الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة طلعت الصفدى عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني فى افتتاحية الفيلم الوثائقي / معين بسيسو

طلعت الصفدى

2010 / 3 / 8
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


كلمة طلعت الصفدى عضو المكتب السياسى لحزب الشعب الفلسطينى
فى افتتاحية الفيلم الوثائقى معين بسيسو القائد الشيوعى وشاعر الثورة الفلسطينية


مرحبا بكل الحضور ، وبكل اولئك الذين قدموا الدعم سواء معنويا أوفنيا أوماديا لانجاح هذا الحفل.. تحية للكتلة الطلابية التقدمية احدى المنظمات الجماهيرية لحزب الشعب الفلسطينى التى كانت وراء فكرة فيلم البطولة والتضحية معين بسيسو القائد والشاعر الثورى والانسانى .. تحية للمخرج / حسن العايدى الذى جهد فى أن يلملم جزءا من حياة معين .. ولا ننسى ان نحيي معا المناضلة زوجة الرفيق معين ام توفيق التى كان لها الاسهام الاكبر فى تقديم الوثائق والمقتنيات التى احتفظت بها ، وحافظت عليها ، وصانتها برغم الغربة والفراق، وهى التى كانت اول فلسطينية تعتقل فى السجون المصرية ، لم تهزمها زنازين القهر، ولا ارهاب السجان.

فى البدء كان معين ، القائد الشيوعى والاممى، شاعر الثورة الفلسطينية ، رحل عنا ، ورحل قبله وبعده العديد من رفاقه واصدقائه الذين عايشوه وعاشوه فى مراحل حياته الحافلة بالنضالات فى العديد من البلدان العربية والتقدمية التى احتضنته واحتضنها... فى غزة ، بيروت،وتونس، الجزائر، ودمشق ، وموسكو ، وبرلين الشرقية مع الثوار ، ومع المبدعين والشعراء العرب والامميين ، ومع الكتاب والمبدعين من آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية ، ولهذا كان من الضرورى لفلم وثائقي لمعين المتمرد قبل أن يداهم الموت رفاقه الاحياء الذين نتمنى لهم طول العمر .

هذا الفليم الوثائقى سيكون عاجزا عن تسجيل حياة معين الكفاحية والانسانيه ، ورصد مجمل ابداعاته الشعرية والمسرحية ، لكنه يلقى الضوء على جزء متواضع منها ، مراحل هامة فى التاريخ النضالى صنعها معين مع رفاقه فى عصبة التحرر الوطنى ، وفى الحزب الشيوعى الفلسطينى فى قطاع غزة ، وفى حزب الشعب الفلسطينى الذى كان له شرف الاعلان عن وحدة الحركة الشيوعية الفلسطينية فى الدورة السادسة عشرة شباط 1983 بحضور الشهيد ياسر عرفات ، وكبار قادة حركة التحرر الوطنى الفلسطينى .

لم يكن أختيار السابع من مارس آذار ابو الزلازل والامطاراعتباطا ، فشهر آذار مشبع بالمناسبات الوطنية والتاريخية، هبة مارس عام 1955 التى قادها اسلافنا الشيوعيون وعلى رأسهم الرفيق معين بسيسو ضد مؤامرة توطين اللاجئين فى سيناء ، هذا الشلال الجماهيري المتدفق من الرفاق والوطنيين والديمقراطيين والجموع المحتشدة رافعوا الرؤوس ،أياديهم التى تطال السماء ، حناجرهم يتردد صداها حتى اليوم " لا توطين ولا اسكان يا عملاء الامريكان " العودة العودة حق الشعب "، ويسقط الشهيدان الشيوعيان الرفيقان حسنى بلال ، وأديب يوسف طه ، السابع من آذارعام 1956 انسحاب الجيش الاسرائيلى من قطاع غزة . الثامن من آذار عيد المرأة العالمى ، المرأة الفلسطينية التى التحمت مع المناضلين فهنيئا بعيدها الاممى . 21 آذار 1968 معركة الكرامة . الثلاثون من آذار يصادف يوم الارض .ولان شهر آذار هو شهر الربيع يتطلع فيه كل فلسطينى لتحرير ارضه من المحتلين والمستوطنين وقطاع الطرق واللصوص ، وسنناضل جميعا من أجل اعادة رفات الرفيق معين بسيسو الى مسقط راسه غزة التى أحبها وأحبته.

لم ينجح المحققون الساديون أن يكسروا شوكته ورفاقه المناضلين برغم أقبية التعذيب والمعتقلات ، او أن يميتوا قصائده الشعرية الثورية حتى داخل قلاعهم العسكرية من تحطيم ارادته الفولاذية . هؤلاء المناضلون من اجل الحرية والانعتاق نموا من رحم الارض الفلسطينة والعربية ،سيسقطون كل المتخاذلين والمروجين لللافكار الظلامية ، ودعة الاستسلام والتخاذل.

واذا كانت الحركة الصهيونية تنفذ برنامجها على مراحل، وتتبنى مقولة ساساتها : الفلسطينيون الكبار يموتون ، والصغار ينسون ،فان كل حكومات الاحتلال الاسرائيلى تتسابق لنزع فروة الرأس الفلسطينية حتى لا يتذكر ، وحتى ينسى من هو ، وينسى مغتصبيه لضمان احتلالهم للارض الفلسطينية ،وتهويد القدس ، وبناء المستوطنات ، وجدار الفصل العنصرى ، والاستمرار فى حصارهم للشعب الفلسطينى فى غزة . ومع التواطؤ الامريكى ، والصمت العربى ، والعجز الفلسطينى تتمادى فى عدوانها ، وترفض الانصياع لقرارات الشرعية الدولية ، تتجرأ بصلف فى اغتصاب الهوية والرموز الوطنية الفلسطينية ، وتعتدى على شواهد التاريخ والتراث الفلسطينى العربى والاسلامى ، وسرقة معالمه الحضارية والاثرية ، وتسطو على مقدساته الاسلامية والمسيحية وعلى المقابر وتدنيسها وتحويلها لمواخير والى كنس او مقاهى او زرايب للحيوانات وضمها للتراث اليهودى المزور ، وآخرها الحرم الابراهيمى ومسجد بلال بن رباح ،لكنها ليست البداية فقد سبقتها تحويل المدن والقرى الفلسطينية لاسماء عبرية ، حتى اسماء الطيور والزواحف الفلسطينية فى صحراء النقب وفى الاغوار والجبال والسهول يجرى اعادة تسميتها باسماء عبرية ، حرب ضروس فى كل الاتجاهات ضد الرموز الوطنية والتراث الفلسطينى باطن الارض وفوقها ، لكنهم واهمون أن ينزعوا منا اسم وتاريخ كل قرية ورابية ومدينة وشجرة . حتى الزى الفلسطينى الذى يعتبر من أقدم الازياء فى العالم لم يسلم من عمليات التزوير .

ان الحفاظ على التراث الفلسطينى والرقص الشعبى ، الدبكة والسامر والسحجة ، والموال والعتابا والميجانا ويا ظريف الطول والزجل الشعبى ، وكل اشكال الفنون التراثية ،يتطلب معركة حقيقية من وزارة الثقافة ووزارة التعليم العالى ووزارة الاثار والسياحة للحفاظ عليه ، وتحصينه من السرقة والنهب ،و تشجيع العودة الى ارتداء الثوب الوطنى والاعتزاز به والترويج له ضمن حركة عامة لاستعادة الثقة بالذات وبالتراث والهوية العربية الفلسطينية .

ان الفلسطينى حين يحس انه أمام تحدى المصير يعود الى مكونات شخصيته التاريخية والحضارية ليستعيد الثقة بذاته ، تمنحه التحدى والاصرار على البقاء على أرضه ضد كل عوامل الزوال والاضمحلال . ان شعبنا الفلسطينى يمتلك مخزونا ابداعيا مطمورا فى عمق الارض ، فى التاريخ والجغرافيا الفلسطينية ، يحتاج لتجند كل الشعراء والكتاب والمبدعين والاعلاميين ، والباحثين ، وكافة القوى السياسية ومكونات المجتمع المدنى للدفاع عن التراث الحضارى التقدمى الفلسطينى ، والترويج لكل فنون الابداع التى تعبر عن اصالة الشعب ، وتمنحه الفرصة فى أن يساهم فى الحضارة العالمية ، وان يتحول ابداعه الى فن انسانى عالمى.

المعركة لم تعد على القضية الفلسطينية فحسب ، ولم تعد تهدد الوجود الفلسطينى على ارضه فقط ، بل تحولت الى معركة على الهوية والرموز الوطنية الفلسطينية ،ولاننا نخوض نضالا وطنيا فنحن حركة تحرر وطنى ولسنا حركة دينية ، وصراعنا مع الاحتلال ليس صراعا دينيا ، بل صراعا من أجل كنس الاحتلال الاسرائيلى عن كامل أرضنا الفلسطينية واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ، وعودة اللاجئين لديارهم طبقا للقرار 194،ولتحقيق ذلك يتطلب توحيد كل الجهود من أجل انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ، وتعزيز صمود الجماهير المسحوقة ، ووضع استراتيجية سياسية وابداعية لمواجهة المخاطر التى تحدق بشعبنا وبتراثه الحضارى ، والصمود فى وجه كافة الضغوط الامريكية والاسرائيلية والعربية ، والتمسك بقرار المجلس المركزى الاخير بعدم العودة للمفاوضات المباشرة او غير المباشرة حتى وقف الاستيطان ، وتحديد مرجعية للتفاوض وفى اطار زمنى محدد .
وعهدا أن نبقى الاوفياء لكل المناضلين والمبدعين من شعبنا الفلسطينى.
طلعت الصفدى غزة – فلسطين [email protected] ...
7/3/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخلود لمعين لحن القافلة
جريس الهامس ( 2010 / 3 / 7 - 23:50 )
عرفناه مناضلاً صلباً في جامعة وربوع دمشق أيام النضال الوطني الديمقراطي ضد ديكتاتورية الشيشكلي ,, يوم توحد الشارع السوري والفلسطيني لحماية سورية من الحكم العسكري وتوطيد ركائز النظام الجمهوري الديمقراطي ..شكراً لكم لأنكم لا تنسوا رموزكم ورموزنا التقدمية المناضلة شكراً لأنكم أعطيتم شاعر الثورة جزءاً من حقه .. مع الود لاهاي - 8 / 3


2 - الخلود لمعين لحن القافلة
جريس الهامس ( 2010 / 3 / 7 - 23:51 )
عرفناه مناضلاً صلباً في جامعة وربوع دمشق أيام النضال الوطني الديمقراطي ضد ديكتاتورية الشيشكلي ,, يوم توحد الشارع السوري والفلسطيني لحماية سورية من الحكم العسكري وتوطيد ركائز النظام الجمهوري الديمقراطي ..شكراً لكم لأنكم لا تنسوا رموزكم ورموزنا التقدمية المناضلة شكراً لأنكم أعطيتم شاعر الثورة جزءاً من حقه .. مع الود لاهاي - 8 / 3

اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ