الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جامعة أسوان وشماعة المؤامرة

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2010 / 3 / 5
التربية والتعليم والبحث العلمي


لا شك أن محافظة أسوان بتركيبتها السكانية وطبيعتها الجغرافية والأثرية الفريدة تعد من أهم المحافظات فى مصر وتستحق أن تكون لديها جامعة مستقلة شأنها فى ذلك شأن بقية محافظات صعيد مصر شماله وجنوبه.. من المعروف أن محافظة أسوان هى البوابة الجنوبية لمصر حيث يقطنها 1.1 مليون نسمة وتتكون من عائلات وعشائر عديدة مشهود لها بالولاء والغيرة على الوطن.. ورغم أن أسوان تتعرض من حين إلى آخر لكوارث طبيعية أهمها السيول التى تجتاح القرى إلا أن أهلها فى هذه الآونة لا حديث لهم إلا عن جامعة أسوان، فمازال حلم الجامعة يراود الأهالى ويسكن مخيلتهم.. قد يعلم القاصى والدانى أن مستقبل التنمية فى أسوان يرتبط ارتباطا وثيقا بإنشاء جامعة مستقلة.. فمحافظة أسوان ذات أهمية بالغة فى مجال الزراعة والصناعة والاستثمار.. فالمساحة المنزرعة حوالى مليون ونصف المليون فدان حيث تشتهر بزراعة قصب السكر والبلح وهذه القدرة الزراعية تواكبها مقومات صناعية حيث تشتهر بمصانع السكر والسبائك المعدنية والكيماويات وتعبئة الأسماك وتعبئة البلح، كما أن بها مصانع لب الورق والفيروسيليكون والفوسفات. هذا بالإضافة إلى المشروع القومى (توشكى) الذى يتعلق بتنمية جنوب الوادى ومشروع استصلاح الأراضى فى وادى الصعايدة ووادى النقرة.. وكل هذه المجالات سوف تشهد تطورا ودعما فى حالة إنشاء جامعة فى أسوان. ومن التساؤلات التى قد تطرح هنا هو: ما الذى يعرقل إنشاء جامعة فى أسوان؟ وهل هنالك من يقف حجرة عثرة فى طريقها؟

من المعروف أن أسوان بها خمس كليات ومعهد عال هى التربية والعلوم والخدمة الاجتماعية والهندسة والآداب ومعهد الطاقة وفى حاجة إلى إنشاء كليات أخرى. المثير للدهشة أن الموقع القديم فى صحارى لا يضم سوى ثلاث كليات فقط ومعهد الطاقة ويبعد هذا الموقع عن مدينة أسوان بحوالى 21 كم ورغم مرور عشرات السنوات على انتقال كلية العلوم لهذا الموقع إلا أن الأمور ظلت كما هى بفضل طبيعة المكان حيث تحاصرها أبراج الضغط العالى ومعسكرات القوات المسلحة والأمن المركزى. ومن ثم فإن هذا الموقع كان دائما بمثابة حجر عثرة أمام إضافة مبان جديدة. لقد لاحظ ممثلو المجالس الشعبية بمستوياتها المختلفة أن محافظات الصعيد التى تقع بمحاذاة نهر النيل صارت تضم جامعات مستقلة فقرروا لقاء رئيس جامعة جنوب الوادى الدكتور عباس منصور فى أكتوبر 2008م فى مكتب اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان وطالبوا بأن يتحول فرع الجامعة بأسوان إلى جامعة مستقلة وأبدى رئيس الجامعة موافقته واستعداده لاتخاذ الخطوات الأولى لتحقيق المطلب. وتحمس المحافظ لهذا المطلب وأعلن عن تخصيص 100 فدان كمرحلة أولى ثم تليها مرحلة ثانية حيث ستخصص 650 فدان للجامعة المستقلة. وعلى الفور قدم رئيس الجامعة اقتراحا لمجلس الجامعة فى أكتوبر 2008م بافتتاح ثلاث كليات هى التمريض واللغات والترجمة والسياحة والفنادق. ثم قام فى حضور وزير التعليم العالى والمحافظ بوضع حجر الأساس فى يناير 2009م.. وفى الواقع فقد أوضح رئيس الجامعة أن بدء الدراسة الفورية فى هذه الكليات يتطلب توفير مبان مؤقتة. لقد سبق أن أبدت الجامعة استعدادها لافتتاح كلية التمريض فى مبنى المعهد الفنى الصحى فى منطقة العقاد وهذا المبنى شبه مكتمل حيث يحتوى على 11 قاعة ويستوعب 488 طالب ومزود بمعامل تمريض مجهزة بأحدث أجهزة المحاكاة لأخطر الحالات الطبية، كما أن رئيس الجامعة التقى بمسئولى جمعية دولية (جمعية أم حبيبة) الذين عبروا عن استعدادهم لدعم إنشاء الكلية غير أن إدارة مدرسة التمريض رفضت إخلاء المدرسة ولم يتحرك أى أحد من ممثلى الشعب لتحقيق حلم المواطنين.

فى صحيفة الأهرام المسائى الصادرة فى 14 فبراير طالعت تحقيقا صحفيا يحمل عنوانا مثيرا "السياحة والتمريض واللغات..كليات مع وقف التنفيذ" ويتضمن آراء بعض المهتمين بقضايا التعليم حيث اتفقوا أن هنالك مؤامرة تحاك لحرمان أبناء أسوان من جامعة مستقلة تساهم فى تنميتها وفى رفاهية أبنائها. لعل هؤلاء المخلصين على حق لأن بدء الدراسة الفورية فى هذه الكليات الحديثة يتطلب مبان مؤقتة لم يسع ممثلو الشعب على توفيرها لمسئولى الجامعة، تماما كما حدث عند إنشاء كلية الهندسة فى عام 1995م. أتذكر أن المجلس المحلى حينذاك قد قام بتأييد محافظ أسوان الأسبق اللواء صلاح مصباح حين وافق على تخصيص المدرسة الصناعية بأبو الريش لإنشاء كلية الهندسة بأسوان. الغريب أن التحقيق الصحفى تضمن أيضا تصريحا لرئيس المجلس الشعبى المحلى لمحافظة أسوان مفاده أنه من الممكن تدبير مقار لتبدأ الدراسة بالكليات الحديثة. إذا كان الأمر بهذه البساطة فإننا نناشد رئيس المجلس أن يشير إلى هذه المقار ويعمل على توفيرها للجامعة حتى تستطيع أن تبدأ الدراسة. لعل رئيس المجلس يدرك أن مبنى معهد التمريض مناسب لاستضافة كلية التمريض ومبنى المدرسة الفندقية ملائم لطبيعة الدراسة فى كلية اللغات وكلية السياحة والفنادق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب