الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق منقوصة

هيفاء حيدر

2010 / 3 / 29
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



حتى لا تبقى النظرة جزئية لقضايا النساء ومقتصرة على جوانب أحادية منها تأخذ شكل أو أخر من أوجه الأضطهاد و المعاناة التي تعيشها النساء ,وبالتالي تبقى المقترحات و الحلول المطروحة التي تقدم و تناقش, هي أي مبتورة في وصولها الى جذور وأسباب المشكلة , وبالتالي معرفة أشكال القمع و الأضطهاد التي تعاني منها النساء , ونبتعد في تشخيص المشكلة بانها أيضا" مشكلة فكر لا يؤطر للقضية بشكل علمي و منطقي بأن حقوق النساء غير منفصلة عن حقوق الأنسان بل هي تشكل جزءا" لا يتجزأ منها ..ولا يمكن أن نفصل النضال من أجل التحرر لعموم النساء ما لم يربط ذلك أيضا" بحقوق الرجال , اللذين مارسوا اضطهادا" بحق النساء و هم ليسوا أحرارا".

واذا ما أمكننا أن نتحدث عن أصل و جذور الأضطهاد عبر مراحل التاريخ المختلفة فأننا سنتحد ث عن ذاك الأضطهاد الذي حمل في جنباته عبء اضطهاد الرجل و رب العمل في مجتمع يقوم أصلا" على الفرز الطبقي البشع و التقسيم الغير عادل للعمل وتوزيع الثروة وتقاسمها في عهد الطبقات التي تزداد غنى في مقابل طبقات و فئات تزداد بؤس و شقاء, و تزداد بها فئة النساء فقرا" و تحملا" لقوانين السوق التي تبتلع أدميتها وتحولها الى سلعة تنتج سلع .
نجد أن اضطهاد المرأة قد كان و منذ القدم اضطهاد مركب , فكان أول اضطهاد يجمع ويختزل أشكال القمع و التعسف الاخرى عرفه التاريخ حتى قبل معرفتنا بتقسيم العمل بصورته بطابعه الرأسمالي .
عانت المرأة من عنف الزوج أو الرجل أبا" كان أو أخا" الذي يعاني بدوره ويعيش تحت وطأة شروط رب العمل و أزمات المجتمع الأقتصادية و السياسية وافرازاتها الأجتماعية وغيرها . لدرجة يمكن القول فها أن سمات أول اضطهاد عرفه التاريخ كان ذاك الذي عانت منه المرأة , اضطهاد طبقي مجتمعي في ظل قوانين السوق الرأسمالية , الهم الوحيد به زيادة الأنتاج و الربح وسلب العامل رجلا" كان أم امرأة صفته الأنسانية وقوة عملة .

هذا ما جاء به منظري فلسفة الأشتراكية العلمية ماركس و انغلز و من بعدهم لينين في طرحهم لأوجه الأضطهاد بشكل شمولي و بالتالي الحديث عن التحرر الكامل للأنسان , بحيث يتم القضاء على كافة أشكال الأستغلال و الأضطهاد و التمييز في المجتمع ككل من خلال تحرر كل أفراد المجتمع رجالا" و نساء أي تحرير كافة الطبقات ,لا أن تتحرر طبقة من أجل استغلال طبقة غيرها كما حدث مع البرجوازية عندما خلصت المجتمع و انتقلت به من مرحلة الأقطاع لتمارس قمعها وسلطتها وبالتالي تحقق مصالحها الأقتصادية .

ان الوجه الأنساني للفكر التحرري الذي يسعى الى ان يصبح المجتمع الأنساني خال من أي مظهر من مظاهر العنف و الأضطهاد أو الأستلاب يشكل.
عالم لا ينظر به لحقوق المرأة ودورها وبالتالي مكانتها في المجتمع من جانب واحد, و كأنها مخلوق وجد خارج اطار المجتمع , على الأطراف ملقي على الهامش يبيع قوة عمله كي تبقى عجلة الحياة تدور و لو ببطئ تكفل له النزر القليل كي يبقى حيا" . في يتسارع هو ليلحق بخط الفقر الذي يقفز من أمامه و لا يستطيع أن يلحق به .
وحتى لا تبقى المرأة رهينة عنف مركب في حياتها , تطمس هويتها و يتقيد فكرها و توقها الى التحرر كأنسانة كاملة الحقوق , علينا أن نطرح قضايا الحقوق و الواجبات في وتيرة متوازية و في نفس الوقت مع تحرير الرجل الذي يستغل المرأة والذي يكون هو نفسه قد أستغل ذاته وسلبها حريتها , لأن من يسلب انسان حقوقه وحريته لا يمكن أن يكون هو نفسه انسان حر مستقل .
ولأن اضطهاد المرأة كان وليد ظروف اقتصادية و اجتماعية و سياسية ودينية,
كان لا بد ان يتناول خوض معركة الحقوق نضالا" ضد القمع و الأضطهاد
الأقتصادي و السياسي و الأجتماعي و الديني , و ضد تلك المنظومة من العادات و التقاليد المتوارثة من عصور مضت باتت سحيقة في أعماق الماضي وما زالت تتمتع بقوة , كقوة العادة التي أصبحت جذورها راسخة أكثر من القانون نفسه .وتغييرها يحتاج لقوة فوق العادة نفسها و لجرأة لم يعتد البعض على تحمل وزرها بعد .
و التغيير يبدأ من الرجال أنفسهم وهذه مهمة صعبة لا شك بذلك , على الرجال بداية أن ينظروا و يقيموا حقوقهم ذاتهم , وأيضا" أن نرى نحن معشر النساء كيف نخوض معارك لمصلحة الجميع من أفراد المجتمع وحتى تكون الحقوق كاملة و غير منقوصة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ورشة عمل إقليمية تؤكد على ضرورة تعزيز مشاركة المرأة في الشأن


.. مديرة منظمة المرأة العربية فاديا كيوان1




.. لبنان.. معاناة النساء من تفشي ظاهرة العنف الأسري


.. مغربية تلجأ لإحدى جمعيات حماية المرأة بعد تعرضها لعنف زوجي




.. رئيسة جمعية مدراء مؤهلون لمحاربة الفساد جينا شماس