الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يسألونك عن مأزق النكاح

رأفت عبد الحميد فهمي

2010 / 3 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل أقرت وأباحت الشريعة نكاح المحارم كنكاح الأخ لأخته في الزمان الأولي بعد هبوط أدم عليه السلام وزوجته حواء أم أن نكاح الأخ لأخته محرم حراما أزليا في اللوح المحفوظ.؟ كما جاء في قوله تعالى : "حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت "......(النساء-23) هنا طرح السؤال يثيرإشكالية فقهية لا مفر من استعراض نتائجها المنطقية بمنهج البحث والتقصي مهما أدت النتيجة الى ما يستنكره علماء الفقه الإسلامي .وبداية نؤكد أن الأيات القرأنية لم تذكر شيئا عن كيفية تكاثر الأسرة الأولي التي شاء لها العلى القدير الهبوط للأرض بعد الطرد من الجنة حيث جاءت الأيات تحمل معنى عاما دون التطرق لآية تفاصيل وتركت لآجتهادات المفسرين الحرية كي يسهبوافي ما عنّ لهم من تصورعقلي يحل إشكالية تكاثر الأسرة الأولى خاصة وقد قال عز من قائل : "ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا و نساء..".(النساء-1) هذا الإنفتاح وعدم التحديد ما جعل المفسرون على اختلاف مشاربهم و تنوع ثقافاتهم يتحيرون وربما ألتبس عليهم الأمر لكنهم في محاولاتهم ازاء تلك الإشكالية اختاروا عدم اللجوء الى المعجزات حيث لم تنص الأيات الكريمة عليها كما أن التأويل بالمجاز لن يجدي في مسألة لقاء رجل هو أدم عليه السلام وامرأة هي حواء أم البشرية جمعاء كما اختاروا البعد عن الآسرائيليات بما تحمل من قصص مستهجنة نكراء لذا فقد تنكبوا التفسير الواقعي العقلاني لكنهم في النهاية أثبتوا إباحة الشريعة نكاح الأخ لأخته دون قصد منهم .ومن المنطقي أن تحمل حواءأول طفل لها في المدة المقررة ثم تضع مولودا إثر مولود ذكرا كان أم أنثى كما جاء في قوله تعالى : "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن أتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين "(الأعراف-189) قال المفسرون ومنهم ابن مسعود أن اّدم كان يزوّج الذكر من البطن الأول الأنثى من البطن الثاني حيث لا تحل له أخته توءمته (تفسير القرطبي ج3 ص2131 سورة المائدة) وهم بهذا التفسير قد توهموا أنهم تجاوزوا الإشكالية ولم ينتبهوا إلى أن الأخت من البطن السابع أو البطن العاشر هي أخت شقيقة لأخيها من أي بطن كان لأنهم جميعا خرجوا من رحم واحد وينتسبون لأب واحد هو اّدم عليه السلام . وتعريف الأخت هي اسم لكل أنثى جاورتك في أصليك أو أحدهما وقد أنكر جعفر الصادق ذلك التفسير فقال :أن اّدم لم يكن يزوّج ابنته من ابنه ولو فعل ذلك لما رغب عنه النبي صلى الله عليه وسلم ولا كان دين اّدم إلا دين النبي صلى الله عليه وسلم لذا اقترح تفسيرا جديدا يجنبه إشكالية نكاح الأخ لأخته فقال :أن الله عز وجل قد أظهر جنية من ولد الجن يقال لها (جمالة) في صورة إنسية ولما أدرك قابيل أوحى الله إلى اّدم أن زوّجها من قابيل فزوّجها منه .ولما أدرك هابيل أهبط الله إلى اّدم حورية في صفة إنسية وخلق لها رحما وكان اسمها (بزلة) فأوحى الله إلى اّدم أن زوّج بزلة من هابيل ففعل (نفس المصدر السابق) لكن أبا عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي رفض هذة القصة التي رواها جعفر الصادق وقال ما أظنها تصح وأكد للمرة الثانية أن اّدم عليه السلام كان يزوّج غلام هذا البطن لجارية من البطن الثاني ثم نسخ الله ذلك (نفس المصدرج3 ص2132). إذن السؤال الذي أثرناه في بداية تلك الأطروحة يحيلنا إلى أن الشريعة قد أباحت نكاح الأخ من أخته وقت تكوين الأسرة البشرية الأولى ورغم أن هذا التشريع الإلهي قد نسخ كقول القرطبي إلا أن هذا التشريع الإلهي كان هوالحل المقبول الشرعي الوحيد والأوحد كي يبث منهما رجالا كثيرا ونساء رغم ما كتب أزلا في اللوح المحفوظ للأيات قطعية الدلالة قطعية الثبوت بتحريم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم 0 فهل هناك تفسير اّخر يحل لنا ما أثرناه من تساؤل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخلق
اياد العراقي التركماني ( 2010 / 3 / 6 - 20:06 )
موضوعك يؤكد نظريه التطور المعقوله ولايؤيد نظريه الخلق الالهي التي هي صعبه التصورفي الوقت الحالي


2 - اصل النص
محمد البدري ( 2010 / 3 / 7 - 01:54 )
اعتقد ان كتبة التوراه والقرآن لم يكونوا علي دراية كافية بالمخالفات المرتكبه في طيات وسياق النص. فاتهم الكثير وهم يحاولون عمل صياغة عقلانية للاساطير السابقة عليهم. فوقعوا في اخطاء كثيرة ضمنها زني المحارم التي جاءت بمقال الاستاذ رأفت عبد الحميد. انا شخصيا اعتقد ان الجملة الوحيده الصحيحة في القرآن باكملة هي قول عشيرة محمد له لان ما كان يقوله باعتباره وحيا ليس سوي -إن هي الا اساطير الاولين-. فالتحليل وتفكيك النص ومقارنته بالاساطير السابقة يجعلنا ندرك كم الخرافة واللاعقلانية فيما جاء كوحي من لدن سميع عليم.


3 - مع الحب والتقدير
سميح الحائر ( 2010 / 3 / 7 - 03:20 )
ان مثل هذه المواضيع لا فائدة فيها ولا يجب ان تناقش لاننا في غنى عتها . فاذا كانت في زمن آدم ضرورة لزواج الاخ اخته فلم تعد حاجة الآن والافضل من هكذا مواضيع هو تثقيف الناس حول العيش الكريم تحت حكم ديموقراطي ونبذ الخرافة المتعشعشة في الاوطان العربية.


4 - نكاح الرفاق بالرفيقات في بيروت وبغداد
قاريء الحوار ( 2010 / 3 / 7 - 08:26 )
لعله من المناسب ان تعطينا عن نكاح الرفاق بالرفيقات في بيروت وبغداد ؟!!

اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah