الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو يتحقق الحلم

سُلاف رشيد

2010 / 2 / 14
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


اليوم نهضت من النوم مبكرة، وحالتي النفسية تتأرجح بين الفرح والخوف والقلق، فقد مرت على عينيَّ ليلة البارحة أحلامٌ في غاية من الغرابة والدهشة، وأنا أعرف ذاكرتي هشة، لهذا نهضت مبكرة كي أدونها، ولكنها هربت من بين تلافيف ذاكرتي، هروب أرنب في غابة ٍ. حاولت مرارا أن أستجمع ذاكرتي وأحلامها ولكن عبثا. فالكثير من هذه الأحلام قد تبخر وصعد إلى سماء غير مرئية.
ولكنَّ حلما واحدا من هذه الأحلام، أبى أن يغادر روحي وذاكرتي، أو في الحقيقة هو عصيٌ على النسيان، فقد مرت ساعات النهار وأنا أعيش تفاصيله، واشعر بنشوة من الفرح تحمل روحي بعيدا...بعيدا إلى هناك ..هناك حيث بيتنا، وبيتنا حيث بغداد، وبغداد حيث العراق.
لا أعرف كم الساعة، ربما كانت الخامسة صباحاً، حين سمعت طرقا على الباب، في الحقيقة لم يكن طرق مألوفا ً، كان يبدو مثل صوت المطر الهادئ حين يسقط على أوراق الأشجار، حدقت من خلف زجاج نافذة المطبخ، في محاولة لمعرف الطارق، لم أرَ شيئا، ولكن الطرق أستمر على منواله، طرقة واحدة، ثم طرقتين، بعد ذلك ثلاث طرقات أو هكذا كنت أسمعه، تك...تك تك...تك تك تك. فتحت باب المطبخ، ومشيت عبر الممر إلى الباب الخارجي، سألت منْ الطارق وأنا بمحاذاة الباب، فلم أستمع جوابا، فتحت الباب كي أقتل حالة الشك التي راودتني، عندما أنشلت يدي الماسكة بعروة الباب، وتلوى جسدي بهدوء واختنقت الصرخة في فمي، وفي لحظة شممت عطر ورد، ويد تمسح على شعري، فتحت عينيَّ ثانية، كان والدي بسترته الكحلية وربطة عنقه الحمراء، أبتسم لي وأشار إلى صف طويل من الواقفين خلفه، والجميع يحملون ورودا حمراء بأيديهم، سألته منْ هؤلاء، قال هؤلاء رفاقي، واليوم هو عيد الحب، لهذا جئنا نقدم للناس هذه الورود، لأننا نحبهم ..ومن يحب الناس عليه أن يزوهم في مثل هذا اليوم..ركضت من فرحي إلى داخل بيتنا..صرخت بأعلى صوتي ...ماما..ماما...عاد أبي..عاد أبي..لكن الصرخة اختنقت في حنجرتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: احتجاجات في فرنسا بعد تحقيق اليمين المتطرف صعودا مدويا


.. إعلان تأسيس -الجبهة المغربية من أجل إطلاق سراح المعتقلين الس




.. بعد فوز اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي.. الرئي


.. شرطة كندا تصادر علم فلسطين وتعتدي على متظاهرين داعمين لغزة




.. ما هي أسباب تزايد دعم الشباب لأحزاب اليمين المتطرف في فرنسا