانا مذعورا تعوزه الثقة بالنفس ، خوفا من ان يكون قد اغضب المقدس ، فتراه يدفع من امواله ما يزكيه من فعلته سواءكانت صغيرة او من الكبائر ، كي يتفادى نارا وقودها الناس والحجارة ، وربما يدفع الانسان كل ما يملك ان شعر في قرارة نفسه ان خطاياه قدتعدّت كل الحدود والنواميس ، ورغم هذا فلا يهدا له بال خوفا من اهوال يوم الدين .

سعى الفلاسفة والمفكرون الى تحرير المرأة من قيود الدين ، فطالبوا بمساواتها بالرجل ، وازاحوا عن رأسها الغطاء كونه دليل رقها وعبوديتها ، بل طالب اخرون وعلى رأسهم الفيلسوف البريطاني رسل بحق المرأة في ممارسة الجنس قبل الزواج ،واعتبرها الشخص الوحيد الذي يمتلك جسدها ومن حقها التصرف فيه .
فليس من العدل ان يلبي الشاب احتياجاته العاطفيه علنا وتمنع منه الفتاة سرا وعلنا ، فالدين الحق اما ان يشمل الجميع والا فلا . وليس من الحق ان يعدد الزوج مثنى وثلاث ورباع ، ولتسحقها نار الغيرة وليقتلها الضمأ ، فما هي الا حرمة يمتلكها الرجل متى شاء ويطلقها متى شاء ، فلا رادع من ضمير ولا حياء من الابناء ، فهو يمارس حقا الهيا عادلا وعليها احترامه والا فهي كافرة بشرع الله وعدله ، وقرارها جهنم وبئس المصير.

قد تموت المرأة حزنا وكمدا بسبب الزوجة الثانيه، وقد تصاب بجنون وقتي (يارب علي وعلى اعدائي) فتحرق خيام الفرح او تقتل الزوج او تنتحر مع اطفالها ، او تخرج عن ملة الدين ولو سرا ، فدين يحلل ذبح عواطفها لا حاجة لها به .وكم نسمع ونرى احداثا رهيبة سببها تعدد الزوجات ، او قد تستغني عن الزواج نهائيا وتعيش الحب حلما قد لا يتحقق على الاطلاق ، فاثار عصا الدين لاتزال اثارها مطبوعة في لا وعيها مهما حاولت تزويقها بادعائها انها تخلصت من عقدة الدين الى ابد الابدين .

تتبختر المنقبة في شوارع اوربا ، مخلفة موجة من الاستنكار والتساؤل : اهذا هو اللباس الاسلامي ؟ لم لم يفرض الحجاب على الرجل وفيه من قوة الجذب للمرأة كقوة جذبها له ، ان لم نقل اكثر (حسب
حرمانها واكتفاؤه) .
يخافه (النقاب ) البعض منهم كونه يلف صاحبته بالغموض ، فربما تكون مجرما خطيرا تلاحقه الشرطة او تكون صاحبته لصة معروفة لدى اجهزة الامن او مجرمة تنفذ عملا ارهابيا،والا لم تخف المكان المخصص لاعلان هويتها الشخصيه ، فكيف لرجل البوليس التحقق من هوية انسانا مغطى الوجه ، وكيف يطابق صورة الهوية او الجواز بالواقع ؟

بما ان الناس خلقوا من طين مهين ،اذن لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات ، ولكي يمارس المغترب حريته الشخصية في اوربا عليه منحها للمستشرقين ايضا بالتمام والكمال ، فلكي تقام جوامع ومآذن في اوربا وامريكا يجب ان تقابلها كنائس واجراس تدق في جميع البلدان العربيه سواء كانت مقدسة ام لا، وكما ان هنالك نقاب في قلب اوربا ، يجب ان يقابله( سفور) في كل الدول الاسلاميه حتى المدن المقدسه . كي يسمعك الاخر عليك سماعه ولكي يستجيب لك عليك الاستجابة له ، والا لا والف لا للكيل بمكيالين ، كونه يمثل اضطهادا طرف وتسلط الاخر وهذه معادلة خاسرة بالتأكيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا