الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرضاوى أوف لاين

محمود جابر

2010 / 3 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد تفجر أحداث الموقع الالكتروني الشهير " إسلام أون لاين" والمملوك لجمعية (البلاغ ) الثقافية والتي كان يرأس مجلس إدارتها الشيخ يوسف القرضاوى .
وتعود هذه الأزمة – كما تقول مصادر مطلعه – إلى التغيرات التي تمت فى مجلس إدارة الجمعية دون رغبة الشيخ فى شهر مايو /آيار 2009 .
وبدأ التخطيط لتصفية وجود مكتب القاهرة وتسريحه ، وظل هذا التخطيط يجرى على قدم وساق فى انتظار الفرصة لبدء التصفية الحقيقة لمكتب القاهرة ، وجاء الفرصة حين غاب الشيخ القرضاوى عن الجمعية وقطر قاطبة أثناء إجراء عملية جراحية فى العربية السعودية فى فبراير الماضي 2010.
وهنا صدر قرار من نائب رئيس مجلس الإدارة د. إبراهيم الانصارى والمدير العام المهندس على العمودي بتصفية مكتب القاهرة والذي وصف بأنه خرج عن خط الجمعة ، هنا أعلن فريق مكتب القاهرة – الاخوانى السلفي – الإعلان عن الدخول فى اعتصام مفتوح فى مقر إسلام اون لاين بمدينة 6أكتوبر . هذا الاعتصام مثل إدانة للقرار ومن يقف ورائه ، وهم فى انتظار شيخهم وقائدهم والذي سوف يخرج من مشفاه حاملا سيفه للجهاد ضد الذي يخربون مشروع نهضة الأمة الذي يشرف عليه فضيلته .
وما أن خرج الشيخ حتى أصدر قراراته بوقف كافة الإجراءات السابقة و أصدر قراره بتجميد مهام كل من إبراهيم الأنصاري وعلي العمودي، ووقف كل توقيعاتهم على القرارات السابقة التي صدرت بحق إسلام أون لاين بالإضافة إلى منعهم من إصدار أي قرارات مستقبلية تخص المؤسسة. كما جرى تعيين الشيخة مريم آل ثاني في منصب القائم بأعمال المدير العام، ومريم الهاجري القائم بمهام مدير التقنية بمقر الجمعية في قطر. وكانت آل ثاني تشغل منصب نائب مدير عام البلاغ، في حين كانت الهاجري مديرة إدارة تكنولوجيا المعلومات بـإسلام اون لاين .
ولكن الانصارى لم يستجب لقرارات الشيخ بل نفى لقناة (الجزيرة) أن يكون للبلاغ موظفين من الأساس في مصر، وأن الذي يربطهم بمصر عقد بين الجمعية وشركة ميديا انتر نشونال – الاخوانية – وهذه الأخيرة هي المسئولة أمام الجمعية وليس أحدا آخر .
وقصة هذا الموقع بدأت فى أكتوبر 1999م،حيث جرى إطلاق (إسلام أون لاين.نت) كموقع على الإنترنت ذو رسالة شاملة "إسلامية – وهابية - المضمون، متنوعة الخدمات، متعددة اللغات"، وأيضاً كبداية لمشروع هادف على الشبكة العالمية ذات الإمكانات "الهائلة في الإيصال والاتصال"، والتي كانت قد ظهرت قبل ذلك بسنوات قليلة (بين عامي 1996ــ 1997).

أراد الشيخ يوسف القرضاوي ومعه "نخبة من الخبراء والمختصين في السياسة والاقتصاد والإعلام والاجتماع والتكنولوجيا والفنون" أن يكون له موقع بين الأزهر المصري واللجنة الدائمة للإفتاء السعودي الوهابي ، وحتى يتعامل معهم معاملة الأنداد ببعده الاخوانى القطري ، دون أن يكون مرتبطًا أو معبرًا تعبيرا مباشرا عن جهة وحتى يكون هو الورقة الرابحة فى الصراع الوهابي الوهابي أو يختزل الوجود السني الوهابي فى شخصه .

بدأ (إسلام أون لاين) العمل صغيرًا في القاهرة، موقع ناشيء يقوم عليه عدد قليل من الأفراد، وعلى مدار أكثر من عشر سنوات من العمل الدؤوب، والجهد المتواصل المشهود له بالكفاءة والنجاح لعشرات من الباحثين والصحفيين والإداريين والكتاب والمحللين أخذ المشروع يكبر ويتوسع شيئا فشيئا إلى أن صار ـ حاليا ـ مؤسسة إعلامية عالمية ضخمة، تضم عدد كبير من المواقع على الشبكة العنكبوتية، وتصدر عشرات الكتب المطبوعة والأبحاث، وتخرج عددا من الدوريات المتخصصة، في الشرق والغرب، كما قدمت خدمات متنوعة بينها المكتبة الرقمية، ومركز التدريب الإلكتروني "تواصل"، وخدمة البث الإذاعي، ومكتب المشروعات، حتى استطاعت خلال هذه الفترة أن تكون جزءا حاضرا في النقاش العام حول واقع ومستقبل الأمة العربية والإسلامية.

يتبع إسلام أون لاين جمعية (البلاغ) الثقافية لخدمة الإسلام علي الإنترنت التي مقرها الدوحة، وهي جمعية أنشئت عام 1998م بقرار من وزارة الأوقاف القطرية، وتتلقى دعما مباشرًا من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وزوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند، ويرأس مجلس إدارتها الشيخ القرضاوي.

بدأت البلاغ ككيان شرعي لجمع الأموال للموقع وإدارتها، ولما كان من غير القانوني أن تتولى إدارته لأنها جمعية خيرية غير مصرية فقد أنشأت شركة "ميديا إنترناشونال" للإعلام لتدير الموقع من مصر، وبذلك صار الموقع مساهمة مصرية برأس مال عربي (قطري سعودي)، وهو ما حقق في الوقت نفسه الفصل بين رأس المال والعملية التحريرية…. إلى هنا والأمور تسير بشكل عادي، وفي تناغم نادر يعمل الجميع كحلية نحل: في القاهرة (المقر الرئيسي لإسلام أون لاين) وفي الدوحة (مقر البلاغ) والمراسلون والإعلاميون في جميع عواصم العالم، إلى أن باغتت الجميع الأزمة الحالية.
ولعل أحداث " إسلام اون لاين" ترتبط ارتباطا وثيقا بحادثين سابقين هما :
الأول: أحداث سبتمبر /أيلول 2008 حين راح القرضاوى يدعم محور الاعتدال العربي ومعهم أمريكا وإسرائيل ضد محور الصمود المتمثل فى سوريا وحزب الله وإيران ؛ محذرا من التوسع – التبشير – الشيعي فى المجتمعات السنية ، والتي – على حد قوله – ليس لديها حصانه ذاتية ضد التشيع ومن قاهرة المعز الفاطمية الشيعية – سابقا – راح القرضاوى يطلق نفير الحرب على الشيعة والتشيع وتصور فى هذه اللحظة أنه يقود المنطقة إلى أتون الحرب على الشيعة لنصرة السنة – حلفاء أمريكا وإسرائيل طبعا – وظل طوال عام كامل يثير الفتن والأحقاد المذهبية والطائفية مستغل جمعية البلاغ وموقع إسلام اون لاين وصفته كرئيس للاتحاد العالمي – دكانه الخاص- وحين خرج عليه قيادات كانت محسوبة على الدكان أصيب المذكور بخيبة رجاء ، وكان الخزي والعار والشنار حليفهم .
الثاني : كان للتغيرات التي حدثت فى مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ، والتي تقول أدنى قراءة لها أنها انشقاق بين الإخوان والارتباطات الإقليمية والمخابراتية فى المنطقة والتي تعنى استغناء الغز عن خدمة العبيد .
من هنا نفهم ان دور كافور القرضاوى الذي ظن أنه ما إن يموت ابن طولون حتى يصل للسلطة ، فإذا بابن طولون وابن عيسى وابن مبارك وبن سعود يطيحون بأحلام فضيلته بصدور القرار القطري الرسمي بإقالة القرضاوي من رئاسة مجلس إدارة جمعية البلاغ الثقافية ولم ينفعه الذين جلبوه من دولة الجزيرة من اجل تبرير ذبح شيعة آل البيت ولم يحاولو أن يترأفوا بالشيخ الطاعن .
بما يعنى أن السلطات الإقليمية قد استغنت عن خدمات أمثال الشيخ النابولسى الذي قال يوما :" لو أن معي عشرة أسهم لضرب بتسعة المغاربة – يقصد الشيعة المصريين إبان الدولة الفاطمية – وواحدة فى الفرنجة إن بقت !!كون
التساؤل والدرس الأخير للقرضاوى ولكل قراضاوية القوم :" ما هي آخر خدمة الغز ....؟؟؟

محمود جابر
كاتب وباحث مصر
مدير مركز النور للدراسات - القاهرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خارج
حمورابي ( 2010 / 3 / 25 - 18:38 )
القرضاوي خارج التغطية .


2 - هذا جزاء من يناصر الظالمين
محمد مراد ( 2010 / 3 / 25 - 22:52 )
يقول الامام على بن ابى طالب :- من سن سيف البغى قتل به -.
فلقد راح الشيخ يغرى النظم الظالمة والحاكمة على مخالفيها من الشيعة والشيوعيين والاحرار .
وها هو اليوم يتجرع من نفس الكأس .


3 - ما هذا التخلف؟
أحمد فرماوي ( 2010 / 3 / 26 - 10:38 )
ما هذا الهراء والتهريج الذي نعيشه ألا نعي العالم من حولنا ألا نعيش الواقع؟
ما إسلام أون لاين ؟ وما هذه المسخرة ؟
نحتاج علم أون لاين تنوير أون لاين فكر أون لاين حضارة أونلاين
كفاكم إغراقاً للبلد في التوافه والخرافات

اخر الافلام

.. أزمة تجنيد المتدينين اليهود تتصدر العناوين الرئيسية في وسائل


.. 134-An-Nisa




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي