الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسفة الاجتماعية

مبارك بدري

2010 / 3 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الفلسفة الاجتماعية اقدم بكثير من علم الاجتماع. نمت نموا ملحوظا في اليونان القديمة, و تبلورت في العصور الوسطى, وازدهرت في القرن الثامن عشر, عصر التنوير, الذي سبق مباشرة مولد علم الاجتماع. هناك من القضايا المتضمنة في علم الاجتماع المعاصر ما يمكن تتبعها في اعمال الفلاسفة الاجتماعيين القدامى.
و مع ان الفلسفة الاجتماعية و علم الاجتماع يعدان بمثابة نوعين مختلفين من جهد العقل الانساني المنقب, الا ان الاختلاف بينهما يشبه بصفة عامة ذلك الاختلاف الذي يفصل بين العلم الامبيريقي و الفلسفة, وهو اختلاف ينصب أساسا على مستويات التجريد و المعالجة المنهجية. فكلاهما يحاول ان يصف الواقع و يفسره, و كلاهما ايضا يعتمد على ملاحظة الواقع و التعميم المشتق من هذه الملاحظات , وعند هذا الحد ينتهي التشابه بين العلم الامبيريقي الذي يضم علم الاجتماع و بين الفلسفة التي تضم الفلسفة الاجتماعية ؛ ففي العلم الامبيريقي تستمد التعميمات المتصلة بميدان محدد من البحث من الواقع التي تم ملاحظتها في هذا الميدان, أو من ميادين وثيقة الصلة به ؛ هذا الى ان هذه التعميمات تستمد دون التسليم سواء بالتأكيد او النفي بأي معرفة على مستوى عال من التجريد تتعلق بالواقع ككل. و تشكل جملة القضايا التي تكون أي علم امبيريقي نسقا قائما بذاته, ولا يسمح للقضية ان تلعب دورا في هذا النسق اذا كانت تنطوي على معرفة غير امبيريقية .
أما الفلسفة فهي على النقيض من ذلك, لانها تسعى أساسا الى فهم الحقيقة في كليتها. فالفيلسوف من خلال ملاحظة مجموعات متنوعة من الوقائع يشرع في اقامة بعض المبادئ العامة و النهائية التي يحاول بواسطتها تفسير الحقيقة ككل. و نحن لا نسعى هنا الى الاجابة عن التساؤل الذي يثار حول كيفية اشتقاق القضايا المتعلقة بالحقيقة الكلية فهناك اختلافات واضحة في هذا الصددبين المدارس الفلسفية المتعددة. و يستمد الفيلسوف مسلمات و بديهيات معينة من المبادئ العليا للحقيقة الكلية التي صاغها, ثم يحاول بعد ذلك استخدامها في اعادة تفسير الوضع الخاص لفئات الموضوعات التي يميزها في الوقائع الملاحظة. وهكذا فبينما يفسر عالم الاجتماع المجتمع في ضوء الوقائع الملاحظة من خلاله أو من خلال الميادين المتصلة ذات المعرفة الامبيريقية, يفسر الفيلسوف الاجتماعي المجتمع في ضوء التفسيرات التي يعطيها للحقيقة القصوى, بينما يستطيع علم الاجتماع أن يفعل ذلك.
ان الفارق بين الفلسفة الاجتماعية و علم الاجتماع واضح جلي على المستوى النظري, الا ان الحدود بينهما مختلطة على مستوى الممارسة, و بخاصة على مستوى النظريات,ذلك انه ظهر خلال نمو علم الاجتماع خلط شديد بينه و بين الفلسفة الاجتماعية فلقد جاوز كثير من علماء الاجتماع الحدود التي تفصل بين نطاق الفلسفة الاجتماعية و نطاق علم الاجتماع, و ادخلوا فيه افكارا و تصورات من النوع الذي يثير الشك و التساؤل, تنتمي الى الفلسفة الاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشكور كتير
احمد القطراوى ( 2010 / 3 / 13 - 06:53 )
مشكور اخى على المعلومات القيمة

انا انشالله بدى اعمل ماجستير فى علم الاجتماع قريبا

كل الاحترام للناقل


2 - شكر
ايناس نصرالدين ( 2010 / 12 / 18 - 17:05 )
بجدشكراليك وربنايعطك العافية لي الجهد

اخر الافلام

.. انعكاسات مقتل رئيسي على السياسة الخارجية لإيران |#غرفة_الأخب


.. تحقيق للجزيرة يكشف مزيد من التفاصيل حول جرائم ميدانية نفذت ب




.. منير شفيق: وفاة رئيسي لن تؤثر على سياسة إيران الخارجية والدا


.. كتائب القسام تطلق صاروخا طراز -سام-7- تجاه مروحية إسرائيلية




.. خامنئي يكلف محمد مخبر بمهام إبراهيم رئيسي وتعيين علي باقري ك