الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عماد الدين رائف.. صحفي متقصٍ لقضايا خاصة

عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)

2010 / 2 / 24
المجتمع المدني


كافيتيريا صوت الشعب نهار الجمعة الفائت عند الساعة الثانية ظهرا؛ بمقاعدها الضيقة واللوحات المنتشرة على الجدران، وصورة غيفارا تظللك وتعلق الأبصار بها، وكهل يأكل خلفك الصحن اليومي مجدرة طرابلسية، كانت شبه هادئة وملائمة للحديث مع عماد الدين رائف عن فوزه بجائزته الصحفية الأولى.

تشبه حكاية عماد مع الجائزة حكاية جمال مالك؛ شخصية البطل في فيلم المليونير المتشرد. فعماد الفائز بالمركز الثالث في جائزة الصحفي المتقصي عن فئة الصحافة المكتوبة التي تنظمها سنويا مؤسسة ثومسون البريطانية، لم يتقدم إليها بهدف الفوز، بل بهدف آخر، كحال جمال الذي اشترك في برنامج "المليونير" الهندي أملا في أن تراه حبيبته لاتيكا مدمنة البرنامج وتتمكن من الوصول اليه، بعدما اضاعها وابتعدت عنه أكثر من مرة.

الإختلاف هنا أن عماد الأب الثلاثيني لأربعة أطفال لم يُضِع حبيبة بل اعتنق قضية أراد إيصالها من خلال المسابقة؛ قضية اختراق الحقوق السياسية للأشخاص المعوقين الإعلام العام. نجح عماد في هذا من أوسع الأبواب هذه المرة، كما نجح في مرات سابقة بدأت في مؤتمر الإعلام والإعاقة بمدينة الشارقة عام 2006 واستمرت حتى اليوم.

ينقلك عماد في الحديث عن قضيته إلى أجواء غير اعتيادية في الجرائد اليومية والمجلات الدورية؛ إلى عالم حقوق الإنسان بصحافته وقدراته البشرية. عالم يرفض التمييز بكافة أشكاله وينشد الدمج ويعمل له ويكرّس نشاطه للوصول إليه. عالم خاض فيه طريق الصحافة المتخصصة عبر عمله كمدير تحرير لمجلة واو الصادرة عن إتحاد المقعدين اللبنانيين منذ العام 2005، ومدير تحرير لدليل التنوع في مكان العمل، لإبراز القضايا بشكلها الصحفي.

يعتبر عماد أن إتحاد المقعدين اللبنانيين وشبكة الدمج قدما نماذج متطورة تحافظ من جهة على الأسلوب الصحفي وتظهر القضية كما يراها أصحابها من جهة ثانية؛ "حين نقطع نصف الطريق تلاقينا الصحافة". ويتحدث عماد عن أشكال عديدة من تعاطي الإعلام مع قضية المعوقين أولها النموذج الطبي والخيري، وثانيها التجاهل التام، وثالثها إعلام المناسبات فحسب.

وبذلك لم يختر عماد موضوع مشاركته في المسابقة، بل اختاره الموضوع إنطلاقا من عمله على إيجاد علاقة مشتركة بين أصحاب القضايا والصحافة. هذا الأمر أفقده أحد شروط المسابقة التي يتم التقييم وفقها، وهو أهمية الموضوع بالنسبة لسكان المنطقة ككل. مثل هذا التفصيل قد يكون سببا رئيسيا في عدم فوزه بالمركز الأول؛ "فالزملاء المشاركون كانت مواضيعهم أكثر أهمية بالنسبة للسكان كالقتل والإنتحار، فهي مسألة أولويات لدى القارئ" يقول عماد.

أما بخصوص معايير الصحافة الإستقصائية التي اعتمدها في تحقيقه حول "الحقوق السياسية للأشخاص المعوقين" الذي شارك فيه فلم تكن معدة سلفا؛ "فانطلاقنا من جزئية سياسية تتعلق بالحقوق وحراك المجتمع المدني باتجاه تسهيل عملية الاقتراع للاشخاص المعوقين دخل تلقائيا ضمن الصحافة الإستقصائية".

عماد، الذي تهيأ له أن "يدردش" في الأردن على هامش حفل توزيع الجوائز مع اللورد نورمان فاولر رئيس مؤسسة ثومسون في بعض الشؤون العامة، يبدو أنه يتجه للمشاركة مجددا في مسابقة العام 2010. ورغم استغرابه في فوز تحقيقه وحيدا من لبنان بأحد المراكز الأربعة الأولى عن فئة الصحافة المكتوبة، فذلك سيزيد من عزيمته للمشاركة مجددا ولو أن هدفه كالعادة هو الترويج للحقوق عبر الإعلام وتحقيق إنجاز جديد.

إنجاز جديد كالذي حققه هذا العام كونه أوصل إلى النهائيات موضوعا حقوقيا بين أكثر من 150 تحقيقا من العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين؛ الدول التي يعتبر أنها "تتميز بصحافة جيدة مع امكانية لرفع الوعي العام تجاه القضايا الاجتماعية فيها" يختم عماد دون أن ينقطع عن الحديث في الشأن الحقوقي الخاص، حتى وهو يحقق إنجازا فرديا هاما على صعيد الصحافة اللبنانية ككل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مبروك لعماد
سعيد بيضون ( 2010 / 2 / 24 - 07:51 )
الف مبروك قرات عن فوزك بالجائزة في جريدة السفير الاسبوع الماضي واليوم هذا التعريف الجميل عنك
الى الامام دوما

اخر الافلام

.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين


.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا