الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فصل الدين عن الولة

حسان أيو

2004 / 7 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من المعروف خلال قراءة التاريخ ، إن حاجة الأنسان للبقاء والاستمرار ، وتفرده عن بقية المخلوقات ، وخوفه من القوى الطبيعية هي التي دفعته للتفسير ما يحدث من حوله ، فتحولت تلك الظواهر الخارقة ، التي لم يستطيع
أن يضع حداً لتسألاته ، مكونناَ المنظومة الأخلاقية ، من العادات و التقاليد ،
دامجاً أساطيره وخرافاته في حياته اليومية .
فبدت تأخد المنظومة الطابع الديني ، فمنذو ذاك الوقت أرتبط المفهوم والأنسان
فتواصلت بينهما علاقة قوية ، حتى تدخل الدين في النظم الاجتماعية لصيرورة
الأنسان ،لدرجة أن توصل الدين أن يتدخل في الحياة العامة ،مكونناً حالة من
الوعي لذى الأنسان ، فآخدة الدين ينخرط أكثر في النمط الاجتماعي العام، صحيح
في البداية الأمر اختلط الدين بين الاساطير والخرافات والاوهام ، حيث تحولت
الى مفهوم المقدس لذى الأنسان .
فكان ذاك الاختلاط نتيجة الرمزوالأشارات والغموض تبحث عن ذاتية الأنسان
فوجود العقيدة والأيمان خلقت لللأنسان الطابع الأخلاقي الذي بدء يعطي للأمور
الحياة طابعه الأنساني ، ساعياً لتحقيق ذاته الواعية لأعتناقه للدين .
فبذلك يصبح الدين الرادع الأخلاقي الذي يميز الأنسان عن بقية المخلوقات ،فأبن
التاريخ الأنسان بدء يطور علاقاته الأجتماعية ، ويربطها بدلائله المعرفية لتأويل
ميثولوجيته ،حتى غدة هناك تاريخ للانسان .
فتطور الأنسان نتج عنه تطور الدين ، فكلما كان يتطور الأنسان دنيوياً،حتى أصبح
الأنسان يرتقي بحالاته الأنسانية، ففي المجتمعات والشعوب المتخلفة التي لا تزال
تسيطر عليها أنماط التفكير الأسطوري والخرافي ، تعيق تطور مجتمعاتها ، خلقة
بذلك لنفسها ظوابط لتطورها .
تدخل الدين ليس فقد في الحياة الأنسان بل تدخل في حياته السياسية ، فتطورت الحياة
نتيجة لتطور الدين ،مما أذى هذا التطور إلى أنتاج التفكير الديني الذي يخدم العقائد
السياسية ،حتى تحولت الأحزاب السياسية إلى ما يشابه حركات وجمعات دينية لها
معتقداتها الخاصة بها، فكانت النتيجة هو إرتباط الظاهرة الدينية في مختلف العلاقات
الأجتماعية .
فدمج الدين باالسياسة ، خلقت تيارات وفرق وطوائف تدافع عن الدين بطريقة غير
مرغوب بها ،فتحلفت هذه الفرق الدينية مع السلطات الأستبداديةالمنغلقة على ذاتها
مزيفة بذلك المضامين الدين الحقيقية .
فسلطة (الثيوقراطية ) لا تقل فساداً وأستبداداً عن السياسات الأستبدادية ذاتها ، فمن هذا
المنطلق نجد بأن الدين خلق لأجل الأنسان لا الأنسان خلق من أجل الدين ، والأنسان
هو الذي يعمل على أن ينظم هذا الدين في علاقاته الأجتماعية ، فترابط الأنسان بالدين
هو كاترابط الأنسان بنفسه .
فحالة الوعي لذى الأنسان والشعور يعطي للأنسان الأيمان بالدين، ففصل الدين عن الدولة
الشرط اللازم والمهم للأعطاء الفكر الديني المجال للرد الأعتبار للدين العقلي والروحي
والوقوف في وجه الجهل ، فيجب أن ترفع الدولة والحاكم يدهما عن الدين ، وتفصل عن
بعضهما بحيث لا يتعارض في مسألة المبدأعن بعضهما ،فيكون الناظم الأيماني للأنسان
والرادع الأخلاقي والأجتماعي ،بعيداً كل البعد عن الأستغلال .
فبدالك يسمو الأنسان في المجتمع ويتطور في علاقاته الأجتماعية ، ولأن الدين هو الترابط
الأنسان بذاته فوجود الألهي ليس إلا ماهية الأنسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا