الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلتتوقف النساء عن المحيض

وائل نوارة

2010 / 3 / 1
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


هذه ليست دعوة للإضراب، لكن أيضاً ليس من المعقول أن نقلد الأخ الذي قال في مجلس الشعب - الدجاجة تبيض والمرأة تحيض - فنمنع المرأة من كل وظيفة مهمة بحجة أنها تحيض ولا مؤاخذة - بصرف النظر عن كل الحجج المنمقة الأخرى التي يسوقها غلاة المحافظين.



فقد فجعت عندما قرأت أن المستشار محمود الخضيرى - الذي أجله وأحترمه لمواقفه الوطنية - نائب رئيس محكمة النقض السابق، الذى استقال من وظيفته العام الماضى احتجاجاً على عدم استقلال القضاء - قال (نقلاً عن جريدة المصري اليوم++ ... وأتمنى من كل قلبي أن يكون هذا النص محرفاً وأن يبادر المستشار الجليل إلى أن يصوبه):



إن الظروف الحالية ليست مواتية لكى تصبح المرأة قاضية، لأن القضاء مهنة صعبة، ونحن نعمل فى ظروف شاقة، مشيراً إلى أن القضاة غير مسموح لهم بالعمل فى محال إقامتهم، باستثناء القاهرة والإسكندرية، وحتى فى هاتين المحافظتين لا يبقى القاضى فى مكان واحد أكثر من 5 سنوات.

" الظروف ليست مواتية"؟؟

على إطلاقها كده؟

؟؟؟

ظروف من ليست مواتية؟

ظروف السيدة التي تتقدم للوظيفة هي أولى بمعرفتها والحكم عليها

ربما ظروف سيادة المستشار هي التي لا تسمح

وهنا يمكن لسيادة المستشار أن يتفق مع زوجته على ألا تعمل بالقضاء

أما من تكون مؤهلة ويريد السيد المستشار أن يمنعها من حق وشرف حصل هو عليه لمجرد أنها سيدة - مش راجل يعني - فهذا بصراحة أخجل أن أسميه باسمه الحقيقي احتراماً للمستشار الجليل - ولكن أؤكد أنه لا يتفق مع حقوق الإنسان والمساواة في حق العمل

ولنفرض أن القضاة ينتقلون من مدينة لأخرى كل 5 سنوات، وأن هذا قد يشكل مشكلة لبعض السيدات.

هل يكون الحل "العادل" هو منع المرأة من العمل بالقضاء "تيسيراً" عليها؟ ألا يكون الحل هو إعطاء المرأة أولوية في العمل في محافظات قريبة من سكنها ؟ أو حتى تخيير كل قاضية بقبول الظروف الصعبة والمساواة الكاملة في التطبيق؟

أن يصبح "الحل هو المنع بحجة أن هذه هي مصلحتكم" فهذا يشبه بالضبط حلول الدولة – والاستبداد واحد بالضبط.

منطق: الحرية مضرة لكم – ونحن أعلم بمصلحتكم منكم.



وتساءل الخضيرى:




«هل يتعين على المرأة أن تترك زوجها وأبناءها لكى تعمل فى مكان آخر؟، كما أن الأمومة مقدسة فى مجتمعنا ولا يمكن تجاهلها»، لافتاً إلى أن الموقف الآن سيئ بالنسبة للقضاة عموماً، مطالباً بالتركيز أولاً من أجل تحقيق استقلال القضاء، وبعدها يمكننا بحث وضع المرأة.



آه ... إذن تقعد المرأة في البيت حتى لا تعمل في مكان آخر. وما هو تعريف المكان الآخر؟ هل هو مسيرة يوم بالناقة، أم مسيرة ساعة بالسيارة – أو أن المبدأ هو أن وظيفة المرأة فقط هي التربية والترضيع والطبخ والغسل والكي – وهي كلها وظائف مهمة ولا شك – لكن لم لا نترك للمرأة وزوجها أن يتفقا على تنظيم مثل هذه الأمور؟ لماذا يضع المستشار الخضيري نفسه في مجال الوصاية على كل شنبات وطرح وحفاضات المحروسة؟

ثم ... ما هي علاقة عمل المرأة بتبعية القضاء أو استقلاليته؟ وهل عمل المرأة يهدد استقلال القضاء؟ باعتبارها يعني مثلاً أميل أن تخضع لاستبداد النظام ؟ هل يصح مثل هذا الاتهام وبيننا أمثلة عظيمة على الثبات والقدرة على المقاومة - مثل المستشارة نهى الزيني أو الدكتورة نوال السعداوي - وأمثلة أخرى لا تحصى؟





وانتقد عدد من شيوخ مجلس الدولة، هجوم وسائل الإعلام عليه بسبب الأزمة، ... وقال المستشار أمين المهدى


... أنه من غير المقبول أن يتطاول أحد على هذا الصرح القضائى الشامخ ...




لا أحد يتطاول على المجلس ... لكن أن يقوم المجلس بخرق حقوق الإنسان ... هنا لابد من وضع علامات تعجب واستفهام واستنكار عديدة ...




وانتقد المستشار طارق البشرى، نائب رئيس مجلس الدولة، رئيس قسم التشريع الأسبق فى المجلس، تركيز وسائل الإعلام على الخلاف حول تعيين المرأة، وتجاهل ما تقوم به إسرائيل من تجاوزات فى حق العرب والمسلمين، وآخرها ضم الحرم الإبراهيمى، والمسجد الأقصى للآثار اليهودية




ما علاقة إسرائيل بالموضوع؟ وهل نتوقف عن كل مهامنا في الحياة لأن إسرائيل تقوم بتجاوزات ضد "العرب والمسلمين"؟ وماذا عن تجاوز في حق 50% من المصريين – وهم الإناث؟

ألا يشبه هذا المنطق العجيب سلوك الحكومات العربية المستبدة عندما تقول – لا ديمقراطية ولا إصلاح حتى يتم حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والجلاء الأمريكي عن العراق، وحل مشكلة السودان ودارفور والبوسنة والهرسك، وجزر بحر العرب والعجم، والصلح بين الست تفيدة وجارتها فتكات، قبل أن نفكر في الإصلاح!



يؤسفني جداً أن يتسلل هذا الفكر الاستبدادي الظالم إلى ضمير بعض أعضاء مؤسسة يفترض أن مهمتها هي إقامة العدل.

للأسف – بعض من يطالبون بالحرية، يطالبون بها لأنفسهم فقط.



ليس هناك فرق بين الاستبداد المدني والاستبداد الديني (أو الاستبداد الذكوري، أو الاستبداد العرقي) بل لعل الاستبداد المدني أرحم، لأن الاستبداد الديني يتحصن بالمقدسات الدينية زوراً وبهتاناً، ويضفي شيوخه ومرشديه ودعاته على آرائهم صفة القداسة والألوهية، كما يتسرب الاستبداد الديني عبر غسيل المخ في الإعلام والتعليم والخطب والدروس والكتب الصفراء وشرائط الثعبان الأقرع، يتسرب من خلال كل هذا لعقول الأطفال، فيشبون على تقديس آراء واجتهادات بشرية عمرها ألف عام، عندما أغلق باب الاجتهاد وكأن الزمن توقف، وقد توقف بالفعل - حضارياً أو كاد - منذ ذلك الوقت.



فنحن الآن في 1100 أو 1200 ميلادية تقريباً وليس في 1400 كما كنا نظن.



عزيزتي السيدة المصرية، إذا كنت تريدين الحصول على حقك كمواطنة درجة أولى، عليك أولاً بأن تقومي بتربية أبنائك على القيم الأصيلة وأيضاً على الحرية والتفكير النقدي والمساواة، بعيداً عن قيود عشش الفراخ والسلاسل الحديدية والزنازين الفكرية التي يحاول دعاة الظلام نشرها في المجتمع، للأسف كثيراً ما يأتي الانتشار عن طريقك، فتزرعي بيديك بذور القيود لك ولابنتك وحفيدتك

عزيزتي الأم والأخت المصرية، التفكير ليس عيباً ولا حراماً، لست أقل من الرجل في أي شيء، هو مختلف وأنت مختلفة، لكنك قادرة على أن تكوني قاضية ومحامية ورئيسة، لن تكون كل النساء قاضيات أو رئيسات، ولا يستطيع أيضاً كل الرجال أن يكونوا رؤساء أو قضاة، من يجد في نفسه ويجد فيه الآخرون الكفاءة والمهارة والحكمة والخبرة والقدرة والإصرار والطاقة، يتبوأ المكانة، ويلي المنصب، بصرف النظر عن جنسه أو لونه أو طبقته الاجتماعية أو دينه أو آرائه. هذه هي المساواة في تكافؤ الفرص، أن يحظى أصحاب المهارات المتساوية بنفس الفرص، تكافؤ الفرص يتحقق عندما لا يحظى الرجال أو المسلمون أو المسيحيون أو البيض أو الشقر بفرصة إضافية نتيجة لعوامل غير موضوعية ولا تمس جوهر المنصب الموكل إليهم.



أختي وزوجتي، لا تصدقي من يقول لك أنك أقل من الرجل لأنك تحيضين – بمبدأ أن الدجاجة تبيض والمرأة تحيض الذي أعلنه البعض - غير المصري - في مجلس الشعب - المصري - في مجال التحقير من شأن المرأة، رغم أن قدماء المصريين من آلاف الأعوام قدسوا المرأة لنفس هذا السبب، في صورة إيزيس وحتحور ونفتيس وماعت - قاضية القضاة وحامية التوازن والعدالة والهارموني في مصر القديمة - وغيرهن كثيرات.

ما هو المطلوب بالضبط؟ أن تتوقف النساء عن الحيض حتى يستريح من يعايروهن بذلك؟



ابنتي وخالتي، لا تنقادي لهم مهما حاولوا، وتمسكي بحقوقك، ولا تصدقي من يقول لك أن الرجل أفضل منك، فإذا تميز الرجل بعدم المحيض، فأنت تتميزين عليه بالقدرة على الإنجاب، نبقى خالصين، وإذا كان الحيض سبة، فنحن نريد أن نعرف من أين سيأتي الرجال – إذا توقفت النساء عن المحيض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدجاجة تبيض والمرأة تحيض
شذى احمد ( 2010 / 3 / 1 - 17:25 )
كلام جميل وليس به من مشاكل المشاكل في اظهار حقيقة الامر وهوالخوف من المنافسة التي ستشكلها المرأة في مجال العمل واود ان اقول لك ياسيدي الكاتب ان هناك من يطرح مثل هذه الاطروحات في اوربا حتى ولكنهم النازيون اليمينيون الذين تشابه اطروحاتهم كثيرا- اطروحات المتشددين والمتطرفين عندنا في البلاد العربية والاسلامية ومايتشددون له من احتقار المرأة وتحجيمها ، وتضيق الخناق عليها. لكن بعقليات نيرة مثلك سوف تتجاوز المرأة غصتها وسوف تحقق طموحاتها والمرأة المصريةعلى وجه التحديد شجاعة وقوية ولا تنكسر انها وريثة اساطير من عظيمات النساء فكيف تنهزم . اما الكارهين لدورها والمتعللين بذرائع مضحكة وسخيفة فسوف تكون انتقاداتهم واحتجاجاتهم ورق خريف اصفر تنثره ريح الزمن لا محالة


2 - لا لمجرد مناقشة الموضوع
محمد احمد ابو العز ( 2010 / 3 / 1 - 19:37 )
كيف يمكن ان نكون فى 1200 او 1100 عندما نرفض للمرأة ان تعمل قاضية و هل يجب ان نترك كل شئ للمرأة حتى نكون من دعاة المساواة و العدالة و المطالبين بحقوق الانسان , ان المطالبة بعمل المرأة فى مجتمعنا الان و نحن نرى الشباب و الرجال جالسين على المقاهى ليس الا فراغ و بعد عن الواقع المتازم الذى نعيش فيه , فلنناقش ازمة القدس و المقدسات الدينية او الفراغ السياسى و الدستورالمتهالك او التخلف فى التعليم و يكفى ما وصلنا الية من جهل حتى نتمسك بمناقشة امور ارى انها ابعد ما يكون عن الواقع الذى نعيشة , ( ان الام مدرسة ( اذا ) اعدتها اعددت شعبا طيب الاعراق )


3 - التخلف الحضاري هو سبب تعرضنا للغزو والتبعية
وائل نوارة ( 2010 / 3 / 2 - 02:00 )
المرأة في أحيان كثيرة هي العائل الرئيسي للأسرة، وفي 75% من الأسر المصرية، الأم تساهم في ميزانية الأسرة من دخلها، والمرأة تعمل في كل مكان وبالتالي الموضوع لا يتعلق بعمل المرأة من عدمه لأن المرأة تعمل بالفعل ولا يوجد شخص عاقل ينادي بحرمانها من حق العمل، المشكلة التي نناقشها هو حرمان المرأة من بعض الوظائف مثل القضاء بحجج غير منطقية ببساطة لأنها تناقض واقع الأمور الذي يؤكد أن هناك نساء لديهن القدرة والحنكة على إدارة بلاد بالكامل من أيام قدماء المصريين، وصولاً لمارجريت تاتشر وميركل وإنديرا غاندي وبنازير بوتو وغيرهن كثير
...
أشعر أحياناً أننا نعيش عصر ما قبل النهضة ... يعني تقريباً كده احنا بالأفكار التي تسود بلادنا اليوم أشبه بأفكار عصور الظلام - العصور الوسطى، وهذا بالطبع سبب تخلفنا عن العالم مما أدى لضعفنا الحضاري والاقتصادي والتكنولوجي والعسكري مما أدى لأن نصبح فريسة للاحتلال الأجنبي والتبعية - لابد أن نخرج من هذا التخلف وإلا سنتعرض للمزيد من التراجع والهزائم في كل مجال

 


4 - العلم و العمل
محمد احمد ابو العز ( 2010 / 3 / 2 - 20:38 )
لست ضد عمل المراة و لكن ضد مناقشة موضوعات نحن فى امس الحاجة الى عدم طرحها فى الوقت الحالى و التركيز فى موضوعات اكثر اهمية لبلدنا و للعالم الاسلامى .
ان السبب الرئيسى يا أ/وائل فى تخلفنا عن العالم هو بعندنا عن ديننا و تقاليدنا و الاتجاة الى ثقافات اخرى هى ابعد ما تكون عن ثقافتنا , من الممكن ان نحكم العالم و نضيئة بعلمنا و عملنا و ليس بمناقشة مواضيع نحن فى اشد الحاجة الى عدم الخوض فيها حتى لا نتشتت اكثر كما يريد الغرب

اخر الافلام

.. وفاة مهندس -تقديس الأسرة الحاكمة- في كوريا الشمالية


.. صباح العربية | لم يقتصر على النساء فقط.. ما لا تعرفه عن تاري




.. حديث السوشال | بأعجوبة.. امرأة تمنع لصا من سرقة سيارتها


.. الأكاديمية والإعلامية الفلسطينية مي أبو عصب




.. الصحفية المغربية نعيمة بومور