الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارل ماركس: الأيديولوجية الألمانية (1)

أنور نجم الدين

2010 / 2 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لقد طلب مني باحث في الفلسفة من المغرب الآتي:

أود أن ألفت انتباهكم الكريم أنني طالب باحث في مادة الفلسفة، وأطلب منكم قراءة نقدية أو تحليلية أو تلخيص حول كتاب (الإيديولوجية الألمانية ) لكارل ماركس.


موضوع بحث كتاب (الأيديولوجية الألمانية):

إن موضوع بحث هذا الكتاب يتلخص في النقد الذي يوجهونه كل من الإنجليز، والفرنسيين، والألمان إلى العالم، من وجهتي نظر متناقضتين، وجهة نظر اقتصادية - تاريخية، ووجهة نظر فلسفية.

في أواسط القرن الثامن عشر ظهر علوم اقتصادية - تاريخية لدى الأمم المتمدنة كالإنجليز والفرنسيين، وابتداءً من ذلك القرن بالتحديد، باشر البشر بالنظر إلى العالم، ومصدر معارفه، وسلوكه المادي، من وجهة نظر التاريخ. وكان التقدم الصناعي هو الحافز التاريخي لهذه النظرة النقدية الجديدة إلى العالم، فتطوير الآلة البخارية، والأنواع المختلفة لآلات الغزل والنسيج، والأجهزة الميكانيكية، والآلات الأوتوماتيكية، والاكتشافات العلمية، والسيطرة على السوق العالمية، أصبح أساسًا تاريخيًّا جديدًا لإعادة النظر في كل ما مضى على التاريخ العالمي، ثم كل الأفكار الوهمية التي حشرها الناس في رؤوسهم حول العالم إلى ذلك الزمن. وكان السؤال الأساسي الذي طرحه كارل ماركس هنا، هو:

كيف حدث أن الناس حشروا في رؤوسهم كل هذه الأوهام؟ إن هذا السؤال يقودنا إلى نظرة نقدية جديدة للتاريخ، أي إلى المادية التاريخية بالتحديد (انظر الأيديولوجية الألمانية، ترجمة الدكتور فؤاد أيوب، ص 247).

وهكذا، رغم أن الإنجليز والفرنسيين لم يتصوروا هذه الحقيقة التي تسمى التاريخ إلا بطريقة بالغة الضيق، فقد قاموا مع ذلك بالمحاولات الأولى لنقد العالم من وجهة نظر التاريخ، وهذا من خلال إعطاء كتابة التاريخ أساسًا ماديًا. ومن المعروف جيدًا أن فلاسفة الألمان لم يفعلوا ذلك قط، وبالتالي فلم يكن للألمان أساس أرضي من أجل إعادة النظر مما مر على البشر، لأن الألمان لم يكن لديهم أساس أرضي من أجل التاريخ، الأمر الذي ترتب عليه أنه لم يكن لديهم مؤرخ واحد قط (انظر ص 37)، ثم لم يكن لديهم أساس أرضي لنقد العالم، فعلى العكس من الإنجليز والفرنسيين الذين ينظرون إلى العالم من وجهة نظر دنيوية، كان الألمان يحكمون على سائر الأشياء من وجهة نظر دينية:

"إنَّ الألمان يحكمون على سائر الأشياء من وجهة نظر الأزلية (وفقًا لماهية الإنسان) أمَّا الأجانب فينظرون إلى الأمور جميعًا بصورة عملية، وفقًا للبشر الفعليين والظُّروف الفعلية التي يواجهونها، إنَّ أفكار الأجنبي وأعماله معينة بالوقت الحاضر، أمَّا أفكار الألماني وأعماله فمعينة بالأزلية، ص 505".

فالأمة الألمانية إذًا، لم تكن سوى "أمة حالمة ومشوشة الذهن، ص 19"، أما الفكرة الفلسفية هذه، فلم تعكس سوى التخلف الصناعي، بالمقارنة مع الصناعة الإنجليزية التي كانت تسبق الصناعة الألمانية بقرن ونصف قرن على الأقل، فالألمان لم يقدموا سوى إنتاج رخيص وتافه، والصفقات الوهمية، وسمسرة السندات، ونظام ائتمان مجرد من أي أساس فعلي، فهم بهذا المعنى كانوا خارج التاريخ، أي خارج السوق العالمية التي نشأت من خلالها، تاريخًا عالميا (انظر ص 22). وهكذا، فلم تكن الأيديولوجية الفلسفية الألمانية، المتمثلة في فلسفة هيغل وفيورباخ بالذات سوى مظهر من مظاهر هذا التاريخ، فالنقد الألماني، لم يغادر قط عالم الأفكار المحضة، أو الفلسفة (انظر ص 22).

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن