الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحاجة إلى تقليص التفاوت بين الطبقات

سعاد الفضلي

2010 / 2 / 10
المجتمع المدني


في مقال نشر في جريدةالخليج تحت عنوان الأخبار السيئة تحطم القلوب.. والقهقهات تقويها” هذا صحيح الى أبعد الحدود مع الاحتفاظ بحديث رسولنا الكريم الذي يقول لا تكثر من الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب. ولو أخذنا بنظر الاعتبار ما قالته الدكتورة فيفان برس-المديرة الطبية لمؤسسة أمراض القلب البريطانية إن الأبحاث الأخيرة لمؤسسة أمراض القلب البريطانية بينت أن خمسة آلاف رجل دون الخامسة والستين من العمر يموتون سنويا في بريطانيا بسبب أمراض القلب الناتجة من التفاوت بين الطبقات الاجتماعية. وقال الدكتور برس إن هذه الدراسة الجديدة تعزز من الحاجة إلى تقليص التفاوت بين الطبقات الاجتماعية المسبب لأمراض القلب والشرايين، وكذلك محاولة فهم الآليات التي تفرز مثل هذا التفاوت .
هو يقول إن هذه الدراسة تعزز الحاجة إلى تقليص التفاوت بين الطبقات الاجتماعية وتطالب بفهم الاليات التي تفرز مثل هذا التفاوت وأنا بدوري اتسال هل يمكن أن نقلص التفاوت بين الطبقات بالفعل ؟ وإذا كان بالامكان ذلك فما هي الوسائل التي تحقق هذا التناغم بين الطبقات ياترى ؟! . تؤكد التجارب التاريخية أن ثمة شرائح يختلف حجمها من بلد لآخر ربما يكون فرضه البالغ الطموح تعزيز الحاجة إلى تقليص التفاوت بين الطبقات عرضة للرفض في حقول عدة وهذا الطرح يظل حيا فقط اذا وضعنا له اهدافا غير قابلة للتحقيق، اهدافا تقع في ما وراء كل آمل بتحقيقها. الفقر والجوع وعدم الشعور بالأمن والأمان أدى إلى تقسيم المجتمع إلى طبقات، ليس بالمفهوم الاقتصادي والاجتماعي للكلمة، أو بمعنى الوجاهة والأغنى، وإنما بما تحصل عليه من أمن جسدي وأمان نفسي واقتصادي تميز طبقة عن أخرى
فالفعل قلص في قاموس اللغة نقول: قلص الثوب:شمره.(تقلص) الشىء: تدانى وانضم.وتقلص الثوب بعد الفسل إنكمش وقصر وتقلص الظل معناه انقبض ونقص.فما المقصود بتقليص التفاوت بين الطبقات؟!فان كان المقصود تقليص الترف والحرمان حتى تكون هناك معادلة تقطع الشك باليقين لدى المؤسسات الطبية فإن هناك مدخلات ومخرجات لا ينطبق عليها التقليص لتجنب أمراض القلب هنا لكن الامور –في الأغلب –تسير على غير ما بسطت له ولا ينطبق هذا الكلام على الجميع طبعا، فالحياة مليئة بالأخيار والأشرار فما أن يجد البعض في كفه فيضا من المال حتى يعيش في راحة كبيرة ولكنها تقتصر على الجانب الجسدي وتهمل الجانب الروحي الذي يتميز به الإنسان عن غيره من الكائنات، حتى ينغمس في ملذات تفسد الخلق وتوهي العزائم وتفلج الضمائر، وتميت الوجدان، ومتى وضع المرء قدمه في أول هذه الطريق الزلقة فلن يقف فيها عند حد، مادام منفتح الجيب بالنقود، فتذوب قواه بأسرع مما تذوب هذه النقود ويضمحل خلقه، وهو كلما امتدت به الأيام يزداد امعانا في الانغماس في الملذات، واسترسالا فيها، ويغرق في الترف ، فتسقط مروءته، وتتلاشى منزلته، وتنهار صحته، وينتهي حاله الى اسوأ الأحوال ، ويكون فريسة للقلق والكآبة والتي تؤدي بحياة الكثير من الناس وخصوصا في الغرب إلى الانتحار إذا لم يجد حلا له غير الحبوب المخدرة لتسكين آلا لام البدن مما يزيد الطين بلة وهو كالمستجير من الرمضاء بالنار.كما وجدت آثار القلق والكآبة في بلاد المسلمين عندما اقتصرت حياة البعض منهم على الدنيا وعاشوا بعيدا عن ذكر الله وطاعته. فالجسم إذا ظل محروما من فرص الراحة وانغمس في ملذات الحياة حل به الأذى وانتابه الأسقام، والنفس إذا حرمت من مباهج الصحة وانتابها الغم والهم، وحل بها البوار صدئت وبدأ مفعول الكلسترول والدهون الثلاثية تعمل عملها في تسكير الأوردة والشرايين.
ويرى البعض أن التقلبات في مؤشرات الأحوال الاقتصادية مثل هبوط الأسعار وارتفاعها والخسارة المادية الكبيرة عند الأغنياء يرتبط بها صعودا أو هبوطا بمعدل الوفيات وارتفاع ضغط الدم.
بينما يقول أحدهم:إن الفقر هائل وكثيرا ما يخمد فينا كل عزيمة، ولكنه في الواقع هو الذي يجعل الرجال يندفعون إلى الأمام في سبيل حياة أفضل وأنفع، أما القلب في الحياة اللذيذة الناعمة فإنه يجعل الناس يستغرقون في أحلام الكسل.
كثيرا ما يكون الفقر في أول العمر خيرا وبركة فالمصاعب التي يجدها المرء وهو يكد لتحصيل قوته، وتأمين الضروري من مقومات حياته تكسبه خبرة وتدريبا وشجاعة، تفيده في معاركه المقبلة ضد الفقر والعوز والحرمان. إن بين كبار رجال العالم المعمرين اليوم عددا ليس باليسير، نشأوا على مهاد الفقر، وخاضوا معارك الدهر، غير متكلين إلا على الله وعلى عزائمهم الذاتية ولم تلعب قلة المادة دورا في تسديد الضربات الى قلوبهم. وإذا حلت بفقير مؤمن مصيبة صلى بخشوع وتدبر وحضور قلب ولجوء إلى الله ذهب همه وغمه أدراج الرياح توجه إلى الله الذي بيده ملكوت كل شيء.
هذه النظرة الواقعية المقيدة بحدود تشرح طبيعة التناسق والترتيب في التركيبة الاجتماعية للطبقات فالفقير الذي تهون عليه المشاكل وينشرح صدره وينبعث الآمل والتفاؤل عنده فهذا ربيع القلب ونور الصدر وجلاء الهم والحزن فلا تعرف الأمراض طريقها إلى قلبه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض يدرس استقبال أهالي غزة كلاجئين| #الظهيرة


.. إسرائيل تعد منطقة آمنة في وسط غزة وتطالب اللاجئين في رفح بال




.. منظمة هيومن رايتس ووتش تدين مواقف ألمانيا تجاه المسلمين.. ما


.. الخارجية السودانية: المجاعة تنتشر في أنحاء من السودان بسبب ا




.. ناشطون يتظاهرون أمام مصنع للطائرات المسيرة الإسرائيلية في بر