الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الاستهلاكية للأحزاب الإسلامية

مالوم ابو رغيف

2010 / 2 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



منذ ان جاء الإسلاميون وقبضوا على مقاليد السلطة واحتكروا أهم مناصب ومفاصل الدولة، لم يعرف العراق غير الاستهلاك. لقد حولوا العراق إلى فم استهلاكي ضخم، كل شيئ أعدوه وحوره لكي يكون قابلا للاستهلاك، ليست الموارد فقط، إنما الدين والسياسية والاقتصاد.
الإسلاميون وأحزابهم ينظرون إلى الإنسان ليس كـكائن إبداعي منتج خلاق، بل كـكائن استهلاكي حاله حال الدواب والبهائم، همه الأكل والشرب والتناكح والرضا بعبوديته لرجال الدين والسياسية الإسلاميين.
الإسلاميون يؤمنون بالقرآنية التي تقول، رزقكم في السماء وما توعدون. ، سابقا رزق الله كان معقودا بناصية وسنابك الخيول، غزوا وسلبا ونهبا وجزية، واليوم، ما دام النفط يجري في عروق الأرض. فان مهمة الإنتاج والتصنيع والإبداع لا تشغلهما مثلما يشغلها العراك الغبي ونبش التاريخ والبحث عما طمرته الأزمان من خرافات وخصومات استهلاكية.
لا يتطرق الإسلاميون إلى الإنتاج إلا عندما يذكر النفط، وهو السلعة الوحيدة التي ينتجها العراق دونما فضل لا لأصحاب الكروش والعمائم الغثة ولا للسياسي الجوامع والمساجد والحسينيات الدجالين والنصابين، الذين يستحوذون على حصة الأسد من ميزانية الدولة السنوية لا لشيء يحسنونه أو يجيدون صنعه أو عمله اللهم إلا البراعة في فنون الدجل والغش والتهريب.
الإسلاميون وخبرائهم الاقتصاديون لا يحسبون للمستقبل حساب، فالمستقبل في علم الغيب، والغيب من علم الله، ولا يؤمنون بالتخطيط، فبالنسبة لهم الله هو الخطاط والمخطط، ولو كان باستطاعتهم لامتصوا أخر قطرة من نفط باطن الأرض، ولجعلوا باطن الأرض مثل ظاهرها، يابسا متصحرا. متجاهلين إن للأجيال القادمة حصة في هذه الثروة الوطنية أيضا وان أي زيادة غير طبيعية بالإنتاج تعني أيضا انخفاض الأسعار..
لم يتحدث إسلامي واحد، سياسي أو غير سياسي، مرجعي أو أية الله أو علامة ، سني أو شيعي عن بناء معامل ومصانع وأعمار ما خربته الحرب منها، لم يتحدثوا عن تأهيل أو إعادة تأهيل ملايين الشباب العاطلين عن العمل لمهن يتطلبها سوق العمل، لم يتحدثوا عن معاهد ولا عن مدارس حرفية ومهنية وصناعية، أنهم يتحدثون ويعيدون ويصقلون الكلام عن بناء المعاهد الدينية ومدارس تحفيظ القرآن التي تخرج ببغاوات لا تحسن سوى إعادة ما حشيت بها مخيخاتها من كلام، أو بناء وتشيد حسينيات ومساجد ومراقد بملايين الدولارات لإنتاج الملالي، أو إدخال عشرات ألاف الشباب في الجيش والشرطة في وظائف ليس لها مردود سوى الاستهلاك، أو استحداث دوائر لوزارات كسيحة كوزارة الحج والعمرة التي يجلس وزيرها نائما على كرسيه لا يستفيق منه إلا في شهر ذي الحجة.. نايم مولانا حلوة نومته.
عندما يتحول البلد إلى بلد استهلاكي، فان ذلك يعني أيضا انه يتحول إلى سوق للدول المجاورة وغير المجاورة، تبيع فيه سلعها رديئة الصنع لانعدام المنافسة الوطنية، فتزدهر معاملها ومصانعها ويفلس العراق ويفقر دولة وشعب.
يهيم الإسلاميون عشقا بمهنة التجارة،لأن النبي محمد كان تاجرا، يعتبرونها من اشرف وارفع المهن، يضعونها في قمة التسلسل الهرمي للعمل، فهي ومهما كان جشع وطمع وبخس التاجر مهنة مباركة، قد باركها الله وأنبياءه ورسله غاضين بصرهم عن فساد الذمم والضمائر، من أشباه التاجر والمختلس النحرير وزير التجارة المطعون بذمته ونزاهته الدعوي الحاج السوداني، ومهما كان الربح فاحشا والسعر مرتفعا والنوعية متردية والمصدر مشكوك فيه، إلا إنها تبقى حلالا بلا، فالمثل الإسلامي يقول التجارة شطارة.
وشطارة الحزبيين الإسلاميين ليس في التجارة كمهنة وحرفة ومعرفة في أسس اقتصاديات و احتياجات السوق، ولا في توفير ما يحتاجه المواطن من متطلبات ضرورية، بل في احتكار السوق وفي اتخامه ببضائع تفسد الذوق والصحة والإصرار على إبقاء العراق بلدا استهلاكيا و سوقا مفتوحة لكل أنواع البضائع حتى تلك التي تسبب الأمراض ولا تصلح للاستهلاك الآدمي أو قد انقضت وانتهت صلاحية استخدامها خاصة الغذائية والدوائية منها.
المثل العراقي يقول إن القط يتمنى أن يصاب صاحبه بالعمى كي يسرق دون أن يراه احد، أما الإسلاميون فيتمنون أن يبقى العراق متخلفا جاهلا محتاجا استهلاكيا،فتزدهر تجارتهم الدينية والسلعية وتباع سلعهم وبضاعتهم على علاتها، فانعدام الكهرباء يعني انتعاش بيع المولدات الكهربائية، وقلة الأدوية والأطباء تعني انتعاش سوق التطبب بالشعوذة والرقية الشرعية والعلاج بالقرآن، فليس من خيار وليس من بديل أمام المواطن البسيط.
الإسلاميون العراقيون هم اقرب إلى السماسرة منهم إلى التجار، فالتاجر يورد بضاعة ويستورد بضاعة ويحرص أيضا على ازدهار اقتصاد بلده فتتعزز القدرة الشرائية للمواطنين، يزداد إقبالهم على الشراء ، اما تجارنا الإسلاميين من جماعات الأحزاب الإسلامية،مصاصين دماء الفقراء وأبناء السبيل والمساكين، فإنهم سكنوا حيث لا يعبد الله ولا يقدس، بلاد بوذا، حيث السلع البلاستيكية الرديئة، فاستوطنوا تايلاند والفلبين وتايوان وكوريا الجنوبية والصين، ولا ننسى سوريا والأردن ومصر وإيران.
تجارة مشوهه همها إخراج الأموال من داخل العراق واستثمارها في خارجه.
البرلمانيون والوزراء وكبار المسئولين الاسلاميين، أصحاب الرواتب والامتيازات الضخمة، هؤلاء الذين يتحدثون عن الوطن والوطنية وعن الله والضمير، كل ثرواتهم المشروعة وغير المشروعة يستثمرونها في بنوك الخارج حيث شركاتهم وعقاراتهم.
إنهم لا يستغلون ولا يستولون على ثروات العراق فقط، بل يصدرونها إلى الخارج، هم ليس بلاء واحد بل اثنين، جهلهم وتكاليفهم الكبيرة و تفريغ العراق من مردودات مبيعات نفطه فأي ممثلين للشعب هم أذن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حكام العراق المحتل صناعة امريكية
عابر الحوار ( 2010 / 2 / 20 - 23:18 )
الحكام الجدد في العراق جاءت بهم امريكا الديمقراطية الحداثية ؟!


2 - لا وقت للعمل ولا الدراسة
أحمد فرماوي ( 2010 / 2 / 21 - 00:06 )
وفق منظور مشايخ السلفية للإسلام, فإنه لا يوجد وقت للعمل المتطور مثل الإنتاج والتصنيع والعمل بالمعلومات والمعرفة لماذا؟؟
لأن الوقت المخصص للالتزام بالإسلام كما يرونه قد لا يتيح فرصة كبيرة لذلك؛ فالمسلم مطالب بحفظ القرآن دوماً, وتلاوة أجزاء كبيرة منه آناء الليل وأطراف النهار, وهو مطالب بقيام الليل كفرض لا كسنة, وهو مطالب بجميع النوافل كفرض, ومطالب بأذكار الصباح والمساء, وصلوات الشفع والوتر والضحى والتاسبيح والشكر,,, الخ إذن لا وقت للعمل المتطور وتكفيه التجارة فقط ما عدا ما ألهى منها عن ذكر الله وبخاصة عن صلاة الجمعة.
كما أنه لا وقت لاكتساب المعرفة العلمية اللازمة كشرط حياة أساسي في عصرنا لماذا؟؟؟
لأن المشايخ يرون أنه من عماد دين الفرد, التفقه في كل كبيرة وصغيرة في شئون الدين بمعنى تحويل الطلاب إلى شيوخ يتيعن عليهم قراءة جميع التفاسير ومعرفة درجات الأحاديث وجميع الأحكام الفقهية والشرعية وإلا كانوا ضعيفي الايمان والعياذ بالله.


3 - تعقيب 1
مالوم ابو رغيف ( 2010 / 2 / 21 - 20:42 )
الزميل عابر للحوار
الاتهام الرئيس للاحزاب الاسلامية هو تبعيتها لايران..
وايران وامريكا على طرفي نقيض
الا ترى تناقض في وجهة نظرك؟
فالولايات المتحدة الامريكية ليس بذلك الغباء بحيث تنصب على السلطة
من هو مع نقيضها..
ان هؤلاء السياسين هم سياسي الامر الواقع المتردي المفروض على الجميع


4 - تعقيب2
مالوم ابو رغيف ( 2010 / 2 / 21 - 21:01 )
الزميل احمد فرماوي
اتفق معك
بان الواجبات الدينية هي المقدمة في اي نشاط انساني،
لكن الدين قد خرج عن جادته ولم يعد يعطي اهتماما حتى للواجبات
الدينية، الان مرحلة توظيف الدين في جميع الثروة،
لذلك ترى التجارة الاسلامية والبنوك الاسلامية والفضائيات الاسلامية
والتجارة الجنسية الاسلامية، المتعة وزواجات المسيار والمساكنة والزواج السياحي..
ان ما اتحدث عنه هنا هو تحويل العراق الي سوق استهلاكي لاستقبال الصادرات من
البلدان الاخرى، ويسيطر على هذه العملية ذو الخط الواحد التجار المعممين.. هم يجلسون في ايران وفي تركيا وفي سوريا والاردن وبلاد التايلاند والصين ويرسلون بضائعهم للمستهلكين الذين ينتظرون خروج المهدي لانقاذهم من حاضرهم المزري ناسين ان المنقذ الوحيد هو عقلهم
..


5 - لا عجب من سلوكهم هذا
مايسترو ( 2010 / 2 / 22 - 13:51 )
ماداموا تعاليم دينهم، فدينهم هو الذي يحضهم على القيام بهذه الأعمال الشائنة، وهم يتبعون سنة نبيهم في التجارة(الحلال)، وقد صدقت يا أستاذ مالوم في وصفك الرائع لهؤلاء التجار الذين أول ما يتاجرون به هو الدين الذي يعتبر تجارة رائجة ومربحة جداً هذه الأيام.

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية