الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإصلاح في الإسلام مابين الشعار والواقع ... ؟

مصطفى حقي

2010 / 2 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تنوعت الأبحاث والمقالات حول موضوع الإصلاح الإسلامي ، وذروة السؤال هل
الإصلاح يكون في صلب العقيدة وجوهرها أم في المظهر والتعامل خارج وخلاف
النص .. هل هو شعار سياسي مبني على مبدأ التقية أم تلاعب في فحوى النص
، وبتفسير عصري يلائم الواقع الزمني المعاصر .. هل هو كلام معسول في
ظاهره يغطي حقيقة ظلامية مرّة في باطنه .. كأن يدعون بديمقراطية إسلامية
وهم لم يصلوا أو يحققوا بعد مبدأ الشورى المنصوص عنه في صلب العقيدة ،
وكان الشيخ المصري عمر عبد الرحمن قد احتج قائلاً ان الديمقراطية تعني
السيادة للشعب ، وفي الإسلام السيادة لله ولا ديمقراطية في الإسلام ،
ويتساءل الكاتب ثائر الناشف عن ماهية صور الإصلاح عبر مقاله وجوه
الإصلاح الديني المنشور في الحوار والكاتب بعد أن يطرح على نفسه عن وجوه
الإصلاح المحتملة فيخرج بمحصلة عن أربع وجوه ,, إصلاح العقل ، إصلاح
التعليم ، إصلاح الخطاب الديني ، إصلاح العقائد، وعن هذا الوجه الأخير
يقول : الوجه الرابع: إصلاح العقائد، وهذا الوجه، من أخطر وجوه الإصلاح،
وأكثرها جدلاً ورفضاً، لأن المقصود بالعقائد هنا، القرآن والسيرة،
فالاقتراب منهما لدى غالبية المسلمين، خط أحمر.
فالتصور الشائع عن إصلاح العقيدة ، هو في الأساس ، تصور مشوه ومشوش ،
والزعم بأن الإصلاح ، يستهدف التحريف والتزوير لنصوص القرآن ، علماً بأن
إصلاح العقيدة المسيحية ، بحسب المسيحيين أنفسهم ، لم يكن تحريفاً أو
تزويراً ، بقدر ما كان عودة للكتاب المقدس .
فكل الدعوات الإصلاحية التي ظهرت خلال القرنين التاسع عشر والعشرين ،
التقت حول نقطة واحدة ، وهي العودة بالإسلام إلى صدره الأول ، أي إلى
القرآن والسنة النبوية . وعن إصلاح العقل يقول :: فمن بين تلك التصورات
المتشائمة ، مَن يرى أن إصلاح العقل في الإسلام حرام ، والحجة على ذلك ،
الواقع المر والمهين الذي يعيشه أكثر من مليار مسلم حول العالم ، رغم
التطور الكبير في عالم التكنولوجيا والاتصالات ، إلا أن حال العقل في
الإسلام ، يسير من سيء لأسوأ .
وثمة تصور آخر ، يرى أنه لم يبق عقل في الإسلام حتى يمكن إصلاحه ، بدليل
غرق الشعوب الإسلامية في بواطن " الهلوسة " و " الشعوذة " وترك أمر
قيادتها لأزلام السلطة ورجالات الدين ، للظفر برضاهم وبوعودهم البراقة .
هذا بالنسبة للتصورات المتشائمة ، أما بالنسبة للتصورات المتفائلة ، فإن
إصلاح العقل لديها ، يبدأ من عدة خطوات ، أولها ، الفصل الكامل بين الدين
والدولة ، لأنه إذا ما جرى ذلك الفصل المطلوب ، فإن المصالح الشخصية
لرجالات الدين ، باعتبارهم جزء من منظومة السلطة ، ستختفي ، كما لن تكون
التفسيرات الدينية المتنوعة من إمام لآخر ، المقياس الوحيد في تحديد
الخطأ والصواب ، ففي هذا الفصل ، يتحقق تحرير العقل من إسار السلطة
والدين في آن معاً .(انتهى) السؤال المهم والأهم أي إسلام هذا يمكن
إصلاحه وتقويمه إلا بالتعرض للعقيدة والعلن بوقف العمل بآيات لعدم
مواكبتها روح وواقع العصر وكراهية وعدم الإعتراف بالآخر وتكفير كل من هو
غير مسلم مع أن المسلمين بأشد الحاجة إلى هؤلاء الكفرة ابتداءً من رغيف
خبزنا وحليب أطفالنا وحبة الدواء والكهرباء والسيارة والطائرة وكل
التقنيات الأخرى ، ولما كان لاإصلاح حقيقي إلا بإصلاح العقيدة ’ وهذا من
سابع المستحيلات لدى المسلمين ، وكذلك إصلاح العقل هو الأخطر أيضاً لأن
حرية التفكير ستقود حتماً إلى إصلاح العقيدة وأمران كلاهما مرّ , إذن
ليبقى الإسلام على ما هو عليه والانتقال إلى الخيار العلماني الدين لله
والوطن للجميع وإبعاد الدين والتعصب القومي عن مسار السياسة العامة ،
وتعويضها بدولة المواطنة في مساواة عصرية بين أفراد الوطن الواحد لخدمة
الوطن والمواطن عبر هوية المواطنة مع احترام العقائد في الكنائس والمساجد
بعيداً عن قبة البرلمان والديمقراطية المدنية لإصلاح سياسي وليس ديني
...؟ ولكن للسيد نضال نعيسة رأي آخر عبر مقاله : هل تراجعت العلمانية في
سورية ... إذ يقول : من يقدر في ظل هذا الطغيان والطوفان الغيبي، أو يفكر
في فصل الدين عن أي شيء في الحياة؟ لا بل هناك اتجاه لعقد قران الدين على
الاقتصاد بحيث ستصبح عمليات الفصل مستقبلاً، أكثر من معقدة، ومستحيلة
وبعد أن تم تزويج الدين بالمجتمع، والتعليم، والصحة..إلخ زواجاً
كاثوليكياً، لا جدوى من أي حديث معه عن أي انفصال. (تسود اليوم موجة
أسلمة الاقتصاد عبر شركات التأمين، والاستثمار، والبورصات والبنوك
الإسلامية ...إلخ). فمن يقدر أن يفصل، اليوم، من عمـّن؟ (انتهى) ولكن ،
ومهما اختلفت الآراء، فالعالم في تقدم مستمر وإلى الأمام والخرافات ،
والأساطير لن تستطيع أن تخترع دبوساً ، والإصلاح الاجتماعي في قالب مدني
قادم بقوّة العلم عبر موكب الحداثة الجارف لكل ماهو خارج زحف العولمة
والعلمانية ، والشعارات تبقى في خانة الدعايات، والواقع يسخر منها
قافزاً من فوقها إلى عصرنة ملزمة وبقالب إنساني شامل ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المأزق
عبد القادر أنيس ( 2010 / 2 / 25 - 21:18 )
جاء في المقال: -أما بالنسبة للتصورات المتفائلة ، فإن إصلاح العقل لديها ، يبدأ من عدة خطوات ، أولها ، الفصل الكامل بين الدين والدولة...-
طبعا المقال دسم ويعج بالأفكار الصائبة التي تحتاج إلى وقفات وتأملات. لهذا أتوقف فقط عند: مسألة الفصل بين الدين والدولة. في الجزائر قدمت التعددية السياسية والحزبية والإعلامية على طبق من ذهب فرفضها الشعب من خلال الانسياق الأعمى وراء أحزاب جهوية وإسلامية تكفر الديمقراطية والتعددية الحزبية ولا تعترف إلا بحزب الله فأجهضت المحاولة بينما نجح الانتقال إلى الديمقراطية في أوربا الشرقية.
هنا يطرح سؤال مصيري: من يقوم بالفصل الكامل بين الدين والسلطة؟ طبعا لا يجب التعويل على الحكومات الحالية لأنها لم تفعل ولن تفعل بسبب مصالحها الضيقة وخاصة بسبب قصور القائمين عليها فكريا، فهم إما عسكر أو بيروقراطيون عديمو الكفاءة.
من إذن؟ المعول عليه هو الشعب المتعلم بشرط أن تؤطر نضالاته طبقات مثقفة علمانية لبرالية.
هذا الشرط صعب التحقق الآن. هناك إرهاصات ليس إلا. ولكن لا بد من نشر الفكر الديمقراطي الحداثي في أوساط الناس كمحرج وحيد من هذا النفق المظلم.
تحياتي سيد حقي


2 - مصطفى حقي قلم مميز
عايـــد aied ( 2010 / 2 / 25 - 21:56 )
تحية لك صديقي الفاضل الدكتور مصطفى
بمتعة و لذة و سعادة و شوق أتابع مقالاتك النيرة و الرائعة
دمت لنا أيها الصديق و دام لنا قلمك المميز


3 - نرجو أن تتحقق
مايسترو ( 2010 / 2 / 26 - 09:31 )
الدعوة الكريمة التي أطلقها الكاتب الكريم في ختام مقالته، وأن يقوم قطار التقدم بإزاحة كل أساطير الأديان وتخاريفها عن سكته، وأن ينعم البشر بقسط ولو قليل من الراحة الذهنية بعيداً عن تعاليم الدين التي لاتدور سوى حول الايمان بالمقدس وتخاريفه والتي أتت على الأخضر واليابس.


4 - إن ادعاء الإصلاح هو تلكؤ و مماطلة
أمجد المصرى ( 2010 / 2 / 26 - 14:06 )
إن ادعاء الإصلاح هو تلكؤ و مماطلة ، فالذى يثبت فشلة يتحتم إقصاؤه و تنحيته ، فما بالك بما ثبت أنه العقبة فى طريق تقدم و سعادة شعوب بأسرها على مدى قون طويلة ؟ لم يعد ملائما و لامقبولا أن تقوم ( حضارة ) على نهب منجزات الغير عن طريق الغزو و السبى و الأتاوات ، إن بداية الطريق تكون بتقديس قيم العلم و العمل و كرامة الإنسان ( كل إنسان ) و هو ما يتعارض مع النصوص وسلوكيات السلف القدوة ، لا يجب إهدار الوقت و الجهد فى إصلاح طريقة ثبت عدم صلاحيتها ، بينما أمامنا طرق صحيحة و أثبتت صلاحيتها شرقا و غربا و شمالا و جنوبا ، شكرا على المقال القيم


5 - الاستاذ العزيز مصطفى حقي
سالم النجار ( 2010 / 2 / 26 - 22:25 )
يسعد مساك
نعم سيدي العالم في تقدم مستمر وتطور المجتمعات قادم لا محالة حتى لو كان التغير ببطىء في دولنا العربية, عندها لن نكون بحاجة الى اعادة تدوير أو اصلاح عقول بل ستكون العقول خليقه جديدة تؤمن بالعدل والمساواة والتعاون, بعيدا عن مفهوم خير امة, ومفهوم المؤمرات


6 - ماذا جنينا من العلمانية؟
عبد الرحمن ( 2010 / 2 / 27 - 07:01 )
أليست أغلب حكومات العالم الإسلامي حكومات قائمة في حقيقتها على العلمانية ومدعومة من حكومات علمانية غربية؟! الجواب هو نعم. فماذا جنينا من العلمانية. أغلب أو كل مشاكل العالم الإسلامي وغير الإسلامي سببها هذه الحكومات العلمانية


7 - مداخلة بسيطة
سالم النجار ( 2010 / 2 / 27 - 14:57 )
مساء الخير
بعد اذنك استاذ مصطفى
اجابة للاخ عبد الرحمن
لا يوجد اي دولة عربية تطبق العلمانية لا من بعيد ولا من قريب , العلمانية ليس هدفها فقط فصل الدين عن الدولة انما مفهومها العام يتعدى الى حقوق الافراد والمجموعات المبني على اساس العدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع فئات المجتمع بغض النظر عن العرق والدين, مشاكل العالم الاسلامي متأصلة به تاريخياً ولا علاقة للعلمانية بما عفر الاسلام على رأسه وتقبل مني كل الاحترام


8 - تعقيب
مصطفى حقي ( 2010 / 2 / 27 - 19:15 )
شكراً للأفاضل المعلقين ، عندما تقرأ الشعوب وتتثقف سيكون الإصلاح إرادياً مدنياً وحكومات مدنية تحترم شعوبها وإلا...؟

اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah