الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الله ديمقراطي؟

ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن

(Ibrahim Elgendy)

2010 / 2 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اعتقد ان الانسان يمكنه ان يعصى الله ويفعل كل ما يخالف اوامره سواء بقصد او بدون قصد ( فيما يتعلق بحقوق الله ) على ان ينال العقاب يوم القيامه ... ما الذى نفهمه ؟
نفهم ان هناك علاقة خاصة بين الله والانسان لا يمكن لمخلوق ان يتدخل فيها ، هذه العلاقة لها طرفين اولهما الانسان المخالف وثانيهما الله المعاقب !
هنا عقد اذعان بين الله والانسان ليس فيه ديقراطيه من جانب الله لأن الخيار المطروح هو الطاعة أو الحرق بالنار .. الا ان وضع الله مع البشر يختلف عن وضع البشر مع بعضهم بالطبع !!
فالنبى نفسه ليس من حقه التدخل فى تلك العلاقة بين الله والانسان المخالف ، وقد أكد الله نفسه فى النص القرآنى على النبى مرات عدة الا يتدخل فيها

قائلا .. فان اعرضوا فما ارسلناك عليهم حفيظا ان عليك الا البلاغ ، وما أرسلناك عليهم وكيلا ، وقل يأيها الناس انما انا لكم نذير مبين ... أى باختصار ان النبى نفسه ليس وصي ( وصيا لمن أراد ) على الناس ‘ وتوجد بعض النصوص الاخرى التى تؤكد على ذات المعنى !
الا ان منطق الوصاية الذى تملّك من عقل الانسان العربي دفعه الى التدخل فى هذه العلاقة , ودعوة الغير الى اتباع منهج هذا الاله أو ذاك دون سواه بل وطاعته والسجود له والركوع وعدم مخالفة اوامره ، ومن هنا ينبع منطق تيار الاسلام السياسى الذى يؤكد على ان القطيع بعيد عن منهج الله ولابد من اعادته الى حظيرة الايمان لأن فيها صلاحه فى الدنيا والاخرة , وذلك على فرض ان القطيع يجهل تلك الحقيقة ويحتاج الى وصى يفهمها ويطبقها ، شاء من شاء وأبى من ابى ، وهم بالتأكيد الفريق الاصلح لهذه الوصاية !!
الفريق المسيحى يرى فى منهج السيد يسوع المسيح .. الحل والخلاص لكل مشاكل الانسان ، و بناء عليه لابد من اعادة قطيع الاغنام الى حظيرة الرب ، والقساوسة هم من يفهم قواعد الفوز برضاء يسوع وبالتالى هم الأحق بالوصاية على الخراف ( الناس ) !!
اليسار والعلمانيين يرون ايضا ان الشعوب معظمها من الغوغاء ولا تفهم مصالحها ومن السهل الضحك على ذقونها وتخديرها بكلام معسول ، ومن هنا فان اليسار وحده هو الكفيل بحكم الناس لأنهم لا يعرفون مصالحهم ويجهلون مستقبلهم ، لذلك فهو الوصى الحقيقى عليهم ويجب عليهم اتباع منهجه والانضمام اليه!!
ارى انه لابد من التصدى لمنهج الوصاية وترك الشعوب لتحدد مستقبلها بنفسها وتختار حكامها، والتجربة الايرانية خير دليل ، فالشعب الايرانى الذى اختار الملالى هو ذاته الذى يثور ضدهم الان ويركلهم بالحذاء ، بعد ان حكموه بالحديد والنار ، هكذا تفهم الشعوب .. بالتجربة وليس بالكلام !
علينا ان نترك الشعوب تختار وتتحمل تبعات اختيارها
فالله اكثر ديمقراطية مع الانسان ، فهو على الاقل يعطيه الفرصة ليخطىء و يتحمل تبعات ذلك الخطأ عكس الانسان الذى يمارس الوصاية على اخيه الانسان ويمنعه من الاختيار الخطا وتحمل تبعاته !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ارجوالرد
لطيف شاكر ( 2010 / 2 / 15 - 06:09 )
عزيزي الاستاذ ابراهيم حاولت الدخول الي موقعكم دون جدوي ارجو الافادة وشكرا


2 - حرية الواعين وحرية الجهلاء
النيل نجاشي ( 2010 / 2 / 15 - 07:00 )
هذه آية منسوخة/ فان اعرضوا فما ارسلناك عليهم حفيظا ان عليك الا البلاغ ، وما أرسلناك عليهم وكيلا ، وقل يأيها الناس انما انا لكم نذير مبين / ....
الله الغاها هو ومحمد - اتفقوا سوا - بآية أخري تقول
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول .. الخ
يعني ربنا كان بيقول كلام النهاردة ويلغيه بكره
لماذا تكلمنا في الكلام الذي تم الغاؤه يا عم الشيخ ؟
انت موش رجل أزهري وعارف؟
لابد من توعية الشعوب بدأب شديد من قبل اليسار العلماني .. لكي لا تتورط تلك الشعوب - خاصة الجاهلة المتخلفة - كثيرا في تجارب دامية قد يستلزم الخروج منها عقود وربما قرون


3 - هو فعلا كذلك
مرثا ( 2010 / 2 / 15 - 07:53 )
فعلا الله ديموقراطي : الله هوخالق الكون والإنسان وله كل الحق في وضع كل قوانين الحياة وكما ان قوانين الطبيعة تحقق نفسها كمثال قانون الجاذبية الأرضية فعندما نترك شيئا من يدنا يسقط على الأرض بقانون الجاذبية ولايحتاج لمن ينفذه وهكذا الله كماوضع قوانين الطبيعة وضع القانون الأخلاقي ومن عدله مع خليقته انه وضح كل طريق ونهايته وعندما يختار الإنسان طريقه هو يعلم جيدا ماهى نهايته ولايتدخل الله حقا في اختيار وقرار الإنسان
يقول الله (أشهد عليكم السماء والأرض ، قد جعلت قدامك الحياة والموت ، البركة واللعنة، فاختر الحياة لكي تحيا انت ونسلك تثنية 30 : 19
وكم هي حقيقية هذه العبارة استاذ ابراهيم
:فالله اكثر ديمقراطية مع الانسان ، فهو على الاقل يعطيه الفرصة ليخطىء و يتحمل تبعات ذلك الخطأ عكس الانسان الذى يمارس الوصاية على اخيه الانسان ويمنعه من الاختيار الخطا وتحمل تبعاته
تحية وتقدير


4 - ياريت المطربين العرب غنو نشيد الانشاد
AL ( 2010 / 2 / 15 - 11:06 )
ياريت المطربين العرب غنو نشيد الانشاد احسن من احزان شيوخ الاسلام. يبدو ن الله مر بمراحل الصبا والشباب وانشد هذه الاناشيد ثم كبر وسقط شعر راسه فبدا يهدد ويتوعد بالثعبان الاقرع. لقد تركو رجال الدين القدماء لكم مايصعب تفسيره وبداتم تعللون قصص الماضي التي لاتعلل هذا الزمان. انا اقترح على اتباع الديانات الالهيه ان لايقارنو فقط بين دينهم بل مع الاديان والمعتقدات الاخرى كالبوذيه والهندوسيه


5 - للاخرة فائدة اخرى
نبيل راغب ( 2010 / 2 / 15 - 14:14 )

للاخرة فائدة اخرى وهي عدم افلات المجرمين والسفاحين والفاسدين والمفسدين من امثال هولاكو وستالين وجورج بوش وصدام حسين وايفان الرهيب وغيرهم من السفاحين الذين قتلوا الناس افلاتهم من العقاب بعدما افلتوا من عقاب الدنيا
في الاخرة سينصف الله تعالى كل الناس حتى الذين لم يؤمنوا به او تطاولوا عليه كل هؤلاء سينصفهم الله ممن ظلمهم حتى انه تعالى سيقتص للحيوانات بعضها من بعض ثم يقول لها كوني ترابا وهنا يتمنى الكافر بربه لو انه صار الى مصيرها


6 - حق الاختيار
مايسترو ( 2010 / 2 / 15 - 14:20 )
هو كذلك كما قلت، فالانسان حر فيما يختاره وليسلأي أحد أن يكون وصياً عليه، لكن كما قلت فالأديان الابراهيمية لا تترك للانسان حق الاختيار وتتدخل في كل تفصيل صغير من حياته، وليت أتباع هذه الديانات يفهمون أن لا أحد قادر على إجبار أي انسان في القيام بأمور لا يريدها، لكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود.


7 - الأستاذ ابراهيم الجندي
قارئة الحوار المتمدن ( 2010 / 2 / 15 - 15:26 )
افتقدناك كثيراً . أخي الكريم , الله ليس اٍلا الوجه الآخر السماوي لرئيس القبيلة واسترطب رؤساؤنا هذا التصور البدوي الساذج فجعلوا من أنفسهم آلهة علينا وأصبحوا آباء مزمنين على شعب قاصر , هذه العلاقة تراها في العلاقة بين الله وعبده في كل الأديان , بين رئيس القبيلة وأفرادها , بين الرجل والمرأة , وضمن العائلة في علاقة الآباء مع أولادهم هذه العلاقة موجودة في أدق تفاصيل حياتنا اليومية . لا يمكن بأي حال تطبيق مفهوم الديموقراطية في مجتمع قبلي كهذا , رئيس قبيلة يكسّر راسهم بزيادة عليهم , لأنه لو أعطيتهم حرية الاختيار لالتفتوا على بعضهم وهبشوا بعضهم البعض , وقد أوكلهم الله الديموقراطي لأنفسهم وأعطاهم الحرية لينزلوا قتل ببعضهم لأنه لا خير فيهم , ثقافة الاختيار معدومة , آسفة اليوم لست من رأيك تماماً , لكني معجبة بأفكارك النيرة . دمت بخير


8 - ديموقراطية الاله
alsaid ( 2010 / 2 / 16 - 04:37 )
عزيزى الاستاذ الكبير
اليك نبذه بسيطه عن ديموقراطية الله لقد ارسل الى البشر بثلاث اديان لنختار منهم ما ينسبنا
وفى النهايه قد حدد بنفسه من يأـى بغير الاسلام فالن يقبل منه فعلا ديموقراطيه وهذه الاديان الى شعوب المنطقه العربيه بالذات دون العالم كله وترك باقى الشعوب تعبد البقر وتعبد النار والثعبان والشجر والحجر وكأن الامر لايعنيه وقد حدد لهم ايضا الصيام وكيفية مناسك الصيام من الفجر الى المغرب ونسى الله ايضا ان فى بلاد على سطح هذا الكوكب لاتغيب عنها الشمس لمده ثمانى اشهر متصله وكذلك الليل متصل ايضا ربما الله لم يكن يدرى بهذه الحقيقه لانه كان عايش فى المنطقة العربيه فقط من مصر الى ارض كنعان الى الجزيرة العربيه . سلامى للدموقراطيه الالهية


9 - ان يعصى الله ويفعل كل ما يخالف اوامره
نبيل كردي من العراق ( 2010 / 2 / 16 - 05:46 )
ومن هو هذا الشئ كي نعصى أوامرهُ؟؟، عزيزي أبراهيم، أنك من البدايه تعترف بوجود هذه الخرافه الكبرى التي لا وجود لها، أما حان الأوان أن نفهم البشر المخدوع بهذه الترهات؟ أما حان ذلك؟؟. الديمقراطيه يفهمها العقلاء، وهذا الشئ المدعو ألله خرافه والخرافةُ لا عقل لها. أرجو التصحيح


10 - تصحيح لحضرتكم
سرمد - المملكة المتحدة ( 2010 / 2 / 16 - 12:25 )
القساوسة في المسيحية لا يمتلكون حق الوصاية على أحد، هم فقط يرشدون الرعية والرعية حرة في اتخاذ قراراتها والدليل قول المسيح اسمعوا لأقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم، بينما في الإسلام سواء الشيعي أو السني هناك مشايخ يقودون الرعية كقطعان من الأغنام وكل شيخ له مقلدين ومدافعين عن تعليماته ولك في محمد بن عبدالوهاب والسيستاني وغيرهم خير مثال على الآية وأطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم.

اخر الافلام

.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - رئيس الوزراء يهنئ الرئيس السيسي و




.. وادي الرافدين وتراثه القديم محاضرة استذكارية وحوارفي الذكرى