الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة اسلاميه اسمها المعلوم من الدين بالضروره

زياد كسَّاب

2010 / 3 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان تعبير (المعلوم من الدين بالضرورة) هو مصطلح قد أنتجته عصور التقليد وتفضيل النقل مع تقييد العقل منذ القرن الثامن الهجرى. فقبل ذلك كانت الاختلافات بين الفرق والمذاهب الفكرية والعقيدية والفقهية الاسلاميه قد وصلت الى أدق الجزئيات فضلا عن الخلاف الجذرى فى القضايا الكبرى , مما أدى الى إغلاق باب ما يسمى بالإجتهاد ، وتحول الأئمة المختلفون فيما بينهم فى كل شئ إلى أئمة مقدسين لدى فقهاء عصور التخلف منذ منتصف العصر المملوكى وطيلة العصر العثمانى ، حيث لا يجوز الاعتراض علي الأئمة الأوائل او مناقشتهم أو نقدهم ، وبرزت أقوال مضله تبرر هذا الأفك وتشرعه وتحميه صيغت فى عبارات مثل (المعلوم من الدين بالضرورة ) وأجمعت (الأمه) على ذلك . الواقع المضحك لحد الرثاء أنه لا توجد قائمة محددة من القضايا الفقهيه متفق عليها بذلك المعلوم من الدين الضرورة ، فالمعروف للعامه ربما قبل الخاصه هو الاختلاف البين بين الفرق الاسلاميه , فضلا عن الخلاف بداخل المذهب الواحد !. يأتى ضمن قائمة القضايا الفقهيه المختلف بشأنها (كشف المرأه لوجهها و يديها - عذاب القبر ونعيمه - العصمة والشفاعة- رضاع الكبير - التبرك بزيارة الأضرحه .. و غيرها الكثير الذى يضيق المقام عن الاحاطه به ) .

و لكن ما العمل مع أهل السنه و الجماعه الذين يصرون على ستر عورة تخلفهم العقلى وعجزهم العلمى بالتمسح بالنبى (صلعم) ونسبة أقوالهم له ولأصحابه ظناً منهم أنها الوسيله الناجعه لتحصين آرائهم و أقوالهم و فتاواهم من النقد ؟!.

و رغم غياب قائمه من المسائل الفقهيه المتفق عليها بين أهل السنه, فإن مشايخها و مفتيها يهتاجون أشد الإهتياج و يجن جنونهم اذا ما تجرأ مسلم و لو كان عالماً على إبداء رأى مغاير فى مسأله فقهيه بعد دراسه و تمحيص عقلى , فيبادرون -دون تفكير- بتسفيه رأيه بل و يواجهونه باتهام خطير هو الخوض دون علم فى المعلوم من الدين بالضروره !! , و هذا برأيى لا يعدو أن يكون إرهاباً فكرياً تخصص به مشايخ السنه فى عصرنا الحالى.

و السؤال المؤرق هو : لماذا يفضل شيوخ السنيه النقل على العقل؟؟؟
الواضح -لشدة الأسف و الخجل- أن هؤلاء المشايخ يرفضون العقل لأنهم فشلوا فى التعرف على كنه العقل كأداه للتفكير الموصل لنتائج سليمه , فلا يندهش أحدكم عندما يستمع الى أعلم علماء السنه الأقدمون و المعاصرون على السواء لقولهم بأنه لا يمكن فهم كينونه العقل على وجه الحقيقه, فهو
سر مغلق من أسرار الله إستأثر لنفسه بمعرفة كينونته ! , و لذلك فإنهم لا تستريح ضمائرهم لنتاج هذا العقل , و من هذا المنطلق فقد توقفوا تماما عن
الاجتهاد العقلى الذى ميز غيرهم من الفرق و المدارس الفكريه الاسلاميه فى العصور السابقه مثل المعتزله و الأشاعره .. و غيرهم.

و النتيجه ,أن الأصوليين من مشايخ السنه و مفتيها فى زمننا الحالى قد تفرغوا بكليتهم لإبداء الرأى و الفتوى فى التافه من الأمور الحياتيه للمسلم المعاصر, فتجدهم يبشرون تارك الصلاه بعذاب القبر و ثعبانه الأقرع ناسين أو متناسين ما ورد بالقرآن من أن حساب الله لبنى آدم سيأتى يوم القيامه حيث البعث و الحشر مما يجعل من العبث التفكير في حساب سابق ليوم القيامه .إذا كان هناك عذاب أو نعيم في القبر فلماذا يكون في الأصل حساب أو استجواب فى الآخره إذا كانوا حقاً مؤمنين بالحساب فى يوم الحشر؟!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مين الي اخترع هذه الجملة؟
سارة ( 2010 / 3 / 2 - 14:02 )
المعلوم من الدين بالضرورة
جملة مبهمة لم افهمها ولا تريد الدخول الى عقلي ابدا جملة لا اطيقها
وكذالك -اهل السنة والجماعة يعني ايه؟
ناس فعلا تعبانين


2 - مغامرة عقلية توقفت
عبد القادر أنيس ( 2010 / 3 / 2 - 14:23 )
الصراع بين أنصار النقل وأنصار العقل بدأ دينيا بحتا، ثم تحول إلى صراع سياسي . لقد أثار المعتزلة مسألة حرية الاختيار وما ينجر عنها من تكليف يدفع إلى القبول بمسؤولية الإنسان عن أفعاله أمام الله فيستحق الثواب أو العقاب.
المسألة انتقلت من مجال مرتكب الكبيرة كقضية دينية بحتة إلى مجال المسؤولية في الصراع السياسي بين المسلمين في عهدي عثمان وعلي أو ما سمي بالفتنة الكبرى. هنا تقاتل كبار الصحابة المبشرين بالجنة في موقعة الجمل: من جهة عائشة وطلحة والزبير على رأس جيش ومن الجهة الأخرى: علي وكبار من الصحابة أيضا: كان كل من علي وطلحة والزبير من العشرة المبشرين بالجنة. ولهذا طرح السؤال العقلي الكبير: من الآثم؟ وما جزاؤه؟ علما أن الثلاثة كانت قد سبقت فيهم كلمة الله: فهم من أهل الجنة.
من هنا بدأ العقل يشق طريقة لحل هذه المعضلة. المسألة انتقلت إلى مسؤولية الحاكم المسلم على أفعاله تجاه الرعية. هل هو مسؤول أم أن أفعاله قضاء وقدر. الحكام اختاروا مذهب الجبر لأنه يرفع عنهم التكليف ويبرئهم: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
المؤسف أن هذه التجربة العقلية تم وقفها باكرا وكان نتيجها الجمود ثم الانحطاط .
تحياتي


3 - المعلوم من الدين بالضرورة
أمجد المصرى ( 2010 / 3 / 2 - 16:24 )
و من المعلوم من الدين بالضرورة عبارة : لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوؤكم ، و هى عبارة واضحة الدلالة فيها تحريم و تجريم لإعمال العقل ، و تحمل أمرا بالانسداد العقلى للعامة ، و جعل مهمة ( التدبر ) حكرا على من سموا أنفسهم الفقهاء و علماء الدين ، وهم الذين لم يتفقوا على تفسير موحد لأى أمر تناولوه ، و لا ننسى أن بن رشد و بن عربى و غيرهما ممن حاول التفكير و التدبر قد تم تكفيرهم و إحراق كتبهم


4 - ما خفي أعظم
فتح كساب ( 2010 / 3 / 2 - 17:26 )
أتففق تماما مع كل ما أورده الأستاذ زياد ولكن قوائم المنع طالت كل ما له علاقة بالتفكير السليم والمنطق لدرجة أن السؤال عن أي تفصيلة تنافي المنطق قد تؤدي بأحد (العلماء)!!!!!! إلى إخراجك من الملة وهدر دمك


5 - الفقه الاسلامي
صباح ابراهيم ( 2010 / 3 / 2 - 19:23 )
لو كان المدعون بالفقهاء لهم عقل يفكر ويتطور لاستخدموه في تجديد الموروثات القديمة حسب تطور المجتمعات مع الزمن ، ولكن عقلهم توقف مع توقف عجلة الزمن الاسلامي ، التي لن ترضى استخدام العقل بل الوقوف على ما قاله القدماء دون تجديد .
هل يعقل ان هناك شخصا يتبرك بنخامة صلعم ويمسح بقذارته وجهه او يشرب بوله . هل يعقل ان يصرح مفتي الديار المصرية وكبير فقهائها ان الجنين يمكن ان يبقى حيا في رحم امه اربع سنوات ويولد بشكل طبيعي ، واذا زادت مدة الحمل يوم واحدا عن اربع سنوات تعتبر الام الحامل زانية !!!! اي فقه هذا واي فقيه هذا . وكيف يعتبر هذا المخرف مفتي الديار المصرية.


6 - ابناء شنودة في حيرة من امرهم لا يعرفون من يعب
زائر ( 2010 / 3 / 4 - 07:44 )
المسيحيون في حيرة من امرهم فهم لا يعرفون من يعبدون بالضبط ثلاثة في واحد او ثلاثة من واحد ولا ايه الحكاية بالضبط والحق بصراحة على شاؤول اليهودي الضابط في الجيش الروماني الوثني الذي باع المسيحية بعد تحريفها الى الامبراطورية الرومانية لتسوقها وتفتح بها البلدان وترغم البشر بالسيف على عبادة الانسان الذي هو جزء من الوثنية القديمة عبادة الامبراطور الذي هو من نسل الالهة كما يعتقدون لقد انفض المسيحيون الغربيون من حول المسيحية وافقرت الكنائس وبيعت كمخازن او جوامع ، وبقي المسيحيون المشارقة على عبادة الانسان من باب التعصب الديني وعلى امل ان يقوم ابن الاله


7 - ابناء شنودة في حيرة من امرهم لا يعرفون منربهم
زائر ( 2010 / 3 / 4 - 07:47 )
لقد انفض المسيحيون الغربيون من حول المسيحية وافقرت الكنائس وبيعت كمخازن او جوامع ، وبقي المسيحيون المشارقة على عبادة الانسان من باب التعصب الديني وعلى امل ان يقوم ابن الاله بغفران ذنوبهم وهيهات ان يحصل هذا فالمسيح الفقير الى الذي خلقه يادوبو يدبر حالو كما يقول الشوام


8 - إنارة لعقولكم وإخراجكم من غياهب جهلكم
abo safwan ( 2012 / 3 / 23 - 08:59 )
لا اجد غرابة فيما كتب من طرف كل المتدخلين ومن طرف صاحب النص الاصلي إذ أن الجهل بادٍ في كل حرف، وأملاً في إنارة عقولكم وإخراجكم من غياهب جهلكم أشيرأن المقصود بالمعلوم من الدين بالضرورة هو ما علمه عامة المسلمين من الدين بالأولية من دون نظر ولا تأمل وجوبا أو تحريما، مثل: وجوب الصلاة والزكاة والصوم والحج.. وتحريم الزنا والعقوق والظلم والخمر والخنزير والقتل إلى غير ذلك من المسائل التي ينتشر بين المسلمين وجوبها أو تحريمها في الاعتقاد أو العمل، ولم نقف على من حصرها في عدد معين؛ لأن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص والبيئات، فقد يكون الأمر ضروريا في بيئة ويكون نظريا في أخرى.

ومن كان حديث عهد بالإسلام أو يعيش في بيئة لا يوجد فيها مسلمون فإنه يعذر بجهل ما لا يعذر بجهله من عاش في بيئة مسلمة.. أمَّا قول السيد المصرى:[(عبارة) *لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوؤكم*] فهذه اكبر اذلَّة الجهل المركب ،إذ أن ما وصفه بالعبارة هي آية محكمة من كتاب الله تعالى،وبالتالي فعلى السيد المصري أن يبحث في امره هل يعذر بجهله هذا؟ وصدق