الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلاسفة عصر التنوير في اوربا ديكارت (القسم الثاني والاخير)

عبد الجبار منديل

2010 / 2 / 13
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بعد الضجة الهائلة التي احدثها العالم الايطالي (غاليلو)بنشر كتابه عام 1632م الذي نفى فيه ان تكون الارض مركز الكون وقال ان الارض تتحرك في فلك الشمس وليس العكس كما كان يعتقد القدماء وقيام الكنيسة بأصدار الاعدام على من يؤيد هذا الرأي وجد (ديكارت) نفسه مضطرا الى الهروب من فرنسا الكاثوليكية الى الدول البروتستانية والتي هي اكثر تسامحا . لذلك فقد استقر في هولندا للفترة من عام 1628الى عام 1649 حيث قام بتكريس وقته للدراسة والبحث العلمي .

كتب ديكارت الكثير من الكتب ولكن اهم مؤلفاته هي :

1ـ رسالة في المنهج عام 1637

2ـ تأملات في الفلسفة الاولى عام 1641

3ـ مباديء الفلسفة الاولى عام 1644

4ـ مؤلفات في علوم الرياضيات والهندسة والجبر



وفي الفترة الاخيرة من اقامته في هولندا حاربته جامعة (لايدن) بحجة مخالفته للمذهب الارسطي الذي يقول بمركزية الارض وكذلك بحجة ان فلسفته في الشك الديكارتي تقود الى الالحاد لذلك فقد غادر هولندا الى المانيا وبعدها الى الدنمارك .

ومن الدنمارك دعته ملكة السويد كريستينيا عام 1649 لكي يدرسها الفلسفة .

وكانت الملكة تصر على اخذ دروسها الساعة الخامسة صباحا الامر الذي كان يجبر الفيلسوف على الاسراع في الصباح الباكر لملاقاة الملكة في الجو السويدي البارد لذلك فقد اصيب بالالتهاب الرئوي الذي ادى الى وفاته .



لقد كان القرن السابع عشر قرن البحث عن الجوهر المادي والذي يقف وراء الاشياء ويعرف ديكارت الجوهر بانه اللامتناهي الكامل والحر والموجود وجودا حقيقيا ولا يحتاج في وجوده الى غيره من المخلوقات وانه القائم بذاته والذي لا يعتمد في وجوده على غيره . ويقول اننا لا ندرك الجوهر مباشرة وانما ندركه من خلال صفاته .فلكل جوهر صفة مكونة لماهيته مقومة لطبيعته فصفة النفس المقومة هي الفكر وصفة الجسم المقومة هي الامتداد . واحوال الجوهر المادي هي الحركة والشكل . وتتغير الاحوال بتغير الظروف ويضرب مثل بالشمعة حيث يتغير شكلها ولونها ورائحتها حين تحترق ولكن يظل الامتداد المتمثل في بقايا الشمع المحترق .



ان المادة امتداد و لا امتداد من دون مادة . والمادة متراصة في الكون والحركة في داخله ساكنة والحركة في الافلاك السماوية دائرية تامة ولذلك لابد اذن ان تكون الحركة اتية من الخارج . هناك وجود موضوعي للمادة فلا يعتمد الجسم على غيره اي انه لا يعتمد على ذواتنا فالوجود المادي مستقل عنا وليس مسألة ذاتية تعتمد على ادراكنا لها .



الامتداد عند ديكارت هو من الصفات الرئيسة فما تبقى من تجربة ديكارت على الشمعة بعد تغير لونها ورائحتها هو الشمع الممتد الذي ذاب ولكنه بقي له امتداد يوحي لنا بهوية الشمعة المصنوعة من الشمع . فالامتداد هو من الصفات الرئيسية الموضوعية التي لا تعتمد في وجودها على غيرها ولا يختلف اثنان بشانها لانها موضوع العلم الطبيعي اما اللون والطعم والرائحة فمن صفات الثانوية الذاتية التي نعتمد علينا ونكتسبها بالتجربة .



سعى ديكارت للوصول الى المعرفة انطلاقا من منهج فيه الدقة واليقين على غرار الرياضيات وقد اسس للعقلانية والمنهج العلمي الامر الذي ساهم في تطور الفكر المدرسي القروسطي وخروجه من عقدة ارسطو ومنظومته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسام زملط لشبكتنا عن هجوم رفح: نتنياهو تعلّم أن بإمكانه تجاو


.. من غزة إلى رفح إلى دير البلح.. نازحون ينصبون خيامهم الممزقة




.. -الحمدلله عالسلامة-.. مواساة لمراسل الجزيرة أنس الشريف بعد ق


.. حرب غزة.. استقالة المسؤول عن رسم الشؤون الاستراتيجية في مجلس




.. دكتور كويتي يحكي عن منشورات للاحتلال يهدد عبرها بتوسيع العدو