الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة وعيدها

حميدة العربي

2010 / 3 / 7
ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل


كان الاحتفال بعيد المرأة وما زال تقليديا لا يتعدى حفل أو تجمع صغير تلقى فيه الخطب والكلمات التي تذكر بحقوق المرأة أو تطالب بها ، بالكلمات فقط ، وعلى وجل .. ثم بعض الفعاليات الفنية والأدبية ليعود بعدها كل الى قاعدته مضيفا فقرة جديدة الى سجل نشاطه وهي الاحتفال بعيد المرأة ! ولكن ما هو تأثير هذا الاحتفال وهذا العيد على المرأة في الريف والمناطق الشعبية والمجتمع ككل.. ماذا سيغير من حياتها ووضعها ؟ ..فالعيد يمر كل عام والمرأة بلا عيد ولا حقوق .. ولا حتى أبسط مستلزمات الحياة ( في حالات كثيرة )
فعلى مر السنين لم تتجرأ أي جهة تدافع عن حقوق المرأة بالمطالبة الجادة أو التحرك الفعلي لتعديل أو تغيير القوانين المجحفة بحق المرأة ( باستثناء أيقاف القانون ١٣٧ الذي مرر في غفلة من الزمن والناس .. أيام مجلس الحكم ) .. اكثر ما تفعله تلك المنظمات أو الجمعيات ( وما أكثرها ) هو الاحتفالات التقليدية والمساهمات الهامشية والانشغال بالشكليات والجوانب والادارية أكثر من الاهتمام بالامور الأساسية والجوهرية التي تغير جذريا وتؤثر فعليا .. والتي أنشئت من أجلها ! .. مثلا لم تبادر تلك المنظمات والجمعيات الى أطلاق حملة لمحو الأمية ( تستنفر معها الجهات الرسمية ) أو المطالبة بالتعليم الالزامي لانقاذ ملايين الأطفال المحرومين من التعليم والحياة الطبيعية ، وهي من الأركان الأساسية لبناء أي مجتمع ، والتي سيساهم تحقيقها في نشر الوعي بين أبناء المجتمع وخاصة النساء والأجيال الصغيرة . . ولم يحدث مرة أن طالب أحد ، لا منظمات ولا أفراد ، بحق المرأة في الطلاق والكل يعرف ما تعانيه المرأة من عذاب وظلم شديدين عندما تكون ضحية لتخلف الرجل وأهوائه .. وليس هناك من قوانين تحميها وتنصفها !
أما النساء ، كأفراد ، فقد وضعهن المجتمع ، منذ الأزل ، بين مطرقة الرجل وعقليته الذكورية وسندان الدين والعادات والتقاليد .. وظل يقمعهن تحت تلك العناوين .. وبسبب قوة تأثير العقلية الذكورية وأساليبها القمعية وعمق رسوخها في نفوس وأذهان النساء والرجال مع قلة وعي المرأة بحقوقها وأهمية مكانتها وحقيقة دورها في المجتمع ، فقد استسلمت المرأة لهذه الأوضاع واعتبرتها قدرها الذي لا فكاك منه ألا بالموت .. أما الحياة الطبيعية والحرية فلم يسمح الرجل ( المجتمع ) للمرأة أن تفكر أو تحلم بها ، كأنها ترف أو شئ لا تستحقه ، ولذا يحاول المجتمع ( الرجل ) بكل جهده أبقاء المرأة بعيدة عن العلم والعمل والحياة العامة لكي يضمن بقائها تحت سيطرته ورهن أوامره وسلطته .. وهذا ما لم تنتبه له الكثير من النساء ، فظل الحال على ما هو عليه ، وسيظل كذلك ما لم تتعلم المرأة وتدرك بنفسها ما هي حقوقها في الحياة وما هو دورها في المجتمع ! .. وهذا من صلب عمل المنظمات المهتمة بحقوق المرأة ، قبل الجهات السياسية والرسمية ! عند ذاك سيكون للاحتفال بعيد المرأة معنى آخر ومغزى مختلف ! وقد يصبح عيدا شعبيا يشارك به الجميع !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا