الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرادعي .. مطالبه ورفاقه !!

محمود الزهيري

2010 / 3 / 3
المجتمع المدني


وكأن قدر المصريين أن لايتنسموا الحرية طوال تاريخهم الطويل المديد , وكأن النيل وروافده هو سبب تلك المآسي التي يعيشها المصريين , وي كأن هذا النيل هو الذي أنشأ الدولة المركزية التي بنيت علي فكرة الحاكم الإله , وكأنه الواحد الأحد , الفرد الصمد في حكمه وقدرته ومشيئته , ولما لا !!

ألم يدعي فرعون مصر الألوهية , وادعي أنه يحيي ويميت كما هو مسطور في الكتب الدينية , حينما قال : لي ملك مصر , وأن الأنهار التي تجري من تحته هي له كذلك !!

علي هذا المنوال كان تاريخ المصريين المعبأ بأحداث وأحاديث رائدها العبودية والإستغلال ونهب خيرات المصريين إن وجدت وبدت علي سطح أرض مصر .

مازالت أزمة المصريين كامنة تحت لواء الدولة المركزية الشمولية المقرونة دائماً بإيديولوجية السلطة المطلقة التي هي في ذات الوقت مفسدة مطلقة .

غالبية نضالات المصريين لم تكن من أجل الحرية , وذلك علي مدار تاريخهم المليئ بالمآسي والأحزان اللذين هما علي الدوام من منتجات الإستبداد والطغيان والفساد , ذلك الثالوث المدنس الذي أراد طواغيت مصر أن يحكموا به المصريين , ومن ثم كان الشوق والنضال من أجل العدل , وكان ومازال طلب العدل من الطواغيت المفسدين الظالمين للمصريين غير مجد علي الإطلاق , إذ كيف يتم طلب رد الأمانة من الخائن , أو رد المسروق من اللص , ومن ثم لاتجدي مطالبة الظالم بالعدل , ولأن العدل والحرية قرناء , فقد كانت معظم مطالب المصريين تبوء بالفشل , ويستمر مسلسل الطغيان والإستبداد إلي يومنا هذا .

مصر المصريين دائماً مأزومة بوصايات رجال الدين خدام السلطة السياسية علي الدوام , تلك السلطة التي تعمل علي إيجاد رديف مساند للإستبداد والطغيان ومنتجات الواقع المأساوي هي الدليل علي ذلك , لأنه لايوجد أفضل من رجال الدين الذين ديدنهم منصوب بزعم راية الله وراية رسله وأنبياؤه , فكل حديث أو قول لديهم منسوب لإرادة الله ومشيئته , فمن يقدر أن يعترض علي الإرادة والمشيئة الإلهية العلوية التي يراها رجال الدين في مخيلتهم ويجبروا الناس علي أنها إرادة الله ؟

أزمة المصريين في ميراث العبودية والذل والإستبداد , وهذا الميراث المصري أحدث حالات متعددة من حالات الإنحطاط الإجتماعي التي أفرزت بدورها حالات متدنية من الإفرازات الإجتماعية بأبعادها الدينية والسياسية الحاكمة فيما بعد للسلوك العام للمصريين , وتم توظيف هذا الإنحطاط بإفرازاته الدينية والسياسية المشوهة لتكونا الحاكمتين للمشهد المصري علي مدار سنوات طويلة في التاريخ وفي إمتداداته في الحاضر المعاش بإفرازت مشوهة جعلت المصريين في مؤخرة الركب التنموي / الديمقراطي , والعلمي / الحضاري .
عاد الدكتور البرادعي لمصر التي لم يقدر أحد من المصريين أن يقود مسيرة التغيير الديمقراطي / التنموي , لأن قدرهم كان متحفزاً لهم علي الدوام بعداءات للصهيونية العالمية وحليفتها الإمبريالية العالمية علي الدوام , علي خلفيات إستعمارية بغيضة ومجرمة , وعلي الرأس من هذه الأولويات القضية الفلسطينية , وأزمة السلام مع الدولة العبرية , وكان قدر المصريين المصنوع بإرادة فاعلة للبعد عن القضايا المصرية المصيرية كالديمقراطية والحريات وقضايا التنمية المرتبطة بمناخ الحريات والديمقراطية , والسلام الذي لم يستفيد منه سوي النظام المصري حصرياً , بل ويلوح لإرادة الإستبداد بكراهية المصريين للسلام ورغبتهم الأكيدة في تأجيج نار الصراع مع الدولة العبرية بعنصرية اليمين الإسرائيلي وإجرامه , ورفضه لأي تسويات عادلة للقضية الفلسطينية .

المستفيد من تلك العداءات الصورية هم اصحاب الإيديولوجيات السياسية والدينية ومن قبلهم إيديولوجيا الإستبداد والفساد والطغيان التي يعمل لديها حملة لواء الإيديولوجيا الدينية والسياسية خدام بجارة وامتياز , سواء علموا بذلك أو لم يعلموا .

المصريين في حاجة ماسة كغيرهم إلي مناخات الحرية التي تنتج علي الدوام مناخ الديمقراطية التي تعمل كفرازة طبيعية منتجة لأسس وقواعد المجتمع المدني المنعدم الوصايات السياسية والدينية والخاضع لوصاية واحدة فقط هي وصاية القانون وقواعده الآمرة والناهية .
هالني تلك التشكيلة التي إلتفت حول الدكتور البرادعي , والتي تشكل منها الأعضاء المؤسسين للجمعية الوطنية للتغيير , أو المنضمة له بالتوكيل الشعبي , وكان أن تبادر إلي ذهني تلك الصورة الأولي للحركة المصرية من أجل التغيير كفاية , وبدر إلي ذهني أن الذي تغير هو الإسم فقط , فبدلاً من الحركة تم كتابة الجمعية , وبدلاً من المصرية تم كتابة الوطنية , الأشخاص هم الأشخاص , والعقول هي العقول اللهم إلا إذا كان قد زاد عليها إسم الدكتور البرادعي وأسماء أخري !!

الدكتور البرادعي وكأنه من أول وهلة قد تم نصب الشباك , او قل بلغة المؤامرة المصرية بجدارة , قد تم نصب الفخاخ لأهدافه المعلنة , لكي يتم صيد الأهداف وجعل خطواتها تتجه بمسيرتها في إتجاه بعيد عن المنحي الوطني المصري وكأننا نعود بالذاكرة إلي منتجات البيان التأسيسي للحركة المصرية من أجل التغيير كفاية !!

طموح الإنسان المصري بصفة عامة هو العدالة الإجتماعية , والعدالة القضائية , في ظل دولة مدنية ديمقراطية , وبعض من حملة لواء الجمعية الوطنية للتغيير , لسان حالهم ينطق بالوصاية الإيديولوجية السياسية , والدينية , وهذه الوصايات المفرضة , والمضللة تكون علي الدوام ضد الدولة المدنية .

أخشي ما أخشاه تلك التجميعة بفرزها الطائفي التي من الممكن أن تلتف حول الإيديولوجيا التي تحركها وتعمل من أجلها , وتبتعد عن المطالب الإجتماعية التي يتحرق لها المصريون شوقاً . وأن يهتموا للصراخ والصياح من أجل قضايا جانبية غير قضية الدستور والديمقراطية , والمجتمع المدني والحريات , حيث أننا نريد رئيساً للحريات .

فــ إلي أي طريق ستتجه مسيرة الدكتور البرادعي ورفاقه , نحو الدولة المدنية / الديمقراطية , أم نحو الدولة المركزية الشمولية بأبعادها القومية , أوامتدادتها المتوهمة دينيا /أو أممياً ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا يوجد أسوء مما نحن فيه اليوم
سامي المصري ( 2010 / 3 / 4 - 00:14 )
تحياتي للكاتب الذي أجله وأحترم رأيه
تمنيت لو أن التجمع حول الدكتور البرادعي يتماثل مع التجمع الثوري عام 1919 حول سعد زغلول لكني أري أن ذلك التمني بعيدا. أعتقد أن عبد الناصر كان يمثل فكرا وطنيا مخلصا وأنه جاهد من أجل الوصول بمصر إلى القمة ونجح جزئيا (لمدة عشرة سنوات) لكن كانت المشكلة الرئيسية في التجمع المحيط به. وكان الوفد هو الحزب الوطني الوحيد في مصر حتى غزاه ثلاثة عائلات رأسمالية. بدأت بعائلة الوكيل بعد زواج النحاس باشا من السيدة زينب الوكيل ثم تسللت من ثناياها عائلة سراج الدين والعائلة الثالثة هي عائلة البدراوي عاشور. وبالثلاثة عائلات اكتمل التجمع الذي أفسد حزب الوفد؛
في جميع الأحوال لو نجح الدكتور البرادعي فمن المؤكد أنه سيكون هناك تغيير ولن يكون للأسوء لأنه لا يوجد أسوء مما نحن فيه اليوم؛
شكرا؛


2 - انظر للأمام
النيل نجاشي ( 2010 / 3 / 4 - 07:53 )
يا سيدنا المحامي ألا تنتبه الي أن قولك الغريب /
ألم يدعي فرعون مصر الألوهية , وادعي أنه يحيي ويميت كما هو مسطور في الكتب الدينية , حينما قال : لي ملك مصر , وأن الأنهار التي تجري من تحته هي له كذلك !!
علي هذا المنوال كان تاريخ المصريين المعبأ بأحداث وأحاديث رائدها العبودية والإستغلال ونهب خيرات المصريين إن وجدت وبدت علي سطح أرض مصر .
--
/ قولك هذا انما يبرر ويكرس الديكتاتورية ؟؟؟؟؟؟
ألم تجد سوي الكتب الدينية كمرجع لك عن الحاكم المصري القديم ؟؟؟
المطلوب الآنو العلاج والتصحح لكل شيء بما فيه التاريخ
كم من أمة قامت من رقدة العدم - كما قال شوقي - فلماذا لا تقوم مصر ؟ يجب أن نتفاءل وندعو ونعمل
تحياتي اليك


3 - عاصفة علي مصر
محمد البدري ( 2010 / 3 / 4 - 14:54 )
يمثل البرادعي عاصفة علي مصر وعلي الموات السياسي المصري . لكن البرادعي وحده رغم الحصانة العالية له غير كاف فالمواطنين اصحاب المصلحة في التغيير هم المعول عليهم فهم الذين تقاعسوا طويلا وسلموا امور دنياهم الي من لا صلاحية ولا اهلية له منذ ليلة 23 يوليو الشهيرة. ولا نريد ان نحلم باكثر مما يمكن تحقيقة علي هذا الارضية البوار الحالية فتعديل الدستور او علي الاقل تعديل المواد الثلاث المهينة للشعب المصري وهي الماده 76 و 77 و 88. اما الماده الثانية الاكثر اهانه للمصريين فهي ايضا مما يهين المصريين باعتبارهم غير قادرين علي التشريع لانفسهم بانفسهم وانهم من فاقدي الاهلية. فحتي يفيق المصريين من غيبوبة الاسلام، علينا بالعمل علي ما يمكن تحقيقة. اي العمل بطريقة الخطوة خطوة علي طريقة كيسنجر رضي الله عنه.

اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: أمر الإخلاء الإسرائيلي الجديد في جنوب غزة يطا


.. الأمم المتحدة: النازحون في قطاع غزة 2 مليون شخص | #عاجل




.. Cambodian climate activists convicted for plotting against


.. الأونروا: ما لدينا من تمويل يغطي عملياتنا بقطاع غزة لأغسطس ف




.. الأمم المتحدة تعلن توسيع خطتها لمساعدة اللاجئين السودانيين ا