الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بقايا الصوت

هيفاء حيدر

2010 / 3 / 27
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


بقايا الصوت

في كثير من الأحيان لا يتسنى للمرأة منا أن تسترق بعض النظر كي تلقي و لو نظرة سريعة على الماضي الذي حمل لها في طياته الكثير من المعاناة و الألام , انه الوقت الذي بات يسرق منا حتى أقصر اللحظات .منذ فترة ليست بالقصيرة لم يعد يتسنى لي ولو القليل من الوقت كي استمع لصوتي وانا أحثه الخطى في وقفة مراجعة لهذا التاريخ الملئ بقضايا العنف و الأضطهاد والى ما ألت اليه قضايانا التي لم يعد هناك من فواصل ما بين الخاص منها و ما بين العام و خاصة نحن معشر النساء اللواتي ما زلنا نكابد العيش في عالم مليء بعوالم العالم الثالث و أطراف النزاع فيه حول هل ما زالت النساء بحاجة الى مزيد من الحقوق أم انهن قد استكفين ؟
وهل ما زال هناك من مكان في جعبتهن للمطالبة بالمزيد من الحقوق المهدورة ؟
أو أن هناك اولويات بحاجة اليها بلداننا قبل ان نتحدث عن حقوق منقوصة أو كاملة للنساء؟
هي أسئلة ما زالت تراوح في مكانها منذ عقود خلت و ما زالت الفتاوى تتكاثر بها و لها ,من نوع أليس أفضل للنساء من أن يعدن أدراجهن الى البيوت كي يتيحوا للرجال احتلال فرص العمل ؟
و كأن سوق العمل قد فاضت عن الحاجة للأيدي العاملة , و كأن الأجور تتيح العيش بكرامة لمن يتهيء له انه لا يلبس طاقية البطالة المقنعة ؟
و نعود لنسمع المزيد من عوالم أعطاء الحقوق ليصل الحد بالبعض الى القول متسائلا" وماذا تريد النساء أكثر من ذلك ؟ لقد أخذ ت حقوقها و زيادة حبة؟


تكثر الأسئلة و أغلبها يأخذ طابع الفتاوي من باب اللغو في الكلام عند الحديث عن حقوق النساء و حريتهن المسلوبة . قد لا يجد الكثيرين ممن يعتقدون انهم يتحدثون بسلطة من يعطي الحق أو يهبه ,أية صعوبة من أن يقرر ان وجود وزيرة هنا أو عدد من النساء تحت قبة البرلمان هناك. أمر اكثر من كاف لأعطاء صورة بهية عن أوضاع البلد و حال النساء فيها وكفى بذلك الله المؤمنين من الرجال شر القتال .
في اكثر من فترة كنت بحاجة ان استرق الانتباه لأفكاري و هي تتداعى الواحدة تلو الاخرى و أنا أحث الخطى في رحلة البحث عن اصداء بعض المعارك التي نخوضها هنا أو هناك في معظم دولنا العربية في سعينا الى اجراء التعديل و لو في النذر اليسير من تلك النصوص القانونية التي ما زالت تتكئ بأريحية على غابر العصور و مر الدهور فيها , و خاصة تلك التي تمس بشكل مباشر حياتنا اليومية في قضايا الزواج و الطلاق و النفقة و غيرها في قانون الأحوال الشخصية الذي على ما يبدو أنه عصي على التغيير و التبديل الأ بمشيئة الخالق , الذي تبارى العديد من فقهاء الأفتاء الى رفع لواء الدفاع عن تارخ الأمة الذي ستهدره النساء و تقوص دعائمه . عندما يمس الأمر المطالبة بالحقوق قبل ان يتسنى لنا الحديث عن المساواة فيها يتبرع العديد من الرجال كي يذكروا المجتمع و يسمعونا الكلام لنا كذلك أن هناك نصوص لا تمس أنها شريعة, منزلة , مقدسة , الحديث بها يشكل حساسية مرهفة , خطرة , تصل خطورتها اقامة الحد ,؟ فنحن في زمن المسلمات من التابوهات و المرغوب و الممنوع و أنصاف العقول و ذوات الضلع القاصر و المكسور , و هذا موضوع أخر بتنا بأمس الحاجة أن نتحدث به ف الى متى ستبقى هذه الأقاويل يشار اليها بالبنان و كأنها مسلمات ليست بحاجة لبراهين على صحتها و استمرار فاعلية تأثيرها المدمر .
الحديث عن أوضاع النساء و مطالباتهن يجب أن لا يبقى منقوصا" وحيد الجانب و كأن لا حاجة بنا للحديث عن حقوق متكاملة لمعشر الرجال و النساء سوية. فربما نحن نمر في أحلك الظروف للحديث على قدم المساواة و من على منبر واحد حول حقوقنا كجزء من حقوق الأنسان قبل أن يتبرع البعض بالأنقضاض على أي صوت نسائي مطلبي و لو بالحدود الدنيا لحفظ كرامة من نتغنى بأنهن بنسبة مئوية تساوي النصف في التمثيل السكاني .
ربما نكون بحاجة الى المزيد من الأبعاد في حياتنا أكثر من البعد الرابع و الخامس حتى نستطيع ايجاد الوقت كي نسمع صوتنا بداية و نسمعه للأخرين وربما لم نوفي كل مراحلنا النضالية حقها في نضوج ظروف ذاتية و موضوعية لم نكن أصلا" فاعلات فيها , و نحن نحاول الخروج من دوامة المنهي و المنهي عنه و الحرام و المبغض و المستبغض ,
انها فقط بعض الوقت المستقطع لدينا و نحن نلقي نظرة سريعة على الماضي الذي سوف لن ننتظر الأبعاد بعد ذلك كي توفر لنا ظروفا" أفضل كي نستطيع أن نمارس بحرية ما نشعر أنه بات من الضروري لأستكمال دورة الحياة عندنا .

هيفاء حيدر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصيحة أحمد الخفاجي عن الزواج.. ويحدد الفنانة المرشحة للغناء


.. الكورة للبنات .. نيجار إسلام 15سنة لاعبة توت عنخ آمون الفائز




.. تفاعلكم | قضية اغتصاب الأطفال في لبنان تتصاعد.. أسماء وتفاصي


.. شرطة بريطانيا تستنجد بالمواطنين للعثور على امرأة حامل هربت م




.. -سنرفع من وتيرة نضالنا أمام الذهنية الأبوية-