الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زاخو تودع إبنها البار .. الصحفي والإذاعي سكفان عبدالحكيم

محمد سليم سواري

2010 / 3 / 18
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


عندما يكون الموت هو الهاجس والنهاية الطبيعية لكل أشكال الحياة في هذا الكون ، هناك يكون لقانون النسبية تفسير آخر ، وقد غاب عن بال نيوتن الكثير من المدلولات والتفسيرات ، لتكون هناك حقيقة قد تكون شاملة وهي قاعدة الأواني المستطرقة للعالم أرخميدس .. حيث يتساوى كل المخلوقات أمام جبروت الموت والفناء الى اللانهاية؟!
ما أصعب وأمر كل الملذات أمام غياب الأعزاء من الأحباب والأقرباء والأصدقاء ليخيم الشقاء والحزن لغيابهم مكان الفرحة والإبتسامة التي كانت تملأ الشفاه عندما كان وجودهم يملأ الحياة .
لم تكن غفلة ، بل حقيقة مرة وحسرة قاتلة .. عندما رحل عنا الغالي " سكفان عبدالحكيم " الذي عرفناه صديقاً وأخاً في كل الظروف قبل أن نعرفه كاتباً وإذاعياً وصحفياً .
نعم كان المرحوم سكفان عبدالحكيم إعلامياً لامعاً وإذاعياً يُشهد له ، حيث بدأ مشواره منذ بداية السبعينات في بغداد .. وقد شهدت أروقة وإستوديوهات الإذاعة الكردية في بغداد لهذا الإذاعي نشاطاً قل نظيره وكان صوته الهادئ بتلك النغمات المقنعة ينساب الى الفؤاد قبل السمع وفي كل أجزاء كردستان .. حيث كان له شغف ببرامج الأطفال وعالمهم .. فترأس قسم برامج الأطفال في الإذاعة الكردية ومنذ منتصف السبعينات ولفترة طويلة ليشرف على إعداد وتقديم وإخراج برامج الأطفال ، لأنه كان يؤكد ويؤمن بأن الطفل هو رأسمالنا في المستقبل ، وبدأ نشاطه بتأسيس فرقة خاصة مكونة من الأطفال الكرد ، ليقوم الأطفال أنفسهم بتقديم برامجهم بالإضافة الى تقديم العشرات من التمثيليات الخاصة بالأطفال وتسجيل العديد من أغاني الأطفال ، حيث نالت أُغنية " هه فال هه فالوشكي " الصديق الصدوق ، الفلكلورية الشهرة والإنتشار عند الأطفال الكرد ، ومن أجل تجسيد ما كان يؤمن به من ضرورة الإهتمام بعالم الأطفال قام بتأليف كتاب خاص عنهم وعن أُغنياتهم باسم " هه فال هه فالوشكي " وذلك للحفاظ على تراث الطفل الكردي وحفظه من الضياع .
وقد عرف عن المرحوم دعمه للفنانين الكرد من المغنين بصورة عامة والشباب منهم بصورة خاصة ، وكان يشجعهم لشق طريقهم في المسيرة الفنية ويأخذ بأيديهم ويفتح لهم قلبه وبيته ليقفوا على أرجلهم .. ألم يكن سكفان عبدالحكيم وراء ملحمة صقل مواهب الكثير من الفنانين الكرد في بغداد وفي ظروف كان القليل من الرجال مًن يتمكن التفوه بكلمة كردستان في وسائل الإعلام ، وإن أرشيف وذاكرة المغنين الكرد الأوفياء تشهد بذلك ، عندما كان يجري معهم اللقاءات الصحفية والإذاعية فيضع الهاوي أمام إختيار صعب ومسؤولية تأريخية كبيرة ، وما قام به في هذا المجال لم يقم به إعلامي او إذاعي آخر وكان يقدم قصائده الشعرية لأشهر المغنين الكرد والمغنيات لتتحول الى أغاني متألقة.
ولمواصلة المسيرة الفنية للغناء الكردي قام المرحوم بتأليف كتاب عن المبدع الكردي محمد عارف جزيري سنة 1986 " محمد عارف كه وي رباده " ، وكتاب ثان عن الفنان الكردي الشاب الراحل أياز زاخويي سنة 1987 .
وعلى صعيد الأدب والشعر ألف كتاباً رائعاً سنة 1986 عن المسيرة الإبداعية للشاعر الكردي المبدع " جه كه ر خوين " وفي تلك الأيام والظروف كان هناك القليل من يستطيع الكتابة عن شاعر كـ "جه كه ر خوين " حيث تلهب قصائده حماس الشباب الكرد .
ووفاءً منه لمدينته زاخو وأشخاصها قام بتأيف كتاب سنة 2004 عبارة عن البوم من الصور الفوتوغرافية عن المواقع والأماكن القديمة في زاخو مع أهم شخصياتها عبر التأريخ ، وهذا الكتاب يمثل بحق ذاكرة زاخو حيث يقول في المقدمة : " الرسم والصور مرآة كل الشعب ، يرى فيها حقيقته وشخصيته ، وفي الكثير من الأحوال الصورة هي التي تنطق لتقول الكثير " .
والجدير بالذكر أن المرحوم من مواليد زاخو سنمة 1948 بدأ مشواره الصحفي والأدبي في بغداد بداية السبعينات للعمل في الإذاعة الكردية في بغداد وفي نهاية الثمانينات إنتقل للسكن في مدينة دهوك ليستمر في العمل الإعلامي مع شرارة الإنتفاضة سنة 1991 ، وبعد ذلك هاجر مع عائلته ليستقر في السويد ، ولكن لم يحلو له العيش إلا على خرير مياه خابور ورؤية جسر دلال صباحاً ومساءً وتجاذب أطراف الحديث مع أصدقاء العمر في مقهى " حمزو " وبدأ نهاره بالفطور في السوق القديم ، والذهاب الى مقر إذاعة دلال للإشراف على العمل.
وفي 9/3/2010 ودعنا وودع مدينة زاخو الى دار الآخرة .
هكذا رحلتَ عنا يا عزيزي وصديقي أبا هوزان ، وكان أحلى جملة أقولها لك ، وأنت تشعر بكل الفخر : " يا أبا هوزان هًوزن " .. وكنت تعرف بأنك أمام موقف عليك تقيمه والخروج بنتيجة ؟
كم كان صعباً عليك وأنت في السويد وتتحمل فراق وغربة الوطن لتكون بالقرب من أهلك وأولادك .. وحيث لم تتحمل غربة الوطن وجئت الى كردستان لتلقي ربك وأنت بعيد عن عائلتك ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عزائنا لذوي الفقيد
سرسبيندار السندي ( 2010 / 3 / 18 - 16:44 )
عزائنا لذوي الفقيد سكفان عبد الحكيم وللخابور ولكل أهل زاخو الحبيبة ... وليلهمكم الرب جميل الصبر والسلوان .....!؟

اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟