الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعد القومى وضرورة اعادة الاعتبار اليه

عبد العزيز الخاطر

2010 / 3 / 28
المجتمع المدني



لوتساءلنا لماذا تعقد القمم العربيه ولماذا هى عربيه؟ لكان الجواب لاننا امه عربيه واحده من المحيط الى الخليج هذا الجواب المدرسى كان مطابقا للواقع والحقيقه فى حينه عندما كان الالتحام على اشده من القيادات والشعوب وعندما كان البعد القومى طاغيا على ما سواه من نوازع واهداف جزئيه لايمكن لامه بمثل هذا الاكتناز والتركز القومى حيث يبدو وكأنه المعطى الوحيد لهذه الامه بشكل يجعلها متفرده عن غيرها به دون سواه لغة ودينا وتاريخا وتراثا لايمكن لهاان تتجاوزه سلبيا باسقاطه دون استثماره الاستثمار الامثل الذى يجعل منه دافعا ومؤسسا لثقافه تعلو به عن الشطط والعنصريه. ان القمم العربيه فى عقودنا القليله السابقه تشهد عل خطيئتنا كأمه فى التنكر لقوميتنا انتصارا لقطريتنا وتشهد على تنكرنا لمسؤلياتنا التاريخيه تتويجا لمكاسبنا الضيقه لذلك كانت تلك القمم اشبه بتجمع رجال اعمال باجنداتهم الشخصيه وحساباتهم الفرديه فكان التشرذم وكان الهوان حتى اتى الامر على مقدسات الامه وتهديدها بالازاله. عندما اصبحت القوميه سبه وتهمه انكفأ الجميع حول ذواتهم فتحول الحزب الى عشيره وتحول الدين الى طائفه وتحول الشعب الى قبيله عندما وضع الدين فى تعارض مع القوميه انشطر الاثنان الى اديان وقوميات والامة تنتقل من نظرة قاصره الى نظرة اقصر حتى اصبحت الدول دويلات والزعامه زعامات واصبح الحاضر مرتعا بدلا من الاعتبار للمستقبل حيث الموئل والعاقبه. عندما اعتبر العيب فى النظريه وليس فى التطبيق زاغ البصر ,عندما اسقط المعطى الالهى "هذه امتكم امة واحده" والرابط القومى"انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" وتصرف القوم بعيدا عنهما ضاعت الامه هوية وانتسابا. عندما استقبلنا العولمه دون هوية ثابته مرتكزه على قوميه يشهد التاريخ بمدى تجذرها فى اعماقه جعلت منا اسواقا صغرى لتجار كبار لانستطيع مجابهتهم فرادى على الرغم من انهم يستغلون خيرات ارضنا كماده خام ووقود لعولمتهم هذا مصير من يتنكر لتاريخه ويعود القهقرى الى زمن الدويلات التى شهدتها اوروبا وتجاوزتها بحكمتها وايثارها للمستقبل على الحاضر والمجتمع على الفرد.
ان القمه المنعقده فى سرت بليبيا وكلمات كل من سمو الامير المفدى والزعيم الليبى والامين العام للجامعه العربيه كلها تؤكد على اهمية البعد القومى المنسى ان التنكر لهذا البعد تنكر للشعوب وبدون الشعوب لايستطيع التاريخ ان يتحرك مهما بلغت قوة الافراد ومكانتهم وبطشهم لذلك يجب التنبه واعادة الاعتبار لمايلى
اولا الايمان الراسخ بان القوميه رابطه اسمى واعلى من كثير من الروابط الدونيه السائده فى عالمنا اليوم كالطائفه عرقيه كانت ام دينيه ااو قبليه
ثانيا ان القمم العربيه تجمع قومى لابد من اعتبار ذلك ولذلك يجب ان يكون الجميع على مستوي الزعامه القوميه وان لاتضللهم اعلامهم القطريه امام الاهداف الكبرى طالما كان المصير واحد وهو ما يسجله التاريخ وتشهده الامه عيانا
ثالثا لابد من الاطار القومى للعمل المشترك مهما كانت المصالح ضيقه والحدود الجغرافيه مانعا
رابعا البعد القومى يمكن تجاوزه باعلاه لاباغفاله فاستبعاده لايمكن ان يتم الا بالنزول ما دونه وهنا الكارثه القائمه والتى نشهدها يوميا على شكل مجازر ودماء تسال فى اقطار الوطن الواحد فى العراق وفى اليمن وغيرها من دولنا العربيه وهى كلهانتيجه للولاءات الضيقه مادون القوميه
خامسا تجاوز اشكاليه الدين والقوميه او الاسلام والعروبه لان لكل مجاله ولايتعارضان سوى فى العقول القاصره تاريخيا ودينيا
لوتاملنا كيف استثمرت اوروبا قومياتها المتعدده والمتناقضه لتكون مجتمع المواطنه والحقوق الدستوريه لبكينا على تاريخ قبرناه ودماء ازهقت وجهود بعثرت وزعماء اكلنا لحومهم امواتا
لقد ان الاوان لتعود الامه الى رشدها هذا امل والعاقبه لمن اهتدى ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عراقيون كلدان لاجئون في لبنان.. ما مصيرهم في ظل الظروف المعي


.. لدعم أوكرانيا وإعادة ذويهم.. عائلات الأسرى تتظاهر في كييف




.. كأس أمم أوروبا: لاجئون أوكرانيون يشجعون منتخب بلادهم في مبار


.. أزمة اللاجئين في مصر: مطالب بدعم دولي يتناسب مع أعباء اللاجئ




.. هغاري: الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل من أجل خلق الظروف لاستع