الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغثيان بين السدنة والكهنة

مجاهد عبدالمتعالي
كاتب وباحث

(Mujahid Abdulmotaaly)

2010 / 2 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل تريد أن تتقيأ!؟ هل هذا ما يدعوك إلى الكتابة بعد القراءة !؟، استفراغ يتلوه استفراغ، هل تريد أن تستفرغ ابن حزم!؟، هل تريد أن تستفرغ هايدجر!؟، هل تنتظر ذلك اليوم الذي تشعر بك فيه وأنت خواااااء وسديم؟!، هل أصبت بالتخمة وعسر الهضم؟!، هل نصحوك بالخل بعد كل وجبة دسمة فتعاطيت عبدالرحمن بدوي!؟!، هل أصبت بالغثيان!؟، تلتفت يمينا فترى ابن الأثير وتلتفت شمالا فترى أفلاطون، جيفة عن يمينك وجيفة عن شمالك، وفوق ذلك كله يأتيك شيطانك القابع في التفاصيل مرتديا ثوب ملاكك الحارس فيذكرك بالكهنة من حراس المعبد والسدنة من حراس القصر، الذين ينقبون في النوايا عندما يقرأون المكتوب، فتشتد رغبتك أكثر في التقيؤ، كي لا يجدوا في بطنك سوى ابن تيمية وغازي القصيبي، فيكون لحمك في ملتهم قد نبت عندئذ من غير السحت الذي يبيعه راندال في سوق العقل الحديث، لكن محمد زايد الألمعي يكر عليك بكلماته فيقول: (ازدد جبنا في الحياة، وشجاعة في الكلمة، فالشجاعة في الاثنتين حماقة، وفي الأولى وحدها صفاقة.... الكلمة وحدها معيار الشرف).
عندها تفتل وتفتل وتفتل خيوطك كبؤس دودة القز، بحثا عن سمو الفراشة، ثم لا تجد بعد كل ذلك الفتل سوى لصوص الشرانق الذين يحيلون شقوتك إلى تخنث فكري ينهك جسدك المتعب، فلا أنت إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، فلا البول واقفاً يثبت رجولتك، ولا سلق الكتب والأفكار يثبت أنوثتك، بل خنثى تصارع غرائزك المتقلبة في مجتمع من الخصيان، فكيف تنمو فحولتك والإناث هنااااك، يقضمن التفاح بالتساوي، تسمع الفحيح بينهن كأفاعٍ أمازونية تتعارك، وصنّتُك تفوح بين الخصيان وحيدا فتستنشقك المجلجلة، تهز أجراسها، فتحتار هل تهزها خوفا أم طلباً للسفاد.
عندها تريد تعلم اللغات فيفجأك علم الألسنيات إن أردت عمقا، لتستحيل فيلسوفا من جديد، تلك هي الفلسفة/الشقوة بعينها، فتعود أنقاضك القديمة مكتفيا بلسان العرب المقروح برطانات فارس ودندنة حِميَر.
تنظر إلى السماء مستلهما منها الحساب وعدد السنين، يفاجئك الكسوف والخسوف بعطالتهما دلالتان على أدواتنا البدائية التي تستلزم الصلاة تلو الصلاة بركوعات طويلة وتلاوة أطول لعل العطالة تنجلي ولا انجلاء.
عبدالله القصيمي تستدله لتكتشف النواح مكتوبا، فينوح وينوح وينوح، وهل هناك من عظمة في النواح!؟!!، لكنه عزاء للدواب البكماء، ننوح مثله فنصاب بنشوفة الحلق، نحوقل ونحمدل سبعاً، ثم نحوقل ونحمدل عشراً، وبعدها نعافس النساء انغماسا في فرويد وليبيده، هربا من سديم الانطولوجيا، فلا شئ كامتقاع اللون عند رؤية الموت يجلو جلدنا بتجاعيده الملعونة، فنغض الطرف بابتسامة نشاز لجمجمة بلا أسنان.
عندما يحلف لنا هلفثيوس بأن (رذائل الشعب راسخة الجذور في قوانينه، وهنا يجب على الإنسان أن يحفر إذا أراد أن يقتلع جذور رذائله) فهل نصدقه في ما يقول؟! فقانوننا (كتاب وسنة)، نحفر في العناوين الكبيرة (كتاب وسنة) فنجد قرآنا حَمّال أوجه، فعثماني لأهل الظاهر، وفاطمي معصوم لأهل الباطن، وسنة البخاري للجماعة، والكافي لأهل البيت، فأي عنوان والسفر طويــل والموعد عند الكوثر، وأي سقاء نستزيد؟!!، فتعميد كهنة المعبد اللاهوتي مخلوط بنبيذ سدنة القصر الناسوتي..... وقد جَرّعُونَاه عبر مئات السنين من الأجداد الطيبين الذين عاشوا حيناً علويين، وحينًا أمويين، حينًا يعربيين، وحيناً شعوبيين، حيناً راونديين، وحيناً حلاجين.
هل نقول كُفِّي أيتها الأهواء والنحل، فتاريخنا صراعٌ على ذنوب ماء، والبدو يجيزون الموت دونه، فالصحراء قاحلة، والسانية مستعارة، والديَّان يفتل السوط، فأي فقهٍ لمن أكلته الفاقة وأتعبه الجَلد؟!!.
مجاهد عبدالمتعالي ـ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ثم بعد
زين العابدين ( 2010 / 2 / 8 - 23:08 )
لقد مللنا من تشخيص الداء ولكن لايبدو أن هناك من هو قادر على تعبيد الطريق إلى موضع الدواء


2 - مقال ممتاز و لغه أدبيه رفيعه
أمجد المصرى ( 2010 / 2 / 9 - 13:13 )
أحيي الكاتب و أوافقه الرأى,و أرى الحل فى حظر الترويج لكل ما يعيق تقدم البشريه و كل ما ينغص حياة الناس بتخديرهم بالوعود التى لن تتحقق


3 - مقال جميل
ضياء ( 2010 / 2 / 10 - 04:39 )
الأخ الكاتب: بدايه رائعه. تمنياتي لك بمواصلة الكتابه

الأخ زين العابدين (تعليق 1): داء السرطان في مراحله النهائيه لا يمكن معالجته او استئصاله. تحياتي

اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في