الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفنانات التائبات بين حجاب الزى وحجاب الفكر

خالد منتصر

2004 / 7 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أصبح مقرراً علينا فى الاونة الأخيرة ان نعيش قصة مكررة بنفس التفاصيل والاحداث تقريباً ولكن مع اختلاف الابطال او النجوم .. أما عن النجوم فهن فناناتنا العزيزات اللاتى تتنزل عليهن فجأة وبدن تمهيد او افتتاحية الهداية الربانية والهبة السماوية والنفخة الايمانية، ثم تبدأ احداث القصة أو بلغة ما قبل التوبة احداث المسلسل الميلودرامى المثير .. انا والحجاب ، اولاً .. تحس الفنانة مجرد احساس بان الفن حرام متى عرفت ذلك ؟ لا يهم .. هل بعد انحسار الاضواء عنها ؟ يمكن ؟! او بعد مرض جايز ،أم بعد عمل فى شركة لتوظيف الاموال ؟؟ الله أعلم أم.. أم ..؟، واجابات تلك الاسئلة هى فى علم الغيب وتفسير تلك التحولات ذات ال 180 درجة علمها عند الله ،وبعد ان تحس الفنانة أن الفن حرام تبدأ فى مرحلة الشك وهى مرحلة تالية لمرحلة الاحساس ودائما ما يبدأ الشك برحلة عمره تدمع فيها العين ويندم فيها القلب .. ودائماً ايضاً ما يتم حسم هذا الشك فى منزل شيخنا الشعراوى وذلك على عهدة الراويات من الفنانات التائبات ..
وبعد مرحلة الشك هذه تبدأ مرحلة الحجاب الاعلامى المصحوب بالطنطنة الصحفية وما نشتات الاسف والندم والدعوة بالهداية وكلمات مثل "ربنا يسامحنى؟ وأنا حرقت كل الشرائط الفيديو الى عليها افلامى ومسلسلاتى ؟، وغالباً ما ينتهى الريبورتاج بصورة زووم للفنانة وهى تدعو بالويل والثبور وعظائم الامور لكل السافرات المتبرجات .. ويلى مرحلة الحجاب مرحلة أخرى اشد وأخطر واكثر حجبا واعظم سترا وهى مرحلة النقاب وهى مرحلة تحتاج الى كم اكبر من التسامى وقدر اعظم من التفانى ، وهذا بالطبع لا تقدر عليه كل الفنانات .. واهم ما فى هذه المرحلة هو ظهور صاحبة هذا القرار الشجاع أو على الاصح ظهور عينيها فقط وهما تنظران الى القراء الغلابة بمزيج من الحنان والعفة والطهارة وطلب الهداية لكل من ضلت الطريق وزاغت عن الصراط .. ثم نصل الى آخر تلك المراحل وهى ان تصبح فنانتنا المحبوبة صاحبة عمود فى احدى الجوامع المشهورة بالمهندسين، تلقى العظات وتتصدى للتفسيرات وتمتنع عن تصوير الكاميرات وتتفرغ لكتابة المذكرات !!
،تداعى الى ذاكرتى هذا السيناريو وانا استمع الى اعجاب الصحافة واهتمامها بهذه الظاهرة وافراد الصفحات للاحاديث والمتابعة بنبرة اضفاء البطولة على تلك الفنانات، بالرغم من احتواء نفس المجلة أو الجريدة على متابعات فنية او تحليلات نقدية للسينما او المسرح أو الاغنية ،ويتم تعليل هذه الشيزوفرينيا بان هذا القرار قناعة شخصية والحقيقة انه قناعة شخصية فعلا ولكنه يظل كذلك طالما كان محصوراً بين افراد ولم يمثل تياراً عاماً ..
يظل قناعة شخصية اذا كان محصورا فى دائرة الزى وليس فكر ما وراء الزى .. يظل قناعة شخصية من الممكن التغاضى عنها اذا لم يوصف الجانب الاخر غير المرتدى له او يوصم بنقص فى الهداية وتراخى فى الالتزام أو بالبلدى "قلة ايمان"
يظل الحجاب قناعة شخصية طالما لم يصبح مقياساً عاماً للعفة ، فالزى لم ولن يصبح ابداً مقياساً للعفة والشرف الا فى مجتمع يعانى من السعار الجنسى والتفكير بالنصف الاسفل .. يظل الحجاب قناعة شخصية طالما لم يدخل فى معايير الاختيار والتصنيف فيقول شخص لاخر "اتجوزها يا شيخ دى مؤمنة ومحجبة ؟ او اتجوزها وبعدين حجبها!!، يظل هذا المعيار متدخلاً فى أدق خصوصيات الانسان لأنه قد وضعه فى خانة المعايير الهامة للانتقاء والحكم على الايمان ..
اعتقد اننى قد اقتربت من منطقة الالغام ولكن لابد من هذا الاقتراب لاننا قد تعودنا على ان نتناول هذه المسائل بسياسة النص نص والمهادنة والمماينة والخوف من المواجهة .. ونظل نبحث فى النصوص عما يؤيد وجهة النظر وتصبح المواجهة مواجهة نصوص وحفظ وتلخيص التلخيص وشرح الشروح .. الخ ،ونغرق فى ركام الأوراق ونقتات الكلمات كالدود ،وننشرنق الى ان نفرز ارهاباً وتخلفاً وتراخياً عن كل المكتسبات والانجازات ..
وفى النهاية فإن قليلاً من الدهشة يصلح الحال وكثيرا من الألفة والعادة يقتل القلب والعقل .. ويا مثقفى مصر لا تنافقوا هذا التيار وكونوا صادقين مع انفسكم ولا تظنوا أنكم بمأمن فانتم أول الضحايا فعلى الأقل اكسبوا شرف المواجهة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة