الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوجينيا الوطنية

سيد القمنى

2010 / 3 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تتكون عناصر ثقافة أى مجتمع من موروثات تاريخ و عادات و تقاليد و دين و لغة ، إضافة لعناصر أكثر عرضة للتطور و التغير مثل القوانين و الفنون و الأنظمة الإجتماعية و الأشكال الإقتصادية و الأساليب السياسية و نظام الحكم ، ناهيك عن مجموع المعارف و العلوم الحامل الحقيقي لكل عناصر الثقافة الأخرى.
و عندما تتوازن عناصر الثقافة و يأخذ منها كل عنصر فيها حقه في الوجود و الفعل ، و يأخذ ذات الفرص التي تأخذها بقية عناصر الثقافة في رسم نهج المجتمع الشامل ، فإن المجتمع يعيش حالة من السلام و الإزدهار بتوازن عناصر ثقافته و تناغمها معاً ، كمال المجتمعات يشبه كمال الأجسام بتناسق النسب في الجسم بما يعطيه القوة و التناسب و تآزر أعضائه ، و هو الشأن الذي عرفته الحضارات القديمة ، فإعطت لكل عنصر ثقافي حقه في الممارسة و الوجود بهارموني و تناسق ترك أثره في كل لوح و حجر و تمثال و معبد و سلوك . هو ما فعله الإغريق و الروم و مصر و الرافدين و الصين و الهند ، كانت مسابقات في كمال المجتمعات . أما عدم توازن الثقافة فيحدث عندما يسيطر عنصر من عناصرها على بقية العناصر و يقوم بإزاحتها عن الفعل ، فيصبح في جسد المجتمع كالورم السرطاني الضاغط على بقية وظائف الجسد ، و قد يكون هذا الضاغظ تقاليد مقدسة أو دين أو أيديولوجيا أو معرفة أو حتى علماً . و هو الأمر الذي ثبت بالتجربة في أوروبا و أمريكا عندما سيطرت ذهنية التكنولوجيا و العلم وحده ، و تقدمت على بقية عناصر الثقافة ، لتبرز الأزمة حوالي سنة 1900 ، لتعلن فشل المجتمع الأوروبي في كبوة قيمية و نكسة خلقية تتمثل في قصة ( اليوجينيا ) ، التي تحكي لنا عن الكارثة التي تصيب المجتمع عندما يسبق عنصر من عناصر الثقافة فيه علي بقية العناصر، و يسود و يسيطر و ينحي غيره ، و ما حدث في المجتمع الغربي هو تسارع الكشوف و الاختراعات و التطور العظيم في التكنولوجيا ، و لم يكن الذنب في الحقيقة ذنب العلم ، بقدر ما هو كامن في طبيعة البنية الثقافية الفوقية من نظم مجتمعية و عادات و تقاليد و سلوك و دين ، لأنها تسير في تطورها بتؤده شديدة ، و تقاوم التغيير الذي حدث في البنية التحتية للمجتمع ، حرصاً عليه في ثباته الذي أنجز في الأزمنة السابقة مجتمعهم الحالي المتقدم ، مجموعة قيم المجتمع الأخلاقية التي تتمثل في نظم اجتماعية لا تقبل التغير بيسر و سهولة ، بينما طبيعة منهج العلم و أصله و سره و براعته تكمن في سرعة تغيره و قبوله للجديد الأكثر تطوراً في تراكم كمي و نوعي هائل ، و قد فاق هذا التطور نفسه و تجاوز ذاته خلال الأعوام من 1900 إلى السنة الأخيرة في تاريخ العالم ، فمن المتوقع عام 2010 وحده أن تنجز الإنسانية ما يعادل أو يزيد عما أنجزت الإنسانية منذ وجود الإنسان على الأرض . من هنا حدثت الفجوة عام 1900 م بين تقدم تكنولوجي فرض على المجتمع شروطه الاقتصادية السوقية ، بينما لم ترق الأخلاق و القيم و تتطور بذات الدرجة لتلائم العلم الصاعد ، الذي كان بحاجة ماسة و ضرورية لتطور مماثل في البنية القيمية للمجتمع و كذلك بقية عناصر الثقافة كالفن و الدين ، و كان تأخر الجانب القيمي في الثقافة عن الجانب العلمي العملي المتفوق ، هو السبب في التمزق الذي تمثله حكاية اليوجينيا ، فقد بات العلم و منجزاته بحاجة إلى رقي أخلاقي لإحداث التوازن المجتمعي ، لأن التكنولوجيا أعطت للإنسان تسهيلات ما كان يحلم بها ، يمكن استخدامها في نفع و رفاه البشرية ، و يمكن أيضاً استخدامها للقتل و السرقة و للحروب و الدمار ، فهي تبدع مع تقدمها ما يمكن أن يؤدي لجرائم عظيمة الخطر ، و كان الحل أحد اثنين ، إما أن يتراجع العلم و ذلك كان هو المستحيل ، او أن تتقدم عناصر الثقافة الأخرى و ترتقي لتحقق توازن المجتمع ، و هو ما اختاره المجتمع الغربي بعد تجربة ( اليوجينيا ) .
و لنعرف ما هي ( اليوجينيا ) ، نعود إلى العلم و ما وصل إليه حينذاك ، كان القس مندل ( 1865 – 1900 ) قد بحث كيفية انتقال الخصائص المختلفة للنبات من جيل إلى جيل آخر، و أجرى تجاربه على البازلاء مُركزاً على صفات يريد تثبيتها في الأجيال التالية ، و صفات أخرى يريد أن ينحيها من التأثير في الأجيال التالية و ذلك بغرض تحسين الإنتاج ، و هو ما يلزمه التخلص من استمرار تكاثر النباتات ذات الصفات غير المرغوبة ، و كانت اليوجينيا هي تطبيق هذه الفكرة على البشر لإنتاج بني آدم ابن ناس ، أو ابن أصول ، و هو معنى كلمة يوجينيا الإغريقية فهي تعني نبيل المحتد أو طيب الأرومة ، مع استبعاد المعيبين جسدياً أو عقلياً من التكاثر .
أول من وضع فكرة اليوجينيا محل العمل هو العالم فرانسيس جالتون ، و هو ابن خالة العالم الجليل رفيع القدرتشارلز داروين ، فاقترح أواخر القرن الـ 19 أنه من الجائز تحسين السلالة البشرية بنفس الطريقة التي استخدمها مندل مع النبات و يستخدمها مربو الحمام و الكلاب في إنتاج سلالات أرقى و أجمل و أقوى .
كان جالتون يريد تحسين سلالة المجتمع الغربي باليوجينيا ، بالتخلص من أصحاب الصفات الغير مرغوبة في المجتمع ، بالعمل على عدم تكرارها في الأجيال التالية ، مع العمل على تكاثر الصفات المرغوبة في الأجيال التالية التي ستخرج كاملة النقاء . و مع بداية القرن العشرين كانت اليوجينيا علماً له مختبراته و أساتذته الكبار قي أمريكا و في بريطانيا و ألمانيا و معظم دول أوروبا ، و ساند هذا العلم الجديد علماء بارزون بل و علمانيون كبار تحمسوا لتحسين البشرية باليوجينيا ، و تحدثوا عن المستقبل الذي سيعيش فيه الإنسان الكامل أو السوبر مان . و تحدث آخرون عن ضرورة اليوجينيا للمجتمع الأوروبي و الأمريكي الصناعي لوقف التدهور الإجتماعي الذي تمثل في إنحلال سلوكي و تفشي جرائم السرقة و القتل و الغش ، و انتشار الرذائل خاصة في الأحياء الفقيرة حيث تستفحل أيضاً الأمراض الجسدية و النفسية و الأخلاقية . و قد رأوا أن أسباب الإنحلال الخلقي هي صفات وراثية في دماء الإنسان ، و هي سبب وجود المجرمين والفقراء و المرضى ، ( اكتشف العلم بعد ذلك خطأ هذا الفهم فلا علاقة مباشرة للدم بحد ذاته بالمسألة الوراثية التي اكتُشف أنها شديدة التعقيد و هائلة التفاصيل ) . كان الحل عند اليوجينيا هو الاستئصال ، لكن من الذي يجب استئصاله ؟ هنا لن يكون الدور للعلم إنما سيكون دور الاختيار و دور التنفيذ لما تريده ثقافة المجتمع ، أو بالأحرى ثقافة الطبقة القادرة في هذا المجتمع ، و هذه الثقافة و ليس العلم هو من سيمايز و بفاضل و يختار ، من الذي يبقى و من الذي يفنى ؟ أما الأهم فهو أن علم اليوجينيا خرج من التاريخ كأسرع علم يأتي و يخرج من عالمنا ، لكن بعد أن أسس لدراسة الإنسان وراثياً ، ليصل إلى ما وصل إليه اليوم ، بعد أن أسس اليوجينيون البرنامج و المعامل و الأدوات التي كان هدفهم منها تحديد الصفات الوراثية التي تزيد العبء على المجتمع للتخلص منها في الأجيال التالية ، و أن هذه الصفات تحدد الطبيعة المزاجية و السلوكية التي قد تكون سبباً في إدمان الكحول أو المخدرات أو البغاء أو الجرائم او الفقر في المجتمع ، حيث نُسب الفقر للعجز العقلي للفقير .
و اعتبر اليوجينيون أن ضعف العقل هو أصل كل الشرور و السلوك الاجتماعي المنحط ، فصمموا اختبارات ذكاء لاكتشافه تقف وراءها معاهد و مراكز و معامل ، مثل معهد جالتون لليوجينيا القومية بجامعة لندن ، و معهد القيصر فلهلم لبحوث الطب العقلي بألمانيا ، و كان لليوجينيا كراسي أساتذية في ميونخ و برلين ، و قامت هذه المعاهد بوضع المعايير للمواطن النموذج و للقيم المرغوبة الذي يجب دعمه و إتاحة الفرص أمامه ، و المعايير للمواطن ضعيف العقل أو الجسد الذي يجب العمل على إيقاف نسله حتى تتنحى الصفات الوراثية السلبية من بعد .
هذه المعايير أرجعت فقر الجماعات ذات الدخول المتدنية إلى قصور في قدراتهم العقلية و الأخلاقية ، و أن هذا القصور مُتجذر في بيولوجيتهم ، و غاب البحث عن أى أسباب أخرى و احتمالات مختلفة ، كعدم حصول هؤلاء على ما يكفى من فرص تعليم أو فرص اقتصادية متكافئة ، و اختيار القصور العقلي كسبب للمشاكل الاجتماعية . هو إعفاء للمجتمع من مسئوليته عن انحطاط بعض جماعاته و فقرهم ، و تحميل السبب للبيولوجيا و الوراثة حتى يمكن تبرير استئصالهم من المجتمع .
و بعدها وصل الأمر إلى تصنيف شعوب بكاملها ، فالشعب الإيطالي يميل بطبعه السلالي إلى الشر و العنف الجسدي ، و الشعب اليهودي هو في منطقة وسط بين الخبث الشرير للصرب و وساخة اليونانيين ، اما البوهيين فهي فهم لصوص بالميلاد . و اليونان و القبارصة هم ( دوجز أوف يورب ) كلاب أوروبا ، مجرد كلاب ، أما العرب في تصنيف هتلر فهم نوع من الذباب اللزج.
و نتيجة الاندفاع و التحمس للعلم المتفوق لم تعتمد معاهد اليوجينيا أسلوب العلاج ، إنما قررت التخلص من العناصر المعيبة ، و لم تتعامل مع المعيبين كمواطنين من ذات الدرجة و الأهلية ، و لم ترهم يستحقون الرعاية الاجتماعية و الصحية و التعليمية و الاقتصادية ، ففضلت الإبادة ، و قامت الحركة اليوجينية بتعقيم آلاف الناس المعاقين و العميان و الصُم والمشوهين بالإخصاء ، و هو ما مهد و برر بعد ذلك لمعسكرات الموت الجماعي و الهولوكست كما فعل النازي ، فأبيد الألوف من المعوقيين و اليهود حرقاً للاستفادة بهم كوقود للماكينة الصناعية العسكرية الألمانية .
تلاحظ أن الخصائص التي ركز عليها علم اليوجينا هي من الأمور التي يصعب قياسها أو تسجيلها بأمانة بعيداً عن الهوى و الغرض ، مثل قوة الشخصية و الخلق الرفيع و خفة الظل و حضور البديهة و حرص الفرد على احترام الذات و الإخلاص في العمل كصفات مطلوبة ، لذلك كان يسيراً أن يتم اتهام هذا العلم حتى في زمنه بالتحيز الطبقي و الطائفي و العنصري ، و كانت تلك الانتقادات الصحافية في حينها هي البداية أيضاً لاكتشاف عدم تناسب الارتقاء القيمي الخلقي مع الارتقاء و التفوق العلمي ، فكل ما أمكن لليوجينا عمله هو تعقيم الضعاف و المجرمين و المنحرفين و المرضى و المعوقين ، و الإلقاء بملامة الفقر على الفقير و ليس على المجتمع ، ألقت المسئولية على الضحية ، أما السبب الأهم فهو أن الإبادة أقل تكلفة من إعادة التاهيل ، و مع تعامل اقتصاد السوق مع الإنسان تعامله مع السلعة ، يكون التعقيم أو الهولوكست هو الأرخص ، تعاملوا مع الإنسان تعاملهم مع الحيوانات ، فالبقرة المعيبة لو عالجناها سنصرف أكثر بينما ذبحها و بيعها هو الأكثر مردوداً ، الناس مجرد مشروع اقتصادي ، و هذا ليس زمناً بعيداً ، إنه القرن الماضي فقط . أما القرون الأسبق فقد شهدت أكبر جريمة تاريخية بإبادة سكان أمريكا الأصليين بفتاوي باباوية و مجامع مقدسة اجتمعت و قررت بعد بحث أن الهنود الحمر ليسوا من نسل آدم ، و لم يكونوا من ضمن ركاب السفينة الناجية في طوفان نوح ، إنما هم بقية لحيوانات غير معروفة أو ربما كانوا نسلاً للشيطان ، لذلك سهلت إبادتهم باعتبارهم حيوانات كاسرة و شيطانية و ليسوا بشراً ، لأن أبناء آدم كانوا معروفين في العالم المعروف قبل الكشوف الجغرافية ( هابيل و قابيل ) ، كذلك نسل ( نوح ) سام و حام و يافث و ما خرج عن ذلك فهو نسل حيوان أو شيطان ، و لأن آدم أو نوح لم يهبط في أمريكا أو أستراليا و لم تتحدث الكتب المقدسة عن هذه القارات و ما فيها ، فإن قتلهم يكون مؤازرة للإله و للخير ضد الشر ، كانت حرباً ضد الشيطان !! و قبلها بقرون أُخرى انشغلت المجامع المقدسة بمحاولة التأكد إن كانت المرأة إنساناً كالرجل الذي خلقه الله على شبهه و مثاله ، أما المرأة فليست شبهه و لا مثاله . . فماذا تكون ؟ حتى اعتبرها آباء كبار بالكنيسة فى مرتبة الدواب المسخرة لآدم ؟

* * *

ثم كانت الثورة البلشفية الروسية و الاتجاه نحو اقتصاد الدولة الموجه ، و ما حققته من نجاحات ، رداً عملياً و جرس انذار عظيم لكل دول أوروبا لتوجيه النظر نحو فكرة العدالة الاجتماعية باعتبار المجتمع مسئولاً عن جميع أفراده ، و أن ما يصيب الأفراد هو نتيجة تقصير المجتمع . و أن ما يصيب الفقراء هو نتيجة تقصير المجتمع . بعد أن تمكن الفقراء الذين هم في اليوجينا أصل الشرور من الثورة و إقامة دول عظمى مثل الصين و الاتحاد السوفيتي ، مما كان سبباً مباشراً و هاماً في تراجع علم اليوجينيا ثم سقوطه تاركاً معامله لعلم الوراثة . و نهض فلاسفة الأخلاق بدورهم لشرح و بيان مدى العيب الذي لحق بالثقافة الأوروبية عندما تفوق عنصرها العلمي و تخلفت بقية عناصرها مما أدى لخلل خلقي عظيم تمثل في علم اليوجينيا .
لهذا حارب العالم كله هتلر و بديهيته في رقي العنصر الجرماني بعد أن ارتد السحر على الساحر و أصبح كل الأوروبيين و بقية العالم في تصنيف أدنى عند يوجينا هتلر ، و هو ما انتهى بإقرار المجتمع الغربي بذنوبه و إدانته لليوجينا و الهولوكوست ، و عوض الضحايا باعتذارات تاريخية ، مع تعويضات مادية لمن بقى منهم ترتقي بهم و تاخذ بيدهم للتفوق ، بل و قام يعطي كل الأقليات حقوقاً تفوق حقوق الأغلبية .
الثقافة المعيبة التي يتضخم عنصر منها على بقية العناصر تؤدي إلى كوارث أخلاقية و إلى حروب أممية ، و هو ما حدث أوائل القرن العشرين ، لذلك فإن عالم اليوم يطارد مثل هذه الثقافات المختلة ، و لأن الثقافة كائن حي و لأن كل حي يقاوم الفناء و يرفض أن يموت و يعيد تشكيل نفسه ليتلاءم مع الظرف الحياتي الجديد ليستمر حياً ، فإن الثقافة رغبة منها في الإفلات من الهلاك تضطر إلى التخفيف من بعض أثقالها و أوزارها الشديدة الوضوح بعيوبها ، فتسمح ببعض الانتهاك لمحرماتها ، فتضحي بالجزء في سبيل الكل و تضحي بالأطراف في سبيل القلب ، و هو ما تمارسه اليوم ثقافتنا المعيبة التي تخلفت كل مكوناتها بينما تقدم مكون واحد منها فقط هو الدين ، و من هنا يتنازل الدين عن تطبيق عقوباته البدنية كحد القطع و الرجم و الجلد و عن الدعارة الاغتصابية المسماة ملك اليمين و عن الاستعباد و فقه العبودية ، و سلوك الدين هنا هو سلوك تلجأ إليه كائنات حية أشهرها زاحف ( البُرص ) الذي يقطع ذيله و يتركه يلعب ليشغل مطارده و ينجو هارباً بحياته ، و هو سلوك كل الثقافات بلا استثناء .
بعد هزيمة 1967 و تدفق نهر البترودولار ، بدأ عنصر الدين يأخذ مكانه الطبقي بين ثقافات المصريين ، و أصبح له دور يساوي دور بقية عناصر الثقافة من فن و إبداع و قيم . . . إلخ ، بينما قبل ذلك منذ الحملة الفرنسية و محمد على و حتى هزيمة 1967، إلتزم كل عنصر مكانه و دوره لا يتجاوزه ، لكن الدين كان العنصر الأكثر طموحاً بين بقية العناصر ، لذلك كان قبوله بالتساوي مع بقية عناصر الثقافة تقية مؤقتة و فترة كمون و بيات كبيات الحيوانات البرية الشتوى حتى لا تنقرض وسط هذا الزخم العظيم لعناصر الثقافة الأخرى ، و حتى تتحسن البيئة فيعود من بياته . و قد تحسنت هذه البيئة باستيلاء العسكري على حكم الأوطان و انتهى بهزيمة 1967 المروعة و سجود الشعراوي لله شكراًعلي هذه النعمة ، و بعدها جاءت الغزوة الوهابية و صحوتها الإسلامية ليتورم عنصر الدين على بقية عناصر الثقافة ( أتحدث هنا عن الحالة المصرية التي أعرفها ) ، و تورم الإسلام السني الحنبلي بلباسه الوهابي الجديد على حساب ألوان إسلام أخرى ، كذلك تورمت المسيحية الأرثوذكية كرد فعل اجتماعي موازي لما حدث بين المسلمين ، و هو ما أدى إلى زيادة الضغط على بقية عناصر الثقافة المصرية لتتراجع بل و تتلاشى ، و انتكس المجتمع من تقديس الفرد المواطن و حقوقه و سعادته إلى تقديس الطائفة الدينية أو الأمة ذات الدين المشترك ، بغض النظر عن حال أفرادها و مواطنيها ، و تقديس المكان بدلاً عن الإنسان ، تقديس المساجد و الكنائس و الأحجار و الكعبة و الأقصى و الصخرة حيث المعجزات و المبهرات ، و هي شئون لا علاقة لها بما يصون أخلاق المجتمع أو النظام القانوني أو القيم الأخلاقية ، فهي تتعامل مع الغيب و هو غير عالمنا . و لذلك وضع رجال الدين كل الخطوط الحمراء حول تفاصيله أو حتى عمومايته ، و لا تجد عندهم خارج ذلك أى خطوط حمراء كالمتعلقة بحقوق الإنسان و المرأة و الطفل و سائر شئون مجتمع القرن الحادي و العشرين ، و هنا بدأت الفجوة تظهر ، اختفت كل التماثيل الفنية الراقية من الشوارع تكفيراً للفن و حلّ بدلاً منها كلمة ( الله ) في شكل ( قُلّة ) أو ( زير ) كبير في الميادين ، التي أصبح اسمها جميعاً ( ميدان لفظ الجلالة ) ، و رغم كل مظاهر التقوى المنتشرة حجاباً و نقاباً و لحيّ و ميكروفانات تقصف الأذان و شعارات إسلامية تملأ الشوارع أينما وليت وجهك ، فإن المجتمع في انهيار قيمي حاد ، بعد أن فشلت ثقافته في حمايته حتى تفككت وحدته الأولية ( الأسرة ) ، و امتلأت شوارعنا أطفال بالملايين بلا أسر ، و بالجماعات السرية ، و العشوائيات و المهمشين ، و هو كله علامات مرض عضال بالثقافة التي لم تعد قادرة على القيام بوظائفها في حماية مجتمعها ، لأننا نعيش ثقافة زمن القرن السابع الميلاد في زمن القرن الحادي و العشرين ، و هو فارق لا يبعد كثير عن إنسان الكهوف بمقاييس الحضارة ، ناهيك عن كون هذه الثقافة في معظمها ليست حضارية المنشأ و التكوين ، لأنها صادرة من بيئة البداوة العربية و هي أقرب البيئات في زمنها السحيق إلى البدائية قياساً عما جاورها من حضارات ذلك الزمان ، فإذا كان الذين يعيشون في 1900 سبقهم التطور العلمي فتخلفوا أخلاقياً عن زمنهم نتيجة عدم التسارع القيمي مع التسارع العلمي ، فما بالك بمن يعيشون تطور العلم في القرن الواحد و العشرين بثقافة القرن السابع ، بل و بثقافة موغلة في البدائية لطبيعتها الصحراوية الوحشية قياساً على بقية ثقافات القرن السابع . فيكون طبيعياً أن نأخذ السفن و العبّارات و القطارات من الحضارة المعاصرة لكن دون العقل الذي أنتجها و قيمه الأخلاقية التي تتابع شروط السلامة ، فتغرق العبارات بالناس ، و تحترق القطارات و تشوى البشر بداخلها و تنهار معظم المشروعات انهياراً كارثياً ، و يستورد صاحب المصنع العمالة الماهرة من خارج البلاد رغم كارثة البطالة لمتعلمين و خريجي جامعات مواطنين على مختلف الصنوف لا يعرف أحدهم شكل المفتاح الذي يدير به الجهاز الذي تعلم عليه ، أو يفترض أنه كذلك .
لقد اعتقد مفكروا القرن التاسع عشر أن الأعراف و العقائد و العادات تتسرب في النسيج العصبي للإنسان لتصبح بعد عدة أجيال استعدادات فطرية . و لعدم التمييز بين السلالة و العرق ، و بين الثقافة ، فقد نظروا إلى التطور الاجتماعي باعتباره عرقياً وراثياً ، و هي فكرة موغلة في القدم لا تناسب ما حدث من تطور علمي تقنى عظيم ، و كذلك كان حال جميع الشعوب و الأمم و ضمنها الشعوب الشعوب المسلمة التي تعتقد بقداسة لأشخاص في التاريخ الديني ، و أن هذه القداسة متوارثة تميز قبيلة عن قبائل ، و بيت عن بقية بيوت القبيلة و فرد عن مجموع أفراد المجتمع ، لهذا كان علم العرب الوحيد حتى ظهور الإسلام هو علم الأنساب و ظل أهم علومهم بعد الإسلام . أن الظن بتوريث القداسة أدى لصراعات هائلة ما بين الأمويين و الهاشميين و العباسيين و عموم الطالبيين ، و كلهم كان يعتبر نفسه مقدساً و أرفع من لمامة الناس فلا يخالطهم بصهر أو زواج خاصة أبناء البلاد المفتوحة حفاظاً على نقاء السلالات ، التي أكدتها لهم الآية " كنتم خير أمة أخرجت للناس " . و هذه الأمة تبدأ بقدسية النبي محمد ( ص ) و آل بيته و عشيرته و قبيلته ، و الخيرية تتضمن صفات النبالة الحميدة التي تميزهم عن بقية العوام شكلاً و موضوعاً ، و المسلم بشكل عام و مطلق يعتبر نفسه إنساناً مقدساً قياساً على بقية الإنسانية و يتعالى عليها و يولى نفسه قيماً عليها يريد فتحها و إدخالها في نور الإسلام لأنه فرد مقدس من تلك الأمة المقدسة ، التي قال عنها النبي ( ص ) " الخير في أمتى إلى يوم الدين " و عليه عبء هداية العالمين و هو ما يحق للآلهة لا البشر، و لا يقدر عليه إلا الآلهة و ليس البشر .
نفس العقائد و المفاهيم كانت لدى بني إسرائيل و احتسابهم أنهم أطهر شعوب الأرض و أقربها إلى الله باختيار منه و قصد ، لذلك هم الشعب المختار . لكن هذا الشعب المختار قرر أن يتخلى عن معظم ثقافنه القديمة بعد أن جعلته منبوذاً بين الشعوب حتى تم تصنيفه وسطاً بين قذارة الصرب و اليونانيين ، و تمكن من إنشاء دولة قوية غير متخلفة ، و هذا الدرس هو الذي يجب أن يعيه كل المتخلفين و المرفوضين من العالم كأمل لهم في إنجاز مثلما أنجز الإسرائيليون من تطور و تقدم و إنجاز مبهر في سنوات قليلة .
حتى اليوم نعيش مع مشايخنا مخيال البدوي الصحراوي في القرن السابع الميلادي ، يعلموننا كيف نحشد أكبر قدر ممكن من الحسنات ، و كيف نتوقى السيئات ، أو نستبدلها بحسنات ، يعلموننا كيف نحوز في الجنة على الراحة التامة و الكسل الأبدى في قصور مرمرية و أسرة ذهبية و إشباع غرائزي لا ينقطع ، لكنهم لم يعلموا الناس شيئاً واحداً يرفع عنهم معاناة دنياهم . رغم أنه عندما يتمتع المسلم بالأمان و الشبع و النوم الهادئ في مسكن آدمي مناسب ، فإنه سينهض نشيطاً متأهباً لأداء فروض ربه و فروض عمله و وطنه ، فالجوع كافر و البرد قارص و الاكتئاب مرض مستوطن و وبائي لعناء التفكير في رغيف خبز يوم الغد ، و عندما يصبح الدين طقوساً ظاهرية لإعلان الإيمان ، و يُعطل الموظف الحكومى أعمال خلق الله لأنه مشغول بالصلاة و تلاوة القرآن ، و يترك مُنسق القطارات عمله للصلاة الجامعة ، و يموت المئات في كوارث كبرى جامعة ، و عندما تهتم حكوماتنا برفاهية مشايخها وراقصاتها و لصوصها و تترك قرى و أحياء بكاملها محرومة من أبسط الخدمات ، و تقدم للسواحل الفخيمة والقرى الخمس نجوم خدمات سوبر ، فإنها تتعامل معنا بمنطق السوق السلعي ، لأن الخدمات التي تقدم للفقراء لا تعطي العائد الاقتصادي ( مش هايجيب همه ) !! أليست تلك يوجينيا وطنية بقرارات رسمية حكومية ؟ ! تعامل الفقير بحسبانه أقل درجة من الإنسان المتحضر لغياب ذكائه ، فهو آفة مجتمعية و عالة على المنجزين . نلقي بالملامة على الفقراء رغم أننا لم نعلمهم و لم نعالجهم و لم نؤمنهم و نلقى بمسئولية ما هم فيه على تكوينهم الخلقي ، و الصرف عليهم هو خسائر محققه ، لذلك نعملهم هولوكست ، نجعلهم يعيشون كالحيوانات في العشوائيات ، و على المستوى الديني نتعامل وفق يوجينيا إسلامية فنحدد الغير مرغوب وجودهم في المجتمع كالأقباط و البهائيين و الشيعة و العلمانيين ، أوروبا تخلصت في 1900 م من غير المرغوب فيهم بالتعقيم و نحن نتخلص منهم بالفقر و الجهل و الذبح و السلخ و الحرق و التفجير ، إن ضربنا لأبراج مانهاتن هو نوع من اليوجينيا يمارس هولوكست إبادة جماعية ، لدينا يوجينيا إسلامية تضع مواصفات المواطن الصالح و غير الصالح لتبقي على الأول و تتخلص من الثاني ، و أصبحت خير عبادة هي الإبادة . إن الثقافة التي تقدس ذاتها و مكوناتها و معارفها لن تقبل بالتعاطي مع أى ثقافة أخرى ، لذلك ستظل كما هي منذ يوم وجدت إلى يوم فنائها . و رقي الثقافة مرهون بالحرية المطلقة للفكر المبدع لمزيد من قيم الحرية و الارتقاء لينتقل من القديم إلى الجديد ، كما أن هذا الرقي مرهون بحرية الحركة بين طبقات المجتمع ، حيث تفرز الحرية ارتقاء العباقرة لقيادة التطور ، لكن الأمر عندنا ليس كذلك ، فعندنا طبقية دينية لا يصح فيها حرية الانتقال من الطرف الإسلامي إلى أى طرف آخر ، و تصح فيها حرية انتقال أى طرف غير مسلم إلى الطرف الإسلامي في إتجاه واحد فقط غير قابل للعودة .
و لأن النظام الطبقي المجتمعي الإسلامي يشدد على الفروق الطبقية الملتبسة دوماً بالعنصر و بالدين ، فالعرب غير العجم ( العجم هم أي بشر من أي لون لا يتحدث العربية ) ، و العربي الهاشمي غير بقية قريش غير بقية العرب المسلم ، و العربي المسلم السيد غير العربي المسلم العبد ، و الرجل العربي المسلم غير المرأة العربية المسلمة ، و جمميعهم غير الموالي ، أى المسلمين من الأعاجم ، و جميع هؤلاء غير أهل الذمة ، و لكل طبقة من هذه الطبقات حقوقاً و واجبات تختلف عن الأخرى ، فالحر بالحر و العبد بالعبد و الأنثى بالأنثى . و نتيجة إلتباس الطبقة بالعنصر أو بالدين ، فإن الطبقات تصبح غير مسامية لا تسمح بالحركة من طبقة إلى أخرى ، فالعنصر لا يقبل غيره عنصراً مميزاً ، و الدين لا يقبل إلا بإنضوائك و ولائك الكامل له و الخروج من جلدك الأصلي و هويتك . و لأن الحقوق و الواجبات تقوم على شرائع ثابتة فإن الطبقات تظل على جمود و ثبات التشريع الذي يحول بين الأفراد و بين النفاذ من طبقة إلى أخرى إلا إذا غير ذاته بالكلية و تماماً . و يظل رغم ذلك ضمن الطبقات الأدنى فعنصره غير عربي كما أنه لم يكن من السابقين إلى الإسلام ، يكفي فقط أن ينتقل الذمي من مستوى الذميين إلى مستوى الموالي عندما يدخل في الإسلام ، و يظل من الموالي مؤبداً . و هي شكل و إن لم يعد قائماً اليوم بهذه التشكيلات العديدة ، إلا أن الخاصية الدينية و الطائفية ( و العنصرية في الريف بين العرب و الفلاحين ) ظلت قائمة ، و هى طبقية كفيلة باستمرار المجمع عند مراحله البدائية التي لا تعرف الكفالة المتساوية للمواطنين في وطن مشترك واحد ، و لا تسمح بأي حراك طبقي و لا نفاذ عبر الطبقات.
و يترتب على هذا الوضع مشاكل على مستويات عدة تؤدي لمزيد من التخلف ، فبصعب على النوابغ من أبنائه النفاذ إلى الطبقة الأعلى ليظهر نبوغه ، و هو أيضاً الوضع الذي يحرم كل أصحاب القدرات الإبداعية النافعة من أخذ مواقعهم لرفعة المجتمع بسبب من دينهم أو طائفتهم . بعكس المجمعات المرنة التي يتساوي فيها الجميع أمام قانون واحد من وضعهم ، يراعى ظروفهم جميعاً ، و الذي يسمح بالمرور الفوري عملاً بقاعدة ( دعه يعمل ، و دعه يمر ) ، أما الكارثة المروعة بكل المقاييس هو أن هذا الشكل الطبقي الديني و العنصري لن يسمح بالمرة بظهور طبقة وسطى واضحة المعالم تكون صاحبة المصلحة و يمكنها أن تكون الحامل التاريخي لحركة التطور الثقافي و المجتمعي نحو مجتمع مدني سليم .
المشكلة عندنا أننا نقلب الأوضاع ، فبدلاً من أن يكون الدين أحد مكونات الثقافة و الشخصية المجتمعية ، فإنه يصبح هو كل ثقافتها ، و هو مصدر كل ثقافة أخرى ، فتصبح الثقافة ناتج له و فرز منه ، و بدلاً من أن يتكيف تطورنا مع التطور الثقافى العالمي ، فإننا نقوم بتكييف التطور الثقافي العالمي على مقاسنا بما نسميه العلم و الإيمان .
و عبر التاريخ الإسلامي واجه المسلمون هذه المشكلة عدة مرات ، عندما كانت تتقدم الثقافة الدنيوية و علومها و فنونها و تتطور ، كان الدين في هذه الحالة يحاول أن يتكييف مع الظروف الجديدة ، بخلق مذاهب جديدة تتواءم مع الجديد ، و هو بدوره ما فقدناه فلم يعد يظهر لدينا مذهب جديد منذ ألف سنة ، رغم أن السماح بظهور مذاهب جديدة حتى لو كانت متعارضة ، فإنه كفيل بإعطاء الدين و الثقافة معاً المرونة و الحيوية و يعيد إليهما الحياة للتواءم و التاغم . و هنا يدهشك إصرار الأطباء المسلمين على الحمل الكامن و حديث الذبابة و بول الناقة في زمن تجاوز هذه البدايات البدائية بأحقاب جيوزمنية ، مثله بالضبط ما تفعله الكنيسة الأرثوذكسية المصرية بإصرارها على ظاهر النص بنصوص مقيدة لطاقات المسيحيين و تسبب لهم كثيراً من المشاكل التي تسنفذ وقتهم و طاقاتهم حفاظاً على سخافات نصية ، رغم أن المسيح نفسه قد شدد و نبه على أن الوقوف عند ظاهر النص الناموسي يؤدي بأصحابه للفناء و الخروج من الوجود ، مؤكداً أن " الحرف يقتل " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إناره جديده
غازي صابر حسين ( 2010 / 3 / 21 - 23:40 )
الصحة الدائمة والعمر الطويل لكاتبنا المبدع دائما سيد القني .في هذه المقاله أنار لنا صفحة من تأريخ العالم وما دار فيه من جرائم بحق الفقراء والضعفاء في المجتمعات التي لم تتوازن فيها حقول الثقافة والمعرفه وفعلآًهذا ما يدور وما يحصل في مجتمعاتنا العربية والإسلامية من تغليب ومن فرض للتفسيرات الخاطئة لنصوص المعتقدات الدينيةوتكفير الفرد الرافض لهذه التفسيرات مما يؤدي لأرتكاب الجرائم بحق أصحاب المعتقدات الأخرى وتحميل كامل المجتمع تبعات هذه الجرائم .فتسود الفوضى ويعم الخراب وتتوقف حركة التقدم والمشلولة أصلآ في مجتمعاتنا وها نحن عاجزين عن حل ما نحن فيه من تخلف وتردي .
نحن بأنتظار المزيد من إبداعات كاتبنا العزيز وله الموفقيه والنجاح الدائم . غازي


2 - محاولة للتركيز بعيدا عن التشتت والتشتيت
حورس ( 2010 / 3 / 22 - 01:00 )
أولا نحيي الدكتور القمني علي عطائه
ومحاولة منا لحصر المسألة بدون أن تتفرع لقنوات كثيرة شائكة . نقول باختصار
الاحدث هما : علم السيوبيولوجي - أسسه دكتور اداورد ويلسون - أستاذ البيولوجي بجامعة هارفارد . يقضي بأن السلوكيات والأخلاقيات - انحرافات وعبقريات - تنتقل بالوراثة - وان كان البيئة والمجتمعه هما الزارع لهذه الوراثة

الثاني : اكتشاف خريطة الجينوم التي أعلن عنها كلينتون - هدية للبشرية قبل مغادرته البيت الأبيض- يحدد الجين الخاص بكل عيب أو ميزة خلقية وسلوكية
وبناء عليه . يصبح للانسان علميا استخدام كلا العلمين معا لعلاج العيوب والجرائم الوراثية - والصحية . وتثبيت انتقال ونشر المزايا والعبقريات . الانسانية - مع عدم الالتفات لما سيقال للتخويف من الاستخدام العلمي هذا . اذ لا يوجد علاج بلا احتمالات للمخاطر والآثار الجانبية . ولا توجد اطلاقا وسيلة من وسائل المواصلات أو أي من الأدوات استخدامها مأمون مائة بالمائة . . وكذلك استخدام الجينات للارتقاء بالانسان أو علاجه . شأنه ككل الوسائل العلاجية أو الأدوات والمعدات .. وهذا لا يعني التخلي عنها تفاديا لخطرها
مع التحية والتقدير-


3 - سيد القمنى
محمود سامى قنيبر ( 2010 / 3 / 22 - 01:22 )
والله عبقرى شكرا ايها المفكر اللذيذ.... انا متأكد انه سيأتى اليوم الذى نتخلص فيه من هذه الزباله التى تملآ حياتنا وساعتها هنكرمك كلنا مش بس كمصريين ولكن الكون هيكرمك صدقنى بكره بأن تصبح افكارك لها اليد الطولى المحركه لهذا الكوكب ......


4 - الحرف يقتل غيرالفاهمين
Zagal ( 2010 / 3 / 22 - 01:48 )
بالفعل الكلمه تحى والحرف يقتل .... لان هكذا تعلموا فى القانون ...

ماهوالمغزى من القانون هل هو الحرف ام نيةالمشرع فى اصدار القانون ..

لان لعبة الماكرين تأتى بالتلاعب فى الحرف لكى يمرروا اخطاؤهم ومن ينوبون عنهم ....

شكرا لاستاذنا/ سيد القمنى


5 - التنوير مهمة انسانية كبيرة يضطلع بها الكبار
سامر عنكاوي ( 2010 / 3 / 22 - 09:48 )
سامر عنكاوي

شكرا للمفكر التنويري الاستاذ القمني فقد استمتعت بقراءة المقال جدا وفُتحت امامي نافذة جديدة للثقافة والمعرفة والنور واعتقد ايها القمني العزيز انك احد مهندسي الاتي وممهد للدولة المدنية الديمقراطية في الامةالعربية والاسلامية, دولة العلم والقانون والمؤسسات والحريات والتاخي وحقوق الانسان
شكرا ثانية لاستاذنا القمني وتمنياتنا بطول العمر وبمزيد من التقدم والنجاحات والتنوير


6 - رائع
رشا ممتاز ( 2010 / 3 / 22 - 11:27 )
مقال شيق وممتع وذكى و هادف
أرجو ان لا تحرمنا من اطلالتك التنويريه

تحياتى وتقديرى


7 - مقال ممتع بحق واكثر من رائع
داليا علي ( 2010 / 3 / 22 - 12:36 )
مقال رائع ممتع فيض من المعلومات.. مع تحديد الهدف ووضوح المعلومة
وجبة ثقافية رائعة الف شكر سيدي


8 - الكاتب سيد القمني
safir ( 2010 / 3 / 22 - 13:27 )
كتبت مقالا شيقا ولكن
اوردت في الاخر كلاما مرسلا بلا دليل
هوانت عاوز توازن بين الاسلاميين مع الكنيسة
ام انك تحاول كسب نقاط على حساب الكنيسة
ام ماذا؟
قلت عن الكنيسة المصرية انها تتمسك بظاهرالنص بنصوص المقيدة للطاقات لانه كلام لا معنى له
ما هى النصوص المقيدة للطاقات؟
وما هو ظاهرها التى تتمسك النيسة به؟
كلام والسلام بلا معنى ولا دليل


9 - أن تضئ شمعه احسن الف مره من ان تلعن الظلام
جميل طرايره ( 2010 / 3 / 22 - 13:58 )
كل الاحترام والمحبة والتقدير
لهذه الاقلام التي تتحمل عبء التنوير
والتوعيه والتي تحمل هم الامة على كاهلها
فألف تحيه للاستاذ سيد القمني


10 - إلى متى يبقى البعير على التل ....!؟
سرسبيندار السندي ( 2010 / 3 / 22 - 14:52 )
شكرا لك ياعزيزي السيد القمني على المقال الجميل والرائع والذي مجتمعاتنا بأمس الحاجة لمثل هذه ألأطروحات والأفكار ... فالتنوير مهمة الكبار وليس مهمة الصعاليك والأقزام والصغار ... والسؤال هنا كم مختبرا يحتاج عالمنا العربي والإسلامي لتقويم السلوك ألأخلاقي المهتري في هذا الكم الهائل من المعوقيين فكريا وأخلاقيا والأخذين في ألإزدياد وليس ألإندثار ... فالحقيقة المرة في الحياة تقول أنه لايصح إلا الصح ولكن ليس دون كفاح بتصويب الخطا بالتحدي وإتخاذ القرار ... فالحياة لاترحم إلا الأقوام النشطة في التفكير والتحليل والعمل ليل نهار وبالإصرار ... وليس النشطة في المصائب والخرائب وللأخطاء إختلاق ألأعذار ... ويبقى السؤال إلى متى يبقى البعير على التل والحمار والفكر في إجترار ....!؟


11 - رائع دائما
لطيف شاكر ( 2010 / 3 / 22 - 15:50 )
مااجمل كلماتك ياعزيزي ومااعذبها في وقت نعيش فيه مع اهل الكهف في استرخاء وكسل نبنج انفسنا بامجاد وهمية واكاذيب سخيفة نعيش في قاع المجتمع وذيل الحضارات واصبحنا كوسخ العالم ونتشدق باننا خير امة نكذب ونصدق كذبنا والعجب في طبقة المعتبرين الذين اتشحوا زورا بلباس الثقافة وهم اصبحوا اعمدة الجهل ارجو المرور علي مقالي في الموقع لتتأكد من اكوام جهل المثقفين رحم الله فرج فودة والعزيزبيومي قنديل واطال الله عمرك ايها الرجل العظيم د.سيد القمني ولا يسكت الله ابدا صوتك الذي قوض ترسانة الجهل العربية وشكرا لك ولقلمك الذهبي وفكرك الماسي


12 - وعد الحر دين
العقل زينة ( 2010 / 3 / 22 - 16:21 )
قد وعدت أن تفضح الجهلاء وبائعي الوهم والخرافات ومن يقوم بتصحير عقول شعب مصر ووفيت بالوعد وعلي كل مصري أصيل ألا يتهاون مع قضية التصحير الفكري والوطني فالجفاف مميت وقاتل إحترسوا يا سادة من خطورة التلون بثقافة الصحاري والتصحير و ثقوا في مقدرة البستاني دكتور سيد القمني فهو قدير علي بذر ورعاية الورود الفكرية العلمية والوطنية تساعد مجتمعنا بالخير..ودائما ما تكتمل بهجة الشعوب بوجود كل الألوان والأطياف البديعة المفرحة .....وهلم نمد اليد والفكر والإخلاص للبستاني كي تعود ثانية ثقافة وحضارة ومكانة المحروسة


13 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 3 / 22 - 17:10 )
أخي سيد القمني المحترم ، تحية مقالك اليوم هو ببان وخطاب تنويري لكل فقراء المنطقة العربية . والمشكلة تتعلق بالضبط في نوعية الثقافة . أزمة المنطقة هي ثقافية قبل أن تكون سياسية ، أزمة موروث ديني خرافي إسطوري سلطوي.وربما تعبيرك أن رقى الثقافة مرهون بالحرية المطلقة للفكر المبدع هو جوهر الحل. ورقي الثقافة لن يتحقق دون فصل السلطات ما بين الديني والدنيوي. مرة أخرى تحيك لجهدك الكبير ودورك التنويري .


14 - مقال جميل ونقاط على الحروف
وليد حنا بيداويد ( 2010 / 3 / 22 - 17:27 )
مقال جميل وشاخص لهمم الشعوب المنكوبه والمبتلية بالقوانين السلفية خرافاتها ومعتقداتها ،فالمقال جسر الى بر الامان
تحية للكاتب المنور السيد القمنى لروائعه


15 - فكرة لطيفة
فريد ( 2010 / 3 / 22 - 19:19 )
أعتقد إن فكرة الصراع بين التطور العلمي والموروث الجتمعي هي مشابهة لفكرو ماركس حول صراع الأضداد مثل الشكل والمضمون وما ينتج عنهما من بناء فوقي وتحتي .
شكراً لك بعد الغيبة المثمرة كما عودتنا


16 - الغنى وليس الفقر هو سبب مآسينا
ناشري ( 2010 / 3 / 22 - 19:21 )
(هذه المعايير أرجعت فقر الجماعات ذات الدخول المتدنية إلى قصور في قدراتهم العقلية و
الأخلاقية )
استاذنا مشكلة العرب هي في غنى الجماعات ذات الدخول المرتفعة في صحراء جزيرة العرب ...هؤلا الأغنياء هم من افسد قيم واخلاق الشعوب العربية والاسلامية الأخرى ..لان غنى هؤلاء البدو كان بسبب ظهور ثروة النفط في اراضيهم ومن اراد الحصول على بعض الخير والصدقات من هذه الثروات عليه ان يفكر مثلهم ويعتقد معتقدهم...بلدان شرق آسيا والصين والهند لديهم فقر أيضا لكن لديهم تعليم حديث وعندهم ارادة لتحقيق ثروة وغنى بجهودهم وعرق جباههم وهاهم يقفزون الى الأمام كل يوم حتى ليكادوا ان يتفوقوا على الغرب نفسه ..لوكان العرب فقراء وليس عندهم نفط لرايتهم اليوم على الأقل بمثل مستوى بلد مثل الهند ..لكن للاسف الشديد مانعتقده نعمة حبانا الله بها بوجود هذا الخرا الشيطاني تحت ترابنا هو ماسبب لنا هذاالتقهقهر الاخلاقي والقيمي في كل مناحي حياتنا...فيارب ارزقنا الفقر ونضب نفطنا فعسى ان يصنع منا بني آدم.


17 - النور يتجلى من خلال القلم
الكاشف ( 2010 / 3 / 22 - 20:48 )
تحية لك وعلى فكرك المنير ليسطع في سماء ملئها الطغيان بسحابته المقتمة لتشرق بمقالتك الرائعة كشمس على تلك الظلامات المتمثلة بالمستبدين


18 - الترجع الديني أهم مسببات الفشل المجتمعي
سامي المصري ( 2010 / 3 / 23 - 00:16 )
من أهم أسباب الأزمات المجتمعية المعاصرة هو عدم تحقق التوازن بين التقدم العلمي والتكنولوجي من ناحية ومن ناحية الأخرى التقدم في مجال الدين أولا ثم الآداب والفنون والفكر على مستوى ثقافة مجتمع ما. المشكلة عالمية وهي تتأرجح مدا وجذرا خلال القرنين الماضيين مما كان لها مضارا مجتمعية خطرة من ثورات وأزمات متنوعة، ثم قيام الحروب العالمية. ويمثل حادث إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما ونجازاكي قمة التطرف والفشل في انفراد العمل العلمي والتقني في اتخاذ القرار مع التخلي الكامل عن وازع القيم الإنسانية والدين. وبالرغم من أن الغرب في محاولة دائمة لاستعادة التوازن وقد نجح مرات بشكل مقبول أو جزئي؛
أما على مستوى المجتمع المصري فالتراجع الديني خلال الخمسة عقود الماضية على كلا الجانبين الإسلامي والمسيحي الأرثوذكسي قد أسهم بشكل مدمر في جميع الكوارث المجتمعية في مصر. التعصب المتأسلم والتزمت الرافض لإعمال العقل الذي ساد الفكر في عصر الأنبا شنودة بالتحديد قد أسهم في عذاب مجتمعي خاصة في مجال الأحوال الشخصية؛
شكرا للكاتب العظيم ؛


19 - الموسوعة
حامد السوداني ( 2010 / 3 / 23 - 15:39 )
كل يوم تطل علينا بفكرة وموضوع لاياتي بالحسبان ولايخطر على بال وهذا من جميل عقلك واقول لمن يلبس ملابس الدين ويدعي التدين اين انتم من هذا العالم اتمنى للسيد القمني الصحة والعافية ولاتتاخر علينا بافكارك فانت بين امة تداركها اللة


20 - تحية وتقدير لك
yucef mah ( 2010 / 3 / 23 - 19:20 )
تحية لك السيد القمني, أحبك كثيرا وأحترم فيك الشجاعة والمهنية العالية في البحث والتعمق في التراث الإنساني, أنا أقرأ الآن الجزء الثاني من كتاب حروب دولة الرسول , ومعظم مؤلفاتك وجدتها وسوف أقرأها , أتمنى لك الشفاء والسلامة الفكرية والنفسية, إنك إنسان من النوع الذي نحلم به في عالمنا العربي المتخلف, نحن نحتاج لأمثالك لكي نجد سبلا في استشراف المستقبل ونتخلص من كل التعاليم السيئة التي تحولت إلى دين , نحتاج لنفهم ماضينا ونتخلص من الأوهام , لأن الناس عندنا يمنعهم الوهم من إدراك الحقيقة وقراءة الواقع قراءة منطقية واقعية.. أحييك وأنا سعيد لكوني وجدت الفرصة كي أكتب لك هذه الرسالة البسيطة


21 - التراجع الديني
E V A ( 2010 / 3 / 24 - 01:57 )
شكرا للدكتور الرائع سيد القمني احاول بقدر الامكان ان اتابع كتابات الدكتور سيد واتفق مع معظم ارائة ولكن محاولة عمل توازنات مثل الامن والاعلام في مصر فلو حاول ان يعرف موقف الكنيسة المصرية عموما من موضوع الطلاق سيعرف ان الكنائس ترفض الطلاق الذي لا يتوافق مع الكتاب المقدس ومع ذلك ليس لها تدخل اذا تزوج الشخص زواج مدني لكنها ترفض فقط الزواج داخل الكنيسة فهل الزواج المدني وعدم الموافقة علي الزواج الكنسي هوماياخرالمجتمع ويستنفذ الطاقات


22 - لماذا
بسيونى بسيونى ( 2010 / 3 / 24 - 19:52 )
لماذا تمنع اداره الحوار مداخلاتى هل هذه هى العلمانيه والديمقراطيه كما ترونها


23 - كفاية
عبد الرحمن ( 2011 / 9 / 27 - 22:36 )
سبحان الله جازاك الله على قدر نيتك. (علماني) حقيقي.مصداق قول الله تعالى:-قد بدت الغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر-. حذف التعليقات يكذب الحرية المزعومة و سوف تسئلون عن ذلك أمام الله تعالى

اخر الافلام

.. آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة عيد الأضحى بالمسجد الأقصى


.. السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بحلو




.. تكبيرات العيد في الجامع الازهر في اكبر مائدة إفطار


.. شاهد: في مشهد مهيب.. الحجاج المسلمون يجتمعون على عرفة لأداء




.. 41-An-Nisa