الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القذافي، بين سوء تربية الأولاد وبين إعلان الجهاد

نادية عيلبوني

2010 / 3 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل يمكننا الاقتناع بتحول العقيد "القذافي " بين عشية وضحاها إلى مسلم غيور على دينه إلى حد إعلانه نفير الجهاد على سويسرا؟ وما هو السبب الحقيقي لتلك الحملة لهستيرية المستجدة على سويسرا حكومة وشعبا؟ وهل حقا أن السبب الأساسي يعود إلى ذلك الاستفتاء الذي أجراه أحد الأحزاب السويسرية قبل ما يزيد على ثلاثة شهور حول رفع الآذان في المساجد في سويسرا؟وما الذي ذكّر القذافي الآن بهذا الاستفتاء؟ ولماذا لم يتنطح في حينه على نتائج هذا الاستفتاء ،ليتحفنا بخطبه النارية التي تتمسح زورا وبهتانا برداء الإسلام وتدعي الدفاع عنه والحرص عليه ؟ وكيف لنا أن نقتنع بتحول سويسرا ، فجأة، حكومة وشعبا من ملة أمينة على أموال العقيد وأولاده وحاشيته ،إلى"ملة كافرة" تستحق القتل والرجم، كما تستحق أن تكون هدفا لإعلان الجهاد؟
ترى ما هو السبب الحقيقي لغضبة القذافي تلك وهل حقا ما يدعيه العقيد لنفسه من أسباب،أم أن هناك أسبابا أخرى لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالغيرة على الإسلام والمسلمين؟
وجدير بالملاحظة أن دعوة العقيد الليبي لإعلان الجهاد ما كان لها أن تأتي لو لا إعلان الحكومة السويسرية مؤخرا عن قائمة تضم 183 شخصية ليبية ممنوعة من دخول الأراضي السويسرية ، وعلى رأس هؤلاء الممنوعين أفراد عائلة القذافي نفسها.
ربما حسب القذافي وأزلامه أنه بإمكانهم استغفال الناس، أو أن بإمكانهم استغلال مشاعر المسلمين الدينية وحرفها عن مقاصدها من خلال تهيجها للانتقام من سويسرا لتثأر له ولعائلته لتلك الإهانة التي وجهتها له السلطات السويسرية بمنعهم من دخول الأراضي السويسرية.
وربما كان من المهم أن يعرف الناس عندنا أن سبب الأزمة بين السلطات الليبية وبين الحكومة السويسرية ،لا علاقة بكل تلك التخرصات التي أعلنها القذافي . وأن ما أعلنه هو ذر للرماد في العيون ، وما هو إلا محاولة لإخفاء سوء تربيته لاولاده وخصوصا الديكتاتور الصغير المرشح أن يرث والده في حكم ليبيا ،هانيبال الذي ظهر في تعامله مع خدمه في زيارته الأخيرة لسويسرا بصورة المتوحش والبدائي الذي لا يقيم وزنا لقوانين وأعراف وقيم المجتمع الذي استضافه. أراد أن يتصرف كما يتصرف في ليبيا التي تحولت على يد زمرة القذافي وحاشيته إلى أشبه ما تكون بمزرعة للمواشي يتصرف بكل من فيها كما يشاء.
لم يخطر في ذهن هانيبال وزوجته ، كما لم يخطر ببال العقيد الأب، وجود شيء اسمه قانون في سويسرا ، وربما كانوا معذورين لأنهم ولزمن طويل جدا ،عاثوا فسادا وداسوا بلا رحمة على كل قوانين المجتمعات البشرية والمتحضرة في ليبيا ، إلى الحد الذي أنساهم وجود مجتمعات أخرى تخلصت منذ زمن بعيد من عهد الرق والعبودية .
لقد هال العقيد وابنه أن يطبق القانون السويسري على من يعتبرون أنفسهم آلهة، ولعل صور هانيبال مكبلا في الأغلال بعد اعتدائه الهمجي والوحشي هو وزوجته على اثنين من خدمهما ، هو القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال ، فالعدالة السويسرية التي يذكرنا فحواها بمقولة " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار" كانت هزت بلا ريب هيبة نظام القذافي القائمة على التخويف والإرهاب أمام شعبه ،وهذا ما اعتبره العقيد سابقة تؤسس لمحو ظاهرة الخوف والرعب من الديكتاتور وابنه الذي اعتقلته الشرطة في جنيف كأي مجرم ليلقى العقاب الذي يستحقه على فعلته. ولهذا السبب أيضا ثارت ثائرة العقيد على سويسرا وبادر إلى إلى التصعيد مع حكومتها ، التي ردت بمنع عائلة القذافي من دخول أراضيها الأمر الذي رد عليه العقيد بإعلان الجهاد وسحب أرصته من البنوك السويسرية.
وغني عن القول، أن الذي سيتأثر بتلك السياسة التي تجلب العداء بين الدول والشعوب والتي اعتادها نظام القذافي ، هو الشعب الليبي نفسه، ولا نعتقد أن الدولة السويسرية التي تحتل في قوتها الاقتصادية المرتبة الرابعة في العالم تحتاج ليبيا في شيء، ففي سويسرا نظاما للبنوك ليس له نظير في العالم ،وهو نظام قادرعلى جلب كل أموال العالم إليه دون عناء، وهو أيضا قادر، ليس على شراء بلد بحجم ليبيا ومواردها النفطية فحسب، بل هو قادر بصورة مماثلة على شراء المنطقة العربية بقضها وقضيضها ، وبنفطها وبعرانها وصحاريها.
أجل إن الشعب الليبي المغلوب على أمره، هو الخاسر الأكبر نتيجة لحماقات المستبد و"الحاكم بأمره"، وهو الذي سيظل يدفع ثمن تلك السياسات الحمقاء التي لم تجلب لليبيا إلا المآسي والمخازي والأزمات والعداء مع دول العالم طوال تلك الأعوام من حكم الديكتاتورية. وإن الإسلام والغيرة على الإسلام والمسلمين، هي آخر هم من هموم هؤلاء المستبدين الذين لا يفكرون إلا بمصالحهم. وهم جاهزون دائما لاستغلال الدين أبشع استغلال إذا ما اقتضت الحاجة ،من أجل الوصول إلى أهدافهم الدنيئة .
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الديكتاتور
شرق عدن ( 2010 / 3 / 4 - 05:13 )
مقاله رائعه تفضح الاخ العقيد واسرته الفاسده وبصراحه انا حزين من اجل الشعب الليبي لوقوعه تحت بطش هذا الديكتاتور الرهيب لما يذيد عن 40 عام وانا علي علم تام بان العقيد وانجاله الصايعه يسرقوا النفط الليبي لحسابهم الخاص ويقيموا حفلات العربده والدعاره وينفقوا فيها ملايين الدولارات في كل بلدان العالم وبصراحه فان العقيد فاسد ولايحترم الاديان وبالذت الدين الاسلامي الا لعنه الله عليك ياافاق يافاسد يا منحل الاخلاق


2 - الولد الداعر
مرتضى ( 2010 / 3 / 4 - 06:30 )
كان هذا الولد الداعر هنيبال ابن القذافي يستأجر شقة في أفخم فنادق لندن بأجرة 250000جنيه استرليني للليلة الواحدة. القذافي وأولاده كالعلق المتورم يمتصون دماء الشعب الليبي يلزم قصعهم كما القمل


3 - الشعوب تستحق حكامها
منجى ( 2010 / 3 / 4 - 08:41 )
بالرغم مما جاء فى المقال من اشياء صحيحه الا ان الكاتبه تجاهلت الحقيقه التى تقول ان الشعوب تستحق حكامها فهى حاولت ان تضهر ان الشعب الليبى وكانه شعب مغلوبا على امره وانه كاحد شعوب الارض التى تريد ان تعيش فى سلام واحترام مبتبادل بينها وبين غيرها من الشعوب وبالتالى كل شى يتحمله الحاكم واتباعه ..وفى الواقع هذا غير صحيح فالحاكم هو افراز الشارع ونبضه بل فى اغلب الاحيان هو افضل مما هو موجود بالفعل فالحاكم هو مراءة الامه وانعكاس لثقافتها وسلوكها فان كانت الامه راقيه حتما سيكون الحاكم كذلك واذا كانت الامه خليط بين الهمج والغوغاء فبكل تاكيد سيكون الحاكم كذلك


4 - شعب يحب الاستبداد
عامر الكافر بالاساطير ( 2010 / 3 / 4 - 09:14 )
اغلبية الشعب الليبي نسخة طبق الاصل للقذافي الارعن وابنائه المرضى...الدي يايد زعيمه في دعوته للجهاد ..


5 - الشعوب تستحق حكامها
منجى ( 2010 / 3 / 4 - 09:23 )
بالرغم مما جاء فى المقال من اشياء صحيحه الا ان الكاتبه تجاهلت الحقيقه التى تقول ان الشعوب تستحق حكامها فهى حاولت ان تضهر ان الشعب الليبى وكانه شعب مغلوبا على امره وانه كاحد شعوب الارض التى تريد ان تعيش فى سلام واحترام مبتبادل بينها وبين غيرها من الشعوب وبالتالى كل شى يتحمله الحاكم واتباعه ..وفى الواقع هذا غير صحيح فالحاكم هو افراز الشارع ونبضه بل فى اغلب الاحيان هو افضل مما هو موجود بالفعل فالحاكم هو مراءة الامه وانعكاس لثقافتها وسلوكها فان كانت الامه راقيه حتما سيكون الحاكم كذلك واذا كانت الامه خليط بين الهمج والغوغاء فبكل تاكيد سيكون الحاكم كذلك


6 - دينصور
هيثم جبار عباس ( 2010 / 3 / 4 - 11:43 )
القذافي
حكم ليبيا قبل ان يخلق الله ادم باربعين سنة
فهو من الحوانات المنقرضة لم يبق الا هو
ولا يتزعزع عن الحكم الا بركلة امريكية كما زعزعوا صاحبه المقبور
وعائلته الفاسدة هدام حسن المجيد


7 - ليبي مغلوب علي أمره
ليبي ( 2010 / 3 / 4 - 16:45 )

لا فض فوك يا اخت نادية، فلقد وصفت الواقع كما هو، ولكن هل يعلم الجميع ان خسران الشعب الليبي الذي وصفتيه بسبب هذا العتل الزنيم لا ينال منه وحده وانما يطال كل العرب والمسلمين اولا والانسانية ثانيا. من زمان ونحن نقول للفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم ممن يترددون على ليبيا للاستفادة من خيراتها على حساب الشعب الليبي الذي يرونه يموت في صمت انسانيا وثقافيا وتعليميا ان
لعنة القذافي ان لم تصل اليكم بعد فهي في الطريق، ولذلك من مصلحة كل العرب ان يذهب عنا وعنكم هذا الطاغية، لان بدون شك خسران شعب عربي على حساب اخر يضر بالجميع. فعندما يحتفلون في غزة بابناء واتباع القذافي لانه تبرع لهم بما تمكن من سرقته من قوت الشعب الليبي فانتم أول من يساهم في بقاءه على كرسي الحكم وفي استمراره في برنامج الحط وانزال القدر لكل ما هو عربي او مسلم.


8 - المسخ الليبي
رعد الحافظ ( 2010 / 3 / 4 - 23:34 )
العقيد أشدّ نفاقاً وجبناً من صدّام المشنوق
أكاذيبه وبهلوانياتهِ لاتقنع حتى الأطفال والسذج
الذين يصدقوه ويصفقوا له , يستحقون مسخ مثله يحكمهم و يركب فوق ظهورهم الى الأبد
...........
ملاحظة عن موقع سويسرا في القوة الإقتصادية
سيدتي , هي ليست من العشرة الأوائل وهم أمريكا واليابان والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا
وكندا وإيطاليا وبلجيكا وروسيا
لكنها من بين الاوائل في معدل مستوى الفرد من الدخل السنوي , أي إرتفاع مستوى المعيشة فيها
والآن نسمع العقيد العتيد يقول عنها دولة طارئة..مضحك فعلاً هذا الديناصور
تحياتي للكاتبة


9 - تذكرت
مازن ( 2010 / 3 / 5 - 10:06 )
تذكرت حكاية تشاوشيسكو وزوجته وصدام وابناءه الاول عندما حانت ساعة الصفر وهب الشعب الرومانى لم يجد مكان يختبىء به بطول رومانيا وعرضها وبقى يدور فى السياره وهو متنكرلايعرف اين يفر والثانى الكل يعرف حكايته مع الحفره واولاده والدور قادم على البقيه ولكن بهمة ابناء الوطن


10 - سلمت يمناكِ
ليلى أحمد الهوني ( 2010 / 3 / 5 - 20:40 )
السيدة الفاضلة والأستاذ نادية تفسير وتحليل كامل وشامل اشكركِ جزيل الشكر سيدتي ولكِ مني كل التحايا والتقدير والاحترام وسلمت يمناكِ

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال