الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انسلاخنا عن انسانيتنا(ظاهره تستحق الدراسه)

ادم عربي
كاتب وباحث

2010 / 3 / 9
المجتمع المدني


كتب احد مالكي العبيد في امريكا قبل تحريرهم ولا يحضرني اسمه معتذرا منه في كيفية السيطره على العبيد حيث قال: نجعل الصغير يتمرد على المبير , ونجعل صاحب البشره الداكنه يكره صاحب البشره الفاتحه , في سياق يجعل من ظاهرة فقد الثقه بينهم هي السائده, هذا مما يسهل السيطره عليهم ويتوارث هذا السلوك عبر الاجيال ليبقوا عبيدا كما هم, ليس لديهم الا نحن الاسياد نتحكم بهم ونوجهم كيفما نريد.

لعل هذه النظريه او المقوله سحبتني الى ما هو موجود في مجتمعاتنا العربيه في ادق تفاصيل الحياه اليوميه للمواطن.
ففي الشارع لا احد يطيق الاخر, والشتائم والاهانات على الاشارات المروريه حدث ولا حرج, والمعاملات في الدوائر الحكوميه لا تخلو من عراقيل المواطن بشتى السبل وكان قمة لذة الموظف تكون في تعقيد معاملة المواطن.

بذور قلة الثقه والكراهيه يانعه في مجتمعاتنا , هذا الواقع قادني الى اعتبار هذه المجتمعات هي لا زالت عبيد وستظل عبيد عبر توارث الصفات بين الاجيال.

ولكن يبقى السؤال: من المسؤول عن هذا الواقع ومن المستفيد منه؟ وان كان المسؤول عن هذا الواقع هو نفسه المستفيد منه, باعتقادي الاولي اصابع الاتهام تشير الى السلطات ومن المستفيدين من وراء السلطات او الحكومات .
ان غياب الحريات العامه والتدخل بكل صغيره وكبيره وحتى جزئيه من قبل السلطات هو ما يولد هذا الشعور عند الفرد والمواطن, فاجهزة الامن بكافة تشكيلاتها ومؤيدوها ومحبوها وكارهوها موجوده في كل مكان حتى في غرف النوم , في داخل العائله, في مكان العمل .............الخ.
اذن كيف للمواطن ان يشعر بمواطنته في ظل كل هذه السلوكيات الهادمه للمجتمع ؟ كيف للمواطن ان ينتمي الى هذا البلد او ذاك وهو يعلم علم اليقين ان شخصا ما اخذ امتيازاته وهو الاكفا فثلا علميا ومهنيا لا لشيء سوي قربه من النظام او السلطات . الا يشعر ذاك المواطن ان احدا سرق قوته وقوت عياله بغير حق ,بل ربما اكثر من ذلك , ربما سرق فرصة اولاده وحقهم في التعليم لا لشيء الا لنفس السبب.

ولكن قد يقول قائل : اتت امريكا الينا واطاحت باكبر ديكتاتور في التاريخ وهو صدام وجلبت لنا الديموقراطيه على صحن من ذهب , ولكن ماذا كانت النتيجه؟ الواقع يقول ان الوضع في العراق الان (هنا اخذناه نموذج) اسوا الف مره من سابق عهده حيث تجد شتى انواع الفساد’ الرشاوي , السرقات................الخ
اذن من المسؤول ؟هل هو الشعب ام ماذا؟
باعتقادي حتى يتحرر المجتمع ويكون اداة تغيير حقيقيه لا بد من تغير الفرد نفسه فلا يمكن للعبد ان يمارس حياته الطبيعيه بين ليله وضحاها او فور صدور صك تحريره, بل لا بد من رضاعة حليب الحريه من ثدي التغيير ليصبح سلوكا عند بلوغه, وفي سبيل ذلك نحتاج الى سنوات ولربما الى مئات السنين , لكن المهم هي البدايه , ولا بد من دفع الضريبه وثمن الحريه وهو غال جدا فقد كلف اوروبا دماءا كثيره قبل ان تصبح ما هي عليه الان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موفدة العربية ترصد تطورات التصعيد على الضاحية ومأساة النازحي


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - ‏الأمم المتحدة تدين العدوان الإسر




.. بتوقيت مصر يناقش رفض مصر للتصعيد في المنطقة أمام الأمم المتح


.. تفاقم معاناة النازحين في لبنان




.. عشرات النازحين يفترشون الأرض في الحدائق ببيروت بعد أن فروا م