الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الْحَقيقَةُ تَصْفَعُكُم!

سعيد علم الدين

2010 / 3 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الْحَقيقَةُ تَصْفَعُكُم وما زالت تصفعكم على وجوهكم ومنذ قرون وانتم لا تشعرون. وكيف ستشعرون بصفعاتها ايها الجامدون جمود الصخر في التعامل معها، او النظر اليها، او البحث عن لبها، بل وحتى الناكرين لحقيقة وجودها.
وكيف ستجدونها عندما تعتقدون انكم تقبضون على رقابها وتملكونها بكامل تلابيبها؟
ولماذا اذن تتعبون انفسكم في البحث عنها عندما تصبح ملك ايديكم، وبهجة نفوسكم، ومهجة قلوبكم، ووهج عقولكم. أي وبمختصر العبارة: هي منكم وانتم منها؟
فكفاكم في هذه الحياة التعالي غرورا على ازقة العلوم مع الزغلول، والتبختر اعلاميا على فتات الكمبيوتر مع الشيخ مشهور، والتلهي بأغطية الرأس والأقمشة والقشور، والتغاوي على الامم المتألقة بالنقاب والحجاب والشادور.
فهذه هي حقيقتكم والف الف مبروك!
وعقبال ما تصلون الى باب الريان بالمكوك.
فصفعات الحقيقة:
- لا توجع الصخور، فما بجسد ميت ذرة شعور،
- ولا توقظ النائمين في عسل السبع بحور،
- ولا يحس بها المنهزم المغفل الهائم بلقاء العيون الحور حتى ولو كان طالب جامعة وشبه مهندس وعبقري كالزغلول فالق عصره ودكتور وهو يفجر نفسه معنويا مع العزل الابرياء منتحرا بغبطة روحانية وسرور،
- ولا يشعر بآلامها ذاك المخدرُ بأفيون الشعوب المخمورُ بالمطر المنهمر في الحقيقة من محيطات الارض وبحارها والعيون فوق الجبال الشامخات وسطوح المنازل والرؤوس، وما نزوله من السماء سوى ظاهرة تبهر العيون امها وابوها الارض، وما السماء وما تعتقدون وانتم عابسون سوى محطة لتنقل قطارات السحاب وشاحنات الغيوم محملة بماء الارض وانتم لا لا، لا تتفكرون!
فصفعات الحقيقة لا تؤلم الا الباحثين عنها المفكرون!
فهل انتم مفكرون؟
ام انكم تُهَجِّرون الفكر الى ديار الغرب، وتقتلون الفلسفة، وتحاربون حرية التعبير، وتخنقون حق النقد لمسلمات ابنة الكهوف والبطون ولآفات حضارة الموت ولهرطقات ثقافة القبور!
وتخافون من مواجه الحقيقة وترتعبون
فصفعات الحقيقة لا توجع الا العارف المصلح الذي يريد مواجهتها وجها لوجه دون خوف من المنون، كيف لا وهي كصفعات شعاع الشمس التي من الممكن ان يتفاداها الانسان بالتظلل:
- في خيمة سوداء مغلقة على العقل مظلمة على الفكر بلا تنوير وبحث وتدقيق وضياء،
- او تحت شجرة سرابية عملاقة هيفاء وارفة الظلال والغلال والبهاء من اشجار الجنة الغناء وبلح الصحراء الخضراء،
- او وراء صخرة بيضاء تطير كعصافير الديناصور مرحا في السماء،
- او في حفرة يدوية ظلماء يخرج منها فقط رؤساء آخر زمن الحمقاء،
- او في كهف مجهز بالكهرباء يعيش فيه المجرمون الهاربون ويأوي اليه الاغبياء،
- او في مغاراة او سرداب او نفق من سحاب يمتد من قم في ايران وينتهي في سدرة المنتهى لتتحقق هناك متعة ثأر الاشتهاء، وتنتهي هناك الحكاية بلقاء البداية مع النهاية ويكتمل النصاب وشغف الانتهاء في سعادة نظام الولاية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 164-Ali-Imran


.. 166-Ali-Imran




.. 170-Ali-Imran


.. 154-Ali-Imran




.. 155-Ali-Imran