الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجلس الاعلى ..يدفع ثمن السياسه الايرانيه

وليد الخيون

2010 / 3 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تشير نتائج الانتخابات التشريعيه فى العراق برغم اللغط الجارى حول مستوى الانتهاكات والتزوير الذى رافقها الى تدنى مستوى شعبيه وحظورالمجلس الاعلى الاسلامى بقياده السيد عمار الحكيم فى الشارع العراقى وهذا ليس بجديد حيث سبقتها الانتخابات المحليه التى جرت فى كانون الثانى 2009 والتى اظهرت ايضا
هذا التراجع الذى يبدو متسارعا فى ظل الحراك السياسى الذى يشهده البلد .لكن يبدو فان قياده المجلسالاعلى لم تتدارك هذا التراجع بشكل جدى بل تم التعكز
كعاده الاحزاب العربيه على الماضى بكل اشكاله لتجييره للحاضر وهذا تغييب لحاله الوعى الجماهيرى المتصاعد فى فهم الوضع العام للعراق والتاثير الاقليمى
السلبى . لقد شخص المجلس الاعلى واقولها بكل اسف بانه الاداه الايرانيه الضاربه فى الساحه السياسيه العراقيه اكررها للاسف لاننى شخصيا اكن كل الاحترام
والتقدير لكل اطياف المعارضه العراقيه التى قارعت النظام البعثى الدكتاتورى البائد . لقد قدر لقوى المعارضه العراقيه والاسلاميه خصوصا ان تكون ايران هى
الحاضن والداعم لها فى ظل نكوص وخذلان عربى رسمى واضح باستثناء النظام السوري الذى لم يكن فى حاله ود مع النظام العراقى البائد. لقد اصبحت الساحه
الايرانيه هى الارض الخصبه والقاعده اللوجستيه للمعارضه الاسلاميه طيله 3 عقود كثيرا ما اقلقت بانشاطاتها النظام الدكتاتورى البائد ودخل هذا النظام كعادته
فى صفقات سياسيه كان يريد فيها القضاء على تلك المعارضه لم تنجح الصفقات مع ايران لكنها حققت بعض النجاح مع سوريا . ان للعامل الجغرافى الدور الهام
الموثر فى علاقه قوى المعارضه المختلفه التوجهات مع الدوله المضيفه والذى عانت كثيرا منه المعارضه العراقيه . ان وجود قوى المعارضه فى ايران وسوريا
كما هو معلوم كان اختيارا قسرا والدول تلك لم تكن لها نظره بريئه اتجاه المعارضه بل ارات منها ورقه سياسيه ضاغطه للمساومه مع النظام الدكتاتورى البائد
الذى كان لديه كل الاستعداد للتضحيه بكل شىء ومهما كان الثمن مقابل بقاءه فى السلطه لقد كان ذليلا خانعا اما ايران ووقع معها اتفاقيه الجزائر فى 6 اذار 1975
واقتسم شط العرب وقدم تنازلات كبيره وخطيره على ان لا يتحاور او يقدم شى بسيط للمعارضه العراقيه عامه والكرديه خاصه. لا اعتقد كما غيرى من العراقيين
ان التنازلات التى قدمها النظام البائد هى الحل مقابل الحوار مع الحركه الكرديه وتحقيق امال وطموح الشعب الكردى .لكن بعد سقوط النظام بمنظومته السياسيه
والعقائديه والاقتصاديه اصبح للمعارضه وهذا ما ذكرته فى مقالات سابقه مهمات جديده جسيمه وخطيره تتمثل فى بناء دوله وبلد والخروج به الى بر الامان كوطن
لكل العراقيين وطن يتسع للجميع بكل الوانهم القوميه والدينيه والمذهبيه والايمان العميق والواعى بكل تلك الالوان والاطياف ووجودها ودورها الهام والاساسى فى
البناء والتغيير .وتتحمل الاحزاب المعارضه الكبيره مسووءليه تاريخيه فى هذا الوقت العصيب لما لها من تاريخ حافل بالكفاح والجهاد والتضحيات ومالها من ثقل
جماهيرى تتباين فيه .لقد انهزم النظام الدكتاتورى واركان حزبه فى انهيار مريع وسريع يذكرنا بانهيار النازيه الالمانيه فى اب 1945 على يد الجيش الاحمر
السوفيتى لكن الفارق هو لدى قاده الحزب الوطنى النازى الالمانى الشجاعه فى الانتحار على الوقوع اسرى بيد الحلفاء . لقد كان على المجلس الاعلى كونه حركه
منظمه سياسيه ولها تنظيمات اقتصاديه واجتماعيه واعلاميه وجناح عسكرى مجهز باسلحه مختلفه ان عليه العبء الاكبر فى مواجهه التحديات المتصاعده بعد
مرحله سقوط الصنم . لكن الذى حصل وخاصه بعد انتخاباتكانون الثانى 2005 قد اجهض الحلم العراقى الكبير فالمجلس الاعلى لم يعد كما اراد هو او مناصريه
فى الداخل العراقى بعد استشهاد السيد محمد باقر الحكيم فى حزيران 2003 حيث خلف ذلك صدمه كبيره وخساره عظيمه لم يستطيع خلفه المرحوم السيد عبد العزيز
الحكيم من استعابها واخذت السياسه العامه للمجلس الاعلى تتسم بعدم الوضوح فى الكثير من القضايا الهامه والمصيريه وخاصه العلاقه مع التيارا لصدرى تلك
العلاقه التى صلت الى حد الاقتتال فى الشوارع والازقه فى مدن وسط وجنوب العراق والكل يعرف العلاقه الخاصه التى تربط الطرفين مع الجاره اللدود ايران و
كذلك العلاقه مع ايران تلك العلاقه الخاصه فبرغم الانتقاد الرسمى الخجول والشعبى الواضح للسياسه لايرانيه السلبيه ان لم نقول مدمره فى العراق وحتى فى احلك
الازمات مع ايران يلوذ قيادى المجلس الاعلى بالصمت ويصبح الحديث على تدخل دول الجوار تلك الكلمه التى سئمنا سماعها رغم الحضور العربى الكثيف لمؤتمرات
دول الجوار. كان من المفروض بالمجلس الاعلى ان تكون له رؤيه سياسيه وهدف واضح واستراتيجيه فى عراق مابعد سقوط النظام الدكتاتورى البائد تعتمد على فهم
للمواطنه والتاكيد على الهويه الوطنيه للعراق قولا وفعلا وليس احاديث عابره او تصريح على قناه فضائيه بائسه لكن كما يبدو فالمجلس الاعلى لم يتمكن من الخروج
من الشرنقه الايرانيه التى ارادت منه ان يكون مطيه او جسر للعبور الى العراق والتدخل فى شؤونه وبادق التفاصيل فالنفوذ الايرانى لايتسع الحديث هنا عليه لذا ان
المجلس الاعلى عليه ان يراجع سياسته الداخليه ورؤاه المستقبليه اذا اراد ان يكون قوه سياسيه فاعله فى المستقبل والتخندق مع الشعب العاقى وقواه الوطنيه والخيره
والتى تؤمن بعراق حر ديمقراطى اتحادى والاستفاده من تجربتى الانتخابات المحليه والتشريعيه والخروج بسياسه جديده وابدال وجوه قديمه بدماء جديده وهذا شاءن
الاحزاب التى تحترم العمل الحزبى وتقدسه لانه عمل جماهيرى وليس العوده لسياسه الترقيع والحلول الوسطى القصيره العمر. لذا ادعو المجلس الاعلى الى مؤتمر
يحدد الاطر والاهداف المستقبليه فى مرحله دقيقه من تاريخ العراق الحديث وعليه ان لاينسى بان الرقم الصعب فى الائتلاف الوطنى العراقى هو للتيار الصدرى الى
حصد 40 مقعد من 70 مقعد هى الحصيله النهائيه وهذا يعنى على المجلس الاعلى الاتكاء على سياسه وطنيه عراقيه .... ,والله من وراء القصد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكوين- بمواجهة اتهام -الإلحاد والفوضى- في مصر.. فما هو مركز


.. الباحثة في الحضارة الإسلامية سعاد التميمي: بعض النصوص الفقهي




.. الرجال هم من صنع الحروب


.. مختلف عليه| النسويّة الإسلامية والمسيحية




.. كلمة أخيرة - أسامة الجندي وكيل وزارة الأوقاف: نعيش عصرا ذهبي