الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة قصة قهر و ظلم طويلة

عهد صوفان

2010 / 3 / 27
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


من منا لا يعرف المرأة إنها الأم الحنون. إنها الزوجة رفيقة الدرب الطويل.هي الأخت والابنة. هي عالم أجمل ما فيه أنها امرأة....
كائن مملوء بأرق الأحاسيس وأصدق العواطف. كائن يملأ الوجود سحرا وجمالا وروعة. أحبها الجميع ومن شدة حبهم لها ورغبتهم في امتلاكها طوقوها بالقيود والأعراف والتقاليد وأقنعوها بأنها لاتستطيع الحياة بدونهم وبدون قوانينهم..أرادوها لهم جزءا من رغباتهم وشهواتهم فحجروها في البيوت وداخل الأسوار. حجروا على عقلها وخزنوا فيه خرافات وأفكاراً تزيد من تسلطهم عليها...حتى غدت المرأة عدوة نفسها لأنها اقتنعت بعدم صلاحيتها لمعظم الأعمال. وبأنها مخلوق ضعيف لمتعة الرجال...هي ناقصة عقل وقوة. هي ضعيفة ومستهدفة من الشيطان. هي سبب كل البلاء والشرور وهي سبب الفتنة والرجال ضحاياها...هكذا كانت الطريق للسيطرة على هذا المخلوق اللطيف الذي نحتاجه قويا وليس ضعيفا نحتاجه منتصبا يقود ويؤثر في الحياة...ونكسة المرأة الكبرى كانت عند قدوم الأديان السماوية والتي حطت من قيمة و قدر المرأة باسم المقدس وباسم الخالق الذي لا يمكن الاعتراض عليه. قيدوا المرأة باسم المقدس وقالوا كل سوء فيها باسمه ...
لقد وجد الطامعون في امتلاك هذا الملاك حجة قوية في بعض النصوص الدينية التي قدمت المرأة بمنزلة ثانية أقل من منزلة الرجل. بل اجتهدوا وتفننوا في تفسير النصوص وأضافوا عليها مزاجهم تحت عنوان التقاليد والتراث الذي لا يمسّ لأن مسّه هو مسّ للهوية الشخصية وذهبوا إلى أبعد من هذا بكثير فربطوا أخلاق المجتمع "ذكوراً وإناثاً" بالمرأة...فالمرأة هي شرف العائلة. ولا يجوز تجاوز الخطوط الحمر المرسومة اجتماعيا لأن ذلك يعني انتهاك لشرف العائلة رجالا ونساء...أما الرجل فهو بريء من كل ذلك....لأن سلوكه لا يعيبه ولا ينقص من قدر وقيمة العائلة....أصبحت المرأة في مجتمعاتنا عارا على أهلها....فكانوا يبكون لولادة البنت ويقيمون الأفراح والليالي الملاح لقدوم المولود الذكر...لأن البنت كانت تمثل عبئا على عائلتها من الصعب تحمله. فكل سلوكياتها هي موضع شك وارتياب..وهي مدانة مسبقا وفي كل حادثة تجري تكون المدانة من قبل الجميع لذلك وخوفا من تورم هذا الضغط وانفجاره تم الحجر عليها لتستريح وتريح....فحجبوها ونقبوها وأغلقوا عليها الأبواب. وللتخلص منها مبكراً شرعوا الزواج المبكر لها دون رأيها وعلمها وقبل بلوغها الجسدي والعقلي....وتركوها تصارع أهوال الحياة طفلة لا تعرف من الحياة شيئا...
قصة قهر وظلم طويلة ابتدأت ربما مع ظهور الحياة...ظلم وجرح طال كثيرا . هذا الكائن اللطيف الذي يمسح دموعنا ويربينا ويعدنا للحياة....المرأة هي مدرسة الحياة. والمدرسة تحتاج إلى دعم وعون ومساعدة. تحتاج القوة اللازمة لاستمرار الحياة....
كيف لها أن تعطي القوة وهي لا تملكها؟
كيف لها أن تحسن التربية وهي لم تتعلم كيف تربي وكيف تغرس المفاهيم الأخلاقية؟
كيف لها أن تعمر النفوس وهي منكسرة بزواج رجلها من غيرها وباتهامها بنقص عقلها وعدم كفاءتها؟
كيف لها أن تعلم أبناءها أن ينظروا للحياة بجمال وحب وفرح وهي مسجونة ضمن أسوار وأسوار من التقاليد والأساطير التي تحجب نور الحياة؟
كيف لها أن تعلم وتنير عقول أبنائها وهي حبيسة البيت ؟لا تتعلم لأن خروجها حرام...لا غناء ولا موسيقى ولا رياضة ولا سفر ولا...
كيف نطلب منها أن تفعل المعجزات؟ ويداها مكبلتان بالقيود الاجتماعية والعادات القديمة.
كيف لها أن تبدع وتقود؟ وعقلها تبرمج على الطاعة والخنوع لإرادة الرجال القوامين عليها.
كيف لها أن تقاوم زيادة التطرف والتدين الذي جعلها حرث للرجل يأتيه أنى يشاء؟
كيف لها أن ترى الحياة وهي مغلفة بحجاب ونقاب وجلباب؟؟
عقلها كنز ثمين نحتاجه اليوم محرراً من القيود .نحتاج روحها كملاك يزرع الحب والنقاء.نحتاج حبها وعطفها ودورها في صناعة الإنسان ....
واليوم بعد ثورة المعلومات وسهولة الاتصال....تم فتح نافذة في جدار القهر والظلم ودخل شعاع من نور عالمنا ليضيء لنا ويرينا كم ظلمنا هذه الأم. هذه الأخت. هذه الزوجة...كم افتقدنا إبداعاتها وما يحمله عقلها وقلبها..........
هي كائن جبار وقوي تملك أن تهز العالم وأن تهز عرش الرجال الورقي.لتبني عرشها الذهبي الذي يليق بكائن مثلها...هي أم. والأم فوق كل شيء. و تاج الأمومة لا يضاهيه تاج في الخلود والوجود...هو خلق جديد. هو وجه الحياة القادم.
هي نصف مجتمعنا الأفضل هي النصف المكبل بأساطير الرجال ليسهل عليهم بسط السيطرة والنفوذ وامتلاك القرار...لكن الحياة حضارة وثقافة وابداع وطريقها صعب بل مستحيل عبوره دون مساهمة وعطاء المرأة, والمكابرة هنا لاتفيد والصراخ والزجر لا يفيد. فلنخلع ثوب الماضي المهترىء وعاداته وسلوكياته التي أعاقت قيام المرأة بدورها ولنغير الأفكار التي تدفع لتغيير القوانين والدساتير والتشريعات الذكورية لصالح حرية وابداع المرأة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النصف الأفضل
مرثا ( 2010 / 3 / 27 - 14:00 )
سلام ونعمة لك الأستاذ الفاضل : ماأجمل ان تكون نظرة بعض الرجال للمرأة حقيقية وصحيحة
هذا يعطي أمل ورجاء انه ربما يأتي اليوم الذي يكون فيه كل الرجل مساندا للمرأة تماما ، مع انه يبدوا بعيدا تحقيق هذا الأمل في ظل النظرة الدونية للمرأة واعتبارها عورة والعمل على تحجيبها وتنقبها حتى لاتفسد الصلاة ،
حقا احييك على كل كلمة قوية كتبتها في هذا المقال انصافا لحق المرأة ، فنحن لانتخيل ماذا سيكون حالنا اذا فكت قيود المرأة وهى كما تفضلت وقلت النصف الأفضل في المجتمع ، سيدي كم من طاقات لدى المرأة مكبلة ومعطلة عن العطاء في المجتمع فقدراتها مبدعة ومبتكرة ،المرأة مبدعة في التخطيط وفي الإهتمام بالتفاصيل والتفكير بالمنطق والقدرة على تحمل الظروف الصعبة وغيرها الكثير من المواهب غير المستخدمة إلا في أضيق الحدود . ووقوفها وعملها بجانب الرجل سيعطي للعالم معنى أجمل وللعمل معنى افضل
تقديري واحترامي لشخصك


2 - إلى الأخت مرثا
عهد صوفان ( 2010 / 3 / 28 - 10:19 )
أشكرك أختي وما قلته عن المرأة هو الحقيقةالتي يحاول أن ينكرها البعض فالمرأة هي النصف الأجمل والأهم في الحياة ومهما همشوها وكبلوها لا بد لها أن تنتصر. لكن عليها أن تصنع رجالا يكونون عونا لها لا ضدها وهناك رجال كثيرون غيري يعرفون حقيقة وجوهر المرأة وأعتقد أن فجرا جديدا بدأ مع المرأة...


3 - أخي الكاتب المبدع
نادر عبدالله صابر ( 2010 / 3 / 28 - 12:56 )
عمت مساءا
كل ما تقوله هو صحيح وهذا هو موروثنا الذي نسميه دين وعادات وتقاليد , لكن المرأة ايضا هي مسؤولة عما ال اليه وضعها !!! فيجب ان تمتلك الجرأة الكافية لتقول لا كبيرة بوجه كل من يقمعها ... أنا الان اتذكر اختي التي ما تفتأ تلقي على محاضرات عن تكريم الأسلام للمرأة وأعطائها حقوق تفوق حقوقها في الغرب !!!!! ما رأيك في هذا التعتيم الفكري ؟؟؟؟أليست اذن المرأة مسؤولة بطريقة أو بأخرى ؟؟؟ . ه
شكرا لموضوعك الشيق


4 - الحبيب محمد الحلو
عهد صوفان ( 2010 / 3 / 28 - 14:23 )
شكرا لك أيها لرائع صحيح هذا هو موروثنا ولكن المرأة تستحق أن نساعدها ونقف معها وعليها أيضا الدور الأكبر لتتحرر من هذا الموروث وهي تمتلك كل القوة وكل الحق في ذلك فقط إن هي وثقت بنفسها وبعقلها ونظرت ايجابيا لمقدراتها...شكرا لك


5 - ليس كل النساء يستحقون الاحترام
دَوسر ( 2010 / 3 / 29 - 06:59 )
جميل كلامك عن المرأة يا عهد صوفان
ولكن النقطة الوحيدة التي أريد أن أناقشها معك
هي أن بعض النساء لا يستأهلن أي احترام لأنهم يتصرفون بكل فوضوية وليس بهم من الجنس اللطيف شعرة واحدة
ولهذا يجب علينا التمييز بين المرأة المرأة وبين المرأة المسترجلة المتهتكة التي لا تحترم نفسها أو غيرها ، وهن كثيرات
ولماذا نحاسب الرجل الأرعن الغبي الثرثار ولا تحاسب المرأة التي على شكله ؟
ولو كنا نؤمن بحقوق المرأة فلا يجب أن نعاملها أحسن من الرجل
لأنهم متساوين في الحقوق والواجبات
مع كل حبي للمرأة فأنا لست ضدها ، ويوم سأتزوج سأعاملها كما أعامل نفسي


6 - الى أخي دوسر
عهد صوفان ( 2010 / 3 / 29 - 18:21 )
المرأة صناعة البيئة والمجتمع الذي تربت فيه شأنها شأن الرجل فعندما نحسن الصناعة سنحصل على أرقى مخلوق في الوجود الذي هو أمك وزوجتك وأختك.أنت لم تتزوج بعد ولم تقترب كثيرا من المرأة وعندما تتزوج تتغير كثير من مفاهيمك عن المرأة. صحيح أن بعض النساء سيئات ولكن ذلك ليس القاعدة العامة بالإضافة الى ذلك لن تتطور حياتنا بدون يد المرأة وعطفها وحنانها ....

اخر الافلام

.. العربية ويكند | استطلاع أميركي: الرجال أكثر سعادة بوظائفهم م


.. عضو نقابة الصحفيين أميرة محمد




.. توقيف سنية الدهماني يوحد صوت المحامينات في البلاد


.. فتحية السعيدي ناشطة نسوية وأخصائية في علم الاجتماع




.. المحامية بركة بودربالة