الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر الإسلامي بين الانتقائية والتحايل والسذاجة 5: محمد الغزالي نموذجا

عبد القادر أنيس

2010 / 2 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أواصل في هذه المقالة الخامسة قراءة كتاب محمد الغزالي (حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة).
تتناول هذه الحلقة فصل: "الحريات" في الإسلام من وجهة نظر الغزالي. (ص 45).
في هذا الفصل يبلغ إسفاف الشيخ وقلة حصافته واستهتاره بالمنطق السليم أوجه. نقرأ له:
"إذا منح الله الإنسان عقلا فلكي يفكر به ويهتدي بنوره، فتلك وظيفة العقل وثمرته المرجوة والله جل شأنه يكره أن يهدر إنسان هذه المنحة فيحيا أحمق وهو يستطيع الرشد، بليدا وهو يستطيع النظر.."
بعد هذا الكلام مباشرة كتب: " وإذا ذرأ (خلق) الله الناس على فطرة سليمة ينبعثون منها كما ينبعث السهم إلى غايته، فهو يأبى عليهم عوج الطبع وزيغ الخطو وضلال الوجهة.."
ثم كتب: "إن المهندس الذي يبتكر آلة لتدور بمحركات داخلية، لا يعتبر هذه الآلة صحيحة ولا ناجحة إلا إذا دارت وفق ما قدر لها وأدت الغرض المقصود منها..)
هذا هو بؤس العقل المسلم ومحنته. وما يحيرني هو أن يكون لهذا الفكر، أو بالأحرى اللافكر، أتباع من المتعلمين بالملايين، ولكن الطيور على أشكالها تقع.
كيف يستطيع شخص، يزعم أن له عقلا، التوفيق بين هذه القناعات: من جهة "إذا منح الله الإنسان عقلا فلكي يفكر به ويهتدي بنوره..." وهو إقرار بأن الإنسان حر مختار لما يريد، ثم مباشرة يقول: " وإذا ذرأ الله الناس على فطرة سليمة ينبعثون منها كما ينبعث السهم إلى غايته.."، وفي هذه الحالة فالناس موجهون مثل الروبوتات. وهو ما يعنيه الشيخ أيضا بحديثه عن المهندس الذي هو الله، وعن الإنسان الذي يشبه الآلة التي "تدور بمحركات داخلية"... وفق ما قدر لها وأدت الغرض المقصود منها..". فكيف يمكن التوفيق بين هذا المصير وبين " إذا منح الله الإنسان عقلا فلكي يفكر به ويهتدي بنوره".
فهل يمكن أن تكون للعقل حرية في ظل هذه المصادرات لحريته. ولا يخفى أن الفطرة السليمة هي الإسلام وما عداه انحراف. وهو ما نفهمه من حديث: "مَا مِنْ مَوْلُود إِلَّا يُولَد عَلَى الْفِطْرَة , فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ).
في هذا الفصل تعرض الغزالي لمجموعة من الحريات: الحرية السياسية، الحرية الفكرية، الحرية الدينية، وحول حر ية الارتداد والحرية المدنية.
وسأفرد لكل حرية من هذه الحريات مقالا مستقلا. غير أني أجد نفسي مدينا للقارئ بتنبيهه إلى أنه حتى لفظة الحرية نفسها بمعناها المتعارف عليه اليوم هي حديثة، شاع استخدامها في أدبياتنا الفلسفية والسياسية بعد احتكاكنا بالغرب الحديث، أما معناها القديم فهي تعني حالة يكون فيها المرء حرا وليس عبدا، وهو المعنى المقصود بقول عمر: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".
يقول الغزالي عن الحرية السياسية إنها "تعني في عصرنا هذا أمرين:
- حق كل إنسان في ولاية الوظائف الإدارية صغراها وكبراها مادام، بكفايته، أهلا لتوليها.
- حق كل إنسان أن يبدي رأيه في سير الأمور العامة وتخطئتها أو تصويبها وفق ما يعتقد".
فما تعنيه الحرية السياسية في الفكر الإسلامي من وجهة نظر الغزالي أولا ومن وجهة نظر الفكر الإسلامي الآخر المُغيَّب في كتابه؟
علينا في البداية أن نفضح عند الغزالي قدرا كبيرا من التحايل في تعريف الحرية السياسية. هو يقول: (حق كل إنسان)، وهو تعميم ضبابي تبناه الشيخ لكي لا يجد نفسه رهين حرج كبير. لقد تفادى استخدام التعبير المناسب وهو (حق كل مواطن) لأن الحرية السياسية هي رديف المواطنة في دولة المواطنين الأحرار. فلماذا لم يفعل؟ هناك، في تقديري، أسباب عدة:
- منها أن الغزالي لا يؤمن بفكرة المواطنة ويستهجنها، وأنا سمعته في التلفزيون الجزائري يلوم الساسة الجزائريين على استعمال تعبير (أيها المواطنون)، بوصفه تعبيرا وافدا مستوردا، ونصحهم باستعمال (أيها المؤمنون) أو (يا أيها الذين آمنوا)، لأن الكلمة غريبة وافدة مستوردة.
- ومنها أن الغزالي لو استخدم مصطلح (مواطن) فسوف يجد نفسه في تناقض صارخ مع خطابه الموجه للمسلمين بلا حدود وطنية يرفضها الإسلاميون حتى أنهم يصرحون أن المسلم الأندونيسي أقرب إليهم من مواطنهم المسيحي مثلا، أو حتى الشيعي.
- ومنها أنه يدري أن في بلداننا، وخاصة بلده مصر، يوجد مواطنون غير مسلمين لا يحق لهم حسب دين الغزالي تولي كل الوظائف العامة.
- ومنها أن فقه الأحكام السلطانية في الإسلام قد وضع قيودا عنصرية لتولي الإمامة أو الخلافة.
ولكي نبين انتقائية وتحايل الشيخ نورد هنا شروط تولي المناصب العليا في الدولة الإسلامية (كما تتفق عليها المصادر الفقهية وأشهرها كتاب الأحكام السلطانية للماوردي باعتباره أشهر منظر سياسي في هذا الباب):
"كان الإمام – أو الخليفة – يتولَّى زمام الدولة الإسلامية بإحدى ثلاث طرق (قلما يعترض عليها الفقهاء المسلمون) (التعاليق ما بين قوسين من عندي):
الطريقة الأولى : الاختيار والانتخاب من أهل الحل والعقد، (وطبعا لا أحد يستطيع أن يبين لنا من هم هؤلاء ومن يؤهلهم ليكونوا من أهل الحل والعقد غير أننا نعرف أن الحاكم وحده هو المخول باختيارهم).
الطريقة الثانية : الخلافة بولاية العهد من الخليفة السابق، وذلك بأن يعهد ولي الأمر بالخلافة لأحدٍ بعينه من بعده، ومثاله : ثبوت الخلافة لعمر بن الخطاب ؛ فإنها ثبتت له بولاية العهد من أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
الطريقة الثالثة : القوة والغلبة، وذلك إذا غلب الخليفة الناسَ بسيفه، وسلطانه، واستتب له الأمر : وجب السمع له والطاعة، وصار إماماً للمسلمين، ومثاله : بعض خلفاء بني أمية، وخلفاء بني العباس، ومن بعدهم، وهي طريقة مخالفة للشرع؛ لأنها أُخذت بالغصب والقوَّة، ولكن لعظَم المصالح المترتبة على وجود حاكم يحكم أمَّته ؛ ولعظم المفاسد المترتبة على نزع الأمن من البلاد : كان للمتولي بالقهر والسيف السمع والطاعة إذا تغلب بهما، وحكم بشرع الله تعالى" .
والشيخ العثيمين يقول :
"لو خرج رجل واستولى على الحكم؛ وجب على الناس أن يَدينوا له، حتى ولو كان قهراً بلا رضىً منهم؛ لأنه استولى على السلطة .ووجه ذلك أنه لو نوزع هذا الذي وصل إلى سُدَّة الحكم لحصل بذلك شرٌّ كثير، وهذا كما جرى في دولة بني أمية، فإن منهم من استولى بالقهر والغلبة وصار خليفةً يُنادَى باسم الخليفة، ويُدان له بالطاعة، امتثالاً لأمر الله عز وجل" .

شروط تولي الخلافة:
1- الحرية، (يعني ألا يكون عبدا مملوكا وهو إقرار واضح بوجد عبيد مسلمين كحالة دائمة ولو كان غير ذلك لما وضع هذا الشرط).
2- الذكورة، (أن يكون رجلا وليس امرأة).
3- البلوغ،
4- سلامة العقل،
5- سلامة الحواس والأعضاء، (ألا يكون به إعاقة ما)
6- العلم بأمور الدين والدنيا.
7- العدالة وتوفرها، سلامة العقيدة وأداء الفرائض. (طبعا العدالة الإسلامية !!)
8- الإسلام وتعظيم شعائره.
9- النسب: أي الانتساب إلى قبيلة قريش.
لجأت إلى هذا الاستطراد لأن الفقه السياسي الإسلامي متهافت جدا إذا ما قورن بالقانون الدستوري اليوناني أو الروماني عكس ما يقرره الغزالي، رغم سبقهما له بأكثر من ألف عام. هذا الفقه يتمحور في مجمله حول منصب الخليفة فقط، أما ما عداه من المناصب السياسية والقضائية والتنفيذية فهي بين يدي الخليفة يديرها ويستبد بها بلا حسيب ولا رقيب لأنه وكيل الله في الأرض وخليفته وهو بهذا ليس مسؤولا إلا أمام الله.
والأدهى والأمر أن الفقهاء المسلمين عموما متفقون على رفض الثورة على الحاكم لأنها فتنة، عملا بالقول المأثور: "ظلم غشوم خير من فتنة تدوم".
فأين الغزالي من كل هذا؟ نعود إلى كتابه.
هو يضرب بعرض الحائط كل هذا التاريخ الإسلامي الموثق كما طبقه مؤسسوه منذ فجر الإسلام إلى نظام الحكم السعودي الذي كان للشيخ علاقة حميمة به وبجوائزه السخية السنية. يقول: "رئيس الدولة فمَنْ دونه من الموظفين أشخاص تختارهم الأمة، ولا يفرضون عليها أبدا، وتعطيهم نظير ذلك أجرا يقوم بأودهم ويكفل معايشهم وأولادهم... وهم باقون في وظائفهم ومستحقون أجرتها ما بقيت لهم هذه الصلاحية، وإلا نُحُّوا عنها وخلفهم عليها من يقدر على أعبائها".
هل يصدق الغزالي فعلا هذا الكلام؟ وهل بإمكانه تزويدنا بعدد الخلفاء الذين تمكنت الرعية من خلعهم؟ وهل يستطيع أن يقول لنا من كان يدفع أجرة الخلفاء، ونحن نعرف أن البيعة مرة واحدة كما نعرف أن عثمان قُتِل وهو يتشبث بالسلطة قائلا: "لن أخلع قميصا سَرْبَلَينِه الله !!!" وهو ما يعني أن الحاكم في الإسلام لم يكن يعتبر نفسه مسؤولا أمام الناس الذين بايعوه أو تَأَمَّرَ عليهم بالقوة أو العصبية.
هذا كان حال ما اعتبره المسلمون خلافة راشدة والتي لم تعمر سوى ثلاثين سنة ساد أكثر من نصفها فتن عاصفة وانتهت بأيلولة الحكم إلى ألد أعداء الدولة الإسلامية: بني أمية، ومعهم تواصل الملك العضوض إلى أيام الناس هذه.
أما ما يتشدق به الإسلاميون من شورى وأهل الشورى فهو كلام فارغ لم يعرفه تاريخ الإسلام بالصورة التي نعرفها الآن ضمن انتخابات عامة يحتكم فيها الحكام للشعب بصورة دورية تفرز مجالس محلية ووطنية وفصل بين السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية.
الحديث عن الشورى هو حديث خرافة. وما أحمق مجالسنا الشورية اليوم و(برلماناتنا) وهي ترفع شعار "وأمرهم شورى بينهم" بينما كل هذه التقنيات في الحكم غربية مائة بالمائة عن موروثنا السياسي والديني. الفقهاء والحكام في تاريخ الإسلام لم يفهموا أبدا هذه الشوري كما يقدمها الغزالي اليوم للاعتراض على النظام الديمقراطي الغربي.
كان الخلفاء هم الكل في الكل وليس في الفقه السياسي الإسلامي ما يلزمهم باللجوء إلى الشورى ولا إلى تنصيب مجالس للشورى، وفي الحالات النادرة التي وجدت فيها، فهي منة من الحاكم، يقوم بنفسه بتعيين أهل الشورى ممن يرضى عنهم ويثق في ولائهم، وفي النهاية فليس في الفقه ما يلزمه بالأخذ بمشورتهم وليس في الفقه الإسلامي أية إشارة للطريقة التي يتم بها اختيار أو انتقاء المستشارين وبالتالي فتسميتهم بأهل الحل والربط خرافة أيضا فهم لا يحلون ولا يربطون شيئا إلا بما يرضي الحاكم ولي نعمتهم. طبعا قد يحتج علينا البعض ببعض الأسماء مثل ابن حنبل أو العز بن عبد السلام وقلة قليلة ممن وقفوا في وجه السلطة، وهي نتف شاذ والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه ويؤيد القاعدة العامة. أما أن يحاول خداعنا بأن خرافة الشورى في تاريخ الإسلام يمكن مقارنتها بالمجالس النيابية العصرية التي يتم انتخاب أعضائها بطريقة حرة وديمقراطية من طرف الشعب وتتولى مهام مراقبة السلطة التنفيذية التي هي أصلا تنبثق عنها حسب نظام الأغلبية فهو من قبيل التحايل والخداع والسذاجة.
هنا لا بد من الإشارة إلى ظاهرة إسلامية في غاية الأهمية، وهي أن رجال الدين شكلوا في الكثير من المرات عبر التاريخ الإسلامي بسبب سيطرتهم على العامة والقدرة على تهييجها قوة متنفذة في الحياة السياسية والفكرية وكان الحكام ولا يزالون حتى اليوم يحسبون لهم ألف حساب، ولهذا يحدث أن يتملقوهم ويظهروا لهم التبجيل والجلوس أمامهم في المناسبات كصلاة العيدين وينزلون عند رغبتهم عندما يتعلق الأمر بقمع الحريات باسم محاربة الزنادقة والهراطقة والفلاسفة وتطبيق الحدود الشرعية في بسائط الأمور مثل الزنا والسرقة في حق بعض المهمشين، ثم يخلو الجو للحكام ورجال الدين ليتحالفوا علينا أو ضمنيا من أجل استقرار الاستبداد والاضطهاد.
يمر الغزالي مر الكرام على مأدبة اللئام بانتقائية وتحايل بفترة "الخلافة الراشدة" المعتبرة في نظره ونظر المسلمين مثالية في نموذج الحكم الراشد. لم يقل لنا إن أبا بكر احتال على مطالبة بعض الأنصار بحقهم في تولي الخلافة بحديث "نحن الأمراء وأنتم الوزراء"، ولم يقل لنا إن عليا ومن ورائه فاطمة، كان يرى نفسه الأحق بها، ورفض المبايعة وحاول الخليفة الجديد إرغامه فبعث إليه من اقتحم داره وأتى به مكبلا واقترح عمر قطع رأسه بسبب هذا الرفض ثم خلوا سبيله (كما جاء في كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة)، ولم يبايع إلا بعد موت فاطمة، أي بعد ستة أشهر. أما تولي الخلفاء الثلاثة عمر وعثمان وعلي فقد تمت بطريقة لا تمت بصلة للاختيار الشعبي الحر كما يمارس في الديمقراطية الحديثة كما يوهمنا الغزالي، ولا حتى كما كان يتم في الديمقراطية الأثينية والجمهورية الرومانية على مدى مئات السنين، ولو كان يقتصر على الطبقة الأريستوقراطية ولعلنا لا نجانب الصواب إذا قلنا إنه لم يَرْقَ إلى مستوى الممارسة السياسية (الديمقراطية) كما كانت تمارسها الأريستوقراطية القرشية التي عاش محمد يدعو إلى دينه الجديد في كنفها ثلاث عشر سنة. أما المسلمون فقد عجزوا عن وضع نظام دستوري شبيه، وحتى هذه (الخلافة الراشدة) فإنها لم تعمر كما أسلفنا أكثر من ثلاثين سنة تخللتها الفتن لأن الإسلام، كتابا وسنة، كان يفتقد تماما لأية تنظيم سياسي واضح المعالم كفيل بضمان استقرار نسبي للدولة الفتية وإدارة شؤونها بدون سفك الدماء، ومع ذلك يستميت الإسلاميون مثل سيد قطب والغزالي والقرضاوي وأتباعهم في تشويه التجارب السياسية الحديثة وصد الناس عن الأخذ بها وتكفير وترهيب من اختلف معهم وشكك في جدوى موروثهم السياسي المتهافت والدعوة إلى التخلي عنه، عن طريق عقلنة حياتنا وعلمنة دولنا. هذا ما حدث لفرج فودة الذي أيد الغزالي اغتياله بوصفه أتى منكرا يحق لأي فرد في جماعة المسلمين أن يغيره. فلمن يُسَوِّق الغزالي إذن مزاعمه حول حقوق الإنسان؟
يتبع: الحرية الفكرية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تبشيع ا لصورة هذا ما ترمي اليه
نبيل راغب ( 2010 / 2 / 15 - 00:08 )

رحم الله الشيخ الغزالي فما ناله منك فهو في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم كان يمكن ان تقدح في الاسلام دون ان تقع في عرض الشيخ المبارك
ثانيا اظنك تحتاج الى تحديث معلومات حول الحكم والشورى في الاسلام بالاطلاع على ما قدمه المحدثون من المفكرين الاسلاميين امثال فقيه القانون الدستوري الدكتور طارق البشري الذي لا يمانع في وصول امرأة او غير مسلم الى الحكم في بلد مسلم مادام منتسبا الى حزب شرعي وجاء عن طريق الاقتراع السري لعموم الشعب
الاحكام السلطانية لسنا ملزمين بها واقوال الفقهاء غير ملزمة اذ لاعصمة لهم ولاكهنوت عندنا ولايمكن محاكمة الماضي بادوات الحاضر فلكل زمان دولة ورجال وفكر ايضا
المهم اننا نريد ان تنخلص من الاستبداد وكما يقول الاصوليون لا مشاحة في الالفاظ سمها شورى ديمقراطية لا يهم سمها اي دولة المهم ان تكون دولة العدل والانصاف والكفاية
اظن انك تزاول استصغارا للامة وتمارس تبشيعا مقصودا للاسلاميين ولكن بديل دولة العدل هو الاستبداد الحزبي او العشائري او القومي او العلماني كما تعرف ؟!


2 - الأستاذ أنيس
شامل عبد العزيز ( 2010 / 2 / 15 - 09:20 )
تقديري واحترامي لمجهوداتك - الدين الإسلامي كأي دين نص - يتلاعبون بالنص حسب الأهواء - يسايرونه من أجل تمرير أفكارهم لو لم يكم للغزالي أي خطيئة فخطيئته عندما كان في السعودية والأفكار التي دعى وهي جاليا المزواجة بين الظواهري وبن لادن لأن الأخوان من ناحية المبدأ لايتفقون مع الوهابية وكذلك الوهابية يشنعون عليهم - المهم تنظير هؤلاء السادة هو القشة التي كسرت ظهر الجمل والويلات سوف تستمر ما دام الترويج موجود من قبل الحكم بالاسلام والمناداة به ليل نهار من قبل المنتفعين ولكن عن أي إسلام يتحدثون الفرقة الناجية أم الفرق الهالكة أم الشيعة ومن الشيعة ولاية الفقيه أم انتظار المهدي والخ - الدين لم يستطع خلال وجوده في التاريخ إلا أن يقدم الكوارث والتاريخ شاهد على ذلك وبدون استثناء
خالص مودتي


3 - تحية على المجهود
أبو لهب المصرى ( 2010 / 2 / 15 - 09:43 )
الأستاذ العزيز / عبدالقادر انيس
شكرا على مجهودك الرائع فى سرد الأفكار التى فى كتاب محمد الغزالي (حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة).
بصراحة سرد ممتاز وجل مالفت نظري هو شروط تولي الخلافة .... فظهر فيها التحيز الذكوري ضد المرأة والتحيز القبلى بحيث لا يكون الخليفة غلا من قريش وأن المسلمون يمارسون الرق والعبودية فى كل شئون الحياة !!
تحياتى على مجهودك الرائع ...
وكل عيد حب وانت طيب


4 - إلى راغب
عبد القادر أنيس ( 2010 / 2 / 15 - 10:51 )
أنا لا أنتقد الغزالي لشخصه، فشخصه قد نبت الربيع على دمنته، أنا أنتقد أفكاره التي ما زالت تفعل فعلها وتشوه الفكر الإنساني الديمقراطي العلماني من خلال تأثيرها في ناشئتنا ومناهجنا التربوية ووسائل إعلامنا. بعض تنازلات الإسلاميين نفاقا أملته الظروف العالمية التي يريدون بها استغفال الناس في الداخل والخارج ليبقى تأثيرهم قويا. وما تقوله حول الرغبة في التخلص من الاستبداد مجرد عموميات إما إذا جئنا إلى التفاصيل فسينكشف فكركم عن تهافته: هل الفكر الإسلامي الحديث مع المساواة التامة بين المرأة والرجل وبين المواطنين مهما كانت معتقداتهم أو فلسفاتهم؟ هل هم مع إلغاء قوانين الأحوال الشخصية الإسلامية السائدة التمييزية والاحتكام إلى قوانين وضعية؟
لعلك لاحظت كيف تصدى الإسلاميين لحسن الترابي ولجمال البنا لأنها حاولا الخروج من القوقعة. العلمانية هي الحل بما تعنيه من إبعاد الدين عن التدخل في التشريع والسياسة وحريات الناس ليبقى الناس يمارسون قناعاتهم ومعتقداتهم بكل حرية.
تحياتي


5 - إلى أمجد وشامل
عبد القادر أنيس ( 2010 / 2 / 15 - 11:00 )
أمجد المصرى: تعقيبك المحذوف لم يظهر بعد في بريدي. آسف ، عاود مرة أخرى
شامل عبد العزيز: فيما يتعلق بولاية الفقيه فإن الذين يطبلون للجمهورية الإسلامية في إيران يجهلون أن الديمقراطية هناك خرافة نصا وممارسة. الدستور الإيراني يعطي من الصلاحيات أضعاف مضاعفة للولي الفقيه وهو ليس منتخبا ويضع سلطة الرئيس والمجلس الشورى المنتخبين مجرد ديكور لاستغفال المغفلين.
في الرابط دستور إيران (لاحظوا المادة 110 خاصة:
http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86
تحياتي لكما


6 - أبو لهب المصرى
عبد القادر أنيس ( 2010 / 2 / 15 - 11:07 )
وكل عيد حب وأنت طيب. ملاحظتك في الصميم. أتمنى أن تصفو مراسلاتك إلى الحوار المتمدن، قلبي معك, تحياتي.


7 - الكتابة على خلفية ضغائنية لا تفيد القاريء
نبيل راغب ( 2010 / 2 / 15 - 11:32 )

يعني اذا هاجمنا المعتدلين من الدعاةوالعلماء فإننا نفسح المجال واسعا امام المعتدلين؟ انت تمارس فكرا اقصائيا واستئصاليا ضد الاخر وتفرض اجندتك الفكرية العسف والقوة كما فرضت الالحادية على شعوب الارض بالمدافع والدبابات ولم تترك للناس خيارا ، ليس من حقك ان تطالب بكذا وبكذا فالامر متروك للامة في استفتاء لتقرر هذا اوذاك ، لقد تقدم الاسلاميون في جزيرة العرب الى الحاكم بمذكرة النصيحة ونالوا بسببها التعذيب والتنكيل والطرد من الوظائف والنفي ولازال منهم من يطالب بملكية دستورية وفي الكويت تجرأ الاسلاميون واعلنوا عن حزب . ولماذا الانتقاص من تجربة ايران هل يعجبك الحكم المستبد للطاووس الشاهنشاهي ربما يعجبك لانه تبنى التغريب بالقوة والعسف على الامة لايرانية والايرانيون لديهم تداول سلمي للسلطة صحيح انه ليس كاملا ولكن اوروبا احتاجت الى اربعة قرون والى حربين عالميتين لتصير الى ماصارت اليه وديمقراطيتها خاصة بها وا لا ما كانت استعمرت العالم القديم وقتلت شعوبه ونهبت ثرواته ولازالت رغم وجود المجالس النيابية والاعلام ولكن الكل تواطأ على العدوان على العراق وتدميره ان الكتابة على خلفية ضغائنية لاتفيد


8 - قل ما شئت فالموقع مسيحي وعن تجربة
ياسر الجرزاوي ( 2010 / 2 / 15 - 14:35 )
ويفتح ذراعية للمسيحيين وأقربائهم الوثنيين والملحدين للهجوم علي الإسلام


9 - هو كما قلت
مايسترو ( 2010 / 2 / 15 - 14:37 )
فالحرية والاسلام أمران متوازيان ولا يمكن أن يلتقيا أبداً، والاسلام أبعد ما يكون عن الحرية، فمفهوم الأخيرة لدى الاسلام هو كما قلت حضرتك، بأنه مجرد أن لا يكون الانسان عبداً فقط، أما الحرية الحديثة فلم يكن الاسلام عند ظهوره يعرف عنها شيء، وحتى لو كانت موجودة بهذا المعنى عن انطلاق الدعوة الاسلامية، لقام الاسلام بتحريم هذه الحرية كما يفعل أتباعه اليوم، فدين جاء من بيئة صحراوية هو أبعد ما يكون عن الحرية وكينونتها، وهناك بون شاسع بين الدين الصحراوي وبين كل ما يمت للحرية بصلة، وأتركك بكل خير.


10 - السيد راغب تعليق 8
T. khoury ( 2010 / 2 / 15 - 14:46 )
السيد راغب تعليق 8
على حسب رأيك , فخلال 1430 سنة من الحكم الاسلامي الفاشل والفاشي في اوطاننا, فأنت وجدت اخيرا تجربتين اسلاميتين مضيئتين(حسب رأيك) وهما اسلاميون الكويت وتجربة الولي الفقيه في ايران!!!
لن اعلق على حالة الكويت لانها لا تملك شئ ومازالت اقل من صفر وستبقى صفرا الى الابد.
اما بالنسبة لايران : فهم يستخدمون العلم الغربي في جامعاتهم ويبتعثون طلابهم للدراسة بالغرب..وهم يستخدمون الاقتصاد الغربي والبنوك الغربية والنقود الغربية ..ويستخدمون ايضا السياسات الغربية...الخ..الشئ الوحيد الاسلامي في ايران هو الديكتاتورية, الديكتاتورية الاسلامية , ديكتاتورية ولي الفقيه المدعومة باوامر من الله مباشرة مفصلة من الولي الفقيه. وايضا اضطهاد الشعب وقتل الفكر والمفكرين بطريقة اسلامية شرعية,,,الخ

بئس ما تفخر به ايها الاسلامي

تحياتي الى الكاتب الرائع السيد عبدالقادر انيس


11 - لماذا يحب المتحضرون الصحراء ؟
نبيل راغب ( 2010 / 2 / 15 - 15:34 )

الحقيقة ان البيئة الصحراوية هي بيئة الحرية وفيها كل انسان سيد نفسه وهذه حقيقة يجهلها ممن جعلوهم انفسهم عبيدا للتنميط والقولبه والاحكام المسبقة والتي لا يمكن زحزحتها مثل قوالب صناعة الاحذية ؟
اليوم في هذه الساعة لو دخلنا السوق وعرضنا العلمانية وعرضنا الاسلام فما التجارة الرائدة والبضاعة المطلوبه
لقد جرب الناس الالحاديةوالعلمانية وعاشوا تحت نظم حكمت على الناس بالحديدوالنار واذاقتهم العذاب وادخلتهم بالالاف السجون على خلفية الظنون والشبهات سيق ملايين البشر الى المشانق والى سيبيريا وغيرها
ودمرت مساجد وصوامع يذكر فيها الله ولم يسمح للناس بحرية الاعتقاد الديني وسيق الناس بالاسواط الى الالحاد والكفر رغم انوفهم
ان حصاد العلمانية في ديارنا كان الاستبداد والفساد وهؤلاء الذين يهاجمون المشروع الاسلامي لا يهاجمونه عن عقلانية ولكن عن غرائزية وضغائنية سيضل الاستبداد العسكري والحزبي والعشائري افضل لديهم من الحل الاسلامي انه منطق ضرب الراس في الجدار او الاسفلت ؟! اظنكم تحاولون عبثا ان هوى الناس مع المشروع الخالد مع الاسلام .


12 - ما هو غير المتهافت في تاريخنا ؟
قارئة الحوار المتمدن ( 2010 / 2 / 15 - 18:50 )
اسمحْ لي أن أخرج عن موضوع المقال لأطلعك على تهافت من نوع آخر , أعيش يا سيدي في أندونيسيا , المسجد الصغير مقابل بيتي كل يوم قبل صلاة المغرب تقوم فيه فرقة الانشاد بتأدية بعض الأغنيات الدينية , عندما سمعت منذ فترة لحناً وهم يؤدونه وجدت نفسي أعرفه وأردد كلماته العربية في الوقت الذي كانوا يرددونه في المسجد باللغة الأندونيسية , قلت بنفسي ,مستحيل أكيد أنا غلطانة لعل الأمر اشتبه عليّ , يوم أمس قطعت الشك باليقين حيث لفت زوجي نظري الى أن هذا اللحن هو ذاك ! ماذا تظنه ؟ انه اللحن الذي يعرفه الكبير والصغير , قدّك المياس يا عمري , أغنية صباح فخري , لم أفهم منها سوى : يا رسول الله يا حبيبي , ثم لغة أندونيسية ,أما الأحلى فهو النشيد الذي طبقوا كلماته على أغنية محمد عبده : مقادير , أنا لا أستبعد أن يأتي يوم ويطبقوا كلمات على أغنية من أغاني هيفاء وهبة شكراً لك


13 - لماذا يكره المسيحيون الاسلام
عابر الحوار ( 2010 / 2 / 15 - 23:21 )


لماذا يكره المسيحيون الاسلام مع انه لم يضرهم ولم يكلفهم بشيء ؟ ويعترف بنبيهم وكتابهم ؟!!!


14 - ليس فقط المسيحين
nana ameen ( 2010 / 2 / 16 - 07:20 )
شكرًا استاذ أنيس علي هذه السلسلة من المقالات في نقد الغزالي ، عندي سؤال
لو سمحت، هل بقي احد من قبيلة قريش، ليحكم المسلمين ، وتعليق علي الاستاذ
عابر ليس فقط المسيحين يكرهون ، بل معظم العالم يكره الاسلام، وشكرا استاذ انيس


15 - إلى نانا أمين
عبد القادر أنيس ( 2010 / 2 / 16 - 11:26 )
طوال قرون ادعت كل الأسر التي حكمت في بلاد المسلمين أنها تنتسب إلى فرع من بني هاشم قوم محمد: العلويون، الفاطميون، العباسيون...
مازالت الآن الأسر الحاكمة في المملكة المغربية والأردن تزعم ذلك.
عندنا في الجزائر أسر منتشرة في ربوع البلاد تسمي نفسها الشرفاء، ويزعم أبناؤها أنهم من نسب النبي محمد وكانوا محل تقدير بين القبائل.
ابن خلدون لاحظ ذلك في عصره عندما كان المستولون على السلطة يربطون نسبهم بالنبي أو بقريش.
اليوم الإسلاميون يحاولون التنكر لهذا الشرط الإسلامي العنصري رغم أنه وجدا فعلا، كما يتنكرون لكل تشريعات الإسلام حول العبودية والمرأة وغيرها
تحياتي


16 - وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون
سكر ( 2010 / 2 / 16 - 12:36 )
الى اروع كاتب في الحوار المتمدن أنيس عبد القادر
ارجو ان تعذرني حيث انني لاول مرة اكتب تعليق والسبب كثرة الانشغال
ولكني اليوم اكملت قرائة جميع السلسلة لحد هذه الاخيرة وهي من اروع ما قرأت واشكرك واقول لك نحن بحاجة لمن كان في روعتك وتنويرك وقلمك.

يا سيدي أنيس الاسلام يقول ان البشر خلقوا ليعبدوا الله والدنيا دار ممر وليست دار مستقر ومن هنا يتضح لنا جميعا انه غير مطلوب من المسلمين التفكير حيث ان الانسان المسلم يجب عليه اولا العبادة لله وثانيا الطاعة العمياء لاولياء الامور وهم الحكام وايضا يجب ان يكون زاهدا في الدنيا فلا يوجد لديه حافز يجعله يفكر او ان يطالب بالحرية لانه اولا واخيرا هو عبد لله ولولي الامر الواجب طاعته فكيف تطلب منه ان يفكر والتفكير بحد ذاته خطيئة بحيث انه لا يجب عليه ان يعلم كل شيء لانه يوجد اشياء ان تبدو له تسوءه وبالتالي يجب ان يكون ذنب وتابع فقط.

ارجوك يا سيدي الكاتب ان لا تتخلى عن قراءك وتنورهم دائم ودمت لنا


17 - إلى سكر
عبد القادر أنيس ( 2010 / 2 / 16 - 13:04 )
ملاحظتك في الصميم. الأخلاق الإسلامية القائمة على نبذ الدنيا والزهد فيها ساهمت في الجمود والنفور من التجديد والإبداع. اليوم عندنا يحاول الناس الخروج منها ولا يستطيعون لأنهم غير مستعدين للبديل الحداثي العلماني الذي هو مغامرة تتطلب يقظة دائمة والناس تعودوا على النوم والتواكل قنوعين بما لديهم بحجة أن القناعة كنز لا يفنى رغم ما يصاحب ذلك من نفاق صبياني.
تحياتي


18 - كلمة تأييد بسيطة
أحـمـد بـسـمـار ( 2010 / 2 / 16 - 15:30 )
ماذا أستطيع الإضافة على كلماتك التحليلية التاريخية. إنها ملحمة فكرية تفتح دروب النور وتشق طريق التحرر والمعرفة في غابات العتمة وكهوف الظلام التي تغلف عقول شعوبنا من مئات السنين الطويلة. تابع.. تابع ولا تتردد.. رغم غربان التعصب والحقد والتكفير والكراهية. كلماتك حقيقة راهنة. لهذا السبب سوف يحكمون عليك بالكفر والـردة. من أقدم الزمان حتى اليوم يا صديقي, في بلاد الإسلام من يفكر بالحقيقة وينطق بها..يـقـتـل!... لا تخف.. سوف نفجر ونكسر كل جنازير الصمت.. ونحرر الإنسان من الخوف والصمت!!!...
لك كل تأييدي وصداقتي وكل تحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة.


19 - اعــتــذار
أحـمـد بـسـمـار ( 2010 / 2 / 16 - 17:36 )
أعتذر بصدق وأسف شديد من قارئات وقراء هذا الموقع, لاستعمالي في تعليقي السابق كلمة (نـفـجـر) وأرجو منهم إلغاءها لدى قراءتهم المتسامحة لتعليقي, مع وعد مني مستقبلا
تجنب هذه الألفاظ المرعبة التي يستعملها مختلف أعداء الإنسانية.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة

اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تستهدف أحد قادة الجماعة الإسلامية في لبنان


.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عمليتين بالاشتراك مع




.. تجربة المحامي المصري ثروت الخرباوي مع تنظيم الإخوان


.. إسرائيل تقصف شرق لبنان.. وتغتال مسؤولاً بـ-الجماعة الإسلامية




.. 118-An-Nisa