الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحرّضون على الإلحاد

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2010 / 3 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كثيراً ما نسمع هذا الصراخ المؤلم : "لقد أخرجتموني من ديني" !..
وهكذا ، نظل مسئولين بصورة أو أخرى ، عن خلق الدوافع إلى معقولية الإلحاد في نظر الكثيرين .
فماذا نقول عن الأم التي تترك رضيعها ؛ ليتبناه ظلام الشوارع !
وعن زوجة الأب ، التي تتفنن في تعذيب أولاده ، بعلمه أو بدون علمه !
وعن العم ، الذي يتصرّف بوحشية دونها مخالب الوحوش مع أبن أخيه اليتيم !
وماذا عن الطوائف ، والشيع ، والطرق المتعددة في العقيدة الواحدة ، وكل واحد منها يدّعي أنه وحده يملك الحق ، وأن سواه على باطل . وهم يختلفون في كل شيء ، ولا يتّحدون إلا فـي أمر واحــد ، هو : عدم أهتمامهم ـ هل أقول عدم محبتهم ـ لأولئك الأبرياء الذين يعانون شظف العيش ، ويقاسون في مراكز الشرطة ، وعدم دفاعهم عن أولئك الذين يقضون في السجون ، والمعتقلات !
وكيف نلوم إنساناً أعتنق الإلحادية ، وقد باتت الأديان مصدر خوفه ، بسبب تصرفات بعض المؤمنين الذين خانوا ايمانهم ، فيرى ويسمع رجال الدين ، يشجعون المضطهديــن ، ويمالئون الظالمين ، ويتملقون الطغـاة ، بل ويحاربون إعلامياً إلى جانبهم .. وأولئك الذين من خلال إيمانهم ، يحاربون الانسان باسم الله ، ويتناحرون لأجل حيازة الأرض ، والسلطة ، باسم الدين !
كيف نجابه من يدعون للإلحاد ، أو يؤمنون به ، وهم يفتحون أعينهم على قادة وحكام ، يتشدّقون بأن دينهم هو الدين الرسمي للدولة التي يترأسونها ، بينما هم ، وزبانيتهم ، يلقون برعاياها بسبب صبغتهم السياسية ، أو الدينية ، في أتون السجون والمعتقلات ، حيث يقاسون ، ويتألمون ، ويتعذّبون ، وربما ينتهي بهم الأمر إلى الموت الرهيب . ويشاهدون رجالاً ونسـاء ببطون خاويـة ، وهم يصحبون معهم أطفالاً كالأشباح ، يلملمون معاً الفتات القذر من صناديق الزبالة !
والأسوأ من ذلك ، لا نزال نقيم الدنيا ولا نقعدها ، عندما يتحوّل إنسان ما برغبته من عقيدته إلى أحد الأديان الكبرى في العالم ، فالبعض ينبذه ، والآخر يلوّح بحدّ "الردة" ، بينما لا نحرّك ساكناً إن هو إرتد عن إيمانه ؛ فأصبح ملحداً !
،...،...،...
متى نحس شعور الإستنابة والندم ، ونبتعد عن الشعائر الخاطئة التي تؤذي شبيهنا ، وتُحطمه ، ويستحيل إيمانه إلى رماد ؟!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تتكلم كما لو كانت الانسانيه حكرا للمتدين
Sir Galahad ( 2010 / 3 / 14 - 20:04 )
مع اتفاقي معك في صعوبه الدفاع عن الاديان الا اني لا اري رأيك في أن التصرفات اللا انسانيه هي خيانه للدين
هل معني ذلك ان اللا ديني او الملحد او من خرج عن الدين هو ناقص الانسانيه؟
الواقع والحقيقه تثبت عكس هذا تماما
الملحد لا يدعي انه يملك الحقيقه المطلقه
الملحد لا يحتقر المؤمن قد يشفق عليه ولكن البته لا يحتقره
الملحد لا يكفر من يخالفه الفكر
الملحد لا يقاتل او يقتل غير الملحد
الملحد(ه) لا يمانع من الزواج بمؤمن(ه) ولا يفرق بين زوجين اذا عرف بإختلاف عقيدتهم او فكرهم
ويمكن لي الاستمرار ولكن هذا يكفي


2 - قال فيلسوف الشعراء- أبو العلاء
النيل نجاشي ( 2010 / 3 / 14 - 20:28 )
اثنان أهل الأرض : دين بلا عقل . او عقل بلا دين


3 - الالحاد والاسلام
علي السعيد ( 2010 / 3 / 14 - 20:44 )
قد أملك فكرة عن أخرى...,قد يكون الالحاد بناء فكري تدريجي وتراكمي .كثير من المسلمات تشير الى ذلك ,وتجعله اكثر احتمالا , وخاصة في المجتمعات الاسلامية , حيث الهوة أوسع وأرحب ,بل اكثر قربا من الالحاد .في أجواء المجتمع الاسلامي المعتم ,تم تهميش الجماليات , وتوسع صلاحيات المطلق , المحرم , الممنوع ,بل الاسلام من يمنح الحادا سلسا وميسورا.وفيه من الثغرات التي تعطي حيزا اكبر ليس للالحاد فقط انما للتمرد ايضا .
ان قراءة أوسع للواقع الاسلامي تقربنا أكثر نحو إعادة النظر في الواقع اليومي والكم التأريخي , والموروث الاخلاقي والفكري .أحس بان الاسلام جاء بين كماشة الحضارة الانسانيةالثرية في تاريخ منطقة الشرق الاوسط وبين الحضارة الاوربية المعاصرة .بين الارث السومري والبابلي والفرعوني وبين اوربا العلمانية اليوم .كما جعل الاسلام طقوسه وفكره لتزيده أكثر بعدا عن الهم الانساني وعذابات البشرية . لايشعرنا الاسلام بغير الترف والسلاطين والقهر والظلم ورجال الدين ووعاظه والفتوحات والغنائم ,هنا لاأثر للتحريض على المسلمات.
شكرا لكم لاتاحتكم فرصة التعبير .مع التقدير .


4 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 3 / 15 - 07:32 )
الأخ عادل المحترم ، تحية عادة أقرأ لك مقالاتك على هذا الموقع الجميل ، لكن هذه المرة ، أعتقد أنك تسرعت قليلاً في نشر المادة . هناك العديد من الأفكار الجميلة ولكن هناك أفكار تستدعي الوقوف عندها ، خاصة في ( بينما لا نحرك ساكناً إن هو إرتد وأصبح ملحداً ) ترى هل هي دعوى لقتل الملحدين ..؟ أتمنى أن يكون فهمي خاطئاً وهنا أجد نفسي متضامناً مع صديقي صاحب التعليق الأول والثاني والثالث . شكراً لك على جهدك .


5 - شكري مع التعليق
عادل عطية ( 2010 / 3 / 15 - 15:05 )
شكراً جزيلاً وافراً لكل من تكرّم ومرّ على صفحتي وأبدى بكرم سخي رأيه المخلص في كلماتي المتواضعة0 لابد وأن اشير إلى انني اجابه بقلمي ، أولئك الذين يتخذون من الدين المغلوط تكأة لقهر واذلال الآخر ، حتى يجعلونهم في حالة يرفضون الله نفسه . ولم اقصد ابدا ولن يكون هذا هو هدفي مدى الحياة أن احرض احدا على احد فكل انسان حرّ فيما اراد واختار ، ولكني قصدت توضيح ان المسلم الذي يحارب اهل الكتاب تحركه دوافع كثيرة ليس من بينها الخوف على الاسلام لكنه الجهل والحقد والكراهية

اخر الافلام

.. ممزق الأحشاء وفاقد البصر.. الشاب الغزاوي رامي ضحية جديدة للا


.. فيضانات ودمار خلفه إعصار خلال مروره بجزيرة بربادوس في البحر




.. إعصار كارثي محتمل يضرب الولايات المتحدة


.. خارطة بالقواعد الأميركية المنتشرة في الدول الأوروبية.. وعدد




.. الخارجية التركية: جهود تركيا ومواقفها الراسخة من أجل الشعب ا