الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعاليت من صاعق يلتظي

أمير الحلو

2010 / 2 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اعترف انني لا أمارس الطقوس الدينية على الرغم من ودلاتي ونشأتي في بيئة دينية متزمة،واتجهت في انتمائي الفكري والسياسي الى منحى آخر آمنت انه يحترم الوطن مع دفع(ثمن) ذلك باهظاً ،وهذا لا يعني عدم الايمان بل كنت ولا زلت مؤمنا بالله ورسوله والدين الحق .
اقود هذه المقدمة لأروي حادثة حصلت معي في ليلة اربعينية الامام الحسين عليه السلام،فمع اني عشت منذ طفولتي هذه الطقوس سواء كانت علنية أو(ممنوعة) إلا اني اعتبرت الحسين(شرقاويا)،ومعنى ذلك بمفهوم الكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي ان الحسين(ثائراً وشهيداً) وذلك من خلال رائعته بهذا الاسم والتي تحولت الى مسرحية جرت محاربتها من قبل الجهات التكفيرية آنذاك،فكان الحسين ولا زال بالنسبة لي ثائراً شجاعاً يؤمن بقضية عادلة،تمسك بها واستشهد من اجلها (طائعاً) غير وجل،لذلك فان دخوله التاريخ (من اوسع ابوابه)وبقاءه خالداً أمر طبيعي ينسجم مع سير العظماء الابطال.
هكذا نظرت ولازلت الى الحسين ثائراً وصاحب رسالة ترفض الكفر والتسلط والظلم،ومع مأساة استشهاده مع اهل بيته وأصحابه إلا انني أخذت الجانب الجهادي في مسيرته مع ألمي على تلك المأساة.
كنت اجلس وحدي اشاهد التلفزيون وانا اتنقل بين المحطات التي تبث الاخبار والندوات واحيانا الافلام السينمائية الجيدة،فوقعت يدي على رقم قناة(الحرية) الفضائية وهي كردية انتماء ولكنها لاتغفل عن تغطية أي شأن في عموم ارض الوطن سياسياً وأدبياً واجتماعياً،لذلك وجدتها تشارك فضائيات اخرى في تغطية مراسم ذكرى اربعينية الامام الحسين،ولكني وجدت الجواهري بعظمته وهيبته يلقي قصيدته الشهيرة (آمنت بالحسين)،وازعم انني احفظ هذه القصيدة الخالدة منذ سنوات طويلة ولكن سماعها من الجواهري شكلا والقاء و(حركات) حالة شعرت معها بالرهبة والهيبة وتابعتها بكل حواسي
فداء لمثواك من مضجع تنور بالابلج الاروع
والجواهري سبق الشرقاوي وغيره في نظم الروائع على الامام الحسين وفق منهج سياسي نضالي لذلك يقول:
وياعظة الطامحين العظام للاّهين عن غدهم قنع
وطفت بقبرك طوف الخيال بصومعة الملهم المبدع
كأن يدا من وراء الضريح حمراء مبتورة الاصبع
تمد الى عالم بالخنوع والضيم ذي شرق مترع
لتبدل منه جديب الضمير بآخر معشوشب ممرع
وكأني لا أعرف الجواهري سابقاً،ولا حضرت الكثير من المناسبات التي القى فيها قصائده الرائعة،شعرت بان جسمي كله يرتجف مع صوته المميز في الالقاء،وبعد لحظات احسست بتساقط الدموع(دون إرادتي)وهي حالة نادرة في حياتي فانا(عصي الدمع)،ولاأريد القول انني تشرفت ببكاء الحسين،ولكني اعترف ان الجواهري قد فاجأني بالدموع الحارة تسيل مع ابياته،لذلك لم امسحها إلا بعد انتهاء القصيدة لانني ببساطة،لم أكن أعلم أو أشعر بها او اتعمدها منذ البداية...ولكن في النهاية !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رمز الحرية والاباء
سميح الحائر ( 2010 / 2 / 13 - 15:36 )
رحمك الله يا حسين لا زال صوتك يدوي قائلا
فاذا لم يكن من الموت بد **** فمن العار ان تعيش جبانا


2 - سيبقى الحسين
البراق ( 2010 / 2 / 13 - 17:44 )
نعم سيبقى الامام الحسين نبراسا للثائرين في العالم والرافضين للظلم والاستغلال فقد تعلم منه غاندي كيف ينتصر الدم على السيف وستبقى نهضة الحسين مثالا لثورة الحق بوجه الباطل
اود ان اذكر الاخ امير الحلو بان الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد له قصيدة رائعة في الامام الحسين ايضا


3 - عبق الزمان
شمران الحيران ( 2010 / 2 / 13 - 17:57 )
رؤوس تعج بمنحى النفوس.......وسيرا على الاقدام سعيا تدوس.......هذه هي المسيره الحسينيه عبرت عن نفسها بتلك الحشود والرؤوس التي غطت الشوارع
لترسم يوما سنويا مشهود بالوحده.....ليبقى الحسين رمزا وطنيا وناقوس يقرع
رؤوس الظالمين ونصرة للمظلومين......تحياتي لك اخي الحلو وتحياتي للاخ الفاضل سميح الحائر وان لايجعلنا الله واياكم حائران في عواقب الزمان واليك مني بيتين للشاعرالعظيم المتنبي.....
غير ان الفتى يلاقي المنايا........كالحات ولايلاقي الهوانا
وان لم يكن من الموت بدا......فمن العار ان تموت جبانا
واليكم مني جل الود والاحترام.....تحياتي


4 - مغالطات تاريخيه يجب ان تصحح !
طيف سلطان الزبيدي ( 2010 / 2 / 13 - 18:21 )
لم يكن الحسين إلا مخدوعا أراد إن يعتلي كرسي الحكم بعد إن خدعه أهالي الكوفة من أراد ان يتسلق الاماره معه معتقدا إن الحسين سينجح في مساومتة مع معاوية وهي لعبة السياسة والحكم منذ الأزل ! وإلا فأي ثائر يقدم لمقارعة عدوه فيقاتله بنسائه وأطفاله إلا إذا كان مجنونا ! ؟ والحسين ليس كذالك ,والمرجح انه قدم بناءا على وعود من ادعى مناصرته كذبا وعند ظهور الخيار إما القتال مع الحسين والموت معه أو ألسلامه , ففضل أنصاره الحياة وتخلوا عن وعودهم في مناصرته .
وعند الولوج في تمحيص الروايات التي يسردها أنصاره ولحد ألان وتقرأ في المواكب والتذكير بالمناقب تبرز أقوال الحسين واضحة برجائه من أعدائه إن يتركوه ليرجع من حيث أتى ! وتكرار تذكيرهم بنسبه ! إن من يريد القتال عليه إعداد جيشا يقوده لمقاتله أعدائه والحسين لم يفعل ذالك .
ولي إن اسأل لم نحمل الحسين نعوت لم يدعيها هو , أليس هذا بهتانا أخر وكذب على التاريخ ؟ ولي إن ادعي إن كل الصفات التي يصفه بها أنصاره ليست حقيقية أبدا وما هي إلا محض اختلاق وأحلام لا تدور إحداثها إلا في مخيلة هؤلاء الحالمين الراكضين من والى المقابر ولم افهم ما شرعيه هذا المراث!


5 - ذكرا...خالدا
شمران الحيران ( 2010 / 2 / 13 - 21:06 )
واسفاه.... لجهل المتعلمين....الحسين لن يبغي الكرسي كماتزعم بل كان ثائرا
غائرا طالبا للموت والشهاده وكان يردد(ع)نحن نسير والمنايا تسيرمعنا....اما بخصوص النساء الذي انتقصت وجودهن...فاتك الكثير من تلك النسوه والافواه الاعلاميه في ذلك الزمان حين خطبت احداهن فاهتزت الارض تحت اقدام الطواغيت وتفجرت الثوره الحقيقيه للحسين الشهيد....انها زينب العظيمه بطلة الطف..بطلة الكلمه صاحبة المقال الذي رسخ لتك الثوره اسسها وجعلها تاريخ
للملايين...ولكنك يااخي تستمعون للمتاجرين بتلك القضيه وتشاهدون الموروثات الايرانيه الرخيصه وتحاججوننا فيها ولاتقرأو الحقائق المكتوبة لتك المأثره الحسينيه العظيمه...يتوجب القراءه والمعرفه لتلك القضيه حتى لاتظلموا الشهاده والتضحيه والتاريخ وبالاخص لتلك المرأه العظيمه ومقالها المشهور بواقعة الطف

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah