الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع المأساوي للمرأة العراقية

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 3 / 10
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لا أدري لماذا يمر في ذاكرتي قول المتنبي في المرأة كلما دار النقاش حولها وحول حقوقها ومساواتها:
ولو كن النساء كمن فقدنا لفضلت النساء على الرجال
فالمتنبي جعل من موصوفته المثل الأعلى للمرأة لأسباب قد تكون بعيدة عما نهدف إليه أو نسعى لتحقيقه فقد يكون قوله حقا أو باطلا وقد يكون محاباة لسيف الدولة أو واقعا لمكانتها لما لها من تأثير في البلاط فقد جعل منها مفضلته على الرجال وربما كان صادقا في قوله دون النظر لدوافعه فالمرأة ،وأشير هنا للعراقية بالذات هي أفضل وأكرم وأحسن وأكمل وأنقى وأوفى من كثير من الرجال لما أظهرت في مجتمعنا من سمو يصعب على صناديد الرجال وأكثرهم عن الوصول إليه،فهي وهذا لا ينكره الجميع لها الأثر الكبير في تنشئة الأسرة لطبيعة الظروف التي مر بها العراق من حروب الهت ملايين الرجال عن أدارة شؤون أسرهم ناهيك عن ملايين الأرامل اللواتي تفرغن لبناء الأسرة وأعداد أبنائها ليكونوا شيئا في المجتمع، وفي الريف العراقي يشكلن شيئا غريبا في المجتمع العراقي لأن المرأة هي التي تدير أمور البيت وهي المسئولة عن أطعامه أو تأمين المال اللازم لاستمرار وجوده لأن الرجل الريفي في الأعم الأغلب لا يؤدي أي عمل في الحياة سوى البحث عن المكانة الاجتماعية تاركا أمور الأسرة لرعاية المرأة التي تعمل ليل نهار لبنائها فهي الطباخة والعاملة في الحقل والمسئولة عن تأمين الماء وتربية الحيوانات والتوجه الى المدينة لبيع منتجاتها إضافة لأعمال أخرى فيما لا عمل للرجل سوى الحصول على المال الناتج عن جهودها ليصرفه في أمور لها أضرارها على المجتمع فهو لا هم له إلا ارتداء الملبس الجيد ليظهر بمنظر يبرز مكانته الاجتماعية وعمله لا يزيد على جلوسه في المضيف أو تأدية الواجبات الاجتماعية المتعارف عليها ،وشراء السلاح ليظهر بمظهر البطل والشجاع وربما يدفعه ذلك لارتكاب جريمة القتل ليدفع الدية من جهد المرأة العاملة،أو النزول الى المدينة لتناول الكباب فيما تأكل أسرته الحد الأدنى من الطعام، والطامة الكبرى أن يسعى للزواج من ثانية أو ثالثة اذا أسعفته الظروف ليكثر عدد العاملات في مزرعته ،وهذا ما تتميز به المرأة الريفية عن باقي النساء.
والمرأة لوحدها يقع عليها جرم الثكل فإذا قدر لزوجها الموت في سن مبكرة فليس لها الحق بالزواج إلا في حدود لا تخرج عن حاجة الرجل وأوامره ونواهيه فقد يتزوجها شقيقه للسيطرة على تركته من مال أو أرض أو حيوان،وقد تبقى دون زواج لتربية أبنائها دون التفكير بحاجتها وإشباع رغباتها في الحياة.
ورغم ما تبذله المرأة في الحياة والمجتمع من جهود ينوء بها الرجل إلا أنها لا تحضي بالمكانة المرجوة فهي في نظر الرجل الجلف القاسي لا تزيد عن حيوان يستغله الرجل في العمل وإشباع الرغبة وكثرة النسل وامتهانها هذا جعلها تجأر بالشكوى لاعنة الظروف والأقدار متجاوزة للكفر بالمقدسات التي يمنحها الإنسان مكانة روحية عالية،وفي الدارمي نماذج كثيرة تشير للظلم الفادح الذي تعرضت له المرأة ،وثورتها على الواقع الفاسد دفعتها للخروج عن المألوف في توصيفها لواقعها الاجتماعي وهذا جعل المرأة الريفية أكثر عنفوانا وثورة من بنات المدينة اللواتي لا يحركهن إلا الوعي السياسي الذي أنتشر في العهد الملكي وتنامي في العهد الجمهوري وأحتضر في العهد ألصدامي ليلفظ أنفاسه تحت سنابك الخيول الإسلامية الصاهلة في العراق وتعود المرأة الى الضياع من جديد في ظل فكر متخلف عاد بها لعصر الحريم.
واليوم في ظل الواقع الراهن للمرأة العراقية والعربية يتطلب الأمر ثورة جديدة لإبادة المفاهيم التي شاعت في الأوساط النسوية ليحل محلها وعي يسمو بها لمدارك الرقي والتقدم ،مما يستدعي العمل الجاد والدءوب من الناشطات النسويات لإحراز التقدم المطلوب في هذا المجال وإنهاء الواقع المتردي للمرأة العراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القبول بالأوضاع المهينه والرضوخ لها
زهراء ( 2010 / 3 / 10 - 23:04 )
عندما كنت في الجامعه كنت أستغرب لوضع بعض زميلاتي وصبرهن على الفاقه حتى أن بعضهن يقضين العام الدراسي بثياب رثه وقد أتين من قرى نائيه في أقاصي الجنوب ..الأراده والهدف هما الدافع ،وكنت أجد نساء في الريف يأتمر الرجال بأوامرهن لما يملكن من حكمة وشجاعه ، وقد نجد رجالاً ينطبق عليهم وصف أشباه الرجال . الأنسان ذكر أو أنثى عندما يكون مُغيب العقل يسهل عليه الهوان فيكون أداة طيعه بيد مستغليه . فتراه يجد العذر عندما يكون مقموعاً من قبل دكتاتواً ظالماً أو أعراف يؤدي الخروج عنها الى الموت .ولكن ماهو عذره عندما يختار بنفسه سلب حقوقه وأمتهان كرامته وآدميته ..عندما يختار من يتفرج على عذابه ولا يحرك ساكناً ..عندما يفقد الأنسان عقله والقدره على تطوير واقعه ..يفقد صفته كأنسان إمرأه كانت أو رجل ..شكراً جزيلاً أستاذ محمد علي


2 - من كان عبدا لن يمنح الحرية للاخرين
ابراهيم البهرزي ( 2010 / 3 / 11 - 11:02 )
حبيبي واستذي ابو زاهد
تحية محبة
ادهشتني احدى النائبات وهي تكتب في (فليكس) الدعاية الانخابية باهظة الثمن انها زوجة فلان الفلاني
وقيل -ولم اشاهده عيانا- ان احدى المرشحات وضعت صورة زوجها في !!دعايتها الانتخابية
ولا ادري ان كانت امراة بهذا المستوى من التبعية لم ترشح للانتخابات!!
حزين لغياب اصوات المناضلات الكفوءات في قائمة اتحاد الشعب عن قبة البرلمان
نحتاج الى مطر غزير ليجلو هذا الغبار الخرافي عنهن
لك ولهن محبتي وتقديري


3 - العزيزة زهراء
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 3 / 11 - 12:25 )

للأسف الشديد فأن ما تفضلت به أصبح واقعا مرا نعاني منه فالمرأة العراقية التي عهدنا فيها البسالة والتضحية والفداء وقدمت نموذجا رائعا للمرأة في كل مكان أقسرتها الظروف الى اللجوء للمغيبات والانصياع لما يردده المتأسلمون من أفكار بعيدة عن الواقع وتؤثر سلبا على المرأة وتطلعاتها أين هن من تلك التي خاضت النضال الأسطوري بعد انقلاب شباط الأسود وأدت ما عليها أو ما تعجز عنه صناديد الرجال:
ولسه جن بعيوني أشوفج من توزعين الجريدة
لا مطر كانون لا برد الشته يردج ولا ردج رعيده
وأبد ما خفتي الدروب الوحشة لا كلتي السجج صارت بعيدة


4 - الأستاذ البهرزي الأصيل
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 3 / 11 - 12:31 )
أخي الغالي البهرزي الرائع
هناك مرشحة في بابل عن قائمة علمانية وضعت الى جانب صورتها صورة زوجها الكريم تستمد منه العون والعزيمة وخلفها صورة زعيم القائمة وصورتين لها في الأولى ترتدي الحجاب الأسود
والأخرى شالا ابيض مزخرف بخيوط ذهبية وفي الوجه الخلفي للكارت دعاء يحفظها من عين حاسد اذا حسد وكتبت مقالا طويلا عنها.
اما المناضلات الحقيقيات اللواتي غيبن عن البرلمان وهن أحرى بتمثيل المرأة العراقية فلابد للأيام أن تدور دورتها ويعود المجد العراقي السامق بعد عودة الوعي للناخب العراقي وينتخب الأجدر بتمثيله ويترك الببغاوات المتلفعات بكل قماش الدنيا من ملالي ودلالات مريدي ونراهن على المستقبل فسيكون جميلا جمال بعقوبة الساحرة التي مسختها سنابك عملاء الأحتلال.

اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح حكم-ادخار المرأة من مال زوج


.. تا?ثير نقص الغذاء والظروف البيي?ية على النساء في الحروب




.. صاحبة مشروع الحبوب والأعشاب الجافة أسماء عبد السلام


.. ليبيا معرض زراعي اقتصادي يوفر فرص عمل للمرأة الجنوبية




.. صاحبة مشروع صناعة السعفيات فوقه صالح