الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلف الأبواب المغلقة

هيفاء حيدر

2010 / 3 / 26
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



سنوات عديدة مضت حيث كان كل شيء يدور خلف الأبواب المغلقة ,انها الأمور الخاصة التي لا يجب الأطلاع عليها للأخرين , بداية الأحساس بالظلم و التمييز , وبداية المحاولات الأولى وأسئلتها الكبيرة .
أنعيش هذا لأننا نساء؟
و كيف استمدت كل تلك القوة لتنتج سلطة باتت أقوى مع مرور الزمان؟
ظلم تعود جذوره الى عهود موغلة في القدم , عندما قام التمييز بين النساء و الرجال على مجموعات عديدة من المواقف و السلوكيات المبنية على التفرقة ليس على أساس الجنس و حسب ,بل أكثر من ذلك لتولد مكانة دونية ما زلنا نعاني منها يوما" على أثر يوم .
تجليات أتت بفرز طبيعي للأدوار التي أعطيت لكل منا , فالمرأة داخل الأسرة بشكل رئيسي أي مختصة بالشؤون الأسرية , بحيث أصبحت المرأة معنية بكل ما يتعلق بمفردات حياة الأسرة لدرجة أطلق عليها "ربة البيت" , البيت الذي أغلقت ابوابه وأوصدت نوافذه بشكل محكم .
أصبحت جميع الأدوار تدور في فلك العلاقة ما بين المرأة وما يتحرك من حولها ,الأولاد ,الزوج, والثابت و المتحرك من أشياء اخرى تضاف حسب ما رسم من دور عليها أن تقوم به و تقيم على أساسه و لا تخرج عنه حتى للشديد القوي من الأحداث , واجبات يجب أن تقوم بها وحقوق يجب أن لا تعرف عنها ولا أن تفكر بها .لا وقت لمزيد من المعرفة ولا لطرح الأسئلة ,عليها أن تكون فاعلة في التلقي متقنة للدور حتى لا تتحول الى ثابت غير معني بحركة المتحول في عالمها المليء بالصمت المطبق .
داخل البيت هذا حددت معالم المستقبل القادم ووضعت خطوط الحركة المسموح بها تحت ظلال ظروف المجتمع الخارجي ظروف اقتصادية وسياسية وثقافية ودينية كانت هذه الأخيرة تعطي الشرعية لغيرها , كي لا ينمو الدور ولا يسمح له أن يتطور ليتسنى له أن يرى ما يدور في عالم الفضاء الخارجي .


و زاد من تكريسه تلك الأفكار التي تدعو الى أن مكانة المرأة عليها أن تبقى حيث الحياة المنزلية الخاصة انها مملكة السموات ذات الطبقة الواحدة , لم يتسنى للمرأة أن تستوي لا قبلها و لا بعدها , مكانة تليق بالنساء فقط حيث كان النظام الأبوي يسير بنسق أفقي يمتد الى خارج الأبواب صعودا" يؤلف كما يشاء هيكلا" مزعوما" ومدعوما" بمنظومة من العادات و التقاليد و الموروث الديني , الذي تارة يقال انه لا يمت بصلة الى التعاليم الذي أرستها الديانات وتارة يقال أن المشكلة تكمن في الفهم الخاطئ لتلك الرسالات السماوية.
فهم ما زال يتعذر علينا أن" نفهم" تعاليمه التي رسمت بتأني متناهي في الدقة و الوضوح .لدرجة انه بات من أكبر المتأمرين في البقاء على هذا الوضع لعقود طويلة ما زالت تجلياتها تصبح أكثر وضوحا" في معظمها الى وقتنا الحالي تخدم بطريركية تمددت بشكل عامودي كذلك .
انه واقع متعدد الأوجه و الأبعاد السياسية والثقافية و الأجتماعية أفرزت بكل تجلي قضيتنا الخاصة قضية النساء .
المكانة الدونية التي وضعت المرأة بها , تلك المكانة التي قامت و أسست على علاقات قوة غير متكافئة ,يشوبها الخلل ما بين طرفي معادلة في محورها الأول جانب القوة "هو" في مواجهة طرف أضعف "هي" , وسم كذلك دونية المكانة في موقع الأنتاج وغيره من علاقات الجنس و الأنجاب , مواقع قادت لتمييز وانتقاص في المكانة و الحقوق .وليبقى التمييز و القهر و التبعية و الأقصاء و الأختزال سمات تعبر عن عالم النساء و أوضاع ما يعشن من معاناة لظروف تاريخية لا دخل لتشكيل الطبيعة فيها .
أنها قضية ليست خارجة عن الظروف و لا معزولة عن تشكيلات و نظام المجتمعات التي نعيش بها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصيحة أحمد الخفاجي عن الزواج.. ويحدد الفنانة المرشحة للغناء


.. الكورة للبنات .. نيجار إسلام 15سنة لاعبة توت عنخ آمون الفائز




.. تفاعلكم | قضية اغتصاب الأطفال في لبنان تتصاعد.. أسماء وتفاصي


.. شرطة بريطانيا تستنجد بالمواطنين للعثور على امرأة حامل هربت م




.. -سنرفع من وتيرة نضالنا أمام الذهنية الأبوية-