الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سر الوجود

بطرس بيو

2010 / 3 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كثيراً ما نفكرعما إذا كان لنا كيان قبل مولدنا أم أننا أتينا من العدم و ماذا سنصبح بعد وفاتنا.
. و تختلف الأديان في هذا الخصوص فالأديان التوحيدية كاليهودية و المسيحية و الإسلام يؤمنون بخلق الإنسان من العدم من قبل الله ثم تبقى الروح بعد الوفاة خالدة أما البوذية و الهندوسية يؤمن أتباعها بتناسخ الأرواح أي أن الإنسان الصالح يكافؤ بأن يعود إلى الوجود بشكل إنسان أفضل مما كان عليه قبل و فاته والإنسان الطالح يعود إلى الوجود بصورة أسوأ مما كان عليه قبل و فاته كأن يخلق كحيوان مثل سقراط ً Reincarnation وكان بعض الفلاسفة يؤمنون بإعادة التجسد
و أفلاطون.
فو جود الفرد كإنسان قبل مولده لا يتفق مع الواقع لأن ذلك يعني أن الخمسة بلايين و ثمانمائة مليون إنسان الموجودين يومنا هذا على وجه البسيطة كانوا موجودين في السابق مما يتنافى مع الواقع. فمنذ سبعون ألف سنة قبل الميلاد حتى إحتراف الإنسان الزراعة كان عدد سكان الكرة الأرضية لا يتجاوز المليون شخص ثم وصلوا إلى ثلاثمائة و خمسون مليون في القرن الرابع عشر و عدد السكان في تزايد مستمر إذ سيصل العدد إلى 9 بلايين عام 2040.
بالطبع لا يمكن علمياً إثبات هذه المعتقدات سواءً الدينية منها أو الفلسفية.
و سيبقى هذا الموضوع لغزاً غير قابل للحل و قد أبدى ايليا أبو ماضي شاعر المهجر المعروف رأيه فيه في قصيدته "الطلاسم" بالأبيات التالية:
جئت لا أعلم من أين و لـكني أتـيـت
فـأبصرت قـدامي طـريـقـاً فـمشـيـت
و سأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت
كـيف جـئـت كيف أبصرت طريقي
لست أدري
فمهما تقدم العلم سوف لا يستطيع حل هذا اللغز حسب رأيي فهناك أمور يقر بها العلم لكنه لا يتمكن من تفسيرها كالتنوبم المغناطيسي و تبادل الخواطر
Telepathy و التنبأ بالمستقبل Clairvoyance فهذه ظواهر ثبت صحتها عملياً فالتنويم المغناطيسي يلجأ إليه أطباء علم النفس في حالات نادرة.
لا أعتقد أن أحداً لم يسمع بقصص تتكلم عن أمور كهذه كالقصص التالية التي وردت في كتاب بعنوان "القدرات الروحية" Psychic Powers
تأليف محرري كتب تايم-لايف:
يوم 19 تموز عام 1759 أثناء حفلة أقامها أحد أعيان مدينة جوتنبورج السويدية خرج فجأةً من القاعة أحد أبرز الضيوف الستة عشرالذين كانوا يتواجدون في الحفلة و هوالعالم عمانوئيل سويدنبورج الشهير و أخذ يتمشى في الخارج دون أن ينطق بكلمة. و عندما عاد إلى القاعة كان منفعلاً و شديد الإصفرار ثم قال أن حريقاً نشب في دار جاره و قد ينتقل الحريق إلى داره. فتبادل الضيوف نظرات الإستغراب لأنهم يعلمون أن سويدونبورج يسكن في مدينة ستوكهولم التي تبعد حوالي 300 ميل عن جوتنبورج . و أخذ سويدنبوؤج يترك القاعة عدة مرات و يعود إليها قائلاً أن الحريق مستمر في الإنتشار. ثم حوالي الساعة الثامنة أعلن أن الحريق تم إطفاؤه في البيت الثالث من داره.و في اليوم التالي و كان يوم الأحد أصبحت رؤية سويدنبورج حديث المدينة و أخذ الناس يتسأاون عما إذا كان هناك حريق بالفعل أم أن الرجل البالغ السبعينات من عمره كان يخرف و في الليلة التالية وصل مراسل من ستوكهولم و أخبر أهالي جوتنبورج بأنباء الحريق و بعد ثلاثة أيام أتى مراسل آخر و أخبر الناس بتفاصيل الحريق و كانت مطابقة حرفياً للذي حكاه سويدنبورج.
و النجار الكندي الذي قال عندما مر من موقع في الإسكندرية في مصر أنه مر فوق قصر كلوباترا ووصفه وصفاً كاملاً كما تم تأكيد ذلك في الحفريات التي أجريت على الموقع فيما بعد. و في عام 1967 أكدت السيدة من نيوجرسي أن الولد المفقود ميت و تم تأكيد ذلك من قبل رجال الشرطة عندما وجدوا جثته
هذه حوادث وقعت بالفعل فهل يستطيع العلم تفسيرها؟ بالتأكيد كلا.
مما لا شك فيه أن عقل الإنسان محدود فهناك أمور تحدث بالفعل لا يمكن تفسيرها. فنظرية تكوين الكون بألإنفجار الكبيرهي لا تزال فرضية و ليست حقيقة علمية، كما فسر العلماء تكوين الحياة من حجيرة في البحار تطورت و أنتجت المخلوقات المتواجدة على الكرة الأرضية و لكن كيفية نشوء الحياة في هذه الحجيرة لا تزال سراً خفياً. فالعقل البشري إستطاع أن يكتشف مجرات تبعد عنا ببلايين السنين الضوئية و لكن الا يوجد مجرات أخرى أبعد من تلك لم يستطع العقل البشري بإمكانياته المحدودة التوصل إليها؟ فهل للكون حدود أم هو غير متناهي؟ هده أسئلة خارج نطاق العقل مما حدا بالإنسان الأول أن يتعبد الظواهر الطبيعية معتقداً أنها هي المسبب لهذا لوجود ثم عندما تطور عقله و إستطاع أن يكتشف ماهية هذه الظواهر إبتدع فكرة الأله الخفي كونه هو المسبب لهذا الوجود و نسب إليه أي شئ يحدث على هذه البسيطة و إستنبط فكرة الثواب و العقاب و الجنة و النار و تدخل الإله في كل صغيرة و كبيرة يفعلها الإنسان في حياته. فهذه المعتقدات هي خارج العقل و المنطق فإن كان هناك كيان هو المسبب لهذا الوجود، سمه ما شئت، فالمنطق يملي علينا أن هذا الخالق قد خلق الكون و فرض القوانين التي يسير عليها و لا يتدخل في التفاصيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال ممتع
نادر عبدالله صابر ( 2010 / 3 / 20 - 08:13 )
شكرا للكاتب الهمام
لقد استمتعت بالمقال الذي جعلني بدوري اتسائل وأتعجب مثل الكاتب من هذه الظواهر الخارقة الغير ممكنة التصور لكنني متيقن ان العلم حتما سيجد اجوبة لتلك الألغاز في قادم الأيام التي قد تمتد لدهور !!!!.؟؟؟
علم الماوراءالطبيعة ( الباراسوكولوجي )ما زال علم يحاول العلماء ان يجدوا تفسيرا منطقيا وعلميا له ... مثلما كان القدماء(لو قيض لهم ان يعيشوا ايامنا هذه الان ) سيجدون ان عصرنا بما يحوي من اكتشافات علمية هو امر خارق للطبيعة !!!!! ... ه
لك اجمل وانبل وأفضل تحية ايها الصديق الرائع المبدع بطرس بيو


2 - عمت مساء
ابو مودة ( 2010 / 3 / 20 - 11:27 )
دوما نتسائل لماذا نتواجد ؟
وهل نتواجد بتواجد الكون؟
اذن ما معنى هذا التواجد ؟
ولماذا نكون مقابل ان لا نكون؟
و من نحن ؟
ومن هو هذا الكون؟
ولعل عنوان هذا المقال الممتع يتجلّى بهذه التساؤولات
..............
مقال ممتع حقا كما قال صديقي الجميل محمد الحلو
...................
سلمت استاذ بطرس
.........سلام


3 - سر الوجود
بطرس بيو ( 2010 / 3 / 20 - 13:16 )
أعتذر للقراء الأعزاء عن التشويه الذي حدث في الأسسطر الخانس و السادس و سياق الجمل كان يجب أن يكون كالآتي
كأن يخلق كحيوان و كان بعض الفلاسفة يؤمنون بإعادة التجسد كسقراط و أفلاطون و شكراً لتسامحكم


4 - الشك إنطلاقة للبحث
أبو أحمد ( 2010 / 3 / 20 - 13:18 )
شكرا للكاتب ولكني أعتقد أن التقدم العلمي سيحل كل الألغاز ويصل بالبعض لمستوى الإنسان العالم أي الذي يعلم أسرار الكون والخلق وربما يكون المسيح عيسى قد وصل لهذه المرحلة من الإنسانية أي الإنسان العالم أما السطر الأخير من مقالك أعتقد بصحته .
تحياتي .

اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر