الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليته لم يتكلم

محمد نبيل الشيمي

2010 / 3 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في تظاهرة عبثية خطب معمر القذافي مستغلا ذكرى ميلاد الرسول الأعظم (ص) وبحضور ممثلين عن العديد من المؤسسات الدينية في العالم كما شارك فيها عدداً من الرؤساء الأفارقة وزعماء القبائل الأفريقية (بالمناسبة أطلق القذافي على نفسه سلطان سلاطين أفريقيا) ... في هذه التظاهرة أعلن القذافي الحرب الدينية على سويسرا داعياً كل المسلمين في أصقاع الأرض بالجهاد ومقاطعة كل السلع السويسرية وسحب الودائع من بنوكها فهي في نظره بلاد كفر ؟ ذلك لأن الشعب السويسري صوت ضد بناء المآذن .. هذا هو السبب الذي أعلنه القذافي ... واعتبر أن كل من يتعامل مع سويسرا كافر ومرتد عن ثوابت الدين الإسلامي ... ولكن الحقيقة أن السبب الرئيسي والوحيد لموقف القذافي لم يكن منع بناء المآذن أو حتى غلق المساجد أو قتل المسلمين واستلاب أملاكهم الحقيقة هي أن الحكومة السويسرية لم تجامل نجل القذافي ولم تقف إلى جانبه وهو يعتدي ويظلم بعض القائمين على خدمته خلال إحدى زياراته إلى سويسرا وهنا قامت الدنيا ولم تقعد كيف يحدث هذا مع ابن الزعيم ... وقد تعودنا كعرب على محاباه كل من يملك السلطة والثروة .. إذا سرق الشريف وقتل واغتصب وخالف الحق والفضيلة تركوه .
أما إذا جاء الفعل من فقير معدم فالويل كل الويل له ... هكذا تعودنا وهذا لا يقره الإسلام مطلقاً فالإسلام دين العدالة ودين المساواة لا فرق بين غني وفقير ولا توجد سوى لائحة سماوية واحدة للعقاب والثواب .
لن استقبض فيما يفعله أبناء القذافي كغيرهم من أبناء الرؤساء والملوك العرب من إسراف وتبذير بل بعضهم يرتكب كل المعاصي المنهي عنها ... ولكن أود أن لو أن الرئيس القذافي جلس إلى نفسه وسأل ضميره /
- هل منعت المآذن المقامة في كافة أرجاء العالم الإسلامي الظلم والقهر الذي يمارسه الحكام ضد شعوبهم ؟
- هل سادت قيم العدل والمساواة عالمنا الإسلامي ؟ هل يحصل الإنسان المسلم على حقه في الحياة التي كفلها الدين الإسلامي الحنيف ؟
- هل يقف الإسلام عند بناء المآذن أو لبس النقاب .؟
- هل الإسلام يعني تأطير الخرافات وتفسير الأحلام والفتاوي التي تقف عند عذاب القبر ونعيمه وعن الصبر على شغف العيش وضيق الأحوال المادية وعدم توافر فرص العمل والعلاج ؟ .
- هل الإسلام يعني التصفية المعنوية للمناهضين للظلم والاستبداد والزج بهم في غياهب السجون بين محترفي الجرائم والقوادين والقتلة ؟
- هل حلت مشكلة الفقر في العالم الإسلامي على الرغم من ثرائه الفاحش؟
- هل سمح القذافي بقيام الأحزاب وآمن بتداول السلطة أم مازال مصراً على الحكم بمبدأ الحق الإلهي؟ (مبدأ يشير إلى أن الملوك تستمد حكمها من الله مباشرة ولا سلطان عليها في المساءلة سوى الله )
ثم هل أغلقت ليبيا المعتقلات وأفرجت عن سجناء الرأي هل هناك في ليبيا من يحاسب ويراجع موارد الدولة وأوجه الاتفاق وهل يجرؤ أحدا لأن يقول لأبناء القذافي من أين لك هذا ؟
وأعود وأسأل
ماذا فعل القذافي عندما حوصرت غزة ... وماذا يرى في حصار إيران .. وعندما قامت الولايات المتحدة بغزو العراق .
... ماذا عن دورة في أفريقيا وتشجيعه لبعض الحركات الانفصالية ؟
... أين ذهبت أموال الشعب الليبي ؟
.... إن الجهاد ليس مقاطعة سويسرا انتقاماً لنجلك ولكن الجهاد أن تراجع نفسك ... وتعيد للشعب الليبي حريته المفقودة تحت شعارات مضللة وأن نؤمن بتداول السلطة وإطلاق سراح سجناء الرأي في بلدك وهم كثر ... وعليك أن ترفع دعوة الجهاد في مواجهة المسلمين الذين يبعثرون ثروات شعوبهم في اقتناء القصور والمنتجعات السياحية في أوروبا ومنهم من صنع مقابض ابواب حماماته من الذهب الخالص بينما آلاف المسلمين يموتون يومياً من الجوع والمرض والعري والذين يشترون السلاح بملايين الدولارات تكدس في صحراواتهم الشاسعة تترك للصدأ والهدف من الشراء مساعدة اقتصادات بعض الدول الصديقة لهم (أذكر بصفقة اليمامة السعودية وأيضاً عندما قام السعوديون بشراء أسلحة بريطانية قدرت الـ3 مليار جنيه استرليني لمنع سقوط تاتشر والثابت ان هذه الاسلحة لم يوجه منها رصاصة واحدة ضد العدو الصهيوني فقط قد تكون استعملت للقمع وهاهي الآن في الطريق الي مصانع تدوير الخردة.....فهل بعد ذلك عبث؟
هناك الكثير من السلبيات التي يعيش فيها عالمنا العربي والإسلامي ... وكلها تستدعي جهاد النفس أولاً ... أما الطنطنة واللعب بمشاعر الجماهير فليست جهاداً وعلينا إصلاح ذات نفوسنا قبل كل شيء ... وها هو الجهاد الأكبر الذي يقودنا للتقدم .
... أما حكامنا ... فأني أذكرهم بقصيدة المبدع الشاعر العراقي أحمد مطر (سلاطين بلادي )
سلاطين بلادي
الأعادي
يتسلون بتطويع السكاكين
وتطبيع الميادين
وتقطيع بلادي
وسلاطين بلادي
يتسلون بتضييع الملايين
وتجويع المساكين
وتقطيع الأيادي
ويفوزون إذا ما أخطؤوا الحكم بأجر الاجتهاد
عجباً كيف اكتشفتم آية القطع ، ولم تكتشفو رغم العوادي
آية واحدة من كل آيات الجهاد

وعن جهادهم الورقي قال الشاعر نفسه
منذ ثلاثين سنة
لم نر أي بيدق في رقعة الشطرنج يفدي وطنه
ولم تطن طلقة واحدة وسط حروف الطنطنة
والكل خاض حربه بخطبه ذرية ، ولم يغادر مسكنه
وكلما حيا على جهاده أحيا العدا مستوطنة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: فترة الصوم المقدس هي فترة الخزي


.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: السيد المسيح جه نور للعالم




.. عدد العائلات المسيحية في مدينة الرقة السورية كان يقدر بنحو 8


.. -فيديو لقبر النبي محمد-..حقيقي أم مفبرك؟




.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع