الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التلوث البيئي والفكري في العراق

عامر شاوي

2010 / 2 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


موضوع قد لايكفي كتاب بل كتب عديدة لمناقشته والاحاطة به كظاهرة أصبحت بارزه في العراق في هذا العصر وقد لايصح أن يتم تناوله من خلال مقالة ولكني التمس لنفسي العذر لسببين أحدهما يتعلق بي والآخر بالموضوع نفسه أما ما يخصني فهو كوني لست مختصآ بالمعنى الدقيق لكي ابحث بالتفصيل هكذا موضوع والسبب الذي يتعلق بالموضوع كونه اصبح ظاهره تمس كل انسان واخذت تضغط علي باستمرارلكي اكتب عنها بمقالة بهذا الحجم.
بالنسبة للشطر الاول من العنوان وهو التلوث البيئي فان العراق وعبر العقود الاخيرة عانى من التدهور في مجالات عديده انعكست اثارها على بيئته بصوره واضحه بالاضافة الى الحروب الكثيرة التي خاضها والاسلحة التي استخدمت فيها وكانت مسببة للكثير من الامراض القاتلة وكعوامل مسرطنة جعلت العراق من اكثر الدول تعرضآ لتلك الأمراض.ورغم هذا كله لكني ارى بأن التلوث البيئي اقل خطرا واقصر عمرا واسهل زوالآ من التلوث الفكري الذي طال الكثير من المفاهيم الانسانية والقيم والمثل لدى الفرد العراقي.ربما يقول قائل ان هذا الكلام نوع من الهذيان او التهريج او الترف الفكري؟اذ كيف يمكن لتلك المبادئ والقيم ان تتلوث ولكن من عاش في العراق وتعايش مع العراقيين عن كثب يدرك ذلك بصورة جليه.وانا اقول نعم لقد تلوثت تلك المفاهيم واصبحت لدى العراقي كلمات مقيته لايطيق حتى سماعها اذ ان الكثير من الذين حملوها كشعارات كانو على النقيض من ذلك تمامآ وقد رسخت في ذاكرة الفرد العراقي تلك الصور المتمازجه والملتصقه بعضها ببعض بين هؤلاء الدعاة وتلك القيم ولم تتمكن العقليات البسيطة من الفصل بينهم وبين تلك المفاهيم فكانت النتيجة السخط على كلاهما وعلى من يحاول وان كان صادقآ احياء تلك المبادئ.
كيف يمكن للعراقي ان يعشق ويتفاعل مع تلك القيم والمبادئ وهو يرى الأنسان يقتل اخيه الانسان والأسلامي يقتل اخيه المسلم والوطني يبيع وطنه مقابل المال والسلطة وحتى المفاهيم الحديثة كالديمقراطية لم تسلم من بعض الساسة العراقيين الذين جعلو منها وسيلة للتسلط على الناس وصنع دكتاتوريات باشكال جديدة.
ربما يأتي يوم يتخلص فيه العراق من التلوث البيئي ويعيش في بيئه نظيفه نقيه واعتقد انه امر يسير ولكن متى يأتي يوم يعيش فيه العراقي في بيئه فكرية نقية ويرى ان هناك شيئ يجمعنا جميعآ اسمه الانسانية ودين اسمه الأسلام ووطن اسمه العراق انها دعوة لكل انسان عراقي لتطهير روحه وفكره كما ينظف جسمه وملابسه وبيته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - Interesting assey
Amer ( 2010 / 2 / 26 - 20:47 )
Walla Fantastic subject....
What a great tangible words Dr.Amer.
Well written in a time writing has become tools for fun only ..


2 - روعة
عامر المياحي ( 2010 / 2 / 26 - 20:51 )
سلمت يداك د.عامر على هذه المقالة الرائعة..
والله قلت فأصبت ... ياليت المقالات تبنى على اساس ناقد بناء كهذه وبهذه السلاسة
مرة اخرى.. سلمت يداك ودام قلمك الحر
 


3 - شكرا
Martyr Kusseila ( 2010 / 2 / 27 - 12:43 )
الموضوع قيم وهو ما تعانيه كل المجتمعات التي تحي في ما يسمى العالم العربي
تحية للاستاذ عامر شاوي

واود ان اخبرك ان لك اهل هنا بشمال افريقيا فالشاوية هم نصف سكان الجزائر


4 - تحية واحترام
عامر شاوي ( 2010 / 2 / 27 - 15:22 )
شكرا جزيلا للاستاذ المهندس عامر المياحي .اتمنى ان تكون بخير وعافيه

شكرا جزيلا لاخي من الجزائر .تمنياتي لك بالسعاده.


5 - شكروتقدير
هالة السعيدي ( 2011 / 7 / 7 - 08:30 )
تسلم يادكتور وانشاءلله نطلع على مقالات جديدة من ابداعاتك


6 - شكروتقدير
هالة السعيدي ( 2011 / 7 / 7 - 08:31 )
تسلم يادكتور وانشاءلله نطلع على مقالات جديدة من ابداعاتك


7 - شكر
هالة السعيدي ( 2011 / 7 / 7 - 14:06 )
تسلم يادكتور وانشاءلله نطلع على شي جديد من ابداعاتك

اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل