الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شغب وتدخل في شؤون الادارة

طارق الحارس

2010 / 2 / 10
المجتمع المدني


أما الشغب في الملاعب فهو ظاهرة تعم الدول المتحضرة وغير المتحضرة ، الديمقراطية وبعض الدول غير الديمقراطية ، وهناك أنواع عديدة من طرق الشغب فبعضها يؤدي الى خراب كبير يصل الى حد قتل بعض المشجعين من المشاغبين ومن الأبرياء أيضا ، أما بعضها الآخر فيؤدي الى تكسير مقاعد الملعب ورميها على الكادر التدريبي واللاعبين داخل الملعب مصحوبة بشتائم أمهاتهم وأخواتهم وربما حتى خالاتهم .
ملاعبنا وقبل سقوط النظام الدموي البعثي ، أو كما يسميه بعض الساسة النظام الصدامي البعثي لم تكن خالية من الشغب ، لكنه كان ( على خفيف ) فشتيمة هنا لهذا المدرب وأخرى هناك لحكم مباراة أو للاعب أخطأ طريق المرمى ، أما بعد سقوط النظام فقد ( تطور ) الأمر ، إذ أصبحت ملاعبنا تعج بالمشاغبين وبأساليب لم تألفها ملاعبنا من قبل فالشتائم زادت عن الأمهات والأخوات والخالات ووصلت الى الآباء والأجداد والعشائر والأحزاب أيضا ، فضلا عن تكسير مقاعد الملاعب ورميها مع ما توافر من قناني وحجارة على جميع المتواجدين داخل الملعب بما فيهم رجال الحماية من شرطة وجيش . الأمر لم ينته بعد فالمعركة مستمرة خارج أسوار الملعب ، إذ أن المشاغبين بانتظار خروج ( الأعداء ) وهم على أهبة الاستعداد .
هنا لابد لنا من الاشارة الى أن التفسير الخاطىء لحرية التعبير عن الرأي التي أتيحت لمشاغبي ملاعبنا بعد سقوط النظام الصدامي قد سمحت لهم ( بتطوير ) طرق الشغب .
من أهم نقاط ( تطور ) طرق الشغب في ملاعبنا موضوع التدخل في شؤون ادارات الأندية ، إذ أن هذه الظاهرة أصبحت من ( معالم ) ملاعبنا في السنوات الأخيرة حيث نرى لافتات تطالب باستقالة رئيس النادي ، أو استقالة جميع أعضاء الهيئة الادارية ، أو اعفاء الكادر التدريبي لمجرد أن فريقها الكروي تعرض الى خسارتين متتاليتين في الدوري . ( يتطور ) الأمر بعد هذه اللافتات الى تهديدات بالقتل بعضها علنية وأخرى سرية .
حينما نذهب بالقول الى أن التفسير الخاطىء لمفهوم حرية التعبير عن الرأي الذي حصل بعد سقوط النظام المقبور هو السبب الأهم الذي يقف وراء الشغب الحاصل في ملاعبنا وبهذه الطريقة غير الحضارية فأننا لا ننسى الاشارة الى أن بعض أعمال الشغب التي حصلت في ملاعبنا تقف وراءها أجندات شخصية لأسباب انتخابية ، وأيضا أجندات سياسية وهي الأخطر على ملاعبنا ، لكننا وفي جميع الأحوال نضع السؤال التالي : هل يحق لهؤلاء المشاغبين التدخل في شؤون ادارات الأندية ؟
من المؤكد أن الاجابة هي : كلا ، إذ أن أمرا كهذا يعد حقا من حقوق الهيئات العامة التي انتخبت هذه الادارات فان وجدت أن هناك أسبابا موجبة لاستقالتهم فعليها الاجتماع لمطالبتهم بتقديم استقالاتهم باسلوب حضاري وانتخاب هيئة ادارية جديدة .
نحن هنا لا نقف مع الادارات الفاشلة ، إذ أننا نفهم أن بعض الهيئات الادارية لم تقم بالواجبات المؤملة منها وبعضها لم تلب طموحات الجمهور الرياضي بسبب ضعف خبراتها الادارية ، أو لأسباب خارجة عن اراداتها ، لكننا نعتقد أن الحل لا يمكن أن يتم بهذه الطريقة .
من المؤكد أننا حينما نخوض البحث في هذا الموضوع فان غايتنا هي حث الجهات المختصة لدراسة أسباب حصول هذه الظاهرة والوصول الى معالجتها بأساليب حضارية تتناسب مع واقع العراق الجديد .
دعونا قبل البدء بدراسة أسباب هذه الظاهرة أن نبعث رسالة قصيرة الى هؤلاء المشاغبين مفادها : أن رؤوساء أنديتنا وهيئاتها الادارية قد تم انتخابهم عن طريق صناديق الاقتراع وهم في جميع الأحوال يحاولون خدمة الرياضة العراقية والأهم من هذا كله أنهم لا يشبهون لا من بعيد ولا من قريب رؤوساء أنديتنا في العهد السابق من أمثال روكان ارزوقي ، وأرشد ياسين ، وعمر سبعاوي ، ولؤي خير الله طلفاح ، وحسين كامل ، وصدام كامل ، وعدي صدام فأغلبهم ، ان لم نقل جميعهم ، من أبناء الرياضة وتاريخهم الرياضي يشير الى أنهم ساهموا مساهمة حقيقية في انجازات أنديتهم ، فضلا عن عطائهم الكبير مع المنتخبات العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فض اعتصامهم.. طلاب من جامعة السوربون يتظاهرون أمام مقر ب


.. أميركا.. اعتقال 33 طالبا أثناء فض اعتصام مناهض للحرب في غزة




.. طيران الاحتلال يستهدف منزلا وسط خيام النازحين في مدينة رفح


.. منظمات حقوقية تونسية تو?سس تحالفا ضد التعذيب




.. إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع