الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رشوة الإمام الشهيد ...

واصف شنون

2010 / 2 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ الإطاحة الأميركية بسيد الحفرة المظلمة وعلى مدى سنوات قاربت على سبع عجاف لا نسمع ولا نتحسس ولا نرى سوى الشكوى والشكاوى والمنغصّات من أغلب العراقيين في الداخل والخارج ،وكأن هذا البلد وعلى مايبدو لـ(خبالاتي) وجنوني المتّقد !! هو بلدة غابريل ماركيز (ماكوندا )التي جرت فيها أحداث روايته ( مائة عام من العزلة ) ،وعلى الرغم من أساطير رواية ماركيز الفنتازية عن تلك البلدة ، فأن العراق ومدنه غير (الكوردستانية والسنية !!!) قد تحولت الى مدن أسطورية وخرافية لا واقع لها في المخيال العالمي لبناء وتشكيلات المدن وسكانها وتصنيفاتها من حيث الطبقات والفئات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية ، شأنها شأن مدن بنغلاديش وباكستان والصومال النائية مع تبجيلي وإحترامي لهوية تلك البلدان، فكيف يمشي سبعة ملايين شخص من مختلف تلك الطبقات والفئات الى مدينة واحدة فقط لإحياء ذكرى قديس ديني شهيد مع علمهم الأكيد أن أرواحهم العزيزة قد تكون في مهب الريح بسبب أوضاع أمنية تشملهم وتشمل مدنهم وتستهدفهم بالذات وتستهدف قياداتهم وتستهدف كربلاء بعينها ، والإجابة تأتي من الجميع قادة وقطعان مشاة (الفداء ..الفداء.. الفداء )، وحين تقول المقدس مات شهيدا وفداء ً لقيم أسسها لكم ، لكي تنير لكم طريق الظلام والعبودية من الحرية والمساواة كما تقولون وتقول بعض الكتب ، فلماذا هذا الفداء الذي لاطائل منه سوى إراقة الدماء وشوي الأجساد وتشويه مدنيتكم وتراكم الأزبال وتعطيل العمل وتوقيف الحياة نبض الوجود والخلق ، يجيبك السياسي منهم أو الشيخ الكبير أو المصغر قبل أن يتهمك بالفاشية وإحتقار المقدسات والطعن بأولياء الله الصالحين بانه الواجب ايها الملحد العلماني !!، وحين تسأل امرأة أرملة تسير وسط الحشود عن مجرى حياتها ومعيشتها ، تجيبك نحن لسنا بشر فلا ماء ولا كهرباء ( خوية ) ظلمة لكني ذاهبة الى أبي الفداء الحسين المظلوم فأنا مظلومة مثله ، ثم تتجرأ وتسأل صديقا ً قديما ً هو الأن في قمة المسؤولية الوظيفية : الى أين تقودون الناس الى الظلام ام الى النور يجيبك : وهل كان هناك نورا ً في العراق وهل تعرف كم بلغت الرواتب الأن للموظفين ..اتركونا نمارس شعائرنا يا أخي .. وتمتعوا أنتم في استراليا وبلدان الغرب الكافر فالعراق بلد مسلم وغني ومتمكن !!، وحين تسأل اعلاميا ً: ما هذا النواح المستديم في قناتك الفضائية التي تعمل بها : يجيبك بأن الشعب يريد ذلك أو الأصح ( الجمهور عاوز كده ) ، طبعا ً الشعب يريد ذلك لأن ليس لديه وسائل الترفيه والترويح والمشاهدة والإطلاع ونسبة الأمية (القراءة والكتابة )فيه تفوق 20 % ناهيك عن أمية التكنولوجيا والصحة والثقافة وليس لديه وسائل انتاج وليس لديه معامل ولا حقول أو مراكز تدريب مهنية فعالة وليس لديه جامعات حقيقية، وليس هناك برامج تطويرية ، هناك دوائر ونظام اداري لايعتمد نظام الحاسوب ( كمبيوتر ) ونحن في العقد العاشر من القرن الحادي والعشرين والذي نفذه الأردن قبل عشرة أعوام وخلال ستة أشهر فقط ،وهناك مرض الرشوة الذي كان العراقيون والى وقت قريب يستنكفون منه ويعيرون سوريا خاصة به ...،فليس بإمكان اي عراقي الأن اجراء اية معاملة بدون دفع رشوة (ضريبة الموظف ) وليست ( ضريبة الدولة ) ،وحين أعود الى البدء بأن الرواتب ارتفعت والناس تحسنت اوضاعها معيشيا ، فلماذا هذا النهب المستمر الذي تأسس الأن في الأنفس والعلاقات التي تدير ابسط معاملة قانونية في بلد القوانين الأولى ، وماهو الفرق بين ثقافة الفداء والتضحية المجانية بالنفس من أجل إحياء ذكرى مقدسة عزيزة على النفوس وثقافة مصّ السحت الحرام والمحرّم بقوانين الإنسانية وقوانين الكفار الذين يعاقبون عليه بالسجن ناهيك عن تشهير الصحافة والإعلام ، أليس ذلك خلطا ً غبيا ً في نوعية التكافل الإجتماعي الذي يتحقق عبر مآساة إمام شهيد ضحى بنفسه من أجل إحقاق الحق وطرد الفسّاد والفاسدين الذين إغتصبوا سلطة سياسية منه قبل أن تكون دينية وهذه حقيقة تاريخية ، أم هو نوع من التزييف ورشوة الإمام الشهيد لأنه لايرى مثل عيون الله التي في كل مكان .
أين هي الظلمة ومن هم الظلاّم يا ظلاّم أنفسكم أولا ..؟؟
ومن هم المظلومين .. أيها الجناة ..على أنفسكم وعلى المنقادين العاطلين الذين لا أمل لهم ؟؟
والواقعة على من بغى..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معك كل الحق,فنحن شعوب عربيه مغيبّه
أمجد المصرى ( 2010 / 2 / 12 - 17:00 )
عندما طالعنى عنوان مقالكم القيم ظننتك سوف تتحدث عن إمام شهيد آخر,فنحن فى مصر نمنح ذلك اللقب لشخصين,الأول تاريخى هو (الحسين بن على) صاحب الضريح الشهير بالقاهره,و الثانى معاصر-و يا للعجب-هو المرشد الأول لجماعة
الإخوان المسلمين حسن البنا و الذى أطلقت عليه جماعته وصف الإمام الشهيد و هو الذى لم يكن سوى رئيس عصابه إجراميه فى أحسن تقدير.لقد هالنى و الله ما ذكرت من حشد الجماهير من أهلنا بالعراق لإراقة دمائها وشوي أجسادها وتشويه المدنيه,كنوع من التعويض عن الافتقار لوجود وسائل الترفيه والترويح
فضلاً عن تدنى الدخول.لعل أصدق ما يمكننى قوله هو(كلنا فى الهم شرق)فالحال
بمصر لا يختلف كثيرا عن الحال بالعراق,المسئولون هنا أيضاً يقولون:الجمهور
عايز كده !!. ..... و عجبى


2 - الحسين انقتل عطشان واحنه ابتلينه
سعد سعدي ( 2010 / 2 / 12 - 17:48 )
من الامور الغريبة والعجيبة ان طبيبا ,كان حسب ادعاءه في المنفى ,جاء ليستقر ويخدم بلده ,فبدلا من ان يقوم بفتح عيادته لعلاج البشر المريض داخليا وخارجيا , يقوم هذا الطبيب بفتح ملطم ومظرب للزنجيل والقامة . بشنيعته تلك اصبح مثالا تتندر به العامة لزيادة مؤشر جنونهم .
حالة اخرى ايضا-العمل بطهي وتوزيع الطعام ايام عاشوراء حالة جيدة وعظيمة,لكن ان يطرق باب بيتك واذا بطعام ارسلته مومسا اقامت في بيتها وكرا للنوح والبكاء واللطم واستذكار ايام الحسين ,شيء لايصدق ولا تعمل مكائن المعدة بنظام لسحق وطحن طعامها الملوث , تكررت عندي الحالة فبدلا من ان أرمي الطعام أعيده عليهم بحجة ان الكثيرين قد ارسلوا لي طعاما فيتوجب عليكم اطعام المساكين والفقراء وانا لست فقيرا .
اخي شنون...زاد الجنون وازدادت تكاليفه , بطالة , ترك العمل , توقف المعاملات والاعمال الرسمية , المبالغة والتهويل في اللطم وضرب الطبول , كما ادخلوا العلم والتكنولوجيا في نوحهم ولطمهم باستعمال مولدات كهربائية متجولة لتكبير الصوت وزيادة الانارة في الطرقات المظلمة التي يسيروا مواكبهم المتنقلة فيها .كما ازدادت التشابيه والتمثيل باستعمال رأس مقطوع أو طفل


3 - غسيل دماغ جماعي
سـمـر عـنـتـابـي ( 2010 / 2 / 12 - 19:56 )
أنظر..إقـرأ تاريخنا. إقرأه بشكل حيادي. إقرأه دينيا وسياسيا بتجرد. ألا ترى أنه أهرام من الكذب والنفاق والقتل والغزو والخيانات والانقلابات وافتراس الشعوب وافتراس بعضنا البعض. وفي يوم واحد نريد أن نغسل كل ذنوبنا ونضمن مترا مربعا في الجنة الموعودة .
نحن بحاجة إلى غسيل دماغ جماعي. ولكن من يغسل أدمغة من سيهتمون بغسل دماغنا؟؟؟


4 - الحل هو نبش القبور
عامر الكافر بالاساطير ( 2010 / 2 / 12 - 20:39 )
وتفتيت ما تبقى من عظام ليس فقط للحسين بل حتى جده قثم الارهابي المكبوت...وتدمير الكعبة..لكي نرتاح من عبادة الحجر


5 - مبدع
عيساوي ( 2010 / 2 / 12 - 23:37 )
شكرا لك على ابداعاتك الفكرية وتشخيصاتك الاجتماعية
لك مني كل محبة واحترام

اخر الافلام

.. ألبوم -كهان الكاف -: قصائد صوفية باللهجة التونسية على أنغام


.. 71-An-Nisa




.. 75-An-Nisa


.. 78-An-Nisa




.. 79-An-Nisa