الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصيحة للبرادعي: لا تترشح لرئاسة مصر

أشرف عبد القادر

2010 / 3 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تمر مصر بمرحلة فاصلة في تاريخها الحديث وسط تغيرات إقليمية ودولية غير مسبوقة،الذين لا يعرفون السياسة يظنون أن كل ما يتمناه السياسي يدركه،ولا يعرفون أن السياسة هي فن الممكن، وأنه ليس كل ما يتمناه السياسي يدركه،فهناك ضغوطاً داخلية وخارجية –أحيانا وغالبا- لا تمكن السياسي من تحقيق ما يريد. الشعوب العربية والإسلامية بصفة عامة، والشعب المصري بصفة خاصة، في شوق إلى ديمقراطية حقيقية ،ديمقراطية قائمة على أسس المجتمع المدني،قائمة على الفصل بين السلطات الثلاث: التنفيذية، والتشريعية والقضائية،قائمة على مبدأ المواطنة،حيث لا فرق بين مسلم ومسيحي وشيعي وبهائي إلا بالتقوى والعمل الصالح لخير مصر،ديمقراطية تساوي بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، ديمقراطية تعمل على التداول السلمي على السلطة عبر صناديق الانتخاب،وليس بالاستيلاء على السلطة بالانقلابات العسكرية أوالإنتفضات الشارعية ... هذا ما تتوق إليه الشعوب العربية والإسلامية كما في إيران.
هناك محاولات للتغيير في مصر تقودها حركة"كفاية"وغيرها من الجماعات، وهي ليست كافية لإحداث التغيير المطلوب،لأن المطلوب هو تغيير حقيقي على أرض الواقع،وليس تغييراً عن طريق الشعارات التي تدغدغ مشاعر الجماهير،كما تفعل جماعة الإخوان المتأسلمين لتضليلها ودفعها إلى الهاوية، فحاولوا استقبال د.البرادعي العائد إلى مصر بعد غيبة طويلة استقبال الفاتحين،والبرادعي هو ابن من أبناء مصر المخلصين،وعالم من علمائها الأفذاذ،فهو أينشتين مصر، ولكن الذي لا تفهمه الجماهير أنه لا يعني نبوغه في الفيزياء أنه سينجح في رئاسة مصر، فالعلم والسياسة شيئان مختلفان تماماً،فأينشتين اليهودي عندما عرضوا عليه رئاسة دولة إسرائيل رفض،لأنه يعرف أنه كفزيائي ناجح لا يصلح لحكم دولة صغيرة بحجم إسرائيل،فما بالكم بحكم دولة بحجم مصر، سكانه أكثر من 80 مليون نسمة، فلو عرضوا عليك يا دكتور حكم مصر على طبق من ذهب، ارفض،لأنك دخلت تاريخ مصر كفزيائي نابغ حائز على جائزة نوبل،فإذا ما وصلت إلى حكم مصر- لا قدر الله- فستذهب مصر في داهية،لعدم خبرتك السياسية،وسننسي تاريخك العلمي الذي حصلت به على جائزة نوبل، وستدخل التاريخ كرئيس فاشل لدولة فاشلة،وأذكرك، أيضاً، أن أمير البندقية لما كلف ميكافيلي تنظيم استعراض عسكري،بإيعاذ من قائد الجيش فشل ميكافيلي الذي نصّب نفسه خبيرا يوما واحدا،في حين أن ميكافيلي عالم الاستراتيجية بقى خالداً على مر التاريخ.
العلماء لا يصلحون لممارسة السياسة،بل فقط لممارسة اختصاصهم،فكل مهيأ لما خلق له،كما يقول الحديث الشريف. بل حتى عميد كلية العلوم السياسية في مصر،وهو طبعاً ناجح كأستاذ وعميد، سيفشل كرئيس لو رشح لرئاسة مصر. تذكر أن ريجان هو أجهل رئيس حكم أمريكا على الإطلاق،ولكنه أنجح رئيس على الإطلاق،لأنه نجح في إسقاط الشيوعية في مشروع حرب النجوم.
لماذا؟
لأن المؤسسات هناك هي التي تحكم،وهي التي تقوم بدور الرئيس،ودور الرئيس هو التوقيع على قرارات هذه المؤسسات، فلا يشترط في الرئيس أن يكون فيلسوفاً أو عالماً،بل فقط مستمع جيد لما يقوله له مستشاروه المتخصصون، وبما أن هذا ليس هو حال مصر،حيث المجتمع المدني لا زال ناشئاً،وكذلك المؤسسات،كما قال ابن مصر الغالي،بطرس غالي:" أنه بيننا وبين الديمقراطية قرن من الزمان" لأقول متفائلاً 20 سنة على الأقل !!،فالمسؤولية ستكون صعبة عليك، فاربأ بنفسك عن هذه الورطة التي يريد الآخرون توريطك فيها،فأهلاً بك في بلدك مصر، قم بنشاطك العلمي، واعمل على تطوير مصر ،وساعد بكل ما تملك من قوة في إرساء قواعد وأسس الديمقراطية، لكن اهرب من فخ ترشيحك لحكم مصر،فهذه النصيحة أقولها لك بقلب مخلص،وهي من صميم ديننا ،لأن الدين النصيحة.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسمح لى
بسيونى بسيونى ( 2010 / 3 / 18 - 15:18 )
اعتقد انه خانك التوفيق فيما كتبت فالدكتور البرادعى ليس فيزيائى ولم يحصل على نوبل فى الفزياء ارجو مراجعه معلوماتك وشكرا


2 - دقة المعلومه
زاهر موحان منهل ( 2010 / 3 / 18 - 16:18 )
الاستاذ الفاضل
مقالتكم مبنيه على معلومه غير صحيحه حيث ان الدكتور البرادعي دكتور في القانون
هل تعتقد ان استنتاجاتكم تكون صحيحه
مع احترامي


3 - الكاتب
أبو علي ( 2010 / 3 / 18 - 16:37 )
الكاتب نصب نفسه استاذاً في السياسة وهو لو علم ليس كذلك فريغان هو أفشل رؤساء أمريكا على الإطلاق فهو من غمر أمريكا بالديون حتى وصل سعر الفائدة على الدولار 20% لأول مرة وآخر مرة في التاريخ والاتحاد السوفياتي كان ساقطاً قبل أن يصل ريغان للرئاسة وليست حرب النجوم ما أسقط الإتحاد السوفياتي فالزيادات الهائلة في الموازنات الحربية بدأت عام 54 حينما كان ريغان مجرد جاسوس على زملائه الممثلين من الدرجة الثالثة في هوليوود ــ هل الكاتب الناقد من أنصار الجواسيس ؟؟


4 - علي العكس تماما
Sir Galahad ( 2010 / 3 / 18 - 19:50 )
أخي أشرف اسمح لي بالاختلاف معك فكما أشار الاخرون الدكتور البرادعي مؤهلاته في القانون ولكن لم تكن يا أخي أول ولن تكون اخر من يقع في الاستنباط الخاطئ
ولكنني احب ان ازيد ان عمله في وكاله الطاقه الذريه وغيرها من مؤسسات الامم المتحده كان عملا اداريا وسياسيا بالدرجه الاولي ولذلك كانت جائزه نوبل له في السلام وليست في الفيزياء او غيرها من العلوم التطبيقيه

أيضا هو بدأ عمله الديبلوماسي عام 1964 (هو تخرج من كليه الحقوق جامعه القاهره عام 1960) في وزاره الخارجيه المصريه

ولذا فهو دبلوماسي وسياسي مؤهل تماما لمنصب الرئيس حيث له خبره بالعمل الديبلوماسي والسياسي علي المستوي القومي والدولي ولا ينيغي ان ننسي انه كان استاذا للقانون الدولي بعده جامعات امريكيه وغيرها وما زال للان يحاضر في القانون الدولي

أظن انك يا أخي ستوافقني الرأي في أنه مؤهل للمنصب خيرا بكثير من باكباشي مشاه (عبد الناصر)أو باكباشي اشاره(السادات)أو طيار(مبارك) كما انه بالتأكيد مؤهل أكثر من موظف سابق في بنك (جمال مبارك) ورجاء الرجوع للسيره الذاتيه للدكتور البرادعي فهي موجوده علي الانترنيت


5 - تصحيح
Sir Galahad ( 2010 / 3 / 18 - 20:33 )
في مداخلتي ذكرت ان الدكتور البرادعي تخرج عام 1960 وكنت اقصد 1962 فلزم التصحيح


6 - تكافؤ الفرص مطلوب....
Zagal ( 2010 / 3 / 18 - 23:36 )
الجاهل من يتصيد هفوات الاخرين ....

ان مايقصده الاستاذ اشرف ان العالم (سواء فيزياقى او قانونى اوحتى دكتور) بدون ممارسه فعليه لمهام الرئاسه او السياسه لايصلح لادارة شئون سياسيه خبط لزق ...
الخطوره فى تعارض المشروع مع المتاح من الحريه .. وخبرات الراجل ليست سياسيه .


ولكن اود ان اعلق على كلام استاذ اشرف من حيث تكافؤ الفرص ...
فليس المطلوب منى ان اطلب من المرشح ان يكون رئيس سابق مثلا .. والتنوع فى الخبرات مطلوب ... فهو على الاقل رجل علمانى ان لم يصاب بمرض ازهرى ... فخبرة الممثل الامريكى المشهور Schwarzenegger فى السياسه لم تكن كافيه لترشيحه ولكن حبه واهتمامه بالبلد هو سر نجاحه...


لذا اتفق مع تعليق 4 للSir Galahad


7 - نصيحه عقيمه
شرق عدن ( 2010 / 3 / 19 - 00:19 )
الا تخجل من نفسك وانت تكتب هذا المقال الكارثه؟؟؟ الا تعلم ان مصر محكومه بعصابه من المافيا والبلطجيه واللصوص؟؟؟لماذا لاتريد ان ننظف البلد من هذا العفن والفساد والويلات!!محمد البرادعى رجل الساعه وهو شريف ونظيف وذو خبره دوليه وهو كفيل باداره دفه البلد الى بر الامان


8 - البرادعي لا يصلح
نبيل السوري ( 2010 / 3 / 19 - 05:59 )
الرئيس في البلاد العربية ليس بحاجة إلا لخبرات قمعية وفسادية وقذارية، ويجب أن تكون من العيار الثقيل

بالتالي البرادعي غير مؤهل أبداً

وكلكم تضيعون وقتكم في مناقشة موضوع البرادعي
انظروا إلى مباركة أمريكا لعملية التوريث الهزلية المقرفة التي تمت في سوريا لتعرفوا ما هو المطلوب من الرئيس العربي

البرادعي لن يكون رئيساً لمصر لأنه قد يكون وطنياً ومخلصاً، وهذا هو بالضبط ما تخشاه الدوائر الخارجية المهمة وكذلك مراكز الفساد والبطش في مصر

فكفانا تضييعاً للوقت


9 - البرادعي طوق نجاة للجميع
النيل نجاشي ( 2010 / 3 / 19 - 07:54 )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=207634


10 - لصالح من يفكر الكاتب ؟
النيل نجاشي ( 2010 / 3 / 19 - 14:27 )
هل تفكر لخدمة البرادعي ؟ أم تفكر لما فيه مصالح بلدك ؟
البرادعي يعرف كيف يفكر ولا نظنه يحتاج لمن يفكر له وينصحه .. الوطن هو المحتاج لأفكار أبنائه للخروج من أزمته


11 - أخطأتَ ومَنْ منّا لايُخطيء ؟
رعد الحافظ ( 2010 / 3 / 20 - 12:38 )
أخي الكاتب , وردت تناقضات كثيرة في مقالك المحترم هذا , قادتك الى إقتراح أفكار غريبة بأحسن الأوصاف
تقول ..الرئيس لا يحتاج أن يكون عالم في إختصاص علمي , حسناً .. وتضيف يكفيه المستشارون ذلك , فهل يعني ذلك إكتفائنا بتنصيب دمية بشرية ؟وهل ينفع ذلك عندنا نحن العرب والمسلمون ؟
ثم أن البرادعي رجل عالمي , إطلع من خلال عملهِ على تجارب كثيرة للشعوب والدول وهو مختص بالقانون الدولي , فماذا تطلب من مواصفات أفضل لشخصية الرئيس المصري ؟
وكيف تنبأتَ بفشلهِ وقارنته بميكافلي صاحب مقولة ( الغاية تبرر الوسيلة )
هل هذا عدل منكَ ؟
راجع نفسكَ , فستجد كلام الدكتور صلاح محسن في مقالاتهِ عن الموضوع , ( البرادعي طوق نجاة للجميع ) , أفضل الأفكار وأكثرها عقلانية وموضوعية للوصول الى برّ الأمان دون خسائر كبيرة
تحياتي للجميع

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah