الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المازوخية..الوليد المحسن للاسلام السياسي

علي السعيد

2010 / 2 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


Masochistic Personalityالشخصية المازوخية أو المازوكية أو الشخصية المدمرة للذات , التي تقوم بأفعال (في الوعي أو اللاوعي) تعرضه للفشل أو الضياع , أو لألحاق الأذى البدني , يمارس هذا السلوك لايجاد المتعة وتهييج اللذة والنشوة في الذات ,فهو الضحية والمعذب ,المظلوم والمذنب والمقهور, ولذلك يلتجأ الى إيذاء الجسد والروح كوسيلة متاحة لتخفيف آلامه وتهدءة مشاعره المقهورة , ووصول شعوره الى الراحة والنشوة .
( كل يوم كربلاء وكل أرض كربلاء ) هو هذا الشعور المطروح للاستهلاك والاستثمار اليوم ,بمناسبة أو دونها , وتشمل كل المناسبات الدينية وغير الدينية , في الموت أو الميلاد ,مناسبات الاعياد والاحزان , في زف العريس وتشييع الميت ,في ساعات العمل والانتاج أو ساعات الراحة والاسترخاء . انه المقصود في النواح والبكاء واللطم ,ولو انها تتخذ صيغ عديدة في التعبير الا انها واحدة في دلالاتها ومفهومها, في فعلها وردود فعلها , والعمل على عصر الروح لاستخراج أكبر مايمكن من الالم والدموع والعذاب والضحك ايضا (هكذا اجدها).
اكتسحت تلك الحالات, النفسية والارهاصات الذاتية ,الى كل مايمس العقل والادراك بدلا عن توظيفها وقرائتها واستنباط الدروس والعبر منها , بل تركت ووظفت واستغلت لتجتاح العامة وإدخالهم ,بقصد منظم ,لحالات الهيستريا والمازوكية .استغلت ووظفت بفعل الاسلام السياسي ,واتخذ منها رأسمالا فاعلا ومؤثره ومجربا .
إستغلال روحاني بشع لايقل بشاعة عن الاستغلال المادي للانسان , أستغلت تلك الحالات بشكل يومي ودائم ,وهي قابلة للازدياد واشعال سعيرها ...فلتذهب العامة نحو الجحيم طالما هناك من يستفد ومن يكنز وراءها المال بالملايين الثقيلة .
في المجتمعات العربية لاتوجد دراسات جادة لتلك الحالات وأسبابها المتعددة ( حسب قناعتي ) , قد تكن الاصولية الدينية وسطوتها وعنجهيتها في قمة الاسباب التي تدعوا لنقدها او دراستها او العمل على الحد منها ,إضافة الى ترهيب الجماعات القيادية في اللعبة المازوكية ,واتخاذهم التهديد بل البطش لمن يعمل أو يشاء .في مقال قيم للدكتور كاظم حبيب على صفحات الحوار المتمدن وتحت مقاله -مسقط رأسي يعيش حزنا قاهرا....-تطرق الى وجود فقهاء وقفوا عند هذه الحالة ,قالوا ووعظوا ونصحوا الا ان الرياح شيء والسفن شيئا آخر . هؤلاء الوعاظ والفقهاء حتى وان انتقدوها الا انهم غير جادين او انهم لم يعالجوها من الجذور , لذلك فشلوا في ايقاف العامة او تحييدهم , بل تعرض بعضهم للتهديد بالقتل والفتك بهم .
اليوم ترصد مستثمريها وعملوا على إنماءها ودعمها ,بل دفعوا العامة الغير راشدة سنا لالحاقهم مبكرا لجموع المازوخية المتمرسة , والعمل ايضا على توريثها لاجيال قادمة .
الخيارات الاساسية للحد منها لا يتم الا بحكومة وطنية علمانية ,تعيد الهوية الوطنية لمواطنيها ,والعمل من عقولنا وسياسينا ومثقفينا لايجاد أنجع السبل لذلك ,إضافة لتوفير العمل وإنهاء البطالة والقضاء على الجريمة وخلق ضروف أفضل للحياة الحرة الكريمة لكل مكونات وأطياف المجتمع , وتحييد بل تكبيل من يستغل ذلك ووضعه تحت طائلة القانون والدين واحترام سمعة وشرف أهل البيت .كذلك التوجيه , وبتأثير فقهاء الدين ,نحو عمل الخير والبر ومساعدة الفقير والصدقات وإشاعة الممارسات المهدءة والناضجة للجم التطرف وتطبيب النفس ومعالجتها في الاقلاع عن الايذاء والتطبير وسيل الدماء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع جداً
سامى لبيب ( 2010 / 2 / 9 - 10:32 )
لو هذا الموقع به أيقونات وورود لملأت تعليقى به .
ولكن أحس أن فكرتك عميقة جداً ولم تأخذ حظها من الإستفاضة ..فياريت تنبش
فى داخلها أكثر فهى حبلى بعوامل نفسية تحتاج المزيد من إلقاء الضوء .
كان من المفروض أن يحظى هذا الموضوع بالمزيد من التعليقات والردود ولكن يبدو أننا تثيرنا المواضيع الفارغة وذات العبارات اللاذعة والحراقة .

خالص مودتى

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah