الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التافهون

محمود كرم

2010 / 2 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ليسَ هناك أكثر مأساةً من أن تصبح التفاهةَ في غالبية الأحيان عنواناً للسلوك الأمثل والصورة الناصعة في بعض المجتمعات ، وعنواناً للحق والصوت المنافح عن التاريخ والمجد والفضيلة والأخلاق والنظافة والشرف والنقاء ، هذه التفاهة الفاضحة لما فيها من غباء وضعف وهشاشة وفراغ وتخلف ، إلا إنها تتلبسُ استعراضات القطيع المهولة في التحشيد والصراخ والقدرة والهتاف والشعار والقداسة والقوة ، لكي تبقى ناطقة باسم الحقيقة والأمجاد والانتصارات والزهو والكبرياء والنشوة ..

التافهون ينتصرون دائماً ، هكذا يجدون الأمر ، ينتصرون بالتفاهةِ للتفاهةِ ، لأنهم ينتصرون دائماً في معركةٍ فارغة ، في معركةٍ ليست قائمة ، إنهم يقيمونها في الفراغ الأصم من أجل أن يتأكدوا أنهم قد انتصروا ، إنهم حتماً ينتصرون ، لأنهم يأتون من فراغ الماضويات الهالكة ومن فراغ الاحترابات والتشاحنات ومن النصوص الهادمة للحب والجمال والإبداع ، ومن الكتب والمنقولات الهادرة بالغضب والويل والثبور ، ومن صراخ المحاريب الضاجّة بالسخط والكراهية والشتائم ، إنهم ينتصرون في معركةٍ خاوية ، يستفرغون فيها كل ما لديهم من بلادة وغباء وعبث وكراهية وصراخ وعنف وخراب وعُقد وتشوهات ، لأن مَن ينتصر هو ذلك الذي ينتصر للإنسان والعقل والجمال والحب والفكر والعلم والحرية والفن ، إنهم لا ينتصرون إلا للتفاهةِ والقتل والكراهية والقبح والدمامة والفراغ والعبث ، ينتصرون لكل ذلك من أجل أن يبقوا في نشوة الانتصار مزهوينَ بضجيج التفاهةِ في معركة الوهم ، إنهم لا ينتصرون إلا في معركة التكرار والوهم والإعادة والاستعراض والتلقين والتفسير والقدامة ، إنهم لا ينتصرون إلا على فراغ الفراغ ، ينتصرون للنص تقديساً للنص ، للماضي تثبيتاً على الماضي ، للتكرار تأكيداً على التكرار ، للتلقين سبيلاً إلى التلقين ، للاستعراض طريقاً إلى الاستعراض ، للتفاهةِ تعميقاً للتفاهات ..

التافهون يأتون من تخشبات الماضي ومن احتراباته وتخندقاته وتوجساته واحترازاته وتحيزاته وتعقيداته وحمولاته ومنقولاته العدائية ، ويبقون أبداً في هذا الماضي ، لا يغادرونه إلى أبعد منه بخطوة ، الزمن لديهم يقف متخثراً بتقيحاته عند أعتاب القرن السابع ، والماضي في أبجدياتهم يشرَّعن بقداساته المتحفية للقمع والاستلاب والمصادرة ، الماضي لديهم يقف في الحاضر بكل حمولاته النصيّة الانفعالية والعاطفية والتحيّزية صارخاً في الناس ولاعناً وشاتماً وموبخاً ، إنه الماضي الذي يتواجد في الحاضر بعقلية اليقين اللازمني ، مرتدياً أثواب الأبدية والنزاهةِ والأخلاق والنرجسية والكبرياء والمجد ، ومدفوعاً دائماً بتوجساته التوترية الارتجاجية من المختلف والجديد والمتغير ..

إنه الماضي الذي يبقى مترعاً دائماً بانفعالاته وشحناته العدائية والاستعدائية والتحريضية ضد الآخر ، لكي يبرر من خلال ذلك وجوده الهش والمترجرج في الحاضر ، وجوده الذي لا يستقيم إلا بمحاربة المعرفيات الخلاقة وتقويض الانفتاح والحرية والجمال ، إنه يبرر وجوده الوهمي بكل ذلك في مقابل وجود الآخر الواقعي المختلف ، إنه الوجود المرتعد دائماً من استحقاقات الحاضر ومن جمالياته الإبداعية والفكرية والمعرفية ومن انطلاقاته وتفتحاته وانجازاته ومساهماته في خلق الحياة الناطقة الملهمة والمبهرة والمتطورة والمتغيرة والمتجددة ..

فالتافهون والفارغون يأتون من فراغ الماضي الذي ما زالوا خائفينَ من تجاوزه ومن القفز عليه ، إنهم يبقون مدافعينَ عنه ، ليس لأنه يستحق الدفاع عنه ، بل لأنه أصبح أقوى منهم ، وأقوى من وجودهم وحاضرهم واختيارهم وحريتهم ، ولذلك فهو الماضي الذي لا يزال يلزمهم بكل فروضاته وأدبياته وتوجيهاته ويقينياته وحمولاته الثقافية ، ويلزمهم بكل تعقيداته وتشوهاته وافرازاته ، إنهم يبقون يعايشون هذا الماضي من دون أن يملكوا في ذلك موهبة نقدهِ أو رفضهِ أو تجاوزه ، يعايشونه وهم مسلوبو الإرادة والحرية والاختيار والذكاء والرفض والتحديق ..

إنهم يريدون لهذا الماضي أن يتسيّد ويحكم ويهيمن ، لأن الخارجينَ على ماضيهم ، خارجون على سيطرتهم وتعاليمهم ونصوصهم وفروضاتهم وعباءاتهم ، وذلك يصيبهم بالألم البالغ الموجع ، الألم الذي يصيب هيمنتهم واستحواذهم وشرعيتهم بجرح مميت ، وهوَ الألم الذي يلحق الشروخ والتصدع والصراخ بالثقة في ماضيهم ، تلك الثقة التي في عيون تابعيهم ، التي منحتهم وتمنحهم دائماً سلطة الهيمنة والتوجيه والسيطرة عليهم وعلى الحاضر ، وليسَ هناك أكثر إيلاماً من أن يفقد الماضويون شيئاً من صلاحية شرعيتهم في الهيمنة والاستحواذ والتوجيه ، لأن ما ينتقص من شرعيتهم ، ينتقص بالضرورة من وجودهم ومن ماضيهم ومن سلطتهم ومن الثقة بهم ..

التافهون ينتصرون للقبح والدمامة ، إنهم يجدون في ذلك انتصاراً على الجمال ، لأنهم لا يستطيعون أن يروا غير صورتهم وأفكارهم وتعاليمهم في القبح الذي يناصرونه ويدافعون عنه ، ويدعون إليه ، إنهم واهمون حين يعتقدون أنهم ينتصرون على الجمال بالقبح ، فالجمال أكبر مَن أن يكون نداً للقبح والدمامة ، لأن الجمال ميراث الإنسان في الانجاز والإبداع والروعة والتألق ، إنه لا يقوم على نقيض القبح ، ولا يتأسس لأن في مواجهته قبح وقباحة ، إنه يتأسس في مناخات الجمال نفسه وفي تخلقات ابداعاته وحرياته ومستوياته وتفتحاته وانجازاته وانطلاقاته ، فحينما ترى الجمال لا تستطيع أن تفكر في القبح ، لأنه لم يأتِ على أنقاض القبح ، إنه يأتي دائماً متفرداً بلغتهِ ووجوده وتمثلاته الفلسفية والثقافية ، إنه يبني وجوده وفضاءه ومناخه وفقاً لما فيه من جمال وفكر وألق ودهشة ، إنه يأتي مساوياً بالضرورة لنتيجته وانجازه وابداعه وتطوره ..

التافهون لا يجيدون سوى صناعة الكراهية ، إنهم يتفننون في صناعتها ، لأنهم ينهلون من ميراثٍ يتدافع ازدحاماً بكل أنواع الشتائم والكراهيات واللعنات والبذاءات ، هذا الميراث الذي أصبح مهولاً في استعراضاته الكلامية ، معتلياً دائماً استفراغاته المنبرية ، ولا يستطيع إلا أن يكون مستفرغاً كراهياته وشتائمه وبذاءاته ولعناته ، لأنه يجب أن يكون في عيون ونفسيات وأخلاق تابعيه قوياً وصارخاً ومعنفاً وممتلئاً بالصراخ والحقيقة المطلقة ، إنه ميراث الكراهية وهو الذي يجب أن ينتصر دائماً ، أن ينتصر بتابعيه على تابعيه بالضرورة الحتمية ، يسلبهم حقهم في نقده أو رفضه أو التفكير فيه ، ويجعلهم في احتياج دائم له ، لأنه أصبح أكبر وأقوى منهم ، ولأنهم يجدون أنفسهم من غيره بلا معنى وبلا وجود وبلا حقيقة ، إنه الميراث الذي يجلدهم بتواجدهِ أبداً في أدبياتهم وأخلاقهم وأسلوبهم وطريقتهم ، لأنهم أصبحوا في احتياج دائم إلى التمسك به والدفاع عنه والرجوع إليه والتقوقع فيه والاستبسال في سبيله ، فالتافهون لا يعرفون الحب ، لأنهم لم يجربوه ، ولأنهم أصلاً ليسوا بحاجةٍ إليه ، فما حاجة الكراهية إلى الحب ، فهل تتراجع الكراهية في مقابل الحب ؟ إنها لا تستطيع ذلك ، لأنها تستحضر كل تاريخها وكل حمولاتها الاحترابية والثقافية في التأكيد على الكراهية ، ولأنها تتواجد وتتوالد في مناخات العدائية والاستعداء والعدوانية ، ولأن الكراهية تولد من الضعف ، من ضعف الإنسان الذي يستكين خاضعاً للبشاعة والكراهية والقباحة في منقولاته وحمولاته التاريخية والتراثية والثقافية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال..؟؟
الجرزاوي ( 2010 / 2 / 14 - 08:32 )
هل سيادتك بتتكلم عن نفسك..؟؟؟


2 - تحية أعتزاز وتقدير للأستاذ محمود كرم
عباس علي ( 2010 / 2 / 14 - 11:47 )
لا يسعنى الا أنا احيك وأثمن أسلوبك الممتع في التعبير وأختيار المفردات الغنية ... لكن بعض القراء رؤسهم كالسنديان لا تنفع معها الكلمات بل المطرقة


3 - الأستاذ / محمود كرم
أبو لهب المصرى ( 2010 / 2 / 14 - 12:52 )
شكرا على مقالك الأدبى الرائع
فكرتك وصلت لكل ذى عقل .......... بس اللى يفهم !!!
وكمان اضيف ... التافهون هم ما يصدقون القائل على وزن :
المنافقون نفقا ..... فالصادقين صدقا ........ فالكاذبين كذباًً
تحياتى وكل سنة وأنت طيب ... بمناسبة عيد الحب
إليك اجمل وردة حمراء ... فى عين كارهي الحياة


4 - إنه الخوف و عدم الثقة
Rabab Khaja ( 2010 / 2 / 14 - 18:38 )
أستاذي محمود
هنالك مثل يقول الصراخ علي قدر الألم. و هؤلاء الأعراب الذين تشربوا قسوة الصحراء ( و عدم الثقة لكثرة تقلباته) في دمهم أصبح الخوف ملازم أبدي لهم لا يستطيعون الفكاك منه. هؤلاء هم خائفون و لذلك ترتفع أصواتهم و تحتد نبراتهم. و هؤلاء لا يثقون حتي بأقرب الناس إليهم و لذلك فتراهم يبدأون بالصراخ كنوع من الحماية الذاتية. نبيهم غزا و سلب و سبي فقالوا عنه دفاعا عن النفس. و هم يقتلون البشر بتفجير أنفسهم في الأبرياء و يقولوا دفاعا عن النفس. هؤلاء مرضي خائفون لا تسمع آذانهم ما تهرطق ألسنتهم و لذا فهم لا يعرفون أنهم تافهون.
تحياتي


5 - بعيد لكن قريب
محمد الشيخ ( 2010 / 2 / 14 - 22:04 )
عزيزي الحبيب محمود
انت على البعد ولكنك قريب الى القلب
انتظرناك طويلا ياالحبيب
اتمنى ان تكون بخير والعزيز علاوي
وكل حبايبنا في بلاد الضباب
وكل عام وكل فلنتاين وانت بخير


6 - الي الحوار المتمدن
النيل نجاشي ( 2010 / 2 / 15 - 06:24 )
هل تروجون لتدخين السجائر ؟؟؟ الدنيا كلها تسعي لمنع التدخين .. بكافة الطرق وأنتم تنشرون صورة للكاتب المحترم وفي يده سيجارة
الي الكاتب : فكرك المستنير يقبحه ويسفهه صورتك وفي يدك السيجارة
عيب .. عيب


7 - افكار جميلة
جنان فرج ( 2010 / 2 / 15 - 08:21 )
كلامك جميل ويضرب صميم الحقيقة التي يحاول الكثيرون الهروب منها


جنان


8 - الذى بلا .....يكون بلا
زين العابدين ( 2010 / 2 / 16 - 00:44 )
وأنا معك فأنت على حق تماما فمن يقول -متخثراً بتقيحاته عند أعتاب القرن السابع- فهو واحد من أولئك الذين -ينتصرون للقبح والدمامة-لعن الله التافهين والتافهات


9 - السؤال الذي يطرح نفسه
نبيل القدس ( 2011 / 1 / 12 - 21:34 )
اذا كان هذا وصفكم فما هو البديل بدل ان تزين كلماتك في الشتم والسب
والتحقير ثم تتدعي ان غيرك من يفعل ذلك كان الاولى بك بدل فعل ذلك
ان تكون اكثر انصافا وحكمة وتعرض البديل بثوب يتقبله العقل ومبني على العقل
فما دمت اصحاب عقول وثقافه فما هي الاشياء والامور البديله للتوافه حسب ما تقولون لان المسئله ليست شتم الاخر فالكل يستطيع ان يشتم حتى اقل الناس عقولا
ماهو البديل لما تصفه بالتوافه


10 - التافهون
محمد القدس ( 2011 / 1 / 12 - 22:23 )
حضرة الكاتب محمود كرم : موضوعك التافهون مليء بالتناقضات , حيث تصف هؤلاء التافهون بالبذاءة , ولم أعرف يوما عن البذاءة أكثر مما عرفته من خلال قراءتي للكلمات التي تفوهت بها .. وكما قيل - رمتني بدائها وانسلت - .. لي سؤال لو سمحت : أنتم معشر العلمانيين, يا من تتشدقون بالعلم والتقدم والتحضر والحداثة , ماذا قدمتم للبشرية غير هذه البذاءات ؟!! . ماذا قدمتم يا أهل الحاضر لا الماضي , ماذا قدمتم لهذا الحاضر ؟!! . هل لكم أن تطلعونا على آخر انجازاتكم ؟!! . هل كان لكم سهما في صناعة - برغي - أو - ابرة - في صرح هذه الحضارة التي بهرتكم ببريقها ؟!! هل كان لكم سهما في اكتشاف مادة علمية تسهم في تقدم الأمة , بدلا من اللطم على الخدود والعويل والنحيب الذي لا يقدم ولا يؤخر ؟!! . أنا برأيي الشخصي , لم أجد أتفه من الذليل الذي يعتز بعزة غيره , ولا أقبح من الجاهل الذي يفتخر بعلم غيره , ولا أسوأ من المتخلف الذي يتباهى بتقدم غيره , ولا من المتخاذل الذي يفرح بنصر غيره , ولا من الغبي الذي يستعرض ابداعات غيره


11 - التافهون
محمد القدس ( 2011 / 1 / 13 - 04:24 )
إن الغرب وحده من يستحق أن يفتخر بتقدمه وعلمه وصناعته , ولستم أنتم معشر , المتعلمنين , والمتلبرلين ..
وهل تظنون بانسلاخكم هذا عن أصلكم , وعن أمتكم, أنكم تتقربون الى الغرب زلفى , وأنه سوف يأخذكم بأحضانه ؟!! أليس لكم عبرة في تركيا, حيث لهثت لعقود من الزمن وما زالت تلهث خلف الإتحاد الأوروبي حتى يقبل بها عضوا في هذا الإتحاد وما يزال يعدها ويمنيها , وما يعدهم الشيطان الا غرورا !! رغم أنها انسلخت تماما عن مبدئها الاسلام , وتبنت العلمانية , وكفرت بدينها أكثر من كفر الغرب نفسه , ومع ذلك لم يعيرها الغرب أي اهتمام , لأنه يدرك تماما أنه من يتخلى عن مبدئه ويتنكر له , ليس أهلا للثقة ,.. فمن تجرد عن أصله ولبس ثوبا غير ثوبه , ليس له انتماء ولا ولاء , إذ أنه دائم التلوّن والتغيّر كالحرباء ,, فأنىّ للغرب أن يضع ثقته بولد عقّ والديه وتمرد عليهما ؟!!...


12 - التافهون
محمد القدس ( 2011 / 1 / 13 - 10:27 )
الى المتعلمنين ودعاة الحداثة : ــ
لا أعرف على أي شيء ترتكزون في مهاجمتكم لمن تسمونهم بـ - التافهون -ومن تصفونهم بالماضويين , والمتخلفين !! , ..
هل تهاجمونهم تحت اسم الحداثة والعصرنة والعولمة ؟! أم هل تهاجمونهم تحت اسم أن العالم اليوم بات كالقرية الصغيرة , نتيجة لوسائل السرعة والتطور الذي وصل اليه الإنسان ؟!! ولكن السؤال هنا : هل أسهمتم أنتم في صناعة دبوس خياطة من هذه الوسائل المتطورة التي تباهون بها من تسمونهم بالماضويين والمتخلفين؟!!
حقا انكم مثيروالشفقة .. من أحق بالفخر والتباهي ؟! الذي اخترع السيارة وجميع الوسائل الحديثة أم الذي استهلكها للعنطزة والفنطزة والشوفينية ؟ يا من تتشدقون بعصر السرعة والإنترنت , هل أنتم من اخترع الإنترنت , أو ساهم بأي شيء من هذا القبيل !! وهل ثمة تفاهة أكثر ممن يتباهى بما وصل اليه غيره من صناعات وتطور وتقدم , بينما هو لا يجيد الا البعبة والجعجة وتصفيف الكلام الفارغ ...

اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ