الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاهد على التأريخ

إياد منصور

2010 / 2 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


أسجل هذه السطور لمن يصدق أو لمن لم تتضح له الصورة بعد ولا أريد أن أقرر شيئاً بقدر ما أسجل ما ظل محفوراً في ذاكرتي إلى اليوم ... ستنطوي صفحات التاريخ الواحدة تلو الأُخرى وسيأتي من يقرأ عن أصعب حقبة تاريخية مر بها العراق... بعض الأحيان تكون للتأريخ استمرارية ولا قيمة لماضٍ ليس له معنى للمستقبل:

العراقيون في انتفاضتهم الشعبانية في 1991م في حرب الخليج بعد غزو الكويت حاولوا إسقاط نظام الدكتاتور صدام حسين ولكن أمريكا ونصائح الدول العربية (المحيط الإقليمي) وخاصة السعودية والأردن وتخوفهم من الهلال الشيعي حال دون نجاح هذه الانتفاضة الكبرى التي امتدت لأربعة عشر محافظة ما عدا أربعة محافظات هي:بغداد - ديالى - الأنبار - الموصل وهي المحافظات التي كانت تتركز فيها السلطة أو التي كانت تحكم العراق.
وسمّاها صدام بعدئذ بالمحافظات البيضاء لأنها لم تشترك بالانتفاضة ضده ...
ثم أُخْرِجَت محافظة الأنبار من دائرة المحافظات البيضاء بعد حين بعد أن أُعْدِم محمد مظلوم وهو من كبار قادة الجيش العراقي ومن مشايخ عشائر الأنبار ومن حملة وسام الرافدين وكل العراقيين أو الكثير منهم يعرفون طريقة إعدام هذا الرجل الهمام.
العراقيون كانوا قادرين على إسقاط النظام وبجدارة في انتفاضة 1991م ولكنهم لم يعطوا الفرصة الكاملة ... فأمريكا سمحت لصدّام باستخدام الطيران العسكري في قمع الانتفاضة وكان ذلك مكسباً عسكرياً لصدّام حسين أنجاه من السقوط المحتوم بيد الشعب حصل عليه من خيمة صفوان التي باع فيها العراق على ورقة بيضاء مقابل أن يبقى في السلطة وقد تم له ذلك على يد وزير دفاعه سلطان هاشم ... ومنذ ذلك اليوم انتهت سيادة العراق بالكامل ولبس العراقيون السواد فوق سوادهم.... وهكذا كانت أمريكا جزءاً من هذه العملية كما كانت جزءاً من الحرب العراقية -الإيرانية وكانت جزءاً من غزو العراق للكويت.

(إذا أردت أن تفعل شيئاً فاجعل الآخرين يطلبون منك ذلك)

هذا هو أحد مبادئ السياسة الأمريكية التي أوعزت بموجبه للقائد الضرورة الذي لا ضرورة له أن يدخل الكويت ثم استنجدت دول الخليج بأمريكا وأفتى ابن الباز أكبر مفتي في السعودية في تكفير صدام حسين وإن نطق الشهادتين وذلك لجواز محاربته في حرب الخليج وجواز الاستعانة بأمريكا فجاءت أمريكا على رأس ثلاثين دولة ودخلت الخليج لتحرير الكويت وهكذا كان صدام سبب إدخال الأمريكان وحلفائهم لمنطقة الخليج في قضية الكويت وتحطم العراق في خمسة وأربعين يوماً طولاً وعرْضاً...
ثم حصاراً امتد ثلاثة عشر عاماً انتهى باحتلال العراق في 9/4/2003 وتسلمت مفاتيحه من بطل الحرير القومي وحامي البوابة الشرقية كما كان يلقب نفسه بـ99 اسماً ثم طلقته أمريكا كما طلقت الشاه من قبله وانتهى زواجهما العرفي.
صدام وأمريكا وجهان لعملة واحدة وكان بإمكانه أن يكشف علاقته بالأمريكان في قادسيته الشهيرة ولكنه لم يفعل لئلا يسقط قناعه القومي أمام العرب ففضل أن يأخذ هذا القناع معه إلى القبر.
لقد وثَّق التاريخ زيارة رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي السابق مرتين للعراق سراً أثناء الحرب العراقية - الإيرانية وكذلك لم يخفَ عن المؤرخين كيف استأجرت أمريكا العراق بقيادة صدام حسين لمحاربة إيران وكان الشعبان المسلمان وقوداً لهذه الحرب الطاحنة التي خرج منها البلدين بملايين الضحايا لا غالباً ولا مغلوب كأضعف بلدين بعد أن كانا أقوى قوّتين في الشرق الأوسط وهذا هو الهدف الأمريكي المطلوب.
ثم قال صدام حسين وهو يخاطب الشعب الإيراني:(أعطيتكم ما تريدون وأكثر مما تريدون) بعد عودته لاتفاقية الجزائر 1975م التي ألغاها هو بنفسه من جانب واحد وأعلن الحرب على إيران قبل أن يقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ...فعلامَ إذن قامت الحرب يا صدام؟!
وهكذا راح ضحية طغيانه آمال أجيال من الشباب وانطفئت في ظلمته أماني أُمة بأكملها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت
ايار ( 2010 / 2 / 17 - 02:06 )
شكرا اخي كاتب المقال فعلا ذهب شبابنا وقود لحرب عبثية مجنونة لم تخدم احد سوى امريكا واسرائيل امانحن سكان الشرق الاوسط المحكومون بلجهل والتخلف والطائفية الدينيةوالسياسية فسنبقى مجرد مومبارس ومتلقين افعال دون اننجرؤ على لعب دور رئيسي واحد في حياتنا بغبائنا صنعنا قادة قتلة وجعلناهم قادة والهة تتحكم بنا كيفما تشاء0


2 - شكرا
ابراهيم الفرطوسي ( 2010 / 2 / 18 - 21:00 )
شكرا لك اخي وصديقي العزيز وبارك الله فيك وارجو ان لاننسى مئات الالاف من الضحايا ناهيك عن تدمير بلد كامل بكل مقدراته.ودعائناالى الله جل وعلا ان لا يأ تينا نظام آخر شبيه بذلك النظام ويتمم على ماتبقى في بلدنا

اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب