الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصلوات تزيد من مياه الأنهار والملاهي تُشحها.. ولله في خلقه شؤون ...؟

مصطفى حقي

2010 / 2 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذا جزء من مقال منشور في سيريا بوست : ... من منّا لا يعرف كيف كان نهر
بردى فمن لم يره بالتأكيد قد سمع عنه. ذات يوم كان بردى يفيض خيراً على
ضفتيه فيسقي ما يسقي ويرسل الخير في كل الجهات, حينها كان أهل دمشق يقضون
أيام الجمع على ضفتيه وحين يحين موعد الصلاة ترى الكل يجتمع لصلاة
الجماعة ومرت الأيام وتحولت ضفاف بردى إلى مرابع وملاهي ومراقص فغارت
مياه بردى وحل به ما حل به والكل يعرف الآن كيف صار بردى والكل يعرف مدى
المعاناة التي يتكبدها الدمشقيون للحصول على الماء. (انتهى) لاأعرف كيف
فاتت على كاتب المقال ، أن بردى بغزارة مياهه وعذوبته كان مستمراً
بصفاته المتميزة لمئات الآلاف من الأعوام قبل الأديان بل كان أغزر من
وضعه الحالي ولم يكن يصلي أحد أو جماعة على ضفافه ، ولو كانت الصلاة تحمي
نهراً أو مكاناً بالصلاة ، لكان يمكن إنقاذ مكة وبيت الله ( الكعبة)
والتي يتوجه إليها كل المسلمين في العالم بصلواتهم ويحجون إليها من كل
فجٍ عميق وأنقل جزءً من هذه الغزوة التاريخية عبر موقع أحلام العرب ...:
. هكذا وقف المجرم الطاغية أبو طاهر القرمطي ينشد على باب الكعبة يوم
الثامن من ذي الحجة سنة 317 هجرية، وسيوف أتباعه الملاحدة تحصد حجاج بيت
الله قتلاً ونهبًا وسفكًا، وأبو طاهر يشرف من على باب الكعبة على هذه
المجزرة المروعة وينادي أصحابه "أجهزوا على الكفار وعبدة الأحجار، ودكوا
أركان الكعبة، واقلعوا الحجر الأسود".
وتعلق الحجاج بأستار الكعبة واستغاثوا بالله، فاختطفتهم السيوف من كل
جانب واختلطت دماؤهم الطاهرة بأجسادهم المحرمة، بأستار الكعبة المشرفة،
حتى زاد عدد من قتل في هذه المجزرة التي لم تعرفها الكعبة من قبل عن
ثلاثين ألفًا، دفنوا في مواضعهم بلا غسل ولا كفن ولا صلاة، هذا في الصفا
وذاك في المروة وثالث في جوف الكعبة، وقام الملاحدة بعد ذلك بجمع ثلاثة
آلاف جثة حاج وطمروا بها بئر زمزم وردموه بالكلية، ثم قاموا بعد ذلك بقلع
الحجر الأسود من مكانه وحملوه معهم إلى مدينة "هجر" بالبحرين وهي مركز
دعوتهم وعاصمة دولتهم، وكان أبو طاهر قد بنى بها دارًا سماها دار الهجرة،
فوضع فيها الحجر الأسود ليتعطل الحج إلى الكعبة ويرتحل الناس إلى مدينة
"هجر"، وقد تعطل الحج في هذا العام 317 هجرية حيث لم يقف أحد بعرفة ولم
تؤد المناسك وذلك لأول مرة منذ العام التاسع للهجرة وهو العام الذي فرض
فيه الحج على الناس، ولما خرج القرامطة من مكة بعد جريمتهم أخذوا ينشدون:

فلو كان هذا البيت لله ربنا لصب علينا النار من فوقنا صبًا
لأنا حججنا حجة جاهلية محللة لم تبق شرقًا ولا غربًا وإنا تركنا
بين زمزم والصفا جنائز لا تبغي سوى ربها ربا......
ويكمل كاتب مقال سيريا بوست عن نهر بردى وعلاقته بصلاة الجماعة ويعرج إلى
نهر الفرات والمجاور لمحافظة الرقة ليقول..ما دفعني لقول هذا وإظهار خوفي
على الرقة وفراتها وأهلها ظاهرة تفشت وانتشرت انتشاراً سرطانياً فتك
بأخلاق شبابنا وحياتهم وحتى كهولنا وحرق رزقنا وسلبنا أموالنا. إنها
ظاهرة المراقص والملاهي الليلية التي انتشرت على ضفة الفرات بل وفي غير
مكان من هذه المحافظة ( انتهى) ويذكر حالات ارتياد كثير من الشباب إلى
تلك الملاهي وخسارة أموالهم فيها مسببين المآسي لأنفسهم ولعائلاتهم ...
أيضاً ينسى كاتب المقال ان الجزء من الفرات المحاذي لمدينة الرقة يجري
هزيلاً ملوثاً نتيجة عشرات السدود التي بنتها تركيا قبل دخول النهر
لسوريا وسدين في سوريا قبل وصولها إلى الرقة ومن موقع شباب لك شباب كل
العمر أستقي المعلومات التالية : تقوم تركيا بإنشاء سلسلة من السدود على
أعالي نهري دجلة والفرات فيما يسمى مشروع جنوب شرق الأناضول.. مشروع جنوب
شرق الأناضول (بالتركية: Güneydoğu Anadolu Projesi) أو GAP هو مشروع
لتنمية جنوب شرق الأناضول في تركيا عبر بناء 21 سد ونفق على مجريي نهري
الفرات ودجلة. ويتوقع اتمام المشروع بحلول عام 2010 وبتكلفة 32 بليون
دولار أمريكي.. يضم المشروع 17 محطة توليد طاقة كهربائية من الماء.
ويتوقع أن تلبي تلك المحطات 22% من احتياجات تركيا للطاقة عام 2010.
بتوليد 8,900 جيجاواط ساعة يكون المشروع من أكبر مشاريع سلاسل توليد
الطاقة في العالم.( انتهى) وبعد يا صاحبي ما تأثير عدة ملاهي على مياه
الفرات المستثمرة في مشاريع ضخمة قبل مرورها الشحيح بالمحافظة والتي
تباركها بصب سيل من مخلفاتها الصحية في مياهها لتزيد من عذوبة هذا النهر
وأية صلاة تلك التي يمكن أن ينقذه ويعيده إلى سابق عهده عندما كان حرّاً
في مسيرته قبل تكبيله بالسدود ،وكان يجلب الخير الوفير حتى أثناء فيضانه
الموسمي ورحم الله أيام زمان .. وأما بالنسبة لارتياد بعض الشباب لتلك
الكباريهات فذلك يكون بملء حريتهم واختيارهم ، ولا سيف مسلط على رقابهم
إما وإما وإما ..؟ ونهر السين الذي يخترق باريس وعبر النوادي الليلية
والكباريهات والملاهي حتى الصباح لم يزل يجري بغزارة وبدون صلاة ..؟
________








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - آفة العقل العربى
سلامه أحمد أحمد ( 2010 / 2 / 17 - 16:20 )
اسناد الظواهر الواقعية التى تحدث حولنا لأسباب واقعية خاصة بمايصنعه الانسان أو راجعه الى تغيرات بيئية أو مناخية إلى رضا أو غضب الله على مخلوقاته ، لهو من الأمور الساذجة التى لا يتصف بها سوى أصحاب العقول المتحجرة العاجزة عن التعامل والتعاطى مع متطلبات العصر بما تمليه معطياته من حرية فى التفكير والتعبير وبالتالى فهى عاجزة عن الفهم والادراك والتحليل والوصول الى حلول لمشكلاتها الحياتية بأسلوب علمى واقعى يتسق ومتطلبات العصر بما يوفر حياة حرة كريمة للأفراد والجماعات.تلك هى آفة العقل العربى ومصيبته الكبرى التى طبعته بها خرابيط وخزعبلات ، هى قديمة قدم تواجد الانسان العربى على كوكب الأرض.


2 - وكلاء الوهم و تجار الخرافة
أمجد المصرى ( 2010 / 2 / 17 - 21:23 )
مطلوب تفسير دينى لتمركز العفاريت و العيون الحاسدة و الغضب الإلهى فى منطقة الشرق الأوسط دون غيرها من بقاع الأرض ، أما التفسير العلمى المنطقى الموضوعى ، هو أن وكلاء الوهم و تجار الخرافة لا يجدون زبائن لبضاعتهم سوى فى هذه المنطقة التى ارتضى الكثير من أهلها الارتكان لتلك الأوهام لإعفاء أنفسهم من المسؤولية عن التخلف الذى آلت إليه أحوال بلادهم


3 - منابع الرحمة هي التي جفت قبل الأنهار
حمادي بلخشين ( 2010 / 2 / 18 - 07:29 )
التصدي للفساد لا يكون بالبكاء على ضفاف بردي بل بالوقوف في وجه الفساد السياسي الذي اوصلنا الي هذا الحضيض فلا تنمية تحققت و لا حقوق انسان ضمنت.

ـــــــــــــــــــــ
العمل الصالح من موجبات الرزق... هذه حقيقة قرآنية - ولو انهم اقاموا التوراة و الانجيل و ما انزل اليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم ... المائدة 66 ... و الصلاح عموما حتى دون تدين يجلب الرزق فمجتمع بشري صالح بمعنى خيّر و محب للإنسان لا يمكن أن يرضى بغير قيادة تصلح ولا تفسد و تعمر ولا تخرّب. ومالم يتحرك الخيرون ـ اعني أصحاب الضمائر الحية مهما كان موقفهم من الدين ـ للضرب على ايدي المفسدين فسنظل في وضعنا المهين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين كان بيت الله على ذمة قوم كافرين ثم قصده ابرهة..تولى الله بنفسه مهمة الدفاع عنه... أما وقد كان على ذمة المسلمين فقد اقتضت سنته في وجوب رعاية الدين بجهود اهله، ترك قذائف الحجاج اللعين تدكّ بعض أركانه و،كذلك فعل سبحانه زمن القرامطة و الحجر الأسودينهب .هذا ما ارجو ان يعتقده السيد مصطفى الذي أحييه و أشكره مجدّدا على تعزيته في الوالدة.


4 - في الصميم
عبد القادر أنيس ( 2010 / 2 / 18 - 22:02 )
ملاحظاتك في الصميم. ولقد ذكرتني بالنهر الذي بمر بالقرب من المدينة التي أقطنها. أتذكر أنني وأنا صغير، كنت أقصده مع أصحابي للسباحة فيه وحتى لاصطياد السمك. الآن النهر ملوث لا حياة فيه سواء ملايير البعوض النهمة، معظم مياهه من مياه الصرف الملوثة بعد أن جفت الينابيع التي كانت تبعث فيه الحياة.
السبب في هذه الكارثة: النمو الديمغرافي المجنون. قبل أربعين سنة كان عدد سكان المدينة عشرين ألف. اليوم 300 ألف.
من المسؤول؟ لقد أدى رجال الدين دورا مشؤوما وأفشلوا جهود الحكومة لتحديد النسل. البلد تضاعف عدد سكانه أربع مرات في جيل واحد. تضاعف عدد الآبار مئات المرات. جفت الآبار والينابيع بسبب الطلب المتزايد بتزايد السكان.
المستقبل يبدو مجهولا.
عدد السكان في ألمانيا مثلا سنة 1900 هو 56 مليون وهم اليوم 82 مليون.
ويفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه
تحياتي


5 - الاستاذ الفاضل مصطفى حقي
سالم النجار ( 2010 / 2 / 18 - 22:28 )

عمت مساءاً
بالمختصر اخي مصطفى : شعوب متخلفة ما زالت تراوح مكانها منذ 1400 سنة
وجدت ما تعلق عليه سبب تخلفها , تجد الجواب عندهم بسبب بعدنا عن الدين ,حين كنا قربين من الدين ماذا صنعنا الفتوحات العظيمة ,على حساب من؟ وما كان ثمنها؟
99% من علماء المسلمين تم تكفيرهم - وبالمناسبة هم غير عرب- واليوم نفتخر بهم ونقول الدين شجعهم على العلم, لي رجاء من خلال مدونتكم لهؤلاء الناس ان يبحثوا عن الاسباب الحقيقية التي تقف خلف تخلفنا انا اذكر السبب الاول والاهم هو الدين وليبحثوا عن الاسباب الاخرة

اخر الافلام

.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية


.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا




.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله